نصوص أدبية

إبراهيم الخزعلي: أسْتَغْفِرُ الله

كانت الطيورُ كل عام

في مواسمِ الحصادِ والعطاء ْ

تهْجرُ الأمصارَ والأوطان

تودّعُ البيوت ..

تُقَبّلُ الأرضَ والمياهُ

والأشجارْ

الرٌبيعُ كان

بسمةٌ وزهرةٌ وأغنيه ْ

كلُ شئ كان

الأهلُ والديارُ يحلمون

فثمةَ زمان

وثمة قيامة

هولٌ وإنبعاثُ نار !

جهنمُ تفتحتْ أبوابها

تغضبُ السماء

الفضاءُ لا فضاء

بُعْثِرَتِ القبور

يختلطُ الأحياءُ بالأموات

تطايرُ الأشلاءْ

أكبدٌ، أعضاء

تعانق السماء بالدماء

لعبُ الأطفالِ

شظايا من لحومٍ

من حديدٍ

من أحجارْ

تلال  من اشلاء

تمتزجُ الدماء بالدموع

والأشلاء بالأشلاء

الحديد بالنيران بالاحجار

والأهاتُ بالدخان

قلائدٌ في عنقِ السماء

لوحةٌ عصريةٌ

إسمها الفناءْ

تمطرُ السماءُ من جراحنا

صرخاتنا نيازكٌ

في الأرضِ والسماءْ

كل ما نراهُ من جحيمٍ

من خرابٍ

من دمارْ

يعقبهُ إنتفاخُ في كروشكم

ويومٌ بعد يوم

نُشَرَّدُ، أو نجوعْ

ننْزف، أو نموت

تَحْمَرَّ من دمائنا خُدُودكم

أطفالنا حين يولدون

القيحُ في بطونهم

الجراحُ في صدورهم

الشيبُ والصداع في رؤوسِهِم

ورؤُوسكم وذقونكم

تسْودٌ من أحزانِ أمٌهاتنا

وتشرَبونَ النَّخْبَ على أشلائنا

نَغُصّ في آلامنا

نَغْرقُ في جِراحنا

نَخْجلُ من أنفُسِنا

نَخْجَلُ من ضَميرنا

نَخْجَلُ من تأريخنا

لأنٌكم قادتنا

لأنٌكم حُكٌامَنا

العَرَبيٌ صارَ يَخْجل

في كل بقاعِ الأرض

لأنٌكم زُعَماءنا

في كُلِ يوم نُسْألُ

أو نُهانُ أو نُشْتَمُ

في كُلٌ يوم نَحنُ نُهْدى كالعبيد،

أو نُباع

او نهرب بالزوارق

نغرق في البحار

وليمة تأكلنا الحيتان

لأنٌكُم قادتنا، حُكٌامنا

وكُل يوم تُشْعَل النٌارعلى رؤوسنا

بِنَفطِنا ورجسكم وخُبْثِكم

أطْفال قانا والعراق وغزُة

فراخ في صحونكم

ودماؤنا خموركم

في كل يوم نصرخُ من جراحنا

السماءُ والنجومُ والكواكب

تبكي على مأساتنا

وعيونكم وقلوبكم تسخر من آلامنا

أستغفرُ اللهَ من أسمائكم

أستغفرُ اللهَ من ألقابكم

أستغفرُ اللهَ من أبدانكم

أستغفرُ اللهَ من أثوابكم

الرٌجس في قلوبكم

الرجس في بطونكم

أستغفرُ اللهَ من بطونكم

وقلوبكم

أستغفرُ اللهَ من عيونكم

أستغفرُ اللهَ من وجوهكم

أستغفرُ اللهَ من أعمالكم

أستغفرُ اللهَ من ريائكم

أستغفرُ اللهَ من صمتكم ونطقكم

أستغفرُ اللهَ من (خياركم)

أستغفرُ اللهَ من شراركم

أستغفرُ اللهَ من أحيائكم

أستغفرُ اللهَ من أمواتكم

أستغفرُ اللهَ حين تصبحون

أستغفرُ اللهَ حين تضاجعون بعضكم

أستغفرُ الله حين تولدون

أستغفرُ الله حين تُقبرون

أستغفر اللهَ من عروشكم

أعوذُ باللهَ من قيامكم

أعوذُ باللهَ من قعودكم

أعوذُ باللهَ من همسكم ولمسكم

أعوذُ باللهَ من نباحكم وعوائكم

أعوذُ باللهَ من أحكامكم وشرعكم

أعوذ بالله من دينكم

أعوذُ باللهَ من شناركم وعاركم

أعوذُ باللهَ من رجسكم وعهركم وخزيكم

أعوذُ باللهَ من جبنكم ومكركم وغدركم

أعوذُ باللهَ من بطون أمٌهاتكم

أعوذُ باللهَ من أمركم ونهيكم

أعوذُ باللهَ من سجودكم وركوعكم

فكلما نذكركم

تنتفخُ أوداجنا

فنشتعل وننفجر لأنٌكم قادتنا

أشواك نحن في عيونكم

فانتزعوا الأشواك من عيونكم

وارموا بها عدونا وعدوكم

أو أفقئوا عيونكم

أنٌي أشكٌ في أصولكم

***

الدكتور إبراهيم الخزعلي

3/9/2006

في نصوص اليوم