نصوص أدبية

حاشيتان من كتابِ المتاهة

يحيى السماويأريـدُ أنْ أُقـيـمَ فـي عـراقـنـا

أكـثـرَ مـا يـكـونْ


  

(1) قـسـمـة ضـيـزى

لـم أكـنِ الأوّلَ فـي مـعـركـةِ الـذّودِ عـن الـحـمـامِ والـوردِ

ولـن أكـون فـيـهـا الـخـاسِــرَ الأخـيـرْ

*

فـنـحـنُ فـي عـصـرِ الـجـهــادِ الـزُّورِ والـضـيـزى مـن الــقِــســمــةِ

فـالـجـنَّـةُ فـوق الأرضِ لـلـولاةِ والـحـاشـيـةِ الـغـلـمـانِ

والـرَّعـيـةُ الـمـعـصـوبـةُ الـبـطـنِ لـهـا الـسـعـيـرْ

*

كـنـا الـمُـجـيـريـنَ إذا جـاعَ لـنـا جـارٌ

فـصـرنـا الـيـومَ نـسـتـجـيـرْ

*

ولـيـس مـن مُـجـيـرْ

*

فـي وطـنٍ نـخـيـلُـهُ يـشـحـذُ تـمـراً شــائـصـاً

ونـهـرُهُ يـرتـشِــفُ الـسـرابَ

أو يـحـلـبُ ضـرعَ الـطـيـنِ والـهـجـيـرْ

*

تـنـاسـلَ الـعـتـاةُ حـتـى بـاتَ كـلُّ مـحـفـلٍ إمـارةً

وكـلُّ حـزبٍ دولـةً

وكـلُّ لـصٍّ مـارقٍ أمـيـرْ

*

ولـيـس مـن مُـجـيـرْ

*

لا جـارُنـا كـفَّ عـن اســتـثـمـارِهِ هُـزالـنـا وجـوعَـنـا

ولا قُـضـاةُ الـعـدلِ فـي عـالـمـنـا قَـضـوا بـتـجـريـمِ الـمُـلـثَّـمـيـنَ

والـمُـنـفـلـتـي الـضـمـيـرْ

*

مـن ســاســةِ الـدولارِ والـيـاقـوتِ والـحـريـرْ

*

تـغـيّـرتْ فـصـولـنـا

فـأصـبـحَ الـشـتـاءُ فـصـلَ الـحَـرِّ

والـربـيـعُ فـصـلَ الـقـحـطِ

والـخـريـفُ لا وقـتَ لـهُ

والـصـيـفُ زمـهـريـرْ

*

والإحـتـلالُ صـار يُـدعـى نـعـمـةَ الـتـحـريـرْ

*

وبـائـعُ الـخـضـار أضـحـى مـسـتـشـاراً

فـي بـلاطِ صـاحـبِ الـعـرشِ

وفـي رمـشـةِ عـيـنٍ جـنـرالاً صـارَ زوجُ إبـنـةِ الـوزيـرْ

*

وتُـهـمـةً غـدتْ إرادةُ الـجـمـاهـيـرِ الـتـي

تـطـالـبُ الـولاةَ بـالـتـغـيـيـرْ

***

السماوة 22/2/2020

..........................

(2) سـؤال غـيـر عـفـوي

تـســألـنـي " وجـدانـيَ " الـطـاهـرةُ الـنـاسـكـةُ (**)

الـقـانـتـةُ الـمَـصـونْ :

*

شـهـرانِ ـ كـالـدَّهـريـنِ ـ قـد مَـرّا

عـلـى نـشـرِ شِـراعِ شـوقِـكَ الـمـجـنـونْ

*

وأنـتَ قـلـتَ ربـمـا بـضـعَ لـيـالٍ

ريـثـمـا

تـكـتـحِـلُ الـعـيـونْ

*

بـمِـرْوَدِ الـنـخـلِ الـفـراتـيِّ

ومـا تـتـركـهُ سـمـاوةُ الـلـهِ مـن الـنـدى

عـلـى الـجـفـونْ

*

شـهـرانِ قـد مـرّا فـهـل مـن عـودةٍ ؟

أمْ أنـكَ اعـتـزمـتَ فـي الـسـمـاوةِ الـمـكـوثَ حـتـى مـوعـدِ الـحَـتْـمِ ؟

أمـا تـخـافُ مـن طـلـقـةِ قــنّـاصٍ

ومـن مُـلـثَّـمٍ مُـسـتـأجَـرٍ

يـعـمَـلُ عـنـد ســاسَـةِ الـصُّـدفـةِ ؟

عُـدْ

لـيـرجـعَ الـبـيـتُ مُـضـاءً بـكَ والـبَـنـونْ

***

***

مـولاتـيَ الـطـاهـرةَ الـنـاسـكـةَ

الـطـيـبـةَ الـحـنـونْ

*

أريـدُ أنْ أُقـيـمَ فـي عـراقـنـا

أكـثـرَ مـا يـكـونْ

*

كـي أعـرفَ الـسِّــرَّ الـذي يـغـدو بـهِ " الـمـفـلـسُ "

بـعـد فـتـرةٍ قـصـيـرةٍ " قـارونْ "

*

وبـائـعُ الـخـضـارِ مُـسـتـشـارَ بـيـتِ الـمـالِ

والـسـارقُ نـاطـوراً

ويـغـدو حـاكـمـاً بـأمْـرهِ كـأنـهُ " هـارونْ "

*

مَـنْ كـانَ لا يـصـلـحُ أنْ يـحـكـمَ مـرعـىً

قـبـلَ أنْ تـحـمـلـهُ دبّـابـةُ الـمـحـتـلِّ نـحـوَ الـقـصـرِ والـقـلاعِ

والـحـصـونْ

*

وكـيـف يـسـتـطـيـعُ أنْ يـسـرقَ بـنـكـاً كـاملاً لـصٌّ

ولا تـرصـدُهُ الـعـيـونْ

*

وكـيـف يَـخـرجـونَ مـن ســجـونِـهـم نـحـو الـمـطـاراتِ

الـذيـنَ اسـتـوردوا الأعـلافَ زاداً لـجـيـاعِــنـا

وكـيـفَ الـمُـتـخـَـمـونَ اتـفـقـوا مـا بـيـنـهـمْ

عـلـى شــروحِ " سـورةِ الـمـاعـونْ " (***)

*

" وجـدانـيَ " الـقِـدِّيـسـةَ الـزاهـدةَ

الـصّـائـنـةَ الـمَـصـونْ

*

قـدْ لا أعـودُ ..

إنـمـا لابُـدَّ أنْ تُـعـيـدَهُ ـ حُـرَّاً عـراقـاً آمِـنـاً ـ شـبـيـبـةٌ ثـائـرةٌ

تـحَـدَّتِ الـمَـنـونْ

*

سـلاحُـهـا أغـنـيـةٌ وغـصـنُ زيـتـونٍ

وأعـلامُ الـفـراتـيـنِ

وزيـزفـونْ

*

وكـلـمـا يـسـتـأصِـلُ الأوغـادُ مـن بـسـتـانـهـمْ

غـصـنـاً فَـتِـيّـاً واحـداً

تـنـبـتُ

آلافٌ مـن الـغـصـونْ

***

يحيى السماوي

السماوة 23/3/2020

...............................

(*) من نصوص مجموعتي المعدة للطباعة والنشر (التحليق بأجنحة من حجر)

(**) وجـدان: هي زوجي السيـدة وجدان سلمان فليح .

(***) إشارة الى قوله تعالى (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّين فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) .

 

 

في نصوص اليوم