نصوص أدبية

خالد الحلّي: بحّارٌ ما زال ينتظر

كان البحّارْ

مُغتَبِطاً جِداً حينَ اِخْتارْ

مهنتَهُ

لَكِنْ في اليوم الأوّلِ

فاجأهُ

أنَّ أنينَ الموجِ يؤرِقُهُ

فغدا يبحثُ ليلَ نهارْ

بين مياهِ الأبحُرِ  والأنهارْ

عَنْ غرقى يُنْقِذُهُمْ

أو غرقى ليسَ لَهُمْ آثارْ

عن أسماكٍ

أكلتْ أجسادَ الغرقى

أو أسماكٍ

تأكلُ أسماكْ

عَنْ موسيقيينَ بلا نوتاتٍ،

و بلا آلاتْ

*

كانوا يأتونَ مع الفجرِ

إلى السّاحلِ

أفراداً وجَماعاتْ

ويُغنّونَ بلا أصواتْ

لدقائقَ مَعْدُوداتْ

ويَدورونَ، يُغنّونَ،

إلى أنْ يبدأَ يَسْمَعُهمْ

فيردّد مُبْتَهِجاً

ما أجْمَلَهُمْ

ما أَرْهَفَهُمْ

كَيْفَ اِخترقوا الصمتَ

و كَيْفَ اِبتكروا الصوتَ؟

ولَكِنْ،

حين يغيبُ الفجرُ

يراهم يختبئونْ

لا يدري أينَ يروحونْ

*

في يومٍ مِنْ أيّامِ ربيعٍ ساحِرْ

سهر البحّارْ

حتى الفجرِ  ولَمْ يأتِ الموسيقيونْ

في اليومِ الثالثِ، والرابعِ، والخامسِ، و ............، سهر البحّارُ  إلى الفجرِ، و لَمْ يأتوا أيضاً

شهرٌ، شهرانِ يمرّانِ، ثلاثةُ أشهرْ

سنةٌ، سنتانْ

ما عاد الموسيقيونْ

ما عاد الموسيقيونَ إلى الآنْ

***

شعر: خالد الحلّي

ملبورن - أستراليا

في نصوص اليوم