قراءة في كتاب

قصص علي القاسمي القصيرة: الرؤية والأداة

1223 ali صدر عن النادي الأدبي الثقافي بجدّة كتاب جديد للشاعر الناقد المغربي إدريس الكريوي، مفتش التعليم في فاس، بعنوان " قصص علي القاسمي القصيرة: الرؤية والأداة" . ويقع الكتاب في 320 صفحة من ،الحجم الكبير، ويجمع بين النقد الأدبي والبيداغوجيا التعليمية. وكتب الدكتور صالح الحجوري مدير مجلة “ جذور” مقدّمة ضافية للكتاب لخّص فيها مضامين فصوله. وينقسم الكتاب إلى قسمين: الأول دراسة نقدية لقصص القاسمي وخصائصها التربوية، والثاني مختارات قصصية للقاسمي تتكون من ثماني عشرة قصة...

يهدي المؤلّف كتابه إلى مدرسات ومدرسي اللغة العربية في أربع عشرة مدرسة إعدادية في مدينة فاس انصبت أعمالهم الصفية والتطبيقية خلال سنوات عديدة، بإشراف المؤلف، على تعليم قصص القاسمي القصيرة بوصفها وسيلة لتنمية القراءة ، وغرس القيم الحميدة في نفوس التلاميذ، وتوسيع مداركهم الفنية والتقنية واللغوية. .

 يتناول الفصل الأول من الكتاب خصائص القصة القصيرة لدى علي القاسمي فيوجزها بالتركيز على الحكاية البسيطة المشوقة، واستعمال لغة إبداعية سهلة واضحة، والاشتغال على فضاءات مفتوحة  صالحة لأي مكان وزمان، والاعتماد على البناء الكلاسيكي للقصة من بداية وعقدة ونهاية، مع توظيف للتجديد والابتعاد عن التجريب، وغياب للهجات الدارجة ، مما يجعل قصصه تُقرأ من  فئات عريضة ومختلفة من القراء. وهذه الخصائص هي الواجب توافرها في القصة التربوية الصالحة للاستثمار في المدارس.

 وعرض الفصل الثاني للمرجعيات المتنوعة التي يستخدمها القاسمي في بناء قصصه، وأهمها المرجعية الطبيعية المتمثلة في دراساته المتعددة المتنوعة؛ والمرجعية الثقافية المتأتية من قراءاته الواسعة ورحلاته الكثيرة؛ والمرجعية الخارجية التي استمدها من ترجماته الكثيرة من الآدب الأجنبي خاصة السرد الأمريكي؛ والمرجعية الفنية المتأتية من مطالعاته  المكثفة في القصة والرواية، العربية منها والأجنبية؛ والمرجعية النظرية التي أبان عنها في كتبه النقدية العديدة،خاصة كتابه " مفاهيم العقل العربي"،؛ والمرحعية التاريخية الماثلة في توظيفه للتاريخ في سرده ومحاولة الجمع بين الصدق الواقعي والصدق الفني

ويحمل الفصل الثالث عنوان "طريقة الكتابة عند القاسمي"، فيرى المؤلف أن قصص ، القاسمي أقرب الى السيرة الذاتية منها إلى الحكاية السردية، مع توظيف مكثف لتقنيات فنية  كالمفاجأة في الحدث، وإشراك القارئ المتلقي في الأحداث، وانتقاء الأسلوب الملائم لمضمون القصة. وتتلخص ملامح أسلوب القاسمي في البدء بالإجمال ثم يليه التفصيل فالاستنتاج. ويعتمد أسلوبه كثيراً على المقابلة، والتلميح مبتعداً عن التصريح، واستخدام التكرار البياني، والسخرية والفكاهة لخدمة الموضوع الرئيس.

وينصبّ الفصل الرابع على التصنيف الموضوعاتي لقصص القاسمي، فيصنفها إلى القصص الفلسفية، والقصص العلمية ، والقصص العاطفية، والقصص التربوية، وقصص  الأسفار والرحلات، وقصص علم النفس الموازي.

ويتناول الفصل السادس القيم التي ترمي إليها القصص، فيعرّف بالقيم الأخلاقية والدينية والوطنية والحضارية والعلمية والحقوقية. وتتفاوت هذه القصص في الطرح الفني والموضوعي لتصلح لجميع الفئات العمرية.

وتُخصص بقية الفصول إلى طرائق تعليم القصص، ومكوِّنات درس القراءة، والموضوعات الاجتماعية التي تدور عليها القصص والدروس، مثل الغش وأثره على المجتمع ، والتقوقع والانعزال،  والنميمة والإشاعة، وتأنيب الضمير، والطفولة، والمرأة، والمواطنة ، والحرية، وحقوق الإنسان، والبيئة والهجرة، والتقدم العلمي والفني، والإبداع. ويختتم هذا القسم من الكتاب بدراسة تطبيقية بيداغوجية لمقاربة القصص، بدءا بالقصص المعدة للقراءة  الاستماعية ، والقصص المساعدة على اكتشاف الظواهر والمهارات، والقصص المناسبة لتطوير مهارة التعبير والإنشاء لدى التلاميذ.    . 

واشتمل القسم الثاني من الكتاب على قصص تم اختيارها من المجموعات القصصية الست التي نشرها القاسمي ، ووقع الاختيار على القصص التالية:البئر، الدرس الأول، الذكرى، السباح، أصابع جدي، الوصية، الحذاء، الرسالة، فطور الصباح ، في الهواء الطلق، الزلة، المدينة، الكومة، الحمامة، الساعة، النجدة، الغزالة، الفراشة البيضاء،. ومعروف أن كثيراً من هذه القصص تُدرَّس في مدارس البلدان العربية ، وترد أحيانا في امتحانات اللغة العربية.  

 

إدريس الكريوي.

 

في المثقف اليوم