نصوص أدبية

الخطايا!!

صادق السامرائيتَحاوَرَتِ الخَطايا واسْتَغاثَتْ

بآثِمَةٍ بهـــــا الآثامُ حـــارَتْ

 

فألْغَتْ وّعْيَها ونَضَتْ شَرَاها

فغابَتْ فـــي مَرامِيْها وتاهَتْ

 

عَجائِبُ نَفْسِنا فاقَتْ مَداها

مُدَسَّسَةً بخافيَةٍ تَمـــــادَتْ

 

وَقَدْ شَنَأَتْ وأزْرَتْ مُنْتَهاهـــــا

تُعاضِدُها الشُّرورُ كيْفً شاءَتْ

 

عَلائِمُ فُحْشِها ظَهَرَتْ عَليْها

فأعْيَتْ حِيْلةً وطَغَتْ وبادَتْ

 

كلامُ الحَقِّ عُدْوانا سَقاهــــــا

وباسْمِ الْحَقِّ في ضَرَمٍ تَباهَتْ

 

فكُلُّ جَميْلةٍ قُبْحٌ عَلاهــــــا

وكُلُّ قبيْحَةٍ بَرَزَتْ وعالَتْ

 

تَعَبَّدَتِ الخَلائِقُ في هَواهـــا

فأضْحى الدِّينُ أهواءً تَعادَتْ

 

فًضائِلها إذا نَكَرَتْ أخاها

رَذائِلها بسُلطانٍ تواصَتْ

 

تًخَبِّرُنا الحَوادِثُ عَنْ رْؤاها

وتَأتيْنـــا بعاديَةٍ تَقاسَـــــــتْ

 

وما نَهَضَتْ شُعوبٌ مِنْ أساها

بِداعيةٍ إلـــــــــى بُؤسٍ أقادَتْ

 

تَرى النورَ الذي عنْها تَجافى

بلا وَطنٍ ولا أرْضٍ تَرامَتْ

 

وإنّ عَــــــدوَّها مِنْها وفيْها

فإنْ نَطَقتْ بديْنٍ قدْ أساءَتْ

 

كزوْبَعَةٍ أغاضَتْ مُحْتَواها

أضاليلٌ على شَعْبٍ توالتْ

 

تُلقِّنُنا الخَطـــــــايا مُبتغاها

وما تَعِبَتْ ولا يَوْما تَخابَتْ

 

عَليْنا كلّ مَسْعورٍ تَنادى

بغائِلَةٍ بما حَمَلتْ أكادَتْ

 

مَلكْنا خَيْرَ ما وَهَبَتْ عُلاها

وعُدْنا نَحْوَ خــاويَةٍ تَوارَتْ

 

ومَنْ وَصَلَ الذُرى أشقى مُناها

فجاءَ لبَدْئِها وبهِ اسْتَحـــــارَتْ

 

تُعَلّمُنا النَّوائِبُ مـــا دَهاها

بفاجِعَةٍ على وَطَنٍ تَداعَتْ

 

تَرومُ نَبيْهًةً رَسَمَتْ هُداهـــــــــا

وعَقلُ الجَمْع في عُصُبٍ تعامَتْ

 

أفاقَ صَباحُنـــا والليْلُ أبْهى

فقدْ أدْجى النَّهارُ وما أنارَتْ

 

إذا نَهَضَ الشّبابُ يُريْدُ جاها

تُداهِمُهُــــــــمْ أباليْسٌ أعالتْ

 

وكمْ قُتِلَتْ بَرايا في صِباها

إذا أفْتَتْ حَنافيشٌ وجارَتْ

 

عَفاريْتٌ عِمامَتُها هَواهـــــا

أصابَتْ أمّةً وقَضَتْ فسادَتْ

 

فهَلْ وَضَعَتْ على سامٍ أناها؟

وهلْ رَكبَتْ على دينٍ فَنالتْ؟

***

د. صادق السامرائي

14\2\2020

 

 

في نصوص اليوم