نصوص أدبية

تشكيلها

وليد العرفي نحتُكِ مِنْ صَخْرِ الْأُنُوثَة هَيْكَلًا   

       وأوغلت فِي رُؤْيَا الْخَيَالَات إزميلا

وأرهفْتُ مَا فِي الرُّوحِ دَفْقَ مَشَاعِر  

            أَحْلِّلُ سِيمَاءً إذَا اسْطَعْتُ تَحْلِيلا 

فَمَنْ أَنْتِ يَا أُنْثَى تَجَوْهَر فِكْرَتِي     

     وَفِي لُغَةِ الْإِحْسَاسِ موسقْتِ تَرْتِيلا؟!

وَمَنْ أَنْتِ ــ جلَّ اللَّهُ ــ يُبْدعُ آيَةً       

             تأسلمْتِ قرآناً وثلثْتِ إنْجِيلا؟!

فَسُبْحَانَ مَنْ صَلَّى بِعَيْنَيْكِ سَجْدَةً        

        وسبّحَ فِي الأهدابِ حمْداً وتهليلا

ففيكِ تَجَلَّى الْيَاسَمِينُ بَيَاضَهُ        

         فَمَا يَعْرِفُ الموشورُ لِلَوْنِ تَحْوِيلا 

فَمَا أَنْتِ إلَّا النُّور شَعَّ بصبحِهِ   

          وَمَا أَنْتِ غَيْر النَّجْمِ شعشعْتِهِ ليلا 

وَمَا أَنْتِ إلَّا الْفَرَح يُبرِقُ لَحْظَةً     

          وَكَمْ يُشْتَهَى عُمْرٌ وَلَوْ مَرَّ تَعْجِيلا 

أُحِبُّكِ يَكْفِينِي الشُّعُور أَحَسَّهُ       

     مَتَى تـُرجِمَ الْإِحْسَاسُ بِالْقَوْل تَمْثِيلا؟ 

فَلَا تَسْأَلِي كُنْهَ الْحَقِيقَةِ فِي الْهَوَى    

     فَكَمْ يُرغَبُ الْمَعْلُومِ إنْ ظلّ مَجْهُولا!

أُحِبُّكِ لَا تستعجلي كَشْفَ لغزِهِ     

    فَكَمْ أَعْجَز الْعَرَّافُ فِي الرُّوحِ تَأْوِيلا!

فَمَا أَنْتِ إلَّا الْفَرَح يُرْقُصُ دَاخِلِي  

       وَمَا كُلُّ مَنْ ذاق الهوى كانَ متبولا 

فحبُّكِ إلْهَامٌ لفيضِ قصائدي       

          وَمَا غَيْر إحساسي بِتَعْبِيرِها قيلا 

وَمَا غَيْرِكِ الْأُنْثَى تعقلنُ فِكْرَتِي    

         وَمَا غَيْر مجنوني يُنَادِيك يَا: لَيْلَى

بحبّكِ إحساسي يهندسُ نَبْضَهُ    

         وَفَوْضى حواسي ينتظمْنَهُ تشكيلا

لأبْني عَلَى الْآفَاقِ بُرْجَ سعادتي    

       وأهمسُ فِي سَمِعِ الْفَضَاءِ المواويلا

وَأَمْسَح دَمْعَ الْحُزْنِ مِن هُدْبِ مُقْلَتِي 

            وَأجْعَل كَفَّ الرَّاحَتَيْنِ المناديلا

فَمَا غَيْرُ أنثاكِ الْمَحَبَّةَ أَرْتَضِي     

   وَهَلْ تُقْبَلُ الْأَوْطَانِ فِي الْعَيْشِ تَبْدِيلا؟! 

فَيَا امْرَأَةً  مَا غَيْرِك الْآنَ موطني      

          وَكَمْ غُرْبَةٍ قَدْ عشْتُها قَبْلُ مَقْتُولا!

فوحدَكِ مَنْ بَلّغْتني الْحَبَّ سِدْرَةً    

            لأوقدَ  إحساسي بِعَيْنَيْكِ  قِنْدِيلا 

وَمَا أَنْتِ غَيْرُ الْحَبِّ يرُعشُ      

    خافِقِي فظلّي التَّجلّي لَوْ تخفّيتِ تَعْلِيلا 

لأنقشَ رَسْمَ الْحَبِّ كَيْفَ أصوغُهُ     

          وَفِي لَوْحَةِ الْمَعْنَى أُحَاوِلُ تَنْزِيلا 

وَإِذْ بِي أَرَى الْأَلْوَانَ وَهَجَ عواطفٍ   

                وَإِذْ بفراشاتي يحومْنَ تَقْبِيلا 

فَكَمْ مِنْ فَتًى فِي الْحُبِّ عَاشَ  مُضيَّعاً 

              وَقَلْبٍ بطعناتٍ لديهنَّ قَدْ غِيلا 

ووحدَكِ مَنْ وحَّدْتِني بَعْدَ فرْقَةٍ

         فَصَبَّ فراتي الشَّوْقَ إذْ جِئْتِهِ نيلا 

        ***

د. وليد العرفي

 

في نصوص اليوم