آراء

الإخوان المسلمون والشيعة الإثنا عشرية في علاقات ملتبسة (3)

محمود محمد عليعقب أحداث ثورة 25 يناير المصرية  في عام 2011م ازداد التقارب الفعلي بين جماعة الإخوان المسلمين وإيران، من خلال توجيه آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران تحية إلى ثوار التحرير، واصفا إياهم بأنهم أبناء حسن البنا، وهي إشارة صريحة وقوية إلى طبيعة العلاقة بين أبناء البنا وأبناء الخميني.

كما كانت إيران أول المهنئين بفوز الدكتور محمد مرسي برئاسة جمهورية مصر، وقد كانت هناك خطب عديدة في صلاة الجمعة بإيران، وأغلبها تعبر عن موقف رسمي دعا المصريين إلى التقارب الإيراني المصري بانتخاب الدكتور مرسي باعتبار ذلك واجباً دينياً، لا يُعفى منه أحد.

وعقب وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم، رأى نائب وزير الخارجية الإيراني للشئون العربية حسين أمير عبد اللهيان، بأن طهران تشعر بالارتياح لوصول الإخوان إلى أماكن متقدمة في قيادة بعض الدول العربية، بعد اكتساحهم نتائج الانتخابات البرلمانية، كما حدث في تونس، ومصر، والمغرب.

في هذا المقال نحاول أن نبرز المحددات الحاكمة للموقف الإيراني من الإخوان المسلمين ، حيث يمكن أن نبرز مجموعة من العوامل شديدة الأهمية والتي قد تساعد على فهم مستقبل علاقات جماعة الإخوان المسلمين ونظام الخميني الحاكم في إيران في ظل عدد من التحديات الإقليمية التي تواجه الطرفين بضراوة أكثر من أي وقت مضى ، وهذه العوامل ناقشها بوضوح محمد الرصارصي في كتابه سالف الذكر وكذلك محمد محسن أبو  النور في دراسة له بعنوان "هل يمكن أن تكون إيران ملاذاً آمناً للإخوان المسلمين"، وهذه العوامل تتجسد علي النحو التالي:

أولاً: توجد هناك بعض من المفاهيم الفكرية والفقهية التي تجمع بين الطرفين الشيعي الصفوي والسُّنّي الإخواني، وهي بمجملها ذات أهداف سياسية بصبغة إسلامية، تقوم على فكرة الإسلام الأممي، إذ بالنسبة إلى إيران، كما تدّعي، هدفها هو "حضارة الإسلام الجديدة"، أمّا الإخوان، فهدفهم الأسمى في تحقيق "الإسلام العالمي"، إضافةً إلى أن كليهما ينبذان القومية العربية والهوية الوطنية والحدود بين البلدان الإسلامية والمدنية الغربية؛ وفي هذا الصدد، يشير حسن البنا في كتابه "مذكرات الدعوة والداعية"، قائلًا: "أما العالمية أو الإنسانية، فهي هدفنا الأسمى وغايتنا العظمى وختام الحلقات في سلسلة الإيضاح، والدنيا صائرة إلى ذلك لا محالة، وهي خطوات إن أبطأ بها الزمن فلا بدّ من أن تكون، وحسبنا أن نتّخذ منها هدفاً، وأن نضعها نصب أعيننا مثلاً، وأن نقيم هذا البناء الإنساني، وليس علينا أن يتم البناء، فلكل أجل كتاب؛ وهنا وجدنا النظام الإيراني يعي أن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين تاريخية وتتصف بالاستراتيجية على مر عقود التلاقي الفكري والأيديولوجي والسياسي بين الجانين، كما يحمد النظام الإيراني لقادة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان كونهم أول من أيد قائد الثورة الإيرانية آية الله الخميني في مقر إقامته بضاحية "نوفل لو شاتو" بالعاصمة الفرنسية باريس قبيل نجاح الثورة، كما كان قادة التنظيم الدولي للجماعة أول من هنأ الخميني  بنجاح الثورة في طهران.

ثانياً: إنّ الإسلام في منهجية الفكرَيْن الإيراني والإخواني ليس أكثر من قالب تصدير أو جسر عبور للوصول إلى دفّة الحُكم وتنفيذ غايات وأهداف تعمل على تفكيك الأمن القومي العربي وتقليص المفاهيم والمبادئ والأفكار المتعلّقة بالعروبة حاضراً وماضياً، بغية تسطيحه مستقبلاً من العقل والواقع، فضلاً عن البناء العالمي للإسلام لقيادة البشرية، سواء عن طريق "التنظيم الدولي للإخوان"، أو عبر التحالفات الإسلامية مع النظام الجمهوري الإسلامي الحاكم في إيران؛   ومن هنا أدركت إيران منذ البداية أهمية جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم دولي قوي ظل يعمل في مصر بطاقته القصوى، وهو ممتد ومتشعب في عشرات الدول حول العالم، كما أن المرشد الإيراني الأعلى "علي خامنئي" نفسه يعد واحداً من المتخصصين الإيرانيين القلائل في شؤون جماعة الإخوان المسلمين ولأنه طليق في اللغة العربية، تحدثاً وكتابة؛ فقد ترجم للقيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين سيد قطب ثالثة كتب قبل  الثورة الخمينية ويحرص في كل رمضان على جمع عدد من القراء المصريين في منزله.

ثالثاً: أما من ناحية المفاهيم الدينية، فإنّ جمهورية إيران ترى أنّ عصر الإمام المهدي المنتظر الذي غاب في سرداب بمدينة سامراء شمال بغداد، منذ عام 255 هجري/ 686 ميلادي، فقد حان زمن ظهوره. وبذلك، تنظر إيران إلى علاقتها الخاصة مع جماعة الإخوان المسلمين، على أن تكون الأداة المساعدة في تغلغل المدّ الإيراني داخل البلدان العربية؛  وهنا ركزت إيران الإسلامية في تعاطيها مع جماعة الإخوان على مفاهيمهما المشتركة في بناء الدولة ونظام الحكم الإسلامي، وعزز ذلك المواقف المتطابقة لدى الجماعة وإيران في عدة مسائل منها مناهضة الإستكبار العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة" واتفاقهما على أن "إسرائيل هي الشيطان الأصغر في المنطقة.

رابعاً: إنّ تقارب التطابق التنظيمي بين نظام "جمهورية إيران الإسلامية" من جهة، و"حركة الإخوان المسلمين" من جهة أخرى، واضح التشابه والمعالم، إذ إنّ درجة "المرشد" على رأس الهرم وفوق منصب رئيس الجمهورية، وإنّ "مجلس تشخيص مصلحة النظام" في إيران يقابله "مكتب الإرشاد" عند الإخوان. وهكذا تشابه بنيوي وتقارب مبدئي، لم يأتيا كنتيجة ظرفية مرحلية، أو علاقة مصلحية عابرة، وإنّما هو انعكاس فكري في الآراء والتصوّرات، ويكشف عن مدى التجانس العملي والصلة التاريخية لعلاقة ترتبط بين جانب "سُنّي إخواني" يزعم أنّه يمثِّل الثقل الأكبر بين الحركات الإسلامية السُّنّية، وآخر "شيعي صفوي" يدّعي أنّه الحامي الوحيد لعموم الشيعة في العالم، ويستخدم كلاهما الإسلام لمآرب سياسية تخدمهم على حساب العروبة كقومية والإسلام كدين؛   وهنا رأت إيران أن مصر التي يوجد فيها مقر وثقل جماعة الإخوان، هي مركز القوة في العالم الإسلامي السني، لما تشكله من ثقل سكاني، وإرث حضاري وموقع جغرافي متميز.

خامساً: هناك تأثرات واضحة بفكر سيد قطب عند حزب الدعوة الإسلامية الذي أسسه آية الله محمد باقر الصدر في العراق في أوائل الخمسينيات مع عدد من العلماء العراقيين واللبنانيين، وكذلك لدى الحركة الإسلامية الإيرانية بزعامة الإمام الخميني منذ ستينيات القرن الماضي، وخصوصاً نظرية حاكمية الله. وإذا صح هذا التأثر، يمكن تلمسه في كتاب “الحكومة الإسلامية” للإمام الخميني الذي نشره كمجموعة محاضرات ألقيت في الستينيات خلال منفاه في مدينة النجف العراقية. ويشير البعض إلى تحالف “حزب الدعوة” مع “الحزب الإسلامي العراقي”، وهو الفرع الإخواني المحلي، ضد حكم عبدالكريم قاسم الذي كان يهيمن عليه الشيوعيون، وأن الحزبين كانا حتى سقوط قاسم بانقلاب 8 فبراير 1963 م في حالة شبه وحدة تنظيمية؛ ومن هنا وجدنا أن هناك علاقة أيديولوجية قوية تربط بين الإسلاميين في كل من إيران ومصر، فهم يتشاركون في المشاعر المعادية لإسرائيل، ويدعمون حركة المقاومة الفلسطينية (حماس (، ويعتبرون أن الثقافة الغربية تشكل  تهديداً عليهم في ظل التزامهم بحكم الشريعة؛ وهذا ما يفسر قول المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة الإيرانية التي جرت في صيف 2013م، علي "أكبر ولايتي" في واحدة من جولاته الانتخابية إن الإخوان المسلمين هم الأقرب فكرياً وعقائدياً إلى إيران.

سادساَ: تواصلت علاقة جماعة الإخوان المسلمين مع نظام الخميني في إيران في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، حيث اتفق الطرفان في معاداتهما لنظام مبارك ووصفه بأنه حليف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وكذلك رفضهما إتفاقية السلام مع إسرائيل، ودعم إيران لحركة حماس التي تعتبر فرع الإخوان الفلسطيني في قطاع غزة؛ وهنا يتعامل الطرفان على اعتبار أن النظام الإيراني أقرب إلى النظام الحركي، وقد تولى زمام السلطة في طهران بعد الثورة التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي، وبالتالي فإن العلاقات بين الإخوان كحركة وصلت إلى السلطة في مصر بعد ثورة، والخمينية كحركة وصلت هي الأخرى إلى السلطة بعد ثورة، يغلب عليها طابع التكافؤ من حيث أن الجانبين يقومان على أساس فكر التنظيم المستند على مبادئ دينية إسلامية تتعدى في جوهرها الحقيقي فكرة الدولة المحددة بسياج سياسية، وإن كان هناك اختلاف في المنطلقات الفكرية لكيفية بناء هذه الدولة.

سابعاً: إيران والإخوان في حاجة آنية ماسة إلى كل منهما الآخر، فبينما خرجت جماعة الإخوان من السلطة في مصر بشكل درامي بعد أن عزل قادة القوات المسلحة المصرية ومعهم الشعب المصري الحر، الرئيس مرسي من السلطة في 3 يوليو 2013م، وشنت أجهزة الدولة كافة أعنف حرب دعائية تلقتها الجماعة في تاريخها وفقدت طليعة رموزها ونخبة شبانها بين معتقل وصريع في تلك الأثناء، تسبب لها ذلك في خسائر أساسية فادحة اضطرت معها إلى الاحتماء بالنظامين القطري والتركي لكنها كذلك في حاجة إلى توسيع دائرة الاحتماء الإقليمي، وهنا يمكن أن تبرز إيران كأحد حوائط الصد للجماعة، وإن كان برز عكس ذلك على الساحة اليمنية، مع توسع الحوثيين والاعتداءات التي قاموا بها وطالت الإخوان المسلمين.

ثامناً: أكد عز الدين إبراهيم - أحد قيادات الإخوان المسلمين ومؤسس تنظيمها في ليبيا بعد هروبه من مصر - على حقيقة التقارب التاريخي الحميم بين جماعة الإخوان والشيعة الإيرانيين عموماً: "قام الإمام الشهيد حسن البنا بجهد ضخم على هذا الطريق، يؤكد ذلك ما يرويه الدكتور إسحاق موسى الحسيني في كتابه ”الإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية الحديثة ” من أن بعض الطلاب الشيعة الذين كانوا يدرسون في مصر قد انضموا إلى جماعة الإخوان المسلمين، ومن المعروف أن صفوف الإخوان المسلمين في العراق كانت تضم الكثير من الشيعة الإمامية الإثنى عشرية، وعندما زار نواب صفوي سوريا وقابل الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام للإخوان المسلمين اشتكى إليه الأخير أن بعض شباب الشيعة ينضمون إلى الحركات العلمانية والقومية، فصعد نواب إلى أحد المنابر وقال أمام حشد من الشبان الشيعة والسنة: من أراد أن يكون جعفرياً حقيقياً فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين، ولكن من هو نواب صفوي زعيم منظمة فدائيان إسلام الإسلامية الشيعية؟؛ وهنا يعد العقل الجمعي لدى قادة الإخوان المسلمين، النظام الإيراني مدين إلى جماعة الإخوان المسلمين بحلحلة معضلة العلاقات مع مصر، لا سيما وأن أول رئيس إيراني تطأ قدماه أرض مصر بعد 39 عاما من المقاطعة كان في فترة حكم رئيس من الجماعة، كما أن أول زيارة لرئيس مصري إلى طهران بعد الثورة الإسلامية الإيرانية 1979م، كانت في ظل الرئيس نفسه.

تاسعاً: يدرك اللاعب الإيراني أن سياسات طهران الإقليمية لا تحظى بالقبول اللازم لدى قطاعات شعبية ورسمية واسعة في البلدان العربية بسبب موقفها من الأزمة السورية والوضع الميداني في العراق وغير ذلك من الملفات الشائكة، لذلك هي في حاجة إلى تعزيز روابطها بجماعة لها حلفاء كثر على الأرض، داخل مصر وخارجها، رامية في ذلك إلى الحد من خسائرها الاستراتيجية من عزل الدكتور مرسي وموقفها المتردد وغير الواضح من بيان 3 يوليو 2013م، وما أعقبه من مواجهات بين السلطات المصرية والمواطنين المصريين الرافضين لإقصاء أول رئيس منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر، إلا أن الممارسات على الأرض التي تقوم بها إيران في سوريا واليمن والعراق والبحرين قد تباعد بين الطرفين بدرجة كبيرة.

عاشراً: منيت إيران بخسائر لا يمكن تداركها بسهولة، بعد حملة العلاقات العامة الهائلة التي شنها السلفيون والأصوليون في مصر في الفترات الأخيرة وتصدير صورة نمطية عن الدولة الإيرانية باعتبارها تسعى للمد الشيعي في بلدان العالم العربي السنية، وهذا من شأنها كذلك أن يباعد بينها وبين الإخوان المسلمين، في ظل حرص الجماعة على الانفتاح على كل التيارات السياسية في المنطقة العربية، وخاصة تلك ذات المرجعية الإسلامية المعتدلة.

الحادي عشر: لدى جماعة الإخوان عدد كبير من القادة الميدانيين الشبان الذين فروا من مصر إلى الدول العربية الحليفة لنظام 3 يوليو 2013م، فور فض اعتصام رابعة مساء يوم 14 أغسطس/آب 2013م، ومنهم عدد كبير متواجد الآن في أبو ظبي والرياض والكويت والمنامة وعَمّان، مما يشكل عليهم خطورة بالغة في حالة معرفة السلطات في تلك العواصم بالأمر، لذلك فإن التحالف مع إيران، يمكن أن يدفع البعض للتفكير في اللجوء إلى  إيران، إذا كان من الممكن أن توفر لهم مقرا آمنا بعيدا عن الملاحقات الأمنية.

الثاني عشر: تنسجم العقيدة التاريخية لدى كل من إيران والإخوان حول عدد من القضايا الثابتة في التكوين الأيديولوجي لدى كل منهما، وعلى رأس ذلك الموقف من الغرب، ومن إسرائيل، ومن دعم حركات المقاومة في فلسطين، وهو ما يسمح ببناء قاعدة صلبة يمكن البناء عليها في حالة تفكير إيران في إيواء قادة جماعة الإخوان في داخل أراضيها، إذا تمت تسوية قضايا خلافية برزت وترسخت مؤخراً بين الطرفين في اليمن والعراق وسوريا والبحرين.

الثالث عشر: وجود مؤشرات عن حدوث لقاءات أجراها دبلوماسيون إيرانيون في مصر مع قادة الإخوان الموجودين في مصر للوقوف على إمكانية وآلية التعاون في تلك الفترة.

الرابع عشر: إن فكرة البديل الإيراني أمام رموز قادة جماعة الإخوان المسلمين اللاجئين لدى كل من قطر وتركيا، تنطوي على عدة مخاطر لا تخص الإخوان وحدهم، بل تتعلق أيضاً باللاعب الإيراني الذي يسعي آنيا إلى استخلاص موقف مصري مؤيد لتحركاته الإقليمية الاستراتيجية؛ خاصة إزاء الملف السوري بالرغم من أن طهران كانت الطرف الأكثر خسارة من عزل الرئيس "محمد مرسي" في أعقاب التغيير الذي وقع في القاهرة بين يومي 31  يونيو و3 يوليو 2013م.

الخامس عشر: إن وجهتي نظر القاهرة وطهران حول العمليات العسكرية الدولية على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) تكاد تكون متطابقة، إذ رفضت العاصمتان الانضمام إلى التحالف الدولي الذي يشن عمليات عسكرية على مناطق تمركز عناصر التنظيم المسلح في محافظات سوريا، وهي نقطة التقاء يمكن للاعب الإيراني - الذي يسعى عن كثب لإعادة العلاقات مع مصر - البناء عليها لتكوين تحالف ضمني غير معلن حول قضايا الأمن الإقليمي.

السادس عشر: لدى إيران خبرة - قريبة زمنيا - في مسألة لجوء المعارضين المصريين إلى أراضيها، لاسيما بعد إيوائها عدد من معارضي النظام المصري إبان مقتل الرئيس المصري محمد أنور السادات في السادس من  أكتوبر أول 1981م بأسلحة عناصر من أفراد القوات المسلحة المتماهين مع الجماعة الإسلامية، ووصل الأمر إلى أن وفرت طهران ملاذا آمنا لأسر الفارين من ملاحقات نظام مبارك وما يزالون متواجدين حتى الآن بإيران بالرغم من امتعاض أجهزة الدولة المصرية من تلك السياسات.

السابع عشر: يعد ملف إيواء إيران للإسلاميين المعارضين واحدة من أكثر القضايا الخلافية على مائدة العلاقات المصرية - الإيرانية الراهنة، مع إصرار النظام المصري على استعادة المطلوبين أمنيا والمتواجدين في إيران، فضلاً عن بقايا الجهاديين اللاجئين إلى إيران بعد الحرب الروسية - الأفغانية في ثمانينيات القرن العشرين؛ ولذلك فإن تفكير إيران في إيواء قادة جماعة الإخوان المسلمين سينطوي على مخاطرة جادة وحقيقية في ملف محاولة استعادة العلاقات المقطوعة مع مصر منذ توقيع الرئيس السادات اتفاقية السلام مع إسرائيل ( في كامب ديفيد عام 01979م. تكرر الأمر نفسه بعد اجتياح التحالف الدولي بقيادة أمريكية، أفغانستان) أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وفرار الجهاديين المصريين المنضوين إلى تنظيم القاعدة مع القيادي الجهادي البارز أسامة بن لادن من أفغانستان عبر الحدود المشتركة إلى إيران واستقرارهم هناك أو تمكنهم بمساعدة السلطات من التسلل إلى العراق وباكستان وعدد من الدول ذات الحدود المشتركة... وللحديث بقية...

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل بجامعة أسيوط

 

في المثقف اليوم