نصوص أدبية
همْسُ السُّكونِ
أرْبكتَ يا همسَ النسيمِ سُكُونِي...
أيقظتَ دَهْرًا غفوتي وعُيونِي
.
ومَررْتَ كالطيف العجيبِ بِفكرتي
توحي إلى الافكارِ صبَّ شُجـــونِ
.
أفشيتَ بيْنَ الذكرياتِ مَواجعِــــــي
فأتَتْ على سَيْلِ الجوى.. أسروني
.
ووجدتُني إعصارَ ريحٍ في الهوى
أنسابُ في الامداء دون عيــــــونِ
.
كالطَّفلة الغراءِ لا تدري متى
عذبُ الصَبا إذ ينتهي بجنونِ
.
أو صرْصَرٍ ينتابُها متعجّلا
لكن ... تراه بنظرةِ المفتونِ
.
أصغيتَ يا همسَ النسيم لوحْدَتي
وأتيتَ بالتذكارِ عندَ ظُنونــــــي
.
ونفختَ في أرجاءِ قلبي عالماَ
لجأتْ له كلُّ العوالمِ دُونــــي
.
خلْتُ النسيمَ على الفؤادِ ربابةً
كاللّحنِ يُغري آهةَ المحزونِ
.
وأتىَ النسيمُ بثغرِ نايٍ نازفًا
نغمًا شجيّا مـــن أسى وأنينِ
.
ينضو اللّحونَ الصادحاتِ معَ الدّوى
من غيمِ عينٍ في الأتونِ هَـــــــتُونِ
.
جيّاشةٌ تلك المعاني في دمي
جياشةٌ ...وجُناتُها ، تَرَكُوني
.
يا أسوةَ فوق المنابرِ مــــــــا دَرى
غضُّ الغصون بقصْفها المشْحونِ
.
جـــنّـبْتُ حِسّي أن يُرَى في رَحْلِكم
ومعَ الهُبوبِ شَمائلي خَــــــدعونِي
.
يا همسُ مثلَ صداك في أبْعاده
تتقطّعُ الانفاسُ إذْ غدَرونـــــي
**
سميرة بن نصر