نصوص أدبية

حَصّالةٌ بلا نقود

احمد الحليتنشطِرُ ذاتي

إلى ما لا يُعدّ ويُحصى

من الذواتِ الذاهلةِ المقهورةِ

حينَ أمدّ يدي

إلى نهركِ الدافقِ

فلا تعلق بها

قطرةُ ماء

 

يشعُّ غيابُكِ في ظلامي

مثلَ نجمةٍ ماتت

ولم يزل يصِلُنا منها الضياء

 

قلبٌ بغيرِ حبّ

كحصّالةٍ بلا نقود

 

قالت دودةُ القزّ للعنكبوت:

- أشعرُ بالأسفِ لك عزيزي

لأنّ خيوطَكَ ليست بجودةِ خيوطي فقالَ لها؛

ولكنني أصطادُ بها ولا تصيدُني

 

تنزرِعُ في السماءِ نجمة

كلّما استغرقَ عاشقانِ

في قُبلة

 

ما كانَ ليخطرَ ببالي

ان تستعيري من النسرِ مخالبَهُ

لكي تطاردي قلباً

فاضَ به الوجدُ فحلّقَ عاليا

 

حانَ الوقتُ لكِ لكي تعلمي

أن العصافيرَ التي تحتشِدُ

فوق شجرةِ بيتِكم صباحَ كلّ يومٍ

أحدُها يحملُ رسالةً مني إليكِ

 

كلُّ فراديسِ الأرضِ

ليسَ بمقدورِها أن تُغررَ بي

أعلمُ جيّداً أنني

حينَ أبتعدُ خطوةً واحدةً

عن عتبةِ جحيمِكِ

سأضيع 

 

ذابَ جسدُها تماماً

في دورقِ الليلِ

لم يتبقَ منها سوى ياقوتتينِ

تتنقلانِ بخفةٍ من مكانٍ لآخر

قطة سوداء

**

إمرؤ القيس

لم تكن عشيقتُكَ لترضى

ان توزّعَ جسمَها

في جسومٍ كثيرةٍ

مكتفيةً أن توزّعَه بالتساوي بينكما ؛

انتَ وصغيرها

ثمّ لترتشِفَ من شفتيها

ما شئتَ من رحيق **

***

أحمد الحلي

.......................

* في إشارة إلى بيت إمريء القيس الشهير في معلقته:

إذا ما بكى مَنْ خلفَها انصرفت له

بشقّ وتحتي شقّها لم يُحوّلِ

* وفي المقطع إشارة أيضاً إلى بيت عروة ابن الورد الشهير :

أوزّعُ جسمي في جسومٍ كثيرةٍ

وأحسو قراحَ الماءِ والماءُ باردُ

 

في نصوص اليوم