نصوص أدبية

عيــونُ اللّــيل

محمد المهديأيها اليَمُّ العظيم تَرَيّـث قليلا..

واصرف عن الموجات ريحَ الشمال..

فإن الصّخور لا تُخفي عُرْيـَها،

ولا الشاطىءُ يَحفظ أسرار اللقاء..!!

تسبح الغيماتُ كَـليلة

تملأُ الافقَ ريـاءا..

تُحاكي نُزول المطر أيام الصّيف.

وتَرتَدُّ إلى حيثُ مخبأ الشّمس..

 تلك الشِّفاهُ تَقطر لَذّة،

كعنقودٍ تَدَلّــى على أطرافِ الحَديقة،

وألقى شِراكَ العِشق في مَمَـرِّ المُـــشاة..

وأنا والبحر والليل

سهِرنا سَويا على بساط البوح،

لا يكاد يرى من خلال الظلام..

نَتوارى تُظلّلُنا النجوم،

و تَسمَعُنا عُيون الكـــــــلام..!

كَم ارْتَحَلْـنا من خَريف،

و كَم من قافلة سافرتْ بنا ؟

كالأحلامِ صِرنا..

تَتَقاذَفُنا المَراقِـدُ،

وتُضاجِعنا المِخَـدّاتُ المُبَطّنـة

بمَواعيدِ الغرام،

ووُعودِ السّاسة الكَذوب.

وعندما يَحين اللقاء،

تَهجرُنا الكلمات،

وتَغورُ في عيوننا العَبَـرات..

فَيَصير تَحاوُرُنا

مَعسولَ الكلام وزيفَ الشعارات.

هؤلاءِ نحنُ..

نُباع ونُشتَرى بالأوهام،

ونُساقُ بالأوهام..

ونُعرضُ في سوق السّياسة كالأنعام.

ليس بِـيَـدي إن أَظلَمَ الليلُ

وارْتمَى في أُتون الموج

القادم من الشمال..

ليس بيدي إن أسلمَ الليل

نُجومهُ إلى حادِ ضَلَّ سبيلهُ،

وأسقَطَ مُفردات الحَياء..

فما عادَ يَكتُبُ إلاّ الفَـناء،

وما عادَ يَأتينا إلاّ بالفَناء..

وطنٌ فيه صِرنا عبيدا،

لا حَظّ لنا فيــه إلا الشّقــــاء..!!

***

محمد المهدي – تاوريرت (المغرب)

 

في نصوص اليوم