نصوص أدبية

عقيل العبود: وسادة بلا سرير

عقيل العبودعندَ الزاويةِ الكفيفةِ من المكانِ، راحَ صوتُها يتوسدُ الصمتَ، قبلَ أن يلعقَ لغةَ الاسئلةِ، وعلى مقربةٍ من امتدادٍ غض، مع حافةِ سكينٍ فاغرة، أذعنت لمشرحة أُريدَ لها أن تفترس خطواتَ نهايتها المريعة

*

أمست تنتظر بقايا مخاضها الأليم، بعد أن راحت آلة الردى تحلق حولها؛ تحتز عروق عنقها، صار الدمُ أشبه بشلالٍ يتدفق ماؤه، ليصطدمَ بمنتهى حافات رمادية قاتمة

*

امتثل الجسد لعطر روحها المراقة، مكوراً، ينتظر مصيره المحتوم، أذعن بكل ما أوتي من قوة إلى نشيج نحيبه الأخير

*

باتت تطلق زفراتها اللاحقة؛ ذلك عند بقايا دكةٍ عجوز، كانت تنبت في الأرضِ هي الأخرى، لتواسي أحكامَ ذلك الصراخ

*

راحت تستذكر أحداث مشاهد قريبة؛ ألقت نظرة الوداع، تموجت في ذهنها بعض المشاهد، استحضرت صورة خطيبها، وأمها مع بطاقات العرس التي بقيت على ذمة المكان مشغولة، لم يُستكملُ توزيعها بعد على الجيران، مذ تم اغتصابها قبل أيام

*

بقيت مذعنة لارتعاش كفيها المربوطين من الخلف، بصورة لا تقدر معها على الحراك، كما أنحاء بدنها الذي أوشك أن يكتم لحظات الصراخ

*

أعلنت خضوعها تمامًا، بعد أن تحقق إتمام مراسيم تعصيب العينين بطريقة لا يسمح لها لأن تودع ما تبقى لها من الضوء، جرى تقميطها بلبوس أُعدّ مسبقًا لأغراض الإجهاز على الضحية بعد اغتصابها

*

 عند إختلاط ساعات الغروب، حيث مع عواء ذئاب قريبة من المحل، راحت تلتقط مصير احتضارها، بعد أن أطبقت ذراع السياف على ذلك الحيز من الفراغ

*

غادرت كلماتها دون أن تجد طريقها إلى العزاء، بينما تحولت آخر تمتمة أطلقتها إلى استغاثات مبهمة، لتنال حتفها المحتوم عند خاتمة ما تبقى لها من الزمان

*

تناثر الفضاء، بينما استعدت تلك الأوجاع لقيود صلبها العالقة، حين أعلنت عناقها الأخير لنفاد آخر منعطف من العمر خلف جدران بيت محطم.

***

عقيل العبود/ كاليفورنيا

....................

* لقطة حية لشابة تم اغتصابها، وذبحها من قبل عصابات داعش.

 

 

في نصوص اليوم