تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

قضايا

علجية عيش: لهجرة النبوية وحقوق الإنسان

الهجرة في مفهومها الديني والسياسي تقود إلى الحديث عن قضية حقوق الإنسان باعتباره مشروعا للحاضر والمستقبل،  فالمراجع للتاريخ يجد أن حقوق الإنسان كمنظومة وجدت منذ بدء البشرية وبالتالي فهي ليست غربية، إلا أن حقوق الإنسان لم تكن متجذرة في الثقافة العربية الإسلامية، ربما السبب راجع لغفلة المفكرين الإسلاميين الذين لم يدرسوا فقه الهجرة من جانبه السياسي  وربطوا الفكرة بالدين فقط، فهجرة الرسول من مكة إلى المدينة لم تكن من أجل نشر الإسلام فقط بل كانت ضمن حقوق الإنسان في العيش في أمان واستقرار وتحقيق ذاته وتوفير الآليات القوية للحماية.

 فالرسول لما رأى حقوق الإنسان في مكة بدأت  تنتهك أمام أعينه وقد كانوا أقلية أدرك الرسول انه أمام ازمة حقيقية، لأن قوى الكفر كانت تملك المال والسلاح، فلم يجد سبيلا لحمايته سوى اللجوء، والبحث عن وسيلة لتقرير المصير، هل يمكن القول إذن أن هجرة الرسول صلعم من مكة الى المدينة  كانت هروبا من الإرهاب؟  وهل يمكن القول أن الإرهاب قديم متجذر في تاريخ الإنسانية؟، أرادت قريش اغتصاب السلطة الدينية والسياسية، وبالتالي فقضية حقوق الإ نسان مرتبطة بواقع تاريخي، وهجرة الرسول من مكة الى المدينة كانت مرتبطة بمشروع على مدى بعيد جدا، في كل ابعاده الدينية، السياسية، الإجتماعية والإقتصادية والفكرية الثقافية.

فهذه الأبعاد مرتبطة بحقوق الإنسان وروحانيته، حيث كانت بوابة للانفتاح لتأسيس الدولة الإسلامية  وبناء حضارتها، لقد حدث في الهجرة تحول كبير على مرّ السنين، وهو ما لاحظته الشعوب والأمم عندما ظهر حوار الأديان والحضارات والثقافات، التي كان الطرح الإسلامي فيها هو الأساس، خاصة والصراع السياسي من قِبل الرسول كان في داخل المجتمع، حيث رأى البعض أن قضية الهجرة فرزت فيها  قضية العنف وما اثير حولها من اتهامات معاصرة للإسلام والمسلمين قبل وبعد وفاة الرسول، وقد أحدثت كتابات جدلا عقيما هو هذه الإشكالية بحيث ذهب البعض إلى القول أنه منذ وفاة الرسول كان تاريخ العالم الإسلامي  هو تاريخ العنف.

***

علجية عيش

في المثقف اليوم