قضايا
كرة القدم بين الفرجة والعنف مقاربة سوسيولوجية
كرة القدم ليست مجرد لعبة رياضية، انها كبر من ذلك بكثير ربما اصبحت مجال حرب غير اخلاقية تستعمل فيها كل الوسائل من اجل الربح . لعبة تحولت من مجال للفرجة والمتعة الى فضاء مزدحم بالسياسة والايديولوجيا والمال والخرافة والعنف .
قيمتها وشعبيتها تكمن في قيمتها الفرجوية لانها تمثل مجالا حيويا للترفيه الإنساني، وللتنفيس من ضغوط الحياة المعاصرة وإيقاعها السريع. إضافة الى كونها قناة من قنوات الفعل السياسي ووسيلة ومن سائل التأثير السياسي والايديولوجي .
هي لعبة تحولت الى مجال للصراع والعنف والتوثر من خلال حجم العنف المرتبط بها وبالملاعب، مما يولد الرغبة في محاولة فهم ومقاربة موضوع كرة القدم بين الفرجة والعنف من خلال معرفة الاسباب والدواعي من داخل مقاربة سوسيولوجية .
مؤخرا، في مباراة لكرة القدم بين فريقين عربيين في نهائي عصبة الابطال بين الترجي التونسي والوداد الرياضي، توقف كل شئ وتحول النقاش العمومي الى نقاش حول كرة القدم، لا حديث يعلو على وقائع المباراة واسباب توقفها ومسارات ما بعد التوقف، وعن المؤامرة والبيع والفساد وعن مصير الكأس واجتماعات ادارة الكاف لتقرير في مصير المباراة / المعركة .
النقاش كان كثيفا ومتضخما مليئا بالتفاصيل الكثيرة، مما يقود الى استنتاج اساسي ان كرة القدم اصبحت انشغالا يوميا للمواطن وربما قضية وطنية تحضي بالأولوية المطلقة في سلم اولويات مواطن مقهور .
حكم المباراة انتهت صلاحيته، وصفارته لم يعد لها معنى . توقف كل شئ، وحدهم السياسيون يعيشون اسوأ لحظاتهم، رغبة في ايجاد مخرج امن لتفريق حشود بشرية قد تفعل أي شئ وكل شئ .
نزل رئيس الكونفدرالية الى الملعب وكل الطاقم الاداري في سوك مرفوض رياضيا، توقفت المباراة، واعلن الترجي فائزا بقرار من رئيس الحكومة التونسية ولدواعي امنية !
بتونس هناك فوبيا من التجمعات، ومن الحضور الجماهيري، انها الدولة العربية التي دشنت شرارة التغيير فيما سمي بموجة الربيع العربي بعد حادثة احراق البوعزيزي لنفسه فالأمن اولا والامن اخيرا، الحشود لا يمكن التحكم فيها لا بإرضاء كبريائها، هكذا فكر المسؤولون في ايجاد حل امني لمباراة كانت سياسية وتجارية قبل ان تكون رياضية .
كرة القدم اصبحت فعلا سياسيا ورهانا اقتصاديا ومنتوجا معولما، تعمل من خلالها نظم وشركات العولمة على نشر قيمها، ربما هي الاداة الاكثر فعالية لنشر قيم العولمة وصناعة مواطن عالمي لا يهتم بتراثه وقيم مجتمعه، لأنه مشغول بأخبار الفرق العالمية واخبار نجوم كرة القدم، انجازاتهم، انتقالاتهم وكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة حول حياة الفريق والنادي واللاعبين .
ان العولمة وعبر كرة القدم استطاعت توحيد الزمن رغم اختلاف الجغرافيا . اكثر من مليار ونصف مشاهد وفي لحظة واحدة يتشاركون نفس الزمان ويعيشون نفس الحدث ويتقاسمون نفس الاحساس انه زمن كرة القدم - كاس العالم – مثلا او مباراة الريال وبرشلونة او الريفير وبوكا جونيور وغيرها .
يقول إدواردو غاليانو: "كلما تحولت هذه الرياضة إلى صناعة، يتم استبعاد الجمال الذي يتولد من متعة اللعب لمجرد اللعب"، فكرة القدم لم تعد لعبة ورياضة تسود فيها الروح الرياضية ومؤسسة عل قيم المحبة والتعارف والتنافس الشريف، وانما اصبحت صناعة وتجارة وسياسة وأمن .
مع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، أصبحت كرة القدم لعبة عالمية، فقد انتشرت وتعممت في مناطق نفود الاستعمار الانجليزي في مناطق مختلفة من العالم، وأدى ذلك إلى إنشاء الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي يُعرف اختصاراً بالفيفا (FIFA) عام 1901م.
تعد كرة القدم أكثر أنواع الألعاب الرياضية العالمية شعبيةً وحضوراً، إذ يتجاوز جمهورها المليار متفرج حول العالم وهو رقم مهم ومغري للشركات كسوق تجارية مربحة . انها لعبة لا تعرف حدوداً جغرافية أو هويات دينية أو عرقية أو قومية، بل هي أشبه بلغة عالمية توحّد البشر، وهي الوسيلة الوحيدة لتوحيد هم خلال التظاهرات الرياضية الكبرى، سواء تظاهرات كاس العالم او الذيربيات العالمية مثل الريال وبرشلونة والريفير وبوكاجونيور، ليفربول والمان سيتي، اليوفي والانتير وغيرها من المباريات التي تشد كل الانظار، حيت تختفي كل الفوارق وكل الخصومات ولا تبق غير خصومة كرة القدم والعنف الناتج عن كرة القدم في حالة الغضب الجماهيري .
لذا، فكرة القدم لها جاذبية سحرية وهذا سر قوتها وقيمتها، لدرجة ان إدواردو غاليانو اعتبرها بالذيانة الجديدة [[1]].بعض عشاق ومشجعي اللاعب الارجنتيني ماردونا قاموا ببناء كنيسة المارادونية (Iglesia Maradoniana) والتي تعرف أيضاً باسم كنيسة مارادونا، هي كنيسة تم تكريسها في مدينة روساريو بالأرجنتين تقديسا لاسم ماردونا حيت اعتبر صور من صور الرب على الارض وقد اسست هده الكنيسة في 30 اكتوبر 1998 وهو تخليدا لذكرى ميلاه .
لا احد ينكر القيمة الفرجوية لكرة القدم حيت اصبحت وسيلة للترفيه الإنساني، كمجال للتنفيس من ضغوط الحياة المعاصرة وإيقاعها السريع. لكنها اصبحت قناة من قنوات الفعل السياسي ووسيلة ومن سائل التأثير الايديولوجي، من اجل صناعة رأي عام موالي او مضاد لأي نظام سياسي، في الكثير من المباريات تتحول مباريات كرة القدم الى استمرار لسياسة حربية تخاض على ارضية الملعب وفي قنوات التلفاز وفي البرامج والاخبار والندوات وفي شبكات التواصل الاجتماعي من اجل خلق تعبئة وطنية: مباراة ايران والولايات المتحدة الامريكية ؟ ومباريات قطر ضد الامارات والسعودية الاخيرة.
البعد السياسي للعبة لا يعني غياب الابعاد الفرجوية واجواء المتعة النفسية التي تصنعها، لان الفضاء الذي يوفره فعل التشجيع يمنح الأفراد قدرة خلاقة على إعادة صياغة ذواتهم وبناء عوالم جديدة في اطار جمعي عبر حشود يختار ها الفرد بطواعية، من اجل التعبير عن ذاته في اطار حماسي يشكل فرصة لتفريغ كل المكبوتات، وبالتالي تحقيق راحة نفسية وتحقيق توازن ربما كان مفقودا بسبب كثرة الضغوطات الاجتماعية، وهو ما يقود الى فرضية ام الملاعب تشكل عيادة جمعية للتفريغ والعلاج .
كرة القدم تعتبر من اهم اليات العولمة لبناء هويات جديدة مؤسسة على قيم نمطية بتفكيك اسس الهويات المحلية والمتمايزة، واستبدالها بهوية واحدة ومعولمة .
تملك نفس الخصائص حيت يصبح لاعبي كرة القدم ملهمي الشباب في تثبيت القيم وانماط السلوك الجديدة، بما يقود الى انتاج مواطن عالمي يتنفس كرة القدم .
وفي مستوى آخر، توظّف النظم الحاكمة في الدول النامية كرة القدم لأغراض دعائية، على سبيل المثال: رأينا كيف يوظّف نظام السيسي تأهُّل المنتخب المصري إلى كأس العالم ويقدّمه على أنه منجز من منجزات نظامه. وكيف سوقت ايران انتصاراتها على السعودية والامارات على انه انتصار على مشروع الحصار .
و يعتبر بعض انصار الفريق الارجنتيني ان الهدف الذيسجله دييغو ماردونا في مرمى الانجليز في كأس العالم 1986، عندما قام ا بمراوغة ستة لاعبين من المنتخب الإنجليزي ثم حارس المرمى، كان انتقاما سياسيا من القوات البريطانية ورد الاعتبار لكبرياء الجيش الارجنتيني على هزيمتها في حرب جزر الوكلاند عام 1982. لدرجة أعتبره البعض أنه الإله مارادونا خاصة عندما علّق على هذا الهدف وقال: إن يد الله هي التي أحرزت هذا الهدف .
وعلى الرغم من كل ذلك، لا تزال كرة القدم تلعب دوراً هاماً في تكريس التعايش، والتقارب الانساني، حيث إنّ أماكن الفُرجة والتشجيع تمثل نقطة التقاء وتقارب بين المشجعين، ومن خلالها يكونون فضاء مشترك إنساني.
كرة القدم اصبحت فعلا تجاريا، وهنا يكمن اصل المشكل، حيت الربح المادي والخسارة هو الهاجس الاساسي المتحكم في المباريات لاسيما ضغط شركات الرهان الرياضي، بمعنى لعبة بمثابة ارض حرب ومواجهة مفتوحة تستعمل فيها كافة الوسائل من اجل غاية وحيدة، الربح والمزيد من الربح .
انها طريق للصراع والتنافس الغير الاخلاقي لان الامر لا يتعلق بفوز عادي ومقابل خسارة عادية تنتصر في الاخير الروح الرياضية، والافضل هو من يفز ويخرج الجمهور راضيا مستمتعا بأداء كروي في اطار من المتعة والفرجة بعيدا عن منطق التشنج والتعصب .
ان تصبح كرة القدم فعلا تجاريا معناه البحث عن الانتصار بكافة الطرق وهو ما يفتح الباب امام المنطق المكيافيلي حيت الغاية تبرر الوسيلة، لاسيما في دول العالم الثالث حيت شبكات الانتماء والوطنية والغيرة ترتبط بكرة القرق وبالندي والفريق المحلي او الوطني .
لا يمكن ان تنتصر قيم كرة القدم المؤسسة على التنافس الرياضي الشريف حين تصبح الرياضة فعلا تجاريا، لان خسارة من شانها الحاق خسائر بالبورصة وخسائر لشركات الرهان الرياضي وخسائر امنية نتيجة الشغب والعنف المتزايد وارتفاع منسوب الحقد والتخريب.
و لعل الاحداث المأساوية في التاسع والعشرين من ماي 1985 بملعب "هيزل" حيت أحداث شغب فائقة الخطورة بسبب مشجعي فريقي ليفربول وجيفنتوس بمناسبة نهائي الكأس الأوربية هي الأحداث التي خلفت 39 قتيلا . فأصبحت الرياضة وكرة القدم طريقا للقتل الجماعي . او انها لعبة قاتلة حين ارتبطت بظاهرة الهوليكانز .
حين تحولت لعبة كرة القدم من فعل فرجة وفعل رياضي مؤسس على قيم المحبة والتعارف والفرجة، الى فعل سياسي وتجاري وامني اصبحت فعلا معقدا تستفيد منه مؤسسات العولمة الباحثة عن الربح الصافي، ولو على حساب الكثير من الخسائر والمعاناة .
كرة القدم فعل شعبي ساهمت الى حد كبير في دمقرطة اللعبة، لأنها كانت لعبة شارع وكانت موضوع فرجة للجميع، لكن الامور تغيرت بسبب مسلسل وتأثيرات العولمة اللعبة تغير كل شئ، اصبحت لعبة نخبة حيت نجوم كرة القدم لم يعدوا يصنعون بشكل تلقائي في الازقة والشوارع واحياء المدن القديمة كما هو الحال في التجربة البرازيلية.
الان تغير كل شئ اصبحت الاكاديميات هي المصنع الاول للنجوم والمدارس الخاصة بالأندية، وهو ما يعيد طرح اشكالية الى أي حد ما زالت كرة القدم لعبة شعبية مفتوحة امام الجميع، وللجميع سواء في ممارستها او حتى في الفرجة مادام اغلب ان نقل المباريات اصبحت مملوكة لشركات وبشكل حصري؟
كرة القدم لم تعد لعبة شارع وليست لعبة محدودة بحدود المستطيل الاخضر، وانا هي ظاهرة مركبة يتداخل فيها السياسي بالتجاري بالاقتصادي وبالقيمي والثقافي والاجتماعي مما يجعلها ظاهرة معقدة تزداد تعقيدا كلما ازداد تدفق المال حولها .
ربما المال يقود الى الخراب والعنف واستبدال البعد الفرجوي بالبعد التكتيكي، لان المهم هو الفوز باي ثمن، وان الفرجة ليس انجازا، لان الاهم هو تحقيق اكبر قدر من الارباح ولو على حساب القيم الرياضية.
عنف الملاع: حين تصبح الرياضة فعلا عنيفا
تتحدد وظيفة السؤال السوسيولوجي حسب بيير بورديو على القدرة على معرفة الاسباب المخفية واستكشاف المسكوت عنه والمضمر، لذا يصبح الاستعانة بخدمات الفكر السوسيولوجي أمرا ملحا . من اجل اختراق مناطق العتمة الكثيفة المحيطة بالعنف الرياضي وشغب الملاعب، باعتباره حدثا مرعبا ومخيفا في الوقت ذاته .
الوقائع العنيفة والمأسي المرتبطة بمباريات كرة القدم لاسيما من طرف مشجعي الفرق،وحجم الخسائر التي يخلفها شغب الملاعب يقود الى تبني فرضية حروب الملاعب، وان كرة اقدم اصبحت ارض معركة مفتوحة، تتعدى حدود الملعب ورقعته وتتجاوز القوانيين الرياضية والاخلاقية المؤطرة للعبة، مما يقود الى استنتاج ان كرة القدم لم تعد لعبة فقط وانها ساحة حرب .
أحدات ملعب هيزل الشهيرة ووفاة اكثر من 39 مشجع ايطالي، وأحداث بورسعيد الدموية ووفاة اكثر 72مشجع يكشف حجم العنف المضخم، المحيط بلعبة ربما قد تتحول الى لعبة عنف وشغب .
الامر يقود الى تساؤل اساسي من اين يأتي هذا العنف وما مصدره، وكيف يتحول فضاء فرجوي الى فضاء للعنف بكافة اشكاله ؟
عنف الملاعب هو عنف يلفه الغموض، لأنه عنف مخفي، وقد يكون أسوأ أشكال العنف بحسب بيير بورديو .
اولا - العنف الرياضي: الماهية والاسباب
ارتبط تنظيم المسابقات الرياضية بالعنف في الكثير من مراحل تاريخ الانسان، لاسيما في القرون الوسطى حيت كان الفعل الرياضي هو احتفاء بالعنف وتمجيد للقوة .
فالرياضة هي فعل تنافس من اجل الفوز، وهو ما يقود الى وجود طرفين في أي لعبة منتصر ومنهزم، الاحساس بالهزيمة يغذي مشاعر الاحباط ويقود الى الى سلوكات عدوانية على الطرف الاخر، وهو سلوك قديم نجده اسسه في حلبة المصارعين gladiateurs Les ([2]) وفق ما اشرت اليه موسوعة ويكي بيديا.
فالعنف ينتقل عبر العدوى مما يوسع دائرته، وهنا تكمن خطورته كونه عنف انتشاري يتمدد بسرعة في وجود سياقات اجتماعية ملائمة، كتلك التي توفرها فضاءات الجماهير والحشود، مما يعقد مهمة التحكم فيه حين يتجاوز حدود الملعب وينتقل عبر العدوى الى المدرجات والجماهير المتحمسة .
فكل هزيمة هي تغذية لمشاعر الاحباط عندها يقود الى ارتفاع منسوب التوثر، والعنف المادي اتجاه المشجعين الفريق الاخر وضد الممتلكات العامة .
احداث ملعب هيزل سنة 1985 ([3])كانت لحظة حاسمة ومؤثرة في تاريخ العنف الرياضي ولفتت الانتباه الى خطورة الفعل .
مند تلك اللحظة اصبح مفهوم مثيرو الشغب وصانعي العنف في المدرجات مفهوما مركزيا عبر الحديث عن ظاهرة الهوليغانز.
فالهوليغانيزم Hooliganism يؤشر في اللغة الإنجليزية على الشغب والفوضى، و قد ذكر الاسم اول مرة في تقارير شرطة لندن في صيف عام في إشارة إلى سكير ايرلندي سيء السمعة، اسمه باتريك هوليجان يعيش في لندن ويشارك بانتظام في مواجهات شوارع لندن، وكان شخصا عنيفا لا يؤمن الا بالعنف لتدبير حياته ونزاعاته([4]
وهناك من يعتبر ان اصل الكلمة مشتق من الاسم سيكون شخصًا يتصرف بنفس الطريقة، فرضية أخرى هي أن هذا الاسم يأتي من اسم عصابةHooleyIslington .
تعتبر احداث ملعب هيزل لحظة حاسمة التعاطي بجدية مع ملف شغب الملاعب،حيت اصبحت الفرجة مرتبطة في احيان كثيرة العنف، اصبح هاجس تدبير المباريات محكوما بأعداد خطط لمواجهة أي تهديد محتمل .
ظاهرة الشغب ستعرف انزياحات متوالية عن متنها الأصلي، ذلك بدءا من تجاوز رقعة الملعب في شكل اشتباكات بين اللاعبين أو اعتداءات على الحكام، إلى المدرجات في صيغة مشاحنات بين المشجعين وأجهزة الأمن، وأخيرا في مستوى نقل ممارسات الشغب إلى خارج الملعب بتخريب الممتلكات الخاصة والعامة .
الشغب هو اعتداء جماعي على الافراد وعلى الممتلكات العامة وبهدف الاضرار والحاق الاذى .
و قد عرفه ابن خلدون باعتباره نزعة طبيعية،حيت ان أخلاق البشر فيهم الظلم والعدوان، بعض على بعض، فمن امتدت عينه إلى متاع أخيه امتدت يده إلى أخذه إلى أن يصده وازع ([5])، واعتبر ان سبب العنف فهو العصبية، وتعني عنده: الالتحام الذي يوجب صلة الأرحام حتى تقع المناصرة ([6])، وأساس العصبية عند ابن خلدون هو الاستعداد الفطري الذي يدفع الفرد إلى نصرة قريبة بالدم والدفاع عنه.
واعتبر توماس هوبز احد منظري فلسفة العقد الاجتماعي أن الطبيعة الإنسانية مشبعة بالعنف، وان الانسان دئب لأخيه الانسان نتيجة الاشباع المحدود للرغبات مما يولد صراعا حولها، ما يقود الى حرب الكل ضد الكل نتيجة التنافس الشامل .
اما ماركس فقد اعتبر ان العنف ليس فعلا غريزيا،و لا يمثل حالة الطبيعة وانما هو
سمة للحالة الاجتماعية التي أفسدها الاستحواذ بوسائل الإنتاج، فالتنافس بين الناس سبب عامل سياسي يتعلق بملكية وسائل الإنتاج، لذلك فإن الصراع ليس هو الحرب الشاملة وفق ما اشار اليه توماس هوبز ولكن هو صراع طبقات اجتماعية .
و اعتبر كارل ماركس اعتبر ان للعنف دورا وظيفيا بناءا وايجابيا، لأنه اداة من اجل صناعة التغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية بالقضاء على الملكية الفردية لوسائل الانتاج .
فالعنف فهو شرط أساسي لتجاوز هذا الخلل ولإحداث التغيير فهو مولد كل مجتمع قديم يحمل في طياته مجتمعاً جديداً كما أنه الأداة التي تحل بواسطتها الحركة الاجتماعية مكانها وتحطم أشكالاً سياسية جامدة وميتة ([7]).
أما دوركهايم فقد اعتبر ان أن العنف ظاهرة ثقافية مرتبطة بتطور البنى الاجتماعية وبالتطور الاجتماعي والانتقال من اشكال التضامن الالي الى التضامن العضوي .
ويعتبر جورج زيمل أبرز من تعامل مع ظاهرة العنف باعتباره مجموعة تصرفات عدائية تصدر عن الأفراد اتجاه الاخر، استنتج ان التصرفات العدائية تعتبر تصرفات وظيفية من اجل تماسك النظام الاجتماعي؛ لأنها تساهم في استمرار العلاقات تحت ظروف التوتر والضغط، فالسلطة الناتجة عن الضغط والقوة تساهم في الحفاظ على تماسك انسق واستمراريته وغياب الضغط يقود الى الفوضى والتشتت . فالضغط يمنع انحلال النظم الاجتماعية والجماعات البشرية، وبالتالي فهو – العنف - شبيه بصمامات الأمان ( [8]).
هناك نظريات سوسيولوجية اعتبرت ان العنف هو ناتج الانظمة السياسية سواء الرأسمالية او الاشتراكية، فالنظام الرسمالي يسحق الذات الفردية لاسيما نتيجة التفاوتات الطبقية والشيوعية عملت على سحق الذات الفردية، مما يعني انهما نظامان ساهما في انتاج العنف بكافة اشكاله ومستوياته .
عموما فالدرس السوسيولوجي في مناولته لمفهوم العنف ينطلق من فكرة عن نسبية العنف المرتبط بنظام المعايير والقيم الاجتماعية الخاصة بكل مجتمع . بمعنى أن كل نظام يحدد قيمه الخاصة التي تبين الحدود التي ينبغي ان يكون عليها التصرف والسلوك الفردي والجماعي، من اجل بناء النظام الاجتماعي والحفاظ عليه، وان كل خروج عن القيم والمعايير التي تصنع النظام تقود الى انتاج العنف وصناعة الفوضى واللانظام .
فالعنف وفق المدلول السوسيولوجي يكون نتيجة العلاقة المتوثرة بين قهرية القيم الاجتماعية والرغبة في التمرد وعدم الخضوع والامتثال لها .
وفق ماسبق فان العنف هو تصرف خارج النظم والقيم والمعايير الاجتماعية المحددة للنظام، ويحيل الى كل تصرف يمثل اختراقا قصديا أو عفويا لمعايير العقل الجمعي وقيمه .
فالشغب والعنف الرياضي من الناحية السوسولوجية هو محاولة اعتداء على الاطار القيمي المنظم للأنشطة الرياضية والاجتماعية، والتي تهدف الى خلق اجواء من المتعة والفرجة .
فالعنف يشكل عنصر اعتداء مادي على القيم مما يقود الى تحويل الفرجة الى ازمات، وشغب وخسائر واعتداءات على الارواح والممتلكات، نتيجة الفرح المبالغ به في حالات الفوز، او نتيجة عدم قبول النتيجة او الاستنكار والرفض والاعتراض والرفض . فالشغب داخل الملاعب الرياضية يدل على نوع التحرك الفجائي والذي ينتشر بسرعة في المدرجات وخارجها .
فهو شكل تعبيري عن حالة اختراق لنظام القيمي وصناعة للفوضى، ونتيجة اختراق غياب محددات الضبط القيمي والاجتماعي والقانوني والتي تحدد ضوابط السلوك بما يحقق الاستقرار والانسجام بين السلوك والقيم .
ميزة الشغب الرياضي وعنف الملاعب لا سيما في مباريات كرة القدم انه يندلع بشكل فجائي ويتجاوز سقف مسبباته، وشروط إنتاجه المباشرة، مما يجعل منها عنفا لحظيا واندفاعيا يصعب التحكم فيه يتميز بمايلي:
اولا - عنف مجالي: ما يميز عنف الملاعب انه عنف مرتبط بالملاعب أي بمجال جغرافي محدود ومراقب، فهو مرتبط بكل ما يتعلق بالملعب ومحيط الملعب والطرق المؤدية اليه .
ثانيا - عنف غير محدد اجتماعيا: ان اغلب المشاغبين لا يمثلون فئة متجانسة من حيت الفئات الاجتماعية والوضع الاجتماعي والمهني .
ثالثا - عنف شبابي: ان اغلب المشاغبين من فئة الشباب وهو ما يجعله عنفا شبابيا .
رابعا - عنف تعويضي: تعتبر بعض الدراسات ان هذا النوع من العنف يشكل فرصة لتفريغ المكبوتات ويشكل الية للتفريغ والتنفيس عن الذات المثقلة بإكراهات الواقع وصرامته .
خامسا - عنف غير مدروس: إن الجماهير المحتجة لا تحتج بناء على خطة مسبقة، وحتى إن وجدت هذه الخطة، فإنه لا يتم الانضباط إليها كلية، ان العنف المنفلت هو عنف فجائي وجد الفرصة المناسبة للخروج والتعيير عن نفسه .
حيت يصير الشغب احتجاجا بديلا عما يعانيه المحتجون من تهميش وإقصاء، مما يجعل منه احتجاجا سياسيا، ولو في اطار زمني مؤقت وضاغط عبر رسائل قصيرة تكون محملة في الاغاني والاهازيج، في هذا السياق ندكر اغنية الرجاء البيضاوي في بلادي ظلموني والتي تحولت الى اغنية تملأ الساحات العمومية والفضاءات العامة واصبحت اغنية تلازم كل حركة احتجاجية في الشارع .
فالأغنية تحمل رسائل سياسية بالغة ودقيقة تشكل رؤيته الخاصة من الواقع العام ال\ي يعيشه الشباب وموقفهم مما يجري .
فالاغنية تكشف مواطن الاعطاب في السياسة العامة للبلاد، وهي رسالة ينبغي قرءاتها من اجل التعامل معها لاسيما في ضل تراخي وضعف مؤسسات الوساطة السياسية، وهشاشة الفعل الحزبي وضعف قدراته التنظيمية والتأثيرية للشباب .
هناك محاولا ت كثيرة لفهم اسباب العنف المحيط بالملاعب وان هناك قلق اصبح متزايدا حول هذا الواقع المرعب .
كل المؤشرات تكشف ان ملاعب كرة القدم اصبحت تمثل فضاءا سياسياً بامتياز من خلال نوع وطبيعة الشعارات التي ترفع وحجم التحديات الامنية المرتبطة بتدبير الزمن الرياضي المخصص للمباريات .
فالشعارات التي ترفع تتجاوز ماهو رياضي، وانما تعمل على توظيف ما هو رياضي لتمرير رسائل سياسية، اغنية في بلادي ظلموني نموذجا .
فالعنف المرتبط بالملاعب مرتبط بوجود بيئة مناسبة لان الرقابة الاجتماعية والمؤسساتية المرتبطة بأجهزة الدولة تصبح غير فعالة نتيجة تشتيت المسؤولية وتعويمها وارتفاع منسوب الحماسة الجماهيرية، وان الرقابة تتشتت داخل الجماهير، وبالتالي تضعف المسؤولية الفردية، وتعوّض بالحماسة الجماهيرية، وهو ما يمنح الجمهور والمتفرجين اطارا حمائيا من اية متابعة، مما يساعد مواصلة الاحتجاج والتعبير العنيف من اجل توجيه رسائل سياسية من غير الممكن تمريرها، او التعبير عنها خارج زمن الملاعب .
فالملعب يوفّر الاطار النفسي والاجتماعي للاحتجاج والتعبير والرفض وحتى المواجهة والعنف والتمرد ضد مؤسسات الدولة .
غوستاف لوبون من خلال كتابه الموسوم بسيكولوجية الجماهير قدم تصورات تؤطر وضعية الجماهير ومجموعات الألتراس، حين اكد ان معدلات الانفعال تكون عالية لدى الجماهير، مما يعني فقدان السيطرة على الذات وتكريس سلوك انفعالي واندفاعي، لان الفرد داخل الحشود سيفقد قصديته وارداته اثناء الفعل الجماهيري، ويجد نفسه خاضع لإرادة الجمهور ومسلوب الارادة وجزءا من ذهنية عامة لها قوانينها الخاصة والمتحكمة في الافراد وفي تصرفاتهم، القوة الحماسية للجمهور يصعب التحكم فيها وبالتالي تصبح محفزا لتعبئة الافراد والجماعات .
وفق رؤية لوبون فان قائد الألتراس هو الشخص الذي يملك كاريزما التاثير على المجموعة،و يعمل على حسن توظيف واستثمار تصورات لوبون من اجل ضمان المزيد من التحكم، وضمان اتساقها في اطار من الفعالية سواء كان ذلك بوعي منه وبدون وعي .
السؤال الاساسي الذي يطرح مادا لو لم يتمكن القائد من التحكم في انفعالات الألتراس
لان الفعل الاحتجاجي غالبا ما يندلع في لحظات خاصة، وفي حالة توفر الظروف المناسبة للتعبير عن نفسها، لا سيما في الحالات الضاغطة كالهزيمة مثلا وهي لحظات تكون شديدة التوثر، وشديدة الانفعال مما يقود الى تهيئة اجواء تفجير العنف عنف كبير .
ما يميز العنف والاحتجاج الجماهيري المنطلق انه احتجاج تطوري ينطلق من شعارات بسيطة تم شعارات عنيفة وبعدها العف المادي بكافة اشكاله .
فالاحتجاج الواقع هو احالة الى واقع نفسي ومكبوت جماعي وجد فرصته للظهور والتعبير عن ذاته، لان كل فعل احتجاج هوتصريف لواقع يختزن بوادر الازمة المجتمعية وتعقيداتها المركبة وهو ما يعني ان العنف بالملاعب الرياضية هو عنف مجتمعي لم ينزل من السماء وانها هو نتيجة تراكمات ومسلسل من الاحباطات اليومية .
الفعل الاحتجاجي هو فعل سياسي، لأنه اداة تعبير عن مواقف سياسية لم تجد المناسبة والاطار الملائم لتصريفها، لاسيما في ظل الموت السريري للمؤسسات الوساطة لاسيما الجمعيات والاحزاب السياسية الموكول اليها مهام التأطير.
امام ضعف الاحزاب السياسية وعدم قدرتها على ممارسة التأطير السياسي والحزبي لاسيما لفئة الشباب والذي وجد نفسه خارج المؤسسات الاجتماعية ومؤسسات الوساطة، وجد نفسه وحيدا يعبر عن نفسه في المناسبات الخاصة: الملاعب الرياضية نموذجا.
فالملاعب والجماهير والعقل الجمعي تمنح ارضية ملائمة للتعبير عن الذات الفردية والجماعية بكافة اوجاعها وامالها واحباطاتها نستحضر دائما رمزية اغنية في بلادي ظلموني .
إن الاحتجاج بهذا المعنى يعد فرصة لتفريغ المكبوت السياسي، فالانخراط في المجوعة التشجيعية او الالتراس يساعد الفرد على امتلاك مزيد من الجرأة بحسب غوستاف لوبون، هذه الجرأة الزائدة والمؤمنة بفضل الانتماء الجمعي للحشود تمكن من تصريف الشحنات المكبوتة والتحرر من الخوف واكتساب تقافة وشرط المواجهة والتحدي، ومنه يتحول الموقف الاحتجاجي في كثير من الأحيان إلى فضاء للتفريغ السيكولوجي أكثر منه فضاء للمطالبة بالتغيير.
الدرس السوسيولوجي يؤكد ان العنف يولد عنفا محتملا، وان العنف في الملاعب ليس عنفا من خارج البنية الاجتماعية وانا هو سلوك تعبيري لشباب يعاني مشكلات حياتية وان المجتمع ينظر لهم نظرة عدم تقدير باعتبارهم شباب بلا قيمة، عديمو المسئولية، وينشغلون بأمور صغيرة لا قيمة لها.
وفي حقيقة الأمر، فإن غالبية هؤلاء الشباب يعانون من الفقر، والبطالة، والاقصاء، والتهميش الاجتماعي، الأمر الذي يجعل من ظاهرة تشجيع كرة القدم حالة تنفيس، وشكل من أشكال التمرد الاجتماعي على الأوضاع السائدة.
ملاعب كرة القدم اصبحت شبيهة بعيادات الطب النفسي من اجل استعادة المكبوث وملاذاً لهؤلاء الشباب، الذين يفضلون الاحتجاج كوسيلة تعبير عن انفسهم كوسيلة لمقاومة كل اشكال التعسف واللاهتمام .
ثانيا: الهوية الوسيوسيولوجية للاتراس:
االألتراس ظاهرة اصبحت واقعا، هي مجموعات تشجيع خاصة بكل فريق رياضي تصنع فرجة في الملاعب لكنها في احين كثير ة اصبحت مصدر عنف .
فاالألتراس هي جماعات تشجيعية تحرص على تشجيع الفريق، عن طريق شعارات وأغان وألوان خاصة بها. وتقوم فلسفتها على التشجيع الدائم فريقها وهو تشجيع يقترب من درجة التعصب.
من اهم مبادئهم التشجيع المتواصل للفريق بغض النظر عن النتيجة فوزا او هزيمة، والتشجيع وقوفا والحضور الدائم والتتبع لكل مباريات الفريق سواء داخل الملعب او خارجه .
فمفهوم االألتراس كلمة لاتينية الاصل تعنى حرفيا الفائق أو الزائد عن الحد، أما المعنى الشائع فهو فئة من مشجعى الفرق الرياضية معروفة بانتمائها وولائها الشديد للفريق وتحمل اسما خاصا وتضع شعارا خاصا بها يكون بمثابة رمز لهويتها، فاالألتراس تعني التشجيع الزائد عن الحد انها التشجيع الجنوني .
و يعتبر الكابو او القائد الذي يقود تشجيعات االألتراس: يقود التشجيع والذى يكون مسئولا عن اختيار الأغانى والهتافات وتوقيتها وحركات الأيدى والتشكيلات، وعادة ما يكون مكانه بارزا في الملعب حتى يستطيع التواصل مع الجميع ويضمن الاتساق والانسجام في كل الانشطة التشجيعية .
كما تتميز تقافة االألتراس بما يسمى بالموكب وهي مسيرة تضم أفراد المجموعة خلف اللافتة التي تحمل شعار المجموعة التشجيعية .
اما مفهوم التيفو Tifo: فهي كلمه ايطالية تعنى المشجع، ويقصد بها افتتاح النشاط التشجيعي ويتم فيه رفع شعار االألتراس والرسائل التشجيعية للفريق وكل ما يتعلق بالندي وتاريخه.
فالسلوك التشجيعي لالألتراس هو سلوك جماعي من خلال تغيب قيم الفردانية، واعتبار ان قيمته تحدد في انخراطه في المجموعة وذوبانه فيها .
وهو ما يفسر ظهور أفراد االألتراس عادة ملثمي الوجوه، اشارة الى ان االألتراس هي فعل جماعي . ولعل اهم ميزة اجتماعية تميز مجموعة االألتراس هو الولاء المطلق للمجموعة وهو ما يؤسس عصبية رياضية مؤسسة على حب الفريق وقيم الفريق وهو ما تعكسه الشعارات المرفوعة [9] .
ان العصبية المؤسسة لمجموعة الألتراس تشكل سببا اضافيا لتغذية العنف لاسيما حين يتعلف الامر بحالة احباط او مس بهوية الفريق او احد رموزه .
كما أن اختيار اسم الألتراس وشعاره ليس تلقائيا ولا عفويا وانا هو اختيار وظيفي ومدروس ومؤسس على خلفيات تقافية سواء بشكل شعوري او غير شعوري، ويمكن التوقف عند بعض الامثلة مثلا:
ان اغلب الاسماء تدل على القوة والصلابة والشجاعة وحتى قيم الافتراس مثل: القرش، الفدائي، النمر، النسر، الحربي أو العسكري، وقليلة هي الجماعات التي تفضل قيم السلم كما هو الحال بالنسبة الألتراس المغرب التطواني . ومن المفارقات ان التراس المغرب التطواني ورغم انه يحمل صفة للسلم، فانه تورط في اكثر من مرة في اعمال عنف وشغب .
العنف في الملاعب الرياضية ليس عنفا مستوردا لكنه نتيجة لعنف مجتمعي، هو عنف مبرر باسباب وسياقات انتاجه، الامر الذي يستدعي فهما دقيقا من اجل التعامل معه وايجاد الحلول الواقعية والممكنة .
الفرفار العياشي
دكتوراه علم الاجتماع المغرب
...................
المراجع:
1- إدواردو غاليانو، كرة القدم بين الشمس والظل، ترجمة: صالح علماني، دار طوى للنشر، 1995 .
2- أرفنج زايتلن: النظرية المعاصرة في علم الاجتماع، ترجمة محمد عودة وآخرون (الكويت: ذات السلاسل، 1989) ص ص: 180-181.
3- عبد الرحمن بن محمد بن خلدون: مقدمة ابن خلدون، تحقيق علي عبد الواحد وافي، ج2، ط3، (القاهرة: دار نهضة مصر، بلا سنة طبع)، ص482.
4- فيليب برنو: العنف وعلم الاجتماع، في المجتمع والعنف، تأليف فريق من الاختصاصيين، ترجمة الأب الياس زحلاوي، ط2، (بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، 1985)، ص95.
هوامش
[1] إدواردو غاليانو، كرة القدم بين الشمس والظل، ت: صالح علماني، دار طوى للنشر، 1995م
[2] L'un des premiers actes d'hooliganisme attestés dans l'histoire remonte à l'Empire romain lorsqu'en 59 eut lieu dans l'amphithéâtre de Pompéi pendant un spectacle de gladiateurs une rixe entre habitants de la cité et habitants de Nucérie.
[3] جاءت كارثة ملعب هيزل خلال مبارة كأس اوروبا النهائي بين ليفربول ويوفنتوس في عام 1985 في بروكسل، عاصمة بلجيكا . وبدأت الكارثة قبل وقت قصير من انطلاق المباراة الى أعمال العنف تجاه مشجعي يوفنتوس، وذلك خلال سقوط احدى جدران الملعب وتراجع الايطاليين في خط المواجهة والضغط ضد جدار الملعب . تم التدافع والدهس حتى الموت في حالة من الذعر . تسبب انهيار الجدار إلى وفاة عدد كبير من المشجعين . وانتشرت فوضى عارمة في محاولة لحفاظ المشجعين في الملعب على سلامتهم . فقد نحو 39 شخصا حياتهم في هذا اليوم وأصيب نحو 600 مشجع بالجروح.
إدواردو غاليانو، كرة القدم بين الشمس والظل، ت: صالح علماني، دار طوى للنشر، 1995م
[5] عبد الرحمن بن محمد بن خلدون: مقدمة ابن خلدون، تحقيق علي عبد الواحد وافي، ج2، ط3، (القاهرة: دار نهضة مصر، بلا سنة طبع)، ص482.
[6] المصدر نفسه: ص484.
[7] فيليب برنو: العنف وعلم الاجتماع، في المجتمع والعنف، تأليف فريق من الاختصاصيين، ترجمة الأب الياس زحلاوي، ط2، (بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، 1985)، ص95.
[8] أرفنج زايتلن: النظرية المعاصرة في علم الاجتماع، ترجمة محمد عودة وآخرون (الكويت: ذات السلاسل، 1989) ص ص: 180-181.
[9] بالتضحية والإخلاص نعيش حياة الألتراس”،