نصوص أدبية

الريح الحمراء

عبد اللطيف الصافيالهوجاء

مسلحة بهواجس النمل

أينعت في حقول الرمل

أسندت جذعها لظل مترنح

فوق الأرصفة العارية

ومدت جدائلها

حول خصر متقرح

ينزف شظايا نارية

ثم حملت وعودها إلى أبعد مدى

حيث لا سماوات تندى

لا سحاب ينجب رعدا

بعيدا عن المدينة الخرقاء

التي باعت زفرتها المحمومة

وحكاياتها المرشومة

للصوص القوافل الجدد

وقدمت أسرار غبارها

و حصاد هزائمها

الموشومة

تحت اقدام الرعاة

والدعاة

على طبق من زمرد

لآلهة الحديد والمزامير

وصانعي ألعاب البورصة

ومروضي النوارس في فناء الجامع الكبير

الريح الحمراء

الهوجاء

تحملني مكللا بالطين

بعيدا..بعيدا

حيث تورق المدن في الأرحام

تتدلى كروما وعناقيدا...

حيث المرأة مجردة من خطيئتها الأولى

معافاة من حب لا يبتلي

ومن الاكاذيب التي لا تبلى

لا أحصنة امتطيها كفارس جاهلي

يبحث عن سيرته بين بقايا الدم المهدور

دم الفلاسفة والانبياء

والشعراء

الشهداء

لا ذاكرة تحن

أو تئن

أو تثور

لا ظل يستظل به

ولا نور يستضاء به

وحده الليل يقيني

من البداهات المترسبة في شجوني

وحده الليل يبقيني

يقظا في حلمي

حالما في يقظتي

يحررني من كربي

ومن غضبي

يضيء مدنا تعصف في شراييني

ثم يتلاشى

رويدا رويدا

في ضوء يقيني.

***

عبد اللطيف الصافي - المغرب/ كلميم

 في: 17/10/2018

 

في نصوص اليوم