نصوص أدبية

محمد ثابت: هل للشِعْرِ رغبةْ؟

ليْ رغبةٌ في الشعرِ

هل للشِعْرِ رغبةْ؟

يَسهرُ الحُمَّى.. يُرَوِّيْ

مَحْل أيامي العِطاشِ

نَدَىً.. وعُشْبَةْ !

هل لهُ

أنْ يُلْبِسَ الكلماتَ بُرْدَتهُ فَتخضرُّ الرؤى

ويَعُمُّ وعْيَاً سارداً في الناسِ حُلَّتَهُ بأحلا

وتَدُبُّ في أوتار أعينهنَّ عافيةً

وموسيقا...وكُحْلا

فتَصِحُّ بِنْيَتِهَا وتقوى على القريضِ

وتستقيمُ رصانةً

لُغَةً...وصُحْبَةْ ؟!

هل لهُ

أن يحملَ الشعبَ إلَهً

لا يَرى إلاَّهُ حُباً

يستحقُ الحمد في مِحْرابِهِ المغفور ذَنْبَهْ؟!

ويُوافيهِ بِصُبْحٍ يتنفسهُ رَخاءً

بين جَنْبيْهِ معانيهِ تُغَنَّى

ويُصلي نحو (لُقْمَتِهِ) أماناً مُطْمَئِنَّا

ويمُدُّ لهُ يداً تُعْفيهِ عن مَدَّ يَديهْ

لَهُ مُخْلِصَاً

لايُفَرِّطُ شعرةً في حقهِ الحاني عليهْ

في سبيلهِ يَشربُ الموتَ وعَذْبَهْ!

هل لهُ

أن يحتوي وطناً

تَسَرَّبَ من شقوقِ عنائِهِ

طَفَرَاً..وغُرْبةْ ؟!

لي رغبةٌ في الشعر تدفعُني أقولُ...

ولا أقولُ!

وتقولُ أني:

في مدى غَزَلي المُحَدَّثِ لا أُطِيلُ

وأظلُّ أَكْسو بالمشاعرِ

كل سوسنةٍ

وزنبقةٍ...

وخَصْبَةْ!

وتقولُ أنَّ المُعجبات

الرائعات

الدافئات تميُزَاً

قَطَّرْنَ أنفسهنَّ شَهْداً خالصاً

للصَّاحِبِ الموهوب...وَهْبَةْ!

وشَرِبْنَ نَخْبَ وصولهنَّ إلى ضفافِ مشاعريْ

شَرِبَ الندى عصفورهنَّ بألفِ قلبٍ شاعريْ

وأنا وصاحبي رغبتانِ بفرحتينِ

شَرِبْنا نَخْبَهْ!

والشعرُ رغبتهُ تقولُ: ليَ المجالُ

ليَ المجالُ

ليَ المجالْ

فبلِّغوا عني الجَمَالَ بكل حالْ

يا آل بيت الشعرِ

والأدبِ المقدسِ والوصالْ :

إِنِّي بِكُلِّ بَنانةٍ

قلمٌ يُضيءُ.. وشاهدٌ يَهْوَى

ماظلَّ صَاحِبهُ.. ولا في الناس قدِ أَغْوَى

أنا في دِمَاهُ.. وإنني في المُنْتَهى حِبَّهْ

على صِراطي المستقيم أَبُثَّكُمْ

قلبي.. وقَلْبَه!

***

محمد ثابت السُّمَيْعي - اليمن – تعز

في نصوص اليوم