نصوص أدبية

طارق الحلفي: فائض الحب

قُلتُ يَومًا للذي لَوّعَني داخَل صَدري:

دَعْ شَفاعاتِ الغوايةْ

دَعْ مِنَ اللّوعَةِ روحي والضَّياعْ

دَعْك من قولِ النساءِ

والوَميضِ الغضِّ

ما خبَّئن سرًا

تحت ياقوتِ صَداريهُنَّ يومًا

من ينابيع الكلام

دعك منّي

فَلِماذا...؟؟

كُلّما رَفَّ جَناحٌ

رفرفت روحك بالبهجة وامتد حبورك

ولِماذا لا تَدعْني أهدأ الليلَ

لماذا لا تَدعني

...

...

لم يَعِد للقَلبِ قلبٌ

وانا أعرِفُ رُؤياكَ

وأدري بالعَناوين التي غَيّرتَ فيها

شَهقةَ الشوقِ وأجْفَلتَ الهَديل

...

...

وتَأنّى فائِضُ الحُبِّ..

تأنّى وامْتَثَلْ

وعلى نافِذةِ الشّوقِ تَمَلّى بِهدوءٍ..

اسْتَرقَّ السّمعَ

فاخضَرَّ المَساءُ

بأناةٍ..

كَتَمَ اللّوعَةَ بالصّمتِ

وغادر

...

...

وتداعى صمت صوتي

وتداعى

غَسَقًا كان هَسيسُ الشوقِ يَعلو

والندى كان مُغطى بِغِلالاتِ الصّدى

حافِيًا يَمسحُ عَن أذيالِ ثوبي

لَوعةَ الصمتِ الجَّسورةْ

وانا استِرُ خُطوي

بمياهٍ لَعثمَتها عُشبةُ الفيضِ الأخير

عَلّني مِن وَطأةِ الحَيرَةِ اّخْضَّرُ جَلِيًّا

في عَناقيدِ الحُضورِ

...

...

آه كَمْ رِضْتَ لِأسبابِ الغوايَةِ

فلتَدْعني أهدأُ الليلةَ

واهدأْ

**

02

لم يَكُنْ قَلبي ـ وَقاكَ اللهُ شرًا ـ

غَيرَ شَرٍّ

حَيثُ لا يَعْرِفُ إِلَّا اَلْحُبَّ أَمْرًا

فبَكيتُ!!

حَيْثُ لَا يَنْفَعُ نُصْحِي

وَلَانَ القَلبُ لَا يَفْتَأُ أَنْ يَأْخُذَ دَومًا

قَلبَهُ المِسْكينَ مِنْ شَرٍّ لِشَرٍّ

***

طارق الحلفي

في نصوص اليوم