قضايا

لماذا سقطت مكانة ليوناردو دافنشي في تاريخ العلم؟! (1)

محمود محمد عليكان ليوناردو دافنشي أعجوبة عصره ومتقدماً فى فنه عن معاصريه بمراحل كبيرة، فكان مهندساً ومخترعاً للآلات الحربية وبارعاً بعلوم التشريح والطبيعة والموسيقي. بالإضافة إلى أنه كان مثالاً ومصوراً ومهندساً؛ كما كان واحداً من أعظم فناني عصر النهضة الذين اهتموا بحدود المنهج التجريبي، وبقيمة التجربة باعتبارها سبيلاً لا بديل عنه لإدراك حقائق العالم الطبيعي، ومراعاته لضرورة استعمال الرياضيات في البحث في الطبيعة، الشئ الذي أغفله فرنسيس بيكون الإنجليزي، ثم محاولته الوصول إلى نتائج هامة حول مركز الثقل والروافع والقوة والحركة وبعض قوانين الجاذبية، ثم تشريحاته القيمة حول جسم الإنسان .

وهنا نجد أستاذنا الدكتور "زكى نجيب محمود" يقول عنه: " لا أحسب أحد فى تاريخ الفكر كله يلخص عصره تلخيصاً جامعاً مانعاً بقدر ما لخص ليوناردو دافنشى عصره !. وأي عصر !. إنه عصر النهضة الأوربية التي انبعثت فبها الحياة انبعاثا، أوشك ألا يترك نحواً من أنحاء الأرض ولا رجا من أرجاء السماء إلا أرتاده . ولعلك قد سمعت به مصوراً فناناً، فهو صاحب "العشاء الأخير" – صورة رائعة رسمها في أحد أديرة ميلان أثناء مقامه بتلك المدينة فناناً رسمياً لقصر الأمير لودوفيكو سفورتزا، وهو صاحب " الجيوكندا " الموجودة الآن في متحف اللوفر بباريس رسمها وهو في فلورنسا إبان عهد قيصر سيزار بورجيا. ثم لعلك قد سمعت به مهندساً في قوى الماء، وفي ابتكار الآلات لشتى المناسبات. وقد تكون سمعت به أيضاً عالماً في الجيولوجيا والنبات. ولكن القصة التي تروي لك شيئاً من تفصيلات حياته تلك التي كانت كأنها مائة حياة لمائة عظيم اجتمعت كلها في رجل واحد. ستثير فيك العجب ما لا يثيره إلا قلة قليلة من أحداث التاريخ ورجاله

والسؤال الآن : إذا كان ليوناردو دافنشي بهذا الشكل، فلماذا أغفل الباحثون والمؤرخون مكانته في تاريخ العلم الحديث؟.

أتصور أن بداية الإجابة ترتبط بمدى التغير الجذري الذي يمارس به العالم دوره في الحياة العلمية في عصره، ومدى الأثر العميق الذي يحدثه فى مجرى الحياة العلمية التي ينتسب إليها، من حيث قدرته على خلخلة الثوابت الجامدة، وزعزعت الأفكار السائدة، وتأسيس نوع من الانقطاع الابستمولوجى بين المعارف القديمة من جانب، والمعارف الجديدة من جانب آخر، مستهلاً الجديد الجذري الذي يطرح سؤال المستقبل بقوة على العلم، نفياً لتقاليد الأتباع وتأسيساً لقيم الابتداع.

وتتجسد فى حضور هذا النوع من العلماء نقاط التحول الحاسمة في تاريخ العلم، حيث " لا توجد استمرارية فى المناهج المستخدمة في العلم، بقدر ما توجد قطائع واستحداثات لا تنتهى" .

هذا النوع من العلماء يهب على مجتمعه بما يشبه العاصفة الجائحة التى تتغلل فى كل الأركان، فلا تبقى شيئاً على حاله الذى كان عليه، حتى فى دائرة القوى والتيارات المناقضة والمناوئة للتحول والتغير. فحدة العاصفة التجديدية التى تندفع بها رؤية هذا العالم لا تقل عن الاتساع الممتد لتجلياتها والأثر العميق لمتولياتها والتغلغل الناتج لنوافذها، خصوصاً إذا كانت اللحظة التاريخية مهيأة للتغير الجذري، دافعة إليه ومتجسدة فى الرؤية الشاملة للعالم ومـتحققة بها فى الوقت نفسه .

عندئذ يكون الأثر التجديدى لإنجاز هذا العالم شبيها بالزلزال، الذي يحدث تأثيراً جذرياَ فى صميم بنية العلم السائدة، وتكون حدة الاستجابات المتعارضة لهذا الإنجاز التجديدى في تتابعه المتصل أو تصاعده المستمر متوازية مع عمق الأثر الذى يتركه في مجالات كثيرة، تصل بين دوائر عديدة تشمل المجتمع بأسره .

وبقدر عمق الأثر الذي يحدثه هذا الإنجاز من حيث جذريته ونفاذ تأثيره إلى صميم الأنساق والأنظمة والعلاقات في بنية العلم السائدة، يظل هذا العالم حياً في الذاكرة العامة، باقياً كالعنصر المستفز للوعي، مثيراً للأسئلة التي لا يتوقف ما يتولد عنها من أسئلة على امتداد العقود، والتي لا تكف عن وضع هذا العالم موضع المسألة بالقدر الذي لا تكف به عن إعادة قراءة إنجازاته وتأويلها، أو تفسيرها بما يتيح نوعاً جديداً من الأجوبة التى لم تخطر ببال أحد .

وقد كان "جاليليو" على سبيل المثال واحدا ً من هؤلاء العلماء ذوى الحضور العاصف الذي أقام الدنيا ولم يقعدها مرات ومرات، وذلك حين أكد مادية الأجرام السماوية، وقضى على تصور تقسيم الكون إلى العالم الروحاني العلوي والعالم السفلى المادي الفاسد. بل وخرج بنظرية كوبرنيقوس من حيز الرياضيات إلى حيز الوجود الطبيعي، بعد أن ثبتها تجريبياً من خلال تلسكوبه الفلكي الذي اكتشف به عدداً من النجوم وهضاب القمر ووديانه.

كما أهتم جاليليو بالبحث عن العلاقات التى تربط بين الظواهر وترك جانباً البحث عن المبادئ والأسباب الميتافيزيقية التى استحوذت على الفكر القديم، وبذلك أحدث قطيعة معرفية بين الفكر القديم والفكر الجديد، قطيعة لم يعد من الممكن بعدها العودة إلى أساليب التفكير القديمة والتصورات الأرسطية والوسطوية التي كانت تشكل أساس العلم والمعرفة؛ لذلك ظلت اطروحات جاليليو أكثر جذرية وحدية من اطروحات غيره، كما ظلت أعمق تأثيرا وأكثر قدرة على الإثارة.

ولأن هذه الأطروحات شغلت بأسئلة المستقبل، وطرحت على نفسها أسئلة العهد الجديد التى استبدلتها بأسئلة العهد القديم، فإنها ظلت عنصرا تأسيسياً من عناصر العهد الآتي والمقبل الذى هو صيرورة دائمة من التحول، كما ظل محل رعاية من الأزمنة اللاحقة التى تطلعت إليها هذه الأطروحات، تطلع الاستشراف والترقب والإرهاص والبشارة والتحذير فى آن واحد، وذلك هو السر فى تعدد الاستجابات اللاحقة إلى إنجازات " جاليليو " سواء فى تباينها أو تعارضها أو تصارعها الذي يكشف عن عمق الإشكاليات التي تنطوي عليها الاطروحات أو تثيرها.

وهذا هو السبب الذي جعل معظم مؤرخى العلم يربطون اسم جاليليو بأحداث هامة فى تاريخ العلم الحديث، فنرى اسمه، يرتبط بولادة العلم الحديث، والثورة الكوبرنيقية، والإطاحة ببعض النظريات الأرسطية التى طغت على العلم قرونا طويلة، ونرى جاليليو يرتبط اسمه كذلك بمبدأ الكفاح ضد أى سلطة تقف فى وجه العلم ومسيرته .

وقد كان ليوناردو دافنشى مثل جاليليو، متمرداً على القديم الجامد الذي يفرض منطق الأتباع، بدليل أن بحوثه العلمية تؤكد أنه كان يبحث فى مشكلات وقضايا علمية أظهرت نتائج خاطئة فى الوقت الذي تكشف فيه تلك البحوث أنه بحث منذ سنوات خلت فى المسائل ذاتها ووصل إلى نتائج صائبة بشأنها، بدليل أن دافنشى شمل بفكره الخصب معظم الفنون الهندسية المعروفة في عصره، وتعرض بالدراسة والتطبيق والابتكارات لمعدات شتى لم نحاول أن نحصيها عداً، أو أن نقدم لها حصراً ولا يكاد يخلو جانب من جوانب الهندسية والميكانيكا والفيزياء وعلوم التشريح…الخ من آثار فكره وعلمه.

وأكثر من ذلك أكد دافنشى على أكد على أهمية الملاحظة والتجربة في كشف آيات الطبيـعة والوقوف على أسرارها قبل فرنسيس بيكون، كما نصح العلماء في بحوثهم إلى ضرورة تدوين ملاحظاتهم والقيام بتجاربهم، ونادى بأن التأمل النظري أمر عقيم لا يليق بالإنسان، وحث على التروي في الملاحظة والتأني في التجربة، وحذر من التسرع في التعميم واستنباط القوانين.

كما أكد على أهمية استعمال الرياضيات فى البحث فى الطبيعة، الشئ الذي أغفله " فرنسيس بيكون"، فهو يرى أن طريق المعرفة الصحيحة يجب أن يكون طريقاً رياضياً.

وقد حاول دافنشى أن يطبق أسلوبه التجريبي فى الوصول إلى نتائج هامة حول مركز الثقل والروافع والقوة والمقاومة والقصور الذاتي فى السكون والحركة وبعض قوانين الجاذبية، وبعض قوانين الاحتكاك وبعض قوانين الصلابة…الخ.

كما استطاع أن يتنبأ بإمكان الوصول إلى اختراع سفن وغواصات تسير بآلات دون حاجة إلى مجداف أو شراع، وطائرات يحرك الإنسان أجنحتها كما يفعل الطير، ومفرقعات ملتهبة تبيد الجيوش، وروافع ضخمة لرفع الأثقال، وعقاقير سامة تبيد الحشرات والهوام …إلى غير ذلك من الاختراعات التي توصل إليها الإنسان فعلاً فيما بعد، والتي تثبت أن دافنشى رسم للعالم الحديث الطريق الذي سار فيه.

وليس من الضروري أن أقوم بتعديد بقية إنجازات دافنشى فى علم الطبيعة، كما أنني لست فى حاجة أيضا إلى تأكيد تعدد أدواره فى بحوثه العلمية فى العلوم الأخرى، فكل ذلك تأكيداً للأثر الجذري الذي يصله بأبناء جيله.

ومع ذلك فإن تقييم عبقرية دافنشى أصعب بكثير من تقييم عبقرية جاليليو، ولعل مرد ذلك يرجع إلى عدة أسباب من أهمها على سبيل المثال لا الحصر:

السبب الأول: ليس فى مذكرات دافنشى علماً جديداً، بل كانت تلك المذكرات تعكس أفكارا علمية كانت شائعة فى المدارس العلمية المنظمة فى إيطاليا فى عصره. فحال الرجل هنا ليس حال عالم يبتكر جديداً، بل على حد تعبير راندال تعكس ما كان قائماً بالفعل، وما تواتر على ألسنة العلماء فى عصره أو دار فى أذهانهم. وما مرد الدهشة العظيمة التى حيرت الباحثين حين طبعت مذكرات دافنشى لأول مرة سنة 1881م، إلا جهلهم بما كان عليه العصر الذى عاش فيه العالم الفنان.

لذلك يؤكد بعض المؤرخين بأن مذكرات دافنشى لم تكن مبتكرة، إذ كان واسع الإطلاع، فقد قرأ ما قاله " ألبرت السكسوني" فى الجاذبية و" جوردانس" فى الروافع و" روجرز بيكون " فى الهندسة الحربية، كما قرأ " فتروفيس" وسعى للحصول على ترجمة " أجير وبولس" العالم الإغريقي، وبكتب " " ألبرت " المهندس المعماري العظيم الذي أدخل تحسينات على الغرفة المظلمة فى التصوير، وقاس عمق البحار واخترع لقياس الرطوبة، وحسن طريقة إنقاذ السفن من الغرق، وزامل "برامانت" المهندس المعماري، وكان صديق " ديلاتور" أستاذ التشريح فى "بافيا"، وقرأ مؤلفات "ابن سينا" و"ابن الهيثم"، وكان على علم بالبحوث التى أجريت فى العصور الوسطي والعصر الأغريقى .

ونفس الشئ يقال على بحوثه التشريحية، فقد ذهب بعض المؤرخين والباحثين   إلى أن تطور علم التشريح لم يكن ليتوقف أو تتأخر مسيرته لو أن دافنشى لم يكن حياً أو لم تكن له إسهامات فى مجال التشريح.؟ ؛ وذهب مؤرخون آخرون إلى القول بأن تأثير دافنشى فى التشريح يكاد لا يذكر.

السبب الثانى: أن دافنشى كان مهتماً على الدوام بكافة القضايا العلمية وشغفه بها يزداد على مر الزمن، ولقد أدى ولعه بقضايا العلم على هذا النحو إلى الانشغال عن بعض أعماله الهامة، فكان أن خلف وراءه تحفاً لم تكتمل. لقد كان عقله كما يذكر راندال خصباً، انشغل بما يزيد عما يلزمه، وقاده عقله الذي يشبه عقل " ليبنتز " إلى أن يتحرك في اتجاه جديد قبل أن ينتهي من مشروع أو فكرة، بل قبل أن يتم بداية المشروع أو الفكرة، ولقد كان لهذا أثره فى أن يصبح أستاذ الأفكار الناقصة والمشروعات غير المكتملة.

لاشك فى أن حب دافنشى للعلم التجريبي وحماسته له لا يحتاجان إلى جدل، فمن المؤكد أن أنشطته تدل على أنه رجل علم، وكذلك فنان . ولكن هل من الممكن كما يقول " جورج سارتون":" أن ننسب إليه اكتشافاً علمياً واحداً، باستثناء تلك التى تحتوى عليه رسوماته ضمناً. فلكي ينسب للمرء اكتشاف علمي لا يكفى أن يقوم به، بل يجب عليه أن يفسره، وأن يثبت بوضوح شديد أنه على استعداد لذلك، ويجب أن يكون مستعدا للدفاع عنه؛ بل إن الاكتشاف لا يتم ولا يكتمل إلا إذا تم تنفيذه وأصبح واقعة حقيقية. أما أن فكرة تراود عقل الإنسان، فهي كبذرة النبات لا تكون كافية، إلا إذا أخرجت لنا ثماراً، ولقد كانت أفكار دافنشى العلمية مثل البذور التى عجزت عن النضج وظلت مدفونة فى ملحوظاته ورسوماته. وربما كان عدم النضج راجعاً جزئياً إلى نقص تعليمه الأدبي، والذي لم تكن عبقريته العلمية قادرة على تعويضه أبداً .

السبب الثالث: حتى لو كان دافنشى يملك بالفعل أفكاراً علمية مبتكرة ونظريات أصيلة، فإنه يظل فى ذلك بعيداً عن احتلال مرتبة هامة جداً فى تاريخ العلم الحديث . ولعل السبب فى ذلك كما يذكر معظم المؤرخين هو أن مذكراته لم تنشر بعد وفاته إلا فى أواخر من القرن التاسع عشر، وبالأخص فى سنة 1881، تحت عنوان " قوانين باريس"، ثم فى سنة 1894م تحت عنوان " الكوديك أتلانتيكو" ( قوانين باريس)، وبالتالي فقد ظلت أفكاره غير معروف . وظل هو نفسه مجهولاً بخطئه، لأنه لم يفعل أى شيء لنشر اكتشافاته. الأمر الذى أدى بكثير من الناس إلى أن يسرقوا مذكراته وينسبوا ما فيها لا نفسهم دون أن يشيروا إليه، حيث يقول " كرواذر" :" إن البحث التاريخي أثبت حديثا أن مذكرات دافنشى قرأها بعض الناس ونسبوا ما فيها لأنفسهم دون أن يشيروا إليه، ومن أشهرهم " جيروم كار دان"، ويرجع الفضل فى رسالة كاستلى فى علم السوائل المتحركة، والتى نشرت فى عام 1621 إلى بحوث دافنشى، وأخذ " فيلابوند بحثه فى مركز الجاذبية،و "بالدى " بحثه فى مركز الضغط من مذكرات دافنشى . ولقد أدت هذه البحوث إلى نظرية مراكز التذبذب لـ" هوجينز"، ودخل كثير من مكتشفاته واخترعاته فى الميكانيكا فى بداية القرن السابع عشر دون أن يذكر له اسم .

السبب الرابع: إن العلم ليس مجرد الميل إلى إجراء التجارب، كما ذهب دافنشى فى رده على منتقديه الذين لا موه على إفراطه فى تجريبيته. لقد كان دافنشى ينعى عليهم أنهم لا يعولون عليها فى كتاباتهم، مع العلم بأنها أولى بالذكر من أي شئ آخر. فذكر تجربة مثلاً أولى وأهم من ذكر كتاب شهير، والاستشهاد بنتائج التجربة أهم من الاستشهاد بالكتب وما ورد فيها. إن العلم لا يتحقق من مجرد رفض أقوال السابقين وطرح أفكارهم جانباً على نحو ما يؤكد دافنشى، الذي لم يكن فى ذلك يمثل أى عبقرية أو ابتكار، بقدر ما كان فى ذلك مقلداً لأفكار السابقين. لقد كان دافنشى بالفعل متأثراً فى كل ذلك بكتابات بعض المفكرين الذين ظهروا فى أواخر العصر الوسيط فى القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وهم كما يقول راندال جماعة المفكرين الذين أولوا العمل الذهني ورفعوا مكانته فوق مكانة التقليد والحفظ عن الأولين. ولكن مجرد التأثر بكتابات تلك الجماعة طارحين جانباً أن هذه في ذاتها حجة يمكن أن تساق ضد دافنشى نفسه، فلا تجعل منه عالماً ولا تشكل كتاباته فى إطار المنهج العلمي علما بالضرورة. ومن هنا فإن احتجاجات دافنشى ورفضه لفكر السلف ونظرياتهم كانت عظيمة، ولكنها فى حد ذاتها لا تشكل علماً، ولا يمكن تأسيس علم من خلال ملاحظات متناقضة مهما بلغ وصفها وذكر تفاصيلها. فالعلم فوق كل الاعتبارات السالفة، ليس ضربا من الحدس ينتاب فرداً عبقرياً بين حين وآخر إبان خلوه إلى نفسه، على الرغم من أن الحدس يشكل أحياناً عاملاً مهماً وخطوة واحدة نحو تأسيس نظرية علمية صحيحة. العلم فوق كل شئ جهد مشترك وحصيلة أبحاث عديدة لجماعة تسعى إلى تحقيق هدف واحد على نحو الجهود المشتركة التى استمرت حتى العصر الذى ظهر فيه جاليليو، وهذه الجهود كان لها دور عظيم فى ظهور العلم الحديث. وللحديث بقية!!

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

 

في المثقف اليوم