نصوص أدبية

ذوَبان القلوب من هجران المحبوب

نور الدين صمود(تطاول ليلي ولم أرقُــدِ)*****وبِـتُّ مَـبـيتَ الفتى المُجْهَدِ(1)

وقضَّيْتُ ليلي أراودُ نَوْمي***وواصلـتُ سُهـدي ليوم الغـدِ(2)

(وقيلولتي) فَـتَّحَتْ مقلتي****وشَـرَّدَتِ النومَ عـن مرقـدي(3)

فساءلتُ نفسي: لماذا أراكِ*تخافين  في الليل، (كالصِّفْرِدِ؟) (4)

تَرَى مقلتاكِ ولو في الظلامِ**كما زعم الناسُ في (الهدهـدِ)(5)

فهَذاك أجبنُ ما في الطيورِ****وذلك أبـَصْـرُ مَنْ يَـهْـتـدي(6)

يَرَى الماءَ تحت الترابِ، ويبقَى*مدى العمْر يبحثُ عن مـوردِ

فيا أيها النومُ عُـدْ لي لعلي***أرى فيكَ طيـفَ كثيـرِ الـدَّد (ِ7)

وذا اللهوُ ممن أحِبُّ شَهِيٌّ*****لدَى قلـبيَ الضـائع المُـهتَـدِي

وقلبي غَـدَا كُرَةً في يديْهِ*******وأزْهـوُ بلاعِـبِـها المُـجْـهَـدِ

فخذه وأسـرِعْ به نحوَ مَرْمَى******وسَجِّـلْ به هـدفًـا بالـيـدِ

وكحِّل جفـوني بنوم عميـقٍ*****ونَــوِّرْ دُجَـى ليليَ الأسْـودِ

ودعها تنام عـسَى أن تـَراكَ***وكن في لقائـكَ لي مُسْعِـدي

 لئن كان صبري علـيكَ حـديدًا**فبُعْـدُكَ في القلب كالمِـبْرَدِ 

سيـأكلُـه طالـعًا نـازلا******كما يُــؤكلُ العودُ في الموقـد

***

ا. د. نورالدين صمود

.......................

هوامش

1) صدر البيت الأول تحوير لمطلع قصيدة لامرئ االقيس:

تطاول ليلكَ بالإثمدِ*ونام الخليُّ ولم ترقدِ وبات وباتت له ليلة*كليلة ذي العائر الأرمدِ وذلك من نبإ جاءني*وأُنـْبِئُه عن أبي الأسودِ الخ

2) السهد: هو ذهاب النوم في الليل، وقد سمينا ذهاب النوم سهدا لتواصله في النهار مع الليل.

3) قال عليه السلام: (قيلوا فإن الشياطين لا تقيل).

4) الصِّفْرِدُ: طائر يُضرب به المثل في الخوف.

5) الهدهدُ: طائر معروف ورد ذكره في القرآن الكريم حيث جاء بخبر عن الملكة بلقيس إلى الملك سليمان

6) وفي سورة النمل: (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ(20)لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ(21)

 7) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ(22) إلخ  ويزعم القدماء أنه يهتدي إلى الماء تحت الأرض.

8) هذاك اسم إشارة قليل استعمال وهو للبعيد، ويمكن تعويضه في هذا البيت بـ(فذلك) وقد ورد في قول طَرَفة في معلقته:

9)رأيتُ بني غبراءَ لا يُنكرونني*ولا أهلُ هذاك الطِّرافِ المُعَمَّدِ

10) قال ابن منظور في اللسان: [قال الجوهري: الدَّدُ: اللهو واللعب، وفي الحديث: ما أنا من دَدٍ ولا الدَّدُ مِني] ... وقال وكلم78

11) كلمة  الدد ذكرها طرفة بن العبد في نفس القصيدة:

 كأنَّ حُدُوجَ المالكيةِ، غُدوةً،*خلايا سفينٍ بالنواصف مِنْ دَدِ.

 

في نصوص اليوم