آراء

علي الدباغ: تحديات محلية لطالبان الجديدة (1)

علي الدباغتشكيل حكومة شاملة في أفغانستان هو أحد بنود اتفاق الدوحة، فبالاضافة الى إنه يطمئن الفرقاء الذين سيشتركون بالحكومة مع طلبان فإنه يوفر فرص للاعبين الإقليميين للتأثير عبر هذه القنوات المتعددة والتي قد تكون ايران أكبر لاعب فيه نتيجة عمل طويل وصبور لنسج علاقات مع طالبان وخصومها أيضاً، فقد شكلت إيران ورعت لواء فصيل فاطميون من مكون الهزارة الشيعي وأضافت له مقاتلين من عرقيات أخرى من الطاجيك والأوزبك ولا توجد أعداد حقيقية لتعداده لكن التقديرات المتحفظة تقدره بخمسة آلاف مقاتل، شارك جزء منهم في القتال في سوريا من فصيل الهزارة الشيعي، يجمع لواء فاطميون العداء والخصومة لطالبان والدعم والتسليح الايراني وتم تشكيل هذا اللواء بذات الطريقة التي استخدمتها ايران في تشكيل ودعم المجموعات الولائية المسلحة في العراق.

اصبحت إيران أكبر لاعب في أفغانستان بعد سلسلة الفشل الأمريكي لمدة 20 عاما انتهت بانسحاب متسارع ومذل من كابل إستكملتها بتدمير نظام الملاحة في مطار كابل وكل ما يمكن تدميره بروح إنتقامية لا يمارسها إلا عصابات متخاصمة وأججت موجة غضب عارمة بين الأفغان وحرقت الكثير من قنوات التفاهم المستقبلي مع طالبان مما سيعطي فرص كبيرة لخصوم واشنطن في تقوية علاقاتها مع طالبان الجديدة.

سلوك طالبان وسيطرتها السريعة غير المتفق عليها باتفاقات الدوحة أثار مخاوف كبيرة عن مدى التزام طالبان بتعهداتها في إشراك الآخرين في الحكم وهجوم بعض فصائلها على منزل حامد كرزاي وعبد الله عبد الله أثار شكوكاً كبيرة على مصداقية تعهدات طالبان المفقودة أصلا نتيجة ممارساتها العنيفة.

تبقى مسألة خصومة طالبان مع داعش وتنظيمات القاعدة مقياسا لسلوك طالبان الجديدة وقدرتها على مواجهة تلك المجموعات إضافة الى خطط ترحيل جزء من مقاتلي أدلب السورية مع عوائلهم وتوطينهم في أفغانستان برعاية تركية ودولية وما تشكله تلك المجموعات من نزعات وايديولوجيات تطرف وقتل وتأثيرها في ترجيح كفة التطرف.

مواجهات وادي بانجشير لا تعطي رسائل إطمئنان للفرقاء الآخرين وتشي بأن طالبان لا تزال تفضل المواجهات الإستئصالية ولا تجنح للتفاهم مما يلقي بظلال قوية من الشك وإختبار حقيقي لطالبان بقبول معادلة حكم بمشاركة الآخرين كما أعلن عنها رئيس المكتب السياسي الملا برادر في إن المشاركة ستكون شكلية يمنحها المنتصر لتجميل الصورة وإضافة رتوش عليها وستخلق أزمة عدم استقرار وصراع على السلطة وتبتعد فيه أفغانستان عن معادلة حكم مقبولة تحتاج لاعتراف دولي.

 

د. علي الدباغ

في المثقف اليوم