نصوص أدبية

حامد عبد الصمد: قريبا من السماء الأولى

1- عتبة

فسحة

من ندى الذكرياتْ

تركتْ روحها

فوق روحي

وحطّتْ

على سلّم الأمس...

تمسح عنّي اغترابي

وصمتي

.................

بطعم الحياةْ ......!

**

2-  لقاء

أيها البحر...

بين الوجوه أراك تصلي

بلا نيّة

قد تقدمتَ حيناً...

تأخّرتَ حينا....

وظلّ البريد يسافر مرتبكاً

*

في ثرى الأمس كم قد مشينا معاً

وحشتي في اللقاء.... تذوب

فنضحك...نضحك

حتى يحين الرحيلْ

وكنت أرى في العيون سؤالاً

- أتنسى إذن....؟

- كيف أنسى..؟

وقد كنت في جبهة النهر...

...........تشرب شيئا..

فـ.........شـ......يـ... ئــ اً

ليخفت في القلب صوت البكاءْ

- كنت اسمع صوتك

في خفة الروح...

...يحنو برفق

......على نجمةٍ

سقطتْ

فجأةً

وترّمد فيها الرجاء ْ

كنت اسمع صوتك يكتب مرثيةً

لقرى الفقراءْ

**

3- بقاء

في حمدان التوتْ

مازال طريّا

فوق شفاه الفتيات

ابيض..

..احمر.

..أخضر

لم يفقد نكهته

ويضمّ بألفته السنواتْ

**

4- رجاء

يا ندائي

البعيد القريبْ

عدْ... لنا

مرة ثانيه

كي تلوّن ارض الخصيبْ       ِ

بتراتيل طيبتك الحانيه

**

5- ثقـة

المسافة ُ،

في رئة البعد..

بيني

وبينك

ضيّقةٌ

والزمان طويلْ..

والقصيدة

بيني

وبينك مجنونةٌ

تقتل المستحيلْ ..!

**

6- دليل

يا صديقي الجميلْ

مدّ...

لي يدك الآن

أغنية

إنني تائه... تائه

ودليل ..!

**

7- رؤية

بين بوابة الدمع..

والأمنياتْ

كلّ يوم

أقلّب وجهي...

على شاشة الذكرياتْ

كي  أراكْ...!

**

8– صمت

حين مضيتَ

تركت الأبوابْ

تلتفُّ

عليها

جدران الصمتْ.........!

**

9 – باب سليمان

ظلّ وحيداً..

لا مدّ..

ولا جزرْ...

يمسك بالسعف..

إلى الفجرْ

ويصلّي..

يلقي بالظلّ.

على الشعرْ

يجتاز حدود الريحْ

يستهلك نجما، ويصيح ْ:-

ما زلتُ وحيداً

اسكبُ،

بالبعد،

حكايات

يشربها الشوق،

بقرب النهرْ..!

**

10-  باب دباغ

قال:

بصوت عالْ

فكّرْ يا شاعرْ..

كنتَ على السطح

وحيداً...

في الليل..

تنظر كيف...

وراء النخل

النجماتْ

تـ ..

.تـ

......

.سـا

.قـ

ـط

تحتضن الأرض....

......وورد الهيلْ

كنتَ تتمنّى

أن تجمعها مره

في سلّة خوص

لتأخذ فضتها..

..وتدور

بها البصره

لتحارب جوع الفقراءْ...

*

فكّرْ

في الباص الـــــــ ...

قد مر كثيرا فوق الطرقات

حمل العمال...الفلاحين

وكلّ البسطاء

فكر

مازال الباص الـــــــ...

يمضي

تكتب سيرته السنوات

باللون الأبيض

لاشي سوى

اللون الأبيض

فاض به العمر... بأحلى الصفحات

**

11- باب العريض

قال:

فكّرْ في الأمر قليلاً

ابعدْ عني شبح الخوفْ

اتركْ في الليل الطيفْ

في الأرض الخضراء يصّلي

يكتب أغنيةً

ليخفّف عنّا حرّ الصيفْ

في بلد تتأوّه فيه الناسْ

وتصرف فيه الممنوع من الصرفْ

**

12- باب الطويل

قال:

فكرْ يا شاعرْ

في القمر الساهرْ

فكرْ في خصّاف التمر المكبوسْ

فكّرْ في الليل الحندس والفانوسْ

فكّرْ في القمر المجنونْ

فكرْ في البيت المسكونْ

فكرْ في الأشباح

وفي الكابوسْ

فكّرْ في الطفل المنحوس ْ

الشعر بحكمته مدروسْ

فكّرْ....

**

13- باب رمانة

قالْ:

- أنسيتَ مفاتيح الأبوابْ

مغلقة

في الجيب الداخل من سترتك الأولى..؟

ومضيتَ إلى المنفى

كلكامش فلتبقَ مغتربا

يوما...

يومين...

فلن ينساك الأحبابْ

انكيدو مات

والعشبة ماتتْ

لكنّ مساحات العشق....

المعشوشب في الرئة اليسرى

ملكوت الرغبة والأشياءْ

*

فكْرْ في الموتى..فكّرْ  في الأحياءْ

فكّر في الأشجارْ

كم رسم العشاق قلوباً

تأخذها الريحُ إلى الآفاقْ

**

14- أبو ذهب

أبو ذهبْ

ظلّ على  أحلامه  ينامْ

يجرّ خطوة...

وخطوة ...

تجرّها الأيام ْ

حتى أفاق  فجأة

وغمغمتْ في حسرة

شفاهه.....

لم نفهم الكلام ْ

لعله قالْ:

عليكم السلامْ...!

**

15- أبو فلوس

يخـرج من منزله

فـي كلِ يـومٍ

يحمل الفانـوسْ

بحـثاً..

....عن الإنسانْ

................!

**

  16- محاول للتذكير

كي تحيا... بين النخل وبين النهر

فكّرْ... بكتاب من ورق النخل

قرأتَ به الأسماءْ

فكرْ بالموتى.... فكّر بالأحياء ْ

فكرْ في القمر اليقظانْ

مدّ إليك يديه

وراء القضبانْ

أعطاك المفتاحْ

وقالْ:

أنتَ المحظوظُ

.....وغابْ

فكرْ أنسيتَ المفتاحْ....؟

فكّرْ..  كي تفتح كل الأبوابْ...!

***

شعر حامد عبد الصمد البصري

............................

ملاحظة: الأبواب الواردة في القصيدة هي مناطق في أبي الخصيب/ البصرة

في نصوص اليوم