نصوص أدبية

فينوس فائق: أتذكّر

فينوس فايقأسكبُ عليَّ

قليلًا من ماء هذا النهر المالح

و بكل هذه الحكم ، أغتسل

بكل هذا الظلام

و أعصر ذاكرتي

لأتذكّر ..

فيتساوى غبائي بحكمتي

الله جلّ ما أراه في الرؤيا

لأتذكر أنني كنت نجمةً ذات مساء

أو شمسًا ذات صباح

أو كنت رصيفًا ذات مدينة

أغني لكل هذا

وأرقص تحت المطر

وأكتب ألف قصيدة

لك يا وطن

**

 

أتحايل على الطبيعة بسذاجةٍ دنيوية

ومزاج ربوبيّ

أمشط شعري أمام مرآة هيباتيا

وأخرج من النافذة خلسة

أشتري الشك باليقين

وأقتل الغباء بخطيئةٍ بيضاء

فيسلخون جلدي

ويبترون أصابعي

ودمي،

يسقون به غابةً من رذائلهم

ويطير فكري دونما حدود

يتمرد عليَّ

فأخرج من رأسي

وأعود إلى الـ"أنا"

فأتذكر......

 

أتذكر أنني يوما

كُنتُ سفينة بشراعٍ مكسور

أو مرآةً مظلمة

ضاعت فيها كل الوجوه

أو كُنتُ

أريكة نامت عليها

عجوز تكتب قصة

كُنتَ فيها أنت البطل،

يا وطن

**

أنتف شعر جلدي

أغتسل كما لم أغتسل منذ ألف عام

يخرجون بلحاهم من تحت جلدي

تخرج روائح أصواتهم من تحت أظافري

فيتلاشى الوجع

يموت قدري

ويموت خوفي

ويتحول الله في صدري

إلى زقزقة العصافير

وتستفيق الدهشة في عروقي

وأستفيق على موسم آخر

وأتذكر...

أتذكر أنني كنت الخنساء يوماً

وكنت رابعة العدوية دهراَ

وكنت "أنا" حين مات ظلي

على رصيف من أرصفتك

يا وطن

**

أتذكر أنني نزعت عني صخرة

وارتديت نهراً

ووضعت على شعري

وشاحا من تغاريد البلابل

فتذكرت أني

في كل مرة،

أنسى أن أتذكر كل هذا

أنسى أن أتذكر

أني كنت زرقة السماء

وبياض الورقة

وخرير الماء

حين كان يسقي

بُستاناً على جبينك

يا وطن

ومازلت أغتسل بكل هذه الحكم

بكل هذا الظلام

وأعصر ذاكرتي

لأتذكر ......

***

فينوس فائق

 

في نصوص اليوم