قضايا

الذكاء الاصطناعي ودوره في مواجهة وباء كورونا! (2)

محمود محمد عليلا شك في أن استخدام الذكاء الاصطناعي بكثرة نجح في التغلب على بعض الأمراض المزمنة، وفي الوقت الراهن بات يُعَوِّل البعض على دور منتظر للذكاء الاصطناعي في السباق المحموم الذي يسعى من خلاله العلماء إلى الوصول إلى علاج يساعد على القضاء على فيروس كورونا المستجد، ويفيد في التخفيف من حالة الذعر التي يعيشها الناس في كل دول العالم.

  وقامت العديد من الشركات ومختبرات البحث والتطوير والمؤسسات الحكومية حول العالم باستخدام هذه التكنولوجيا للتعامل مع الوباء الحالي من خلال تكنولوجيات ذكية متعددة مثل معالجة اللغات الطبيعية والتحليلات التنبؤية وأنظمة الدردشة الالية وأنظمة التعرف على الوجوه والتعرف على الأشخاص المصابين بالحمى وتتبعهم وأنظمة التشخيص الذكية والتعرف على الأنماط وتحديدها من البيانات الضخمة. ومما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعي يساعد الآن في مكافحة وباء كوفيد-19 ويساهم في كبح أسوأ آثاره.

  لقد يساهم الذكاء الاصطناعي فعليًا في إيجاد حلول نظرًا إلى قدرته على تحديد الأنماط في البيانات ووضع التوقعات، وهي الأدوات التي يمكنها تحديد الآفاق العلاجية لاختبارها على البشر في غضون أشهر، ومن ثم احتواء المرض الذي صنفته أخيرًا منظمة الصحة العالمية باعتباره "جائحة" بعدما خرج عن نطاق السيطرة تمامًا

   إن تقنيات الذكاء الاصطناعي المعتمدة من الدول والمنظمات الصحية قد ساعدت علي تحجيم انتشار الفيروس في وقت قياسي من خلال الروبوتات التي كشفت عن أول حالة مصابة في ووهان بالصين، تم تتبع بيانات تذاكر الطيران والتنبؤ بمسار السكان المصابين وانتقال الفيروس من ووهان لبانكوك وسيول وتايبيه وطوكيو في الأيام التالية لظهور الأول فمثلاً نجد شركة بايدو قد طورت كاميرات وأجهزة استشعار للتنبؤ بدرجات حرارة الأشخاص في المناطق العامة، وكذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي طورت أيضا نظام يمكنه الكشف عن الفيروس في 20 ثانية، وتحديد الفرق بين الالتهاب الرئوي وفيروس كورونا، كما تم الاعتماد علي الروبوتات في عمليات التعقيم والتعامل مع المرض ، وكانت تمثل إحدى الطرق  الرئيسية لمنع انتشار كورونا من خلال تقليل الاتصال بين المرض والأصحاء .

  لحسن الحظ، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تسريع العملية. حيث أعلن مختبر DeepMind لأبحاث الذكاء الاصطناعي – الذي استحوذت عليه جوجل في عام 2014 – أنه استخدم التعلم العميق للعثور على معلومات جديدة حول بنية البروتينات المرتبطة بفيروس COVID-19.

  وبمكننا هنا أن نبرز أهم تقنيات الذكاء الاصطناعي التي اعتمدت عليها الدول والمنظمات الصحية في محاربة انتشار فيروس كورونا، وكيف يمكن أن تساعد هذه التقنيات في إيجاد لقاح فعال للفيروس؟

أولاً: استخدام الذكاء الاصطناعي لتشخيص المصابين بفيروس كورونا: يُستخدم نظام الذكاء الاصطناعي الذي طورته شركة بايدو الصينية كاميرات تعتمد على الرؤية الحاسوبية، وأجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء للتنبؤ بدرجات حرارة الأشخاص في المناطق العامة، ويمكن للنظام فحص ما يصل إلى 200 شخص في الدقيقة الواحدة، واكتشاف درجة حرارتهم في نطاق 0.5 درجة مئوية، حيث يشير النظام إلى أي شخص لديه درجة حرارة أعلى من 37.3 درجة، كما أنه مستخدم الآن في محطة سكة حديد Qinghe ببكين.

ثانياً : الاعتماد على الروبوتات في عمليات التعقيم والتعامل مع المرضى: تتمثل إحدى الطرق الرئيسية لمنع انتشار فيروس كورونا في تقليل الاتصال بين المرضى المصابين والأشخاص الذين لم يصابوا بالفيروس. ولهذه الغاية بذلت العديد من الشركات والمنظمات جهودًا لأتمتة بعض الإجراءات التي كانت تتطلب من العاملين الصحيين والطاقم الطبي التفاعل مع المرضى، تستخدم الشركات الصينية الطائرات بدون طيار، والروبوتات لتسليم الأشياء بدون تلامس ولرش المطهرات في المناطق العامة مما يساعد في تقليل خطر العدوى، تقوم الروبوتات الأخرى بفحص الأشخاص للكشف عن ارتفاع درجات الحرارة، وأعراض COVID-19 الأخرى. كما تقدم الروبوتات الغذاء والدواء للمرضى داخل المستشفيات وتقوم بتعقيم غرفهم لتفادي الحاجة إلى وجود فريق التمريض، في حين تقوم روبوتات أخرى بطهي الأرز دون إشراف بشري، مما يقلل من عدد الموظفين اللازمين لتشغيل المنشأة، يستخدم الأطباء في مدينة سياتل الأميركية الآن روبوتًا للتواصل مع المرضى وعلاجهم عن بُعد لتقليل تعرض الطاقم الطبي للأشخاص المصابين.

ثالثاً: بدأ يتشبث كثيرون بالأمل بشأن إمكانية الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي في مواجهة فيروس كورونا، خاصة مع كثرة الاستعانة به خلال الآونة الأخيرة في العديد من التطبيقات في مجال الرعاية الصحية، ولهذا فالأمل معقود عليه الآن لإنقاذ البشرية، وهناك بالفعل مئات الشركات الناشئة التي بدأت تستعين بأدوات الذكاء الاصطناعي خلال الأعوام الماضية بهدف تسريع عملية اكتشاف الأدوية والعقاقير. مع هذا، فلم يصل سوى دواء واحد تم تطويره باستخدام الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة تجربته سريريًا على البشر، وهو ما حدث أخيرًا فقط، لمعالجة مَن يعانون من الوسواس القهري، وفي حين يبدو أنه يتشابه على صعيد هيكل الحمض النووي مع مرض سارس، فإن مرض كوفيد-19 قد يشكل تحديًا صعبًا بالنسبة إلى الذكاء الاصطناعي لكونه مرضًا جديداً ولا تتوافر عنه معلومات كثيرة. في المقابل لا يمكن أن يوفر الذكاء الاصطناعي علاجًا فعالًا إلا إذا توافر لديه كثير من المعلومات الشاملة عن هذا المرض.

رابعاً : طور باحثون تقنية حديثة باستخدام الذكاء الاصطناعي تستطيع التعرف على فيروس كورونا في ثوان قليلة، في تطور من شأنه تسهيل عمل الأطباء لاسيما في أماكن انتشار الفيروس، باحثون دربوا الذكاء الاصطناعي على بيانات أكثر من خمسة آلاف حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا؛ حيث أعلنت شركة "علي بابا" الصينية للتجارة الالكترونية، أنها نجحت في تدريب الذكاء الاصطناعي للتعرف على فيروس كورونا، في وقت يتسابق فيه العلماء والباحثون من أجل إيجاد حلول للتعامل مع الفيروس الذي ينتشر بسرعة كبيرة، وقام الباحثون بتدريب الذكاء الاصطناعي على بيانات أكثر من خمسة آلاف حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، ووفقا لـ"علي بابا"، فإن البرنامج قادر أيضا على معرفة ما إذا كان الشخص مصابا بالحمى أو يرتدي الكمامة الطبية الواقية أم لا، ومن المنتظر استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي أولا في مجموعة من المتاجر التي تديرها شركة "علي بابا"، وسط خطط باستخدامها لاحقا في محطات قطارات ومستشفيات، شركة Ping An Smart Healthcare المنافسة لعلي بابا، طورت هي الأخرى تقنية مشابهة تقوم أيضا بتحليل مقاطع الأشعة خلال 15 ثانية، بمعدل دقة يتجاوز الـ 90 بالمئة. ووفقا للشركة فإن نحو 1500 من المنشآت الصحية بدأت بالفعل في الاعتماد على هذه التقنية.

خامساً : تم استخدام مختلف الأجهزة الذكية في الأعمال الزراعية وسط تفشي فيروس كورونا في أنحاء الصين، ذكرت وكالة شينخوا الصينية أن شركات صينية قد تبّنت مختلف التكنولوجيات العالية بما فيها الذكاء الاصطناعي والمسيرات الجوية بدون طيار، من أجل الوقاية من فيروس كورونا والسيطرة عليه في المناطق الريفية الشاسعة في البلاد، وفي مزرعة تغطي أكثر من 53300 هكتار، مع عدد سكان أكثر من 40 ألف نسمة في مدينة جياموسي بمقاطعة هيلونغجيانغ شمال شرقي الصين، تم تطبيق نظام مكالمات ذكاء اصطناعي للاستفسار عن الحالة الصحية للمزارعين، بدلاً من المكالمات الهاتفية اليدوية والزيارات الفعلية، ويمكن لروبوت الذكاء الاصطناعي الذي يستخدم تقنية الصوت الذكي، تحليل معلومات الكلام ووضع الوثائق والنماذج تلقائيًا التي تسجل محتويات التحقيق والبيانات، وقد بدأ استخدام هذا النظام، الذي قدمه عملاق التجارة الإلكترونية "جي دي دوت كوم" بشكل مجاني في شباط / فبراير الماضي.

سادسا: على ضفاف بحيرة أونتاريو، كانت شركة ناشئة كندية من بين أولى الأطراف التي نبهت إلى خطر انتشار فيروس كورونا المستجد الذي انطلق من يوهان في الصين معتمدة في ذلك على الذكاء الاصطناعي؛ حيث وطورت شركة "بلودوت" ومقرها في تورنتو برمجية حسابية قادرة على الاطلاع على مئات آلاف المقالات الصحافية يوميا وبيانات الملاحة الجوية لرصد انتشار الأمراض المعدية ومتابعة أخطارها، وفي حالة فيروس كورونا المستجد الذي انطلق في الصين، أرسلت "بلودوت" إلى زبائنها تنبيهات اعتبارا من 31 ديسمبر 2019 ، أي بعد أيام قليلة على أولى البيانات الرسمية لهيئات الصحة الرسمية الكبرى. وقد توقعت بشكل صحيح الدول التي قد ينتشر فيها الفيروس، وقال كمران خان مؤسس "بلودوت" ورئيس مجلس إدارتها "نحاول أن نوسع أفق استخدام البيانات والتكنولوجيا وتحليلها من أجل التقدم بسرعة أكبر. إدارة الوقت أمر أساسي في مواجهة انتشار وباء".

سابعا: في ألمانيا باتت الروبوتات قادرة على تقييم احتمالية إصابة الأشخاص بالأمراض والأوبئة، وتقدير حجم الخطر، وأن المعلومات الناتجة عن الفحص باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن أن تساعد في تحديد الأمراض بسرعة أكبر في المطارات ومحطات السكك الحديد ومباني الإدارة العامة والمصانع. علاوة علي أن استخدام الذكاء الاصطناعي قصّر المدة من ثلاثة أشهر إلى ثلاثة أسابيع. وتحتاج الموافقة على الأدوات الجديدة إلى نحو 18 شهرًا، لكن مركز مكافحة الأمراض الكوري سرّع العملية وأعلن الموافقة عليها خلال أسبوع واحد بعد تجربتها.

ثامنا : وفي الولايات المتحدة تم استحدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للفحص والبحث في آلاف المقالات عن فيروس كورونا، لجعل وصول الباحثين إليها أسهل. ودعا مكتب البيت الأبيض لسياسيات العلوم والتقنية لتشكيل قاعدة معطيات كوفيد-19 مفتوحة للعامة. وتُشكل قاعدة المعطيات مجموعة تقارير قابلة للقراءة من قبل الآلة، وتتضمن 44 ألف تقرير ليستخدمها مجتمع البحث العلمي العالمي؛ حيث طوّر معهد آلين للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مايكروسوفت وعدة مجموعات بحثية قاعدة المعطيات. وطلب البيت الأبيض من خبراء الذكاء الاصطناعي تطوير تقنيات استخراج المعطيات لمساعدة المجتمع العلمي وتوفير أجوبة للأسئلة المهمة عن كوفيد-19. والتقى مدراء من مايكروسوفت وأمازون وفيسبوك وآبل مع ممثلي الحكومة البريطانية في الحادي عشر من آذار لمناقشة دورهم في هذه الأزمة، كتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي لتتبع ونمذجة المعطيات.. وتستخدم شركات القطاع الخاص الذكاء الاصطناعي لمعالجة المعطيات المتوفرة للعامة لمعرفة إمكانيّة معالجة المرض بدواء موجود حاليًا قبل تطوير اللقاح، وفق ما نشرته صحيفة التيلغراف. وتحاول شركتا فير بيوتيكنولوجي وأتوموايز الأمريكيتان تسخير الخوارزميات لإيجاد جزيئات قد تكون سبيلًا لتطوير العقار قبل نهاية السنة. والهدف تصميم عقارٍ مضاد للفيروسات واسع الطيف لاستخدامه في مواجهة فيروسات كورونا مستقبليّة.. ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحذيرنا من الأوبئة المستقبلية. وتستخدم شركة الذكاء الاصطناعي العالمية بلودوت، الخوارزميات وتعلم الآلة ومعالجة اللغة الطبيعية لتحليل المعلومات من مصادر عدة لتتبع أكثر من مئة مرض معدٍ. وأرسلت الشركة تحذيرًا لعملائها في نهاية ديسمبر/كانون الأول لتجنب ووهان، قبل إعلان كل من مركز مكافحة الأمراض والوقاية الأمريكي ومنظمة الصحة العالميّة عن الوباء.

 تاسعا: في تحدٍّ آخر، يتعلق بتوظيف علوم البيانات والذكاء الاصطناعي لمواجهة فيروس "كورونا"، كان معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قد أطلقه في إطار الجهود العالمية للبحث عن حلول لهذه الأزمة، وبخاصة ما يتعلق بكيفية الحماية المُثلى للفئات الأكثر عرضةً للإصابة بالفيروس، وكيفية دعم المستشفيات والمؤسسات الصحية بفرق العمل والمعدات والموارد. من جانبه، يشدد "متولي" على أن "هناك جهودًا كثيرة يمكن للبيانات أن تسهم فيها، مثل لوحة المعلومات التفاعلية التي طورها مركز علوم وهندسة النظم (CSSE) في جامعة جونز هوبكنز، وأيضًا تتبُّع النماذج الوبائية، مثل ما رصده تقرير جامعة إمبريال كوليدج البحثية"... ومن التطبيقات المفيدة الأخرى، والتي تجمع بين إنترنت الأشياء وعلوم البيانات، استخدام أجهزة المستشعرات الحيوية القابلة للارتداء، لقياس درجات الحرارة، والنبض، وغيرها من المتغيرات الصحية لدى المصابين، أو حتى الأصحاء الذين لديهم ساعات تقيس النبض والحرارة وبعض وظائف الجسد.. وهناك بحوث تعمل على جمع وتحليل البيانات الجينومية لتطور فيروسات كورونا السابقة، بما يساعد على توقُّع الطفرة القادمة للفيروس، مثل المعلومات اللحظية التي توفرها منصة Nextstrain التابعة لمركز فريد هوتش Fred Hutch. ويهدف هذا المشروع مفتوح المصدر إلى إتاحة هذه البيانات وأدوات التحليل القوية للجمهور العام، لاستخدامها بغرض رفع مستويات فهم الوباء وتحسين الاستجابة لتفشي المرض., وهناك نموذج آخر في توظيف البيانات لتسهيل عملية محاكاة التجارب الطبية لاختيار الأدوية الأكثر فاعليةً في مكافحة الفيروس، مثل ما فعله حاسوب سومت Summit الأسرع في العالم الذي أنتجته شركة آي بي إم IBM، إذ قام بتحليل 8000 مركب، للعثور على الأدوية الأكثر فاعلية، وكانت النتيجة اقتراح 77 نوع دواء، تم ترتيبها بناء على أفضليتها.

  في النهاية، يمكن القول إن التكنولوجيا قد أسهمت بشكل كبير في الحد من انتشار الوباء، بل نجحت حتى في تحييده في دول معينة، لكن المشكل علمي بالأساس، وفي انتظار ما سيجود به العلم بإمكاناته الحالية، يجب علينا دق ناقوس الخطر، وحثّ الدوائر العلمية والحكومات على الالتفات للأمر، وإعادة النظر في استراتيجيات البحث العلمي وتمويلاته، بعد استخلاص الدروس من أزمة كورونا، وهذا حتى لا نشهد المزيد من التقهقر العلمي مستقبلاً.

في نهاية المطاف، لم تنته الحرب على فيروس كورونا الجديد حتى نطور لقاحًا يمكنه تحصين الجميع ضد الفيروس. لكن تطوير عقاقير وأدوية جديدة عملية طويلة ومكلفة للغاية، حيث يمكن أن تكلف مليارات الدولارات، وتستغرق ما يصل إلى 12 عامًا. وهذا الإطار الزمني لا يتناسب مع استمرار انتشار الفيروس بوتيرة متسارعة.

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقل بجامعة أسيوط

.....................

المراجع:

1- لماذا يعتبر الذكاء الاصطناعي الأكثر فاعلية ضد كورونا؟ (موقع قناة العربية).

2- خالد البرماوي: كيف تساعد علوم البيانات على مواجهة فيروس كورونا المستجد؟ (مقال).

3- رضوي السيس: "مركز بحثى": الإمارات توظف الذكاء الاصطناعي لمواجهة كورونا(مقال).

 

في المثقف اليوم