نصوص أدبية

عادل الحنظل: قتَلوك

يسألُ جُرحي المفتوحْ

هل كذبةُ نيسانٍ أنتْ

لا تنزاحُ إذا الوقتُ أفَلْ

يتَعالىٰ فيكَ نعيقُ الموتْ

يعرجُ فيكَ الصدقْ

يمشي مذلولاً

ويُهان

مَن تأبىٰ شفَتاهُ الصَمتْ

مافيكَ صدوقٌ غيرُ النَخل

ياوطناً كرِهَ النخلَ فماتْ

ماتَ النخلُ ومُتْ

يا أنْتْ

من يُحييكْ

إنْ تقتلَ في حضنكّ عُبّادَ العِشق

وتُقدّسَ مأبوناً مرفوعَ الذُلّ

**

وطني النَخلْ

إن ذهبَ النَخلُ ذهَبْت

أمّي ..

ولَدتني تحتَ جَناح السَعفْ

حضنُ النخلةِ بيتُ صباي

وهناكَ نَهضتْ ..

وعشقت..

وثملت ..

وعلى كرَبِ النخلِ قرأتُ مَسيرةَ جدّي

وضفافُ النهر..

نهرُكَ يابابَ سليمان

حفظَتْ آثارَ خطاي

**

من كان هواهُ النخلةَ والنَهرْ

وحكاياتِ الماءْ

سيَراها في الغَيبْ

يا للعُمرْ

ركَضَت منه السبعونَ وما زلتْ

أسدلُ في الغَصّةِ جَفني

فأشاهدُ تلكَ التُرعةَ والدَلوْ

ورعاشَ الظِلّ إذا السَعفُ تثنّىٰ

أصغي

أسمعُ تسبيحَ بلابلنا

ونداءَ (البلّامِ) وقد حظَرَ التَمر1

ما أقسىٰ الذكرى

لمّا تبكي الذكرىٰ قبلكَ ياقلبْ

**

عادل الحنظل

..................

1 - في أبي الخصيب، لما كان فينسيا البصرة، اعتاد أصحاب الزوارق الخشبية (البلّامة) أن يأتو بزوارقهم (أبلامهم) محملة بالتمر في صناديق خشبية ليفرقوها عبر الأنهار الصغيرة الى العوائل حيث تقوم النساء بإزالة أنوية التمور بما يسمى (التفشيق)، بأجر زهيد، وبعد وقت معلوم يعود البلّامة لجمع صناديق التمر وايصالها الى المكابس حيث يجري تعليبها وتصديرها الى خارج البلاد.

في نصوص اليوم