نصوص أدبية

أزفُّ لائي في الميدان

سامي العامريأمضيتُ عمريَ مخدوعاً أنزُّ دما

        وألمحُ الضبعَ في الغابات مبتسما

وقلبي التفَّ بالريحان مندهشاً

      مني ومن جُبنيَ الرفرافِ بيْ عَلَما

أولى الضحايا أنا لكنني مَلِكٌ

       نصبّتُ بالأمس قلبي قاضياً حَكما

وحاجباً يمنع الغافين عن سُرَري

           حتى أفيقَ أنا في البدء فالتَزما

وهمْ غطاريفُ لا تُرجى محبتهم

        لكنْ سياطي تشهتْ رميَهم حُطَما

وهمْ خفافيشُ ليلٍ كم نظرت بهِ

           إلى نجومٍ تغنَّتْ في النهار فما

وحق عينيك لا أقوى أنا أبداً

     على الجراح ولَمْحي ضفدعاً هُزِما

حتى النوارسُ تدري أنني كَلِفٌ

         بغضبة البحر، والبحّارُ قد سَلِما

لكنْ يعزُّ على قلبي المنامُ ضحىً

     في ثوب أفعىً إذا ما البارق احتدما

إنْ يطلبوا عزف عودٍ كنتُ صاحبَهُ

          أزفُّ لائيَ في الميدان، والنَّعَما

أو يطلبوا دَقَّ طبلٍ فالسحاب هنا

      يكسو الزجاجَ بأنغامٍ وكيف رمى؟

إشارةً من يدي في موكبٍ تَرِفٍ

                فالنايُ ملعبُهُ بدءاً ومختَتَما

هذي بلادٌ حباها الجنُّ نشوتَهُ

             فمال عنها شتاءٌ طالما هَجما

يا ليت لي قدحاً أسقي الترابَ به

        ترابَ روحيَ كي أستسهلَ العدما

أو قد أسيرُ لأرضٍ لا حبيبَ بها

      حتى أرى الحُبَّ نحوي سائراً قُدُما

  ***

سامي العامري

برلين ـ كانون الأول ـ 2019

 

في نصوص اليوم