نصوص أدبية
باسم الماضي الحسناوي: سِفْر الوجود

ليس عندي عواطفٌ أو شعورُ
رغم أني في الليلِ نجمٌ منيرُ
*
كم يقالُ النجومُ ترعى حبيباً
بيد أنَّ النجوم حقاً صخورُ
*
إنَّ للصخر رشدَهُ ولهذا
يدهشُ الناسَ قلبُهُ الزمهريرُ
*
رائعٌ أنت يا جمالَ حبيبي
فتمورُ الجبالُ حينَ تمورُ
*
ويدورُ الوجودُ في فلكِ اللهِ
حسيراً، يدورُ حيثُ تدورُ
*
بيد أني أراكَ دون جمالي
فجمالي يوم الحسابِ الأخيرُ
*
جنةٌ أو جهنمٌ ليس هذا
بمهمٍّ فكالجنانِ السعيرُ
*
في السعيرِ القلوبُ جمرُ دعاءٍ
في الجنانِ القلوبُ خمرٌ وحورُ
***
هو صورٌ بنفسِهِ كلُّ قبرٍ
أيُّ معنىً لأن يدقَّ الصورُ
*
أنا قبرٌ يسيرُ فوقَ قبورٍ
ثمَّ تمشي غداً عليَّ القبورُ
*
أسطرٌ في الكتابِ نحنُ ولكن
أيّ معنى تضمُّ تلكَ السطورُ
*
شرط أن تفهمَ العقولُ زوالُ
العقلِ منها لكي يتاحَ العبورُ
*
نحو عقل العقول تمضي فهذا
هو لبٌّ اما العقول قشورُ
*
عبقريٌّ سفرُ الوجودِ فأنى
يقرأ السفرَ العبقريَّ ضريرُ
***
فرضاً أني قد حطمتُ كؤوسي
وتخلَّت عن الخيالِ الخمورُ
*
أوَ ليس الخيالُ كأساً وخمراً
فسيطغى خياليَ السكِّيرُ
*
وسأحتار أيّ حاليَّ أجدى
رغم أني بالمعنيينِ جديرُ
*
أحضوري وفي الحضورِ غيابٌ
أم غيابي وفي الغيابِ الحضورُ
*
كلما قد شرحتُ أمري التباساً
زدتُ حتى أكادَ لغزاً أصيرُ
*
ويعودُ الهدوءُ ثانيةً لي
وإلى خافقي يعودُ السرورُ
*
حينَ أبقى كالنثرِ يكتبُ شعراً
غامضاً لا يطالُني التفسيرُ
***
باسم الماضي الحسناوي