قضايا

قصة الفلسفة في رؤية ول ديوانت

احمد شحيمطيكتسي الفكر الفلسفي قيمة ودلالة في تكوين العقول وتهذيب النفوس وتقديم صورة عن الفلسفة في الزمان والمكان كفكر إنساني انبثق من قدرة الإنسان وطاقته في التفكير والاندهاش من الوجود والطبيعة. دون أن يستسلم الإنسان للمألوف من الأفكار والتأويلات وهيمنة لغة الميتوس "الأسطورة " في إيصال الحقيقة بلغة شفهية تروي بطولات ومغامرات الآلهة في قدرتهم وأمجادهم لا يستسيغها العقل البشري بالمنطق والتفكير العقلاني الحر. عصارة التجربة الإنسانية في تقديم قصة الفلسفة في قالب تاريخي يحكي عن البداية وتسلسل المعرفة. والمباحث التي كانت نعمة على الإنسان والإنسانية. في تعديل الفكر والسلوك والارتقاء بالمدارك والعقل نحو مرتبة عالية في التقدم والتطور .المؤرخ الأمريكي ول ديورانت [1885-1981] وصاحب النظرة الشمولية في تناول منجزات الحضارة الإنسانية في كتاب "قصة الحضارة ". إنصاف المؤرخ للحضارات يولد شعور في القارئ العربي أن يعرف أكثر من معطيات التاريخ في نظرة موضوعية لأجل تقديم المادة التاريخية دون انحياز وتمركز في النزعة المركزية الغربية بانتقاء ما يمكن أن يراه المؤرخ سببا في إقناع الناس بالأحداث التي وقعت . مضامين الوقائع يمكن للمؤرخ السكوت عن أشياء سهوا أو قصدا وأحيانا غياب النظرة الشمولية والأرشيف الكامل في الحكم على الأشياء واستنطاق الوثائق. إن كان الأمر في التاريخ والحضارة فان نظرة ويل ديورانت للفسفة في مسارها التاريخي وأطوارها لا يخلو بالأساس من نزعته الميالة نحو الإنصاف وتقديم رؤية عن زمان ومكان وأسباب النشأة والتطور . فالجدال قائم عن أصول الفكر اليوناني ورواسب الفكر الشرقي في احتكاك جغرافي بين الشرق واليونان . إغفال البعض لهذا السجال عن النشأة وقيمة الحدث يجعل من الكتاب الغربيين والمؤرخين يعتبرون الفلسفة يونانية الأصل دون الميل للقول بالتأثير الحضاري النابع من القرب الجغرافي وإسهامات الحضارات الشرقية في العلم النظري خصوصا الهندسة . ول ديوانت وقف عند الفلسفة الإسلامية في كتاب " قصة الحضارة " واغفل ذكرها في كتاب "قصة الفلسفة" . ففي الكتاب الأخير يبدي المؤرخ ول ديورانت في الفصل الأول ميزة الحدث التاريخي من الناحية الجغرافية في النظر للخريطة والمكان وتمعن الانقسام والتشتت في المدن اليونانية منها المطلة على آسيا الصغرى .ومنها المطلة على الغرب حيث ايطاليا وتلك الامتدادات في الجغرافية والحدود البرية والبحرية والطبيعة المتنوعة .من جملة الأسباب التي تركت الإنسان اليوناني يبدع الوسائل والطرق الممكنة في التدبير والتسيير للحياة . حكمة الإنسان اليوناني في تأمل الطبيعة ونقل الفكر من "الميتوس" إلى "اللوغوس. واغناء الفكر بالتأمل العقلي المجرد في ألغاز الطبيعة بعد دهشته الفلسفية من الأشياء الغامضة وغير المعتادة. وسعيه نحو إزالة الغموض عن العالم في نزع طابع الغرابة. والتفلسف في إرجاء العالم والأشياء إلى عناصر مادية فيزيائية كالماء والهواء والنار والذرات والابيرون... يقف ول ديورانت عند لحظة التفكير ما بعد سقراط . من أفلاطون ويغفل اللحظة الأولى في انبثاق الحكمة والحكماء السبعة ومنهم الحكيم طاليس الذي يعتبره نيتشه بحق أول الفلاسفة في صياغة منطق التفكير الفلسفي  للقول بعنصر الماء في تعليل الأشياء وتفسير ظواهر الطبيعة والأصل. يبدو أن المؤرخ ول ديورات يبدأ من بداية الفلسفة الشمولية مع أفلاطون ومعلمه سقراط . ويطرح مشكلة السياسة والأخلاق والمجتمع في إبراز العداء للنظام الديمقراطي الذي هيمن على الحياة الأثينية. والسبب إعدام المعلم سقراط ترك بصمة من الغضب والكراهية للديمقراطية والسياسة . كيف يمكن أن تعدم أثينا شيخا هرما ؟ هذا النظام الجائر الذي يمنح الصلاحية والحكم للغوغاء دون إنصاف للمعلم الذي ظل يعلم الناس الحكمة والفضيلة . ينصرف المؤرخ ول ديورانت للتفصيل في السياسة والجمهورية المناسبة في قيادة المجتمع نحو العدالة والسعادة . وراء نزعة الإنسان في الاستبداد والميل نحو الاستفراد في حكومات غير منصفة . يبحث أفلاطون في الجانب النفسي وطبائع البشر ونوازعه نحو الخير والشر . فالسلوك الإنساني يجري من منابع ثلاث وهي الرغبة والعاطفة والمعرفة . والشعب يحتاج للفلاسفة . فضيلتهم الحكمة . هم من طينة الذهب . حكماء في الفعل والممارسة لأنهم يتصفون بالتروي والتعقل ومواصفات الحكيم المستقيم . الميال للنزوع نحو خدمة الإنسان والدولة. هاجس أفلاطون العدالة وسعادة الفرد والجماعة . وحل الأزمة في تكوين الأطفال وتربيتهم والعناية أولا بأجسادهم وتربيتهم على الموسيقى وتهذيب ذوقهم بالمران . وتحصيل المعرفة النظرية والعملية والعلوم الحكمية . وتنمو العقول بالحرية الفكرية وتتقوى الأجساد بالرياضة وتقوية أفكارهم بالمران والامتحانات التي تصنف الناس على أساس قدراتهم الفكرية . ومجمل المهارات التي تقسم المجتمع بين ثلاث طبقات: الفلاسفة والجنود وعامة الشعب . يتذوق الإنسان الفلسفة في حدود الثلاثين سنة ويتدرج في التعليم حتى يصبح الإنسان مهيأ بالفعل لقيادة الدولة . ويعني أفلاطون بالفلسفة تثقيفا وخيالا واسعا. فالفلاسفة لا يملكون أملاكا أو أطفالا ولا يتزوجون . يعيشون حياة مشتركة مع بعض الجنود وهي مواصفات للفيلسوف الحاكم في الجمهورية المثالية .

يفصل ول ديورانت في فلسفة أفلاطون من جوانبها المختلفة وينتقل إلى أرسطو في حياته وعلاقته بالاسكندر الأكبر وأعماله الفلسفية الغزيرة. عبقري اليونان وكبير الفلاسفة في تاريخ الفلسفة. أعماله ممتدة للعلوم الحقة والمنطق والميتافيزيقا والأخلاق والسياسة .أرسطو الذي وضع للفلسفة مباحث كبرى كالوجود والمعرفة والقيم . كتب عن الأخلاق والسعادة . وشرح بالتأويل والتعليق للفكر السابق على سقراط .وكتب في الطبيعة وما بعد الطبيعة . وعن الخطابة والبلاغة. صاحب المقولات وفكرة الجوهر والعرض . أفكاره بالفعل مناقضة مع المعلم أفلاطون في شيوعية النساء والأطفال وفي المرأة والزواج وعالم المثل والمحسوسات . في الجمهورية المثالية والعدالة والسعادة. وفي الحكومات وتصنيفها . ومن كتاب "السياسة " ظل أرسطو ينشد الحكومات الممكنة في تدبير أمور الناس. وان كانت أقواله في المرأة والعبيد والمواطنة غير متوازنة .وفي الحكومات الارستقراطية والديمقراطية . كما كتب في نظرية النفس وعلم الإحياء وما يتعلق بالطبيعة وما بعد الطبيعة . وحينما ينتهي المؤرخ ول ديورانت من إبراز مكانة الفلسفة . يوجه المؤرخ سهام النقد وإبداء الرأي في فكر الفيلسوف . بالمرور من المرحلة اليونانية أغفل المؤرخ حيزا للفلسفة الإسلامية وفلسفة القرون الوسطى إجمالا . فانتقل المؤرخ للتفصيل في عصر النهضة الغربية وبداية إرهاصات العلم .وقبل ذلك يشير بعجالة لمعالم الفلسفة الرواقية . وفي بداية تغلغل المسيحية في روما والتي طوقت العقل الأوروبي اليافع في القرون الوسطى . ظلت الرقابة والحذر من الفكر الدخيل بالترجمة للكتب اليونانية من قبل العرب واليهود . فلاسفة الأندلس . في غمار الأحداث ظل العلم الحديث ينتج ويعلل ويقيم صرح العلم في صراع مع الكنيسة ورقابتها . أبحاث جلبرت وغاليلي وكوبونيك وديكارت ونيوتن .وفي إحلال النزعة التجريبية مع فرانسيس بيكون .نزعة الرجل التجريبية وقوة المنهج التجريبي في دراسة ظواهر الطبيعة وامتلاك ناصية العلم والإعلان عن بداية تفوق الغرب الحضاري .والسيطرة على الطبيعة وطموح السيطرة على العالم بالمعرفة " المعرفة سلطة" . الاورغانون الجديد وحاجة العلماء في فهم قوانين الطبيعة المنتظمة . يتصارع الإنسان وسط عراقيل الطبيعة والجهل الإنساني في إرغام الطبيعة على الامتثال بالأدوات العلمية الجديدة .وخروج الإنسان من قصوره المعرفي .أحب فرانسيس بيكون الفلسفة أكثر من العلم . ومشكلة الفلسفة اليونانية أنها انصرفت لما هو نظري أكثر مما هو عملي . في السياق ذاته الفلسفة مطالبة بتجديد آلياتها وقواعد الفكر العملي من جديد للخروج نحو الطبيعة وان يبدأ العلم بالملاحظة والتدرج نحو الفرضيات والتجارب المختبرية وأخيرا صياغة القوانين . تطهير العقل وتنقيته وتجاوز الأفكار المثالية وإزاحة الأوهام العالقة بالفكر والسير بخطى حثيثة نحو الطبيعة . ففي آراء بيكون يهتدي الإنسان بالمنطق الجديد في البحث والأفكار المنيرة في إزاحة ترسبات المعرفة الجاهزة السبيل نحو تجديد الفكر العلمي . وينتقل المؤرخ ول ديورانت في الفصل الرابع إلى الفكر الفلسفي العقلاني من ديكارت واسبينوزا . يقف عند هذا الأخير في علاقته بالديانة اليهودية واليهود وفي رسائل إصلاح .وتحسين العقل وفي الأخلاق والدولة العقلانية الديمقراطية القائمة على الحرية. وفي الطبيعة والله وعلاقة الناسوت باللاهوت . فإرادة الله وقوانين الطبيعة اسمان يطلقان على حقيقة واحدة .أما في الفصل الخامس فيناقش ول ديورانت عصر الأنوار .العقل وسلطة العقل وتتويج مسار العلم والعقلانية في الأخذ بالأنوار والحرية. فولتير وديدرو وجون جاك روسو .أدباء وفلاسفة في دعوة هؤلاء للتخلص من التقاليد القديمة. فلا سلطة تعلو فوق سلطة العقل  .في المدنية يحن روسو للطبيعة وحالة الفطرة لما في المدنية من مفاسد ونزوع نحو الشر وارتكابها بدافع القانون والمنفعة. وفي أفكار فولتير نقد للكنيسة وسلطتها من الرقابة. دعوته للتسامح ونبد الحروب والصراعات والجنوح للسلم والعيش وفق الحرية . وحالة المدنية أفضل من العيش في توتر وصراع .والإنسان بطبعه وحش مفترس والمجتمع المدني يقيد فعل الإنسان بالسلاسل وتخفيف وحشيته في قوة القوانين المدنية . ودون أن يبرز ول ديورانت التناقض بين الفلسفة العقلانية والتجريبية ومخاض الصراع الفكري في بناء المعرفة ينتقل في الفصل السادس للحديث عن كانط وفلسفته النقدية في القرن الثامن عشر .والاقتراب من نزعته النقدية وأسئلته المشروعية في قدرات العقل وحدوده وإمكانية بناء المعرفة في الجمع والتوليف .ثورة في الفكر على غرار الثورة العلمية التي قادها نيوتن .خشي كانط على الإيمان والأخلاق والفكر من نزعة هيوم الشكية .لاشيء في العقل ولا توجد مبادئ فطرية في قول جون لوك. رواسب المعرفة عند كانط متنوعة من العلم والفلسفة والأخلاق . من روسو وديكارت وهيوم ونيوتن . الفكرة الجوهرية في فلسفة كانط مشيدة من النقد لاعتبار الحواس مصدر وحيد للمعرفة واعتبار العقل كذلك .ونقد العقل الخالص يدخل في صلب الموضوع . ومن المعرفة إلى الأخلاق والعقل العملي وتأسيس الواجب الأخلاقي في الإلزام والالتزام . والمعايير الذاتية النابعة من الإرادة المشرعة للفعل الأخلاقي . كانط كتاب كبير مفتوح على المعرفة والأخلاق والسياسة . ومن كانط إلى هيجل لإبراز نسقه المتشابك وطرحه للوعي والفكر من الذاتي للموضوعي والصراع يؤدي للتركيب والتجاوز . ومن المنهج الجدلي ظل هيجل يؤسس للمعرفة في صورة عقلانية متشابكة . وانتقل المؤرخ ول ديورانت إلى شوبنهاور في نزعته التشاؤمية وفلسفة إرادة الحياة وكتاب " العالم كإرادة وكتمثل " . وفي الفصل الثامن يتناول ول ديورانت  الفيلسوف هربرت سبنسر واوكست كونت رائد علم الاجتماع في فكرة مركزية تقر بالعلم الجديد . وحاجة أوروبا لعلم الاجتماع لدراسة ظواهر من طبيعة اجتماعية. يعيد اللحمة والتوازن للمجتمع الفرنسي وفهم جديد للمتغيرات والمعطيات التي أفرزتها الثورة الفرنسية. وسبنسر في نزعته العلمية في قراءة حقيقة المجتمع العضوي في تناسق مكوناته . معالم جديد في علم الاجتماع وبوادر ظهور العلوم الإنسانية في القرن التاسع عشر واستقلالية هذا العلم عن الفلسفة والتأملات الميتافيزيقية , والتشبع بالملاحظة العلمية ودراسة الوقائع والتأثر بالمنهج التجريبي السائد في العلوم الوضعية . قوانين التطور والانتقال من مجتمع لآخر . وتطور الحياة في سياق التوافق بين الكائن وبيئته .ومن الاجتماع إلى علم النفس وظهور تيارات ونظريات جديدة في تحليل الفرد والشخصية الفردية والتنبؤ بسلوكه وقياسها .من المدرسة الشعورية والمدرسة السلوكية. وفي ختام المرحلة الحديثة يفتح نيتشه الفلسفة على الفكر المعاصر .ويؤسس لإنتاج جديد من الأفكار في رؤية مفاهيمية مغايرة عن الإنتاج الفلسفي السابق من المرحلة الماضية في الفكر القديم والحديث معا . يمنح ول ديورانت القارئ معطيات من شباب نيتشه ومن سيرته الذاتية في مراحل معينة .وعلاقة نيتشه بفاجنر ووصايا زرادشت للإنسان الأعلى وصعوده لقمم جبال الألب والبقاء مدة معينة . يكتب ويحاول أن يزرع في أوروبا فكر جديد يرسم آمل المستقبل ويزيل ترسبات الأفلاطونية والمسيحية والمثالية. زرادشت يعني نيتشه في تحليله لما وراء الخير والشر. ينزل زرادشت من الجبل ليعطي وعظا, وإرشاد الإنسانية أسوة بشبيهه الفارسي " زرادشت " في حكمة الشرق . يحيا السوبرمان  ويسمو على كل الكائنات بما يمتلك من خصائص , هذا الإنسان لم يولد بعد . وأننا لسنا سوى جذوره وتربته . نيتشه كتاب مفتوح للقراءة والتأمل . فكر مغاير بالتمام عن أفكار الفلاسفة , شعلة ملتهمة وديناميت يؤمن للفكر الحر والعالم بدون أفكار مثالية وشمولية . وفي تصنيف الأخلاق عند نيتشه ليس هناك سوى نمطين: أخلاق السادة وأخلاق العبيد .أما الأخلاق الثابتة فقد جاءت من آسيا وخصوصا من اليهود أيام خضوعهم السياسي . أما أخلاق السادة فهي أخلاق المخاطرة والقوة . فالأخلاق هي إرادة القوة . والنظم الفلسفية أو الميتافيزيقية ليست سوى أوهام نسينا أنها كذلك بفعل قدمها وتغلغلها في أعماق المنطق والفكر الخالص بفعل أدوات منها العقل واللغة .أما الارستقراطية فهي  طبقة حقيقية وصائبة في الحكم . ومن نيتشه وفلسفته جاءت الفلسفة المعاصرة .ويناقش ول ديورانت في الفصل العشر والحادي عشر الفلسفة المعاصرة في كل من أوروبا وأمريكا .ويثير مجموعة من المذاهب والتيارات الجديدة حتى ينتهي في قصة الفلسفة لعرض ملامح من الفلسفة البرغماتية مع جون ديوي . ويختم الحكاية من تاريخ الأفكار ويقدم للباحثين والناشئين في ميدان القراءة والتفلسف عصارة الإنتاج الفلسفي . دون أن يحيط بتفاصيل الفلسفة كفلسفة القرون الوسطى والفلسفة الإسلامية والكثير من أعلام الفكر الفلسفي المعاصر والواقع أن ظهور الكتاب كان في 1924 ولم يكن بالإمكان الإحاطة بكل الفلاسفة الجدد والسبب يكمن في عدم اكتمال البحث الفلسفي أو لا يتسع المجال للحكاية  .

قراءة المؤرخ الأمريكي المعاصر ول ديورانت للفلسفة في قصة موجزة وتقديم الحكاية بأسلوب المؤرخ في تقديم المادة والتدقيق في حيثيات السير الذاتية .المختصر المفيد في أفكار هؤلاء الفلاسفة الذين لازالوا بالفعل تراث يستمد منه الإنسان أفكار وتأملات في قضايا معقدة ومتشعبة . عظمة الفلسفة في صياغة أسئلة انفتاح الفكر في عملية مستمرة في إرساء الممكن والبحث عن المشترك بين الإنسانية بعيدا عن التعصب والعنف .

 

بقلم : أحمد شحيمط كاتب من المغرب

 

في المثقف اليوم