نصوص أدبية
بَـقــايــا
أتـَلـَمَّسُ حَنـْجَرتي
بذبولِ الأصابع ِ والأيام
حيثُ لا صوت في الروحِ
ولا شهقة برق ٍ
في الأفق ِ المُلـَبّد ِ بالاكفان
واقفاً أترنّحُ ...
فوقَ غيمات ِ الأساطير ِ والكلمات
بين اختناق ِ وازدحام القبور ِ
وَحشرجة الدنيا الحبلى بالغياب
يصحبني شبح ٌ
قد تحوّلَ بعدَ سِتـّين ٍ
الى عدم ٍ يتسوّلُ بين السيارات
وعويل ِ السماوات ِ والدخان
ومزابل ِ هذي الأضرحة
يُحاولُ أنْ يهربَ منـّي
و من مدينتِهِ التي أصْبَحَتْ
يافطة ً سوداءَ
ووهماً قديماً
يَستـَجْدي العيون
فادركيني أيّتـُها الذاكرة
دَعِيني أغسلُ أوساخَ الروح ِ
بزقزقةِ الفجر ِ
ونزفِ الطيوف
وَلـْيَكـُن المنفى أجداثنا المعاصرة
لِـيَكـُن الحُبُّ حقيقتنا الخاسرة
وَلـْيَكـُن ما سَيَكون ْ...
فالكرة ُ الأرضيّة ُ ليلٌ وَليل
وحكومات لقيطة ٌ
وسكون ٌ وجنون
فـَلـْيَكـُنْ ما سيكون ْ ...
ما دامَ هناك بَقايا حُلـم ٍ جريح ٍ
وخرائب في القلب ِ
يلعبُ فيها الشوقُ
وتنمو فيها الطحالبُ
والأشباحُ
والذكريات
***
صالح الطائي