قراءة في كتاب

صدور كتاب: داعش: حكاية مسخ ـ الإسلام السياسي من المنبع إلى المصب للباحث د. جواد بشارة

252 جواد بشارةصدر للباحث العراقي المقيم في باريس د. جواد بشارة كتاب بعنوان: داعش: حكاية مسخ ـ الإسلام السياسي من المنبع إلى المصب، عن دار نشر ميزوبوتاميا في بغداد ــ شارع المتنبي

يتحدث الكتاب عن تطورات الفكر السياسي في الإسلام منذ بداية الدعوة من خلال النشاط السياسي إبان فترة الخلافة الأولى، منذ عهد الخلفاء الراشدين إلى انتهاء مرحلة الخلافة الأولى وهي الخلافة العثمانية، على يد كما أتاتورك سنة 1924، والعودة المعاصرة للفكر السياسي للإسلام من خلال نشاط الأحزاب والحركات الإسلامية السياسية ودعوتها لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، متمثلة بأطروحات المودودي وشعار الحاكمية لله والخميني وشعار ولاية الفقيه، وأدبيات وتنظيرات تنظيم الإخوان المسلمين وحزب الدعوة الإسلامية، ومن ثم أطروحات القاعدة وداعش، أي فكرة الدولة الإسلامية بشقيها الشيعي والسني واعتبار الشريعة الإسلامية المصدر الوحيد للتشريع مقابل الدولة المدنية الحديثة، حيث تتلخص مقاربة الكتاب أن القاعدة وداعش وجهان لعملة واحدة تعكس نوايا الإسلام السياسي المعلنة والخفية، والتأكيد على مسلمة أن الإسلام هو دين ودولة في آن واحد .

و يتناول هذا الكتاب موضوع "الإسلام" ليس باعتباره كتلة هجينية وآيديولوجية واحدة متناسقة ومتجانسة ومتماسكة، بل كحدث تاريخي مر بمراحل أدت إلى تنوعه إن لم نقل تشويهه . فهناك إسلام محمد وفي حياته، وهناك إسلام مابعد محمد بعد وفاته. وحديثنا سيتركز على هذا النوع الثاني من الإسلام، أي إسلام مابعد محمد الذي تأطر بخلافتين: الأولى هي تلك المسماة الخلافة الراشدية، والثانية هي التي عرفت حديثاً بالخلافة الداعشية، وبينهما حقبة زمنية امتدت لقرون، ابتدأت بحكم معاوية بن أبي سفيان وانتهت بآخر حاكم عثماني سنة 1924 على يد كمال أتاتورك، وهي نوع من الحكم اتخذ تسمية الخلافة الإسلامية لكنه كان في حقيقة الأمر مجموعة من الحكام توارثوا الحكم على صيغة ملوك وسلاطين وأباطرة حكموا بإسم الإسلام وخملوا صفة الخلفاء. تميزت الفترة المحمدية من الإسلام بوجود صاحب الرسالة جسدياً وكان حياً يعيش بين الناس ويخبرهم بأنه تلقى تعاليمه من السماء وعليه واجب نشرها بين الناس وتعريفهم بها ومحاولة إقناعهم بصحتها ومصداقيتها بكل الطرق والوسائل الممكنة المتاحة بين يديه بما في ذلك إعمال السيف واستخدام القوة والعنف إذا تطلب الأمر ذلك. أما بعد وفاته فلقد اختلف الأمر وانتقلت السلطة السياسية والدينية إلى الصحابة ومن ثم التابعين وبعدهم المؤسسات الدينية والمؤسسات السياسية التي كانت تحكم بإسم الدين بتواطؤ ودعم وتأييد المؤسسات الدينية ورجال الدين. إن موضع الإسلام السياسي المعاصر خلق حالة من الفوبيا من الإسلام في العقل الغربي والتي صارت تعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا وهي ظاهرة خطيرة بدأت تغزو عقول وأذهان ونفوس الغربيين والرأي العام في الغرب بمختلف انتماءاته وتوجهاته، فهناك حالة من الهلع والرعب من كل ما له علاقة بالإسلام اليوم، ومنذ الحادي عشر من أيلول عام 2001 وإلى يوم الناس هذا. تجلت هذه الظاهرة من خلال سلوك الأفراد والجماعات ونفورهم العنصري من مظاهر التدين التي يمارسها المسلمون في الغرب كالزي الإسلامي والحجاب والنقاب والبنطلون القصير والجلابيه القصيرة، وذلك في كل مكان وعلى نحو خاص في أمريكا وفي المجتمعات الأوروبية ولقد تعرض الكتاب بالتفصيل لهذه الحالة .

 

في المثقف اليوم