قراءة في كتاب

(99) رسالة بين يديَّ

1273 رسايلعن دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة صدر حديثا (99 رسالة بين يديَّ أ.د. صباح نوري المرزوك ؛ مراسلات زملائه العلمية والأدبية) لمؤلفه الدكتور عبد الرضا عوض الذي بدأ مقدمته بالحديث عن أهمية أدب المراسلات (قبل ظهور وسائل الاتصال الالكترونية الحديثة، لأنها تمثل الوسيلة الوحيدة للاتصال بين المتباعدين مكاناً، وقد استمرت أهميتها في العصر الحديث على الرغم من وجود وسائل أخرى للاتصال)، ورغبته في استذكار الأستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك المتوفى يوم 17 كانون الثاني 2.14م بطريقة (تتناسب مع ما قدمه لمدينة الحلة بوجه خاص والعراق بوجه عام)، فاختار مراسلاته لأن أغلبها (تناولت الجوانب العلمية والأدبية)، وقد رتبها وفق قدمها الزمني مع شرح مبسط لطبيعة الرسالة وتعريف بالمرسل .

وقبل الولوج في نصوص الرسائل، كتب المؤلف استهلالاً عن أدب التراسل، وأثره عند المرزوك، وشرح عمله في تصنيف رسائله، وقدم خلاصة لحياته وسيرته التربوية والثقافية، وهي حياة ثرة ومسيرة حافلة بالعطاء توجت بما ناله من شهادات وأصدره من مؤلفات وقدمه من نشاطات في المحافل الأدبية والمراكز العلمية .

بدأت نصوص الرسائل برسالة من السيد عبد الرزاق الحسني إلى المرزوك بتأريخ 5/1./1967، وجاء فيها :

(سيدي الأخ الكريم السيد صباح نوري مرزوك المحترم

أشكرك على كتابك الرقيق وما تضمنه من شعور أخوي صادق وأرجو الله أن يجعلني عند حسن ظن القراء في ما قدمته، وأنتم تعلمون أن الظروف التي نعيشها لا تسمح بنشر كل ما جمع، ونشر بعض تراث ثورة 14 تموز المجيدة عن هذه الأحداث المنوعة، وإذا كانت [ مجلة] العرفان قد نشرت أحد فصول ما كتبته فهذا صدفة قلما يتيسر مثلها واني إذ اكرر شكري واعتذاري أرجو قبول فائق محبتي واعتزازي..

الكرادة الشرقية 5\1.\1967)

وتوالت الرسائل وهي تحمل أسماء مرسيليها  من الشخصيات الأدبية والعلمية والأكاديمية المعروفة من داخل العراق ومن بلدان أخرى، وقد ازدحمت بأخبارهم  ونشاطاتهم وأفكارهم، ومنها رسالة من جليل العطية كتب فيها :

(باريس 11\ 9\ 1988م

أخي الأستاذ صباح المحترم

تحية طيبة وشوقٌ.. وبعد : فأنني أرجو أن تكون والأسرة الكريمة بأحسن حال وأود أن أشكرك كثيرا على رسالتك الرقيقة التي تسلمتها منذ بعض الوقت وآسف لتأخري في الرد والسبب حرصي على تنفيذ طلبك (العدد الأول من دراسات شرقية) حيث كانت المكتبة مغلقة بسبب عطلة الصيف ولم أجد عندها غير هذه النسخة المرفقة فمعذرة .

أتابع أخبار الأستاذ كوركيس الرجل مريض ولكنه على الرغم من الثمانين التي يحملها على كتفيه أو تحمله إن صح التعبير فانه لا يزال يعمل ويبدع وقد اقتنيت مؤخراً كتابة الجديد (أدب الرسائل بين الآلوسي والكرملي) (دار الرائد العربي بيروت) وهو جهد علمي قيم.

بعد ذلك أنا ماضٍ في مشروع مجلتي –الكشاف- فإذا استطعت تجاوز المعوقات التي عترضتني فإنها ستكون بين الأيدي قريباً وإلا فأنها تظل "حلماً".

أسعدني تقدمك بكتابة الرسالة وآمل أن تفرغ منها لتعود لعالم البحث والتأليف.

ختاماً أرجو إبلاغ الأسرة الكريمة تحياتي وتحيات أم محمد وللخال أبي نصير أعطر سلام وقبلاتنا لأنجالك رياحين أنقرة .

والسلام

ملاحظة : سألبي دعوة المربد بأذن الله فلعلنا نلتقي

جليل العطية)

ورسالة قصيرة من الدكتورة ابتسام الصفار بتأريخ 31/1./1993

(السلام عليكم وبعد..

أقدم لكم أطيب التمنيات لرئاستكم قسم اللغة العربية وأنت أهل له، ومبروك لذكاء قربها من أهلها .

حاملة الرسالة سيدة فاضلة طلبت نقل ابنتها في قسم الجغرافية في كلية البنات إلى قسم اللغة العربية في الكلية ذاتها آملة الحصول على نقل إلى قسمكم الموقر لأنها من أهل الحلة، لذا أرجو التفضل بمساعدتها إن كانت هناك إمكانية لنقلها.

مع التقدير...

تحياتي إلى ابنتنا ذكاء الصفار الأحب.

ابتسام)

ورسالة قصيرة وجميلة وردت من الدكتور علي جواد الطاهر قال فيها :

(الأخ الكريم

الدكتور صباح تحية وتقدير ... راجياً لك التوفيق في أحوالك وعملك

وبعد

لي سؤال: (1) عن مجلة (العدل) والشهر  والسنة التي صدرت فيها.

سؤال (2) عن مجلة (الرشاد) في صدروها وعدد أعدادها .

ثم أتود قراءة  كتيب لي بعنوان (الكتاب الأدبي في الخليج العربي) قراءة فقط إن كنت لم تطلع عليه.

والسلام

علي جواد الطاهر  1\ 5\1996)

وتضمن الكتاب ثماني رسائل من الأديب والمحقق هلال ناجي، ومنها رسالة قصيرة مفعمة بالمشاعر بتأريخ 28/8/1996 جاء فيها :

(أخي الدكتور نوري مرزوك المحترم

سلاماً ومحبة

شكراً لرسالتك الكريمة التي حملت لي شيئاً من عبق الماضي.

وفرحت لانصرافك إلى التأليف .فالعلم هو الباقي ونحن زائلون، وتذكر دائما إن العلم يزكو بالإنفاق وإنفاقه إشاعته بين الناس، ونعم ما بدأت به في انجاز تكملة معجم المؤلفين العراقيين وطلبك مقارنة ما جمعته من أسماء كتبي ومقالاتي مع ما لديّ وبقائمتي الخاصة طلب مجاب .ابعث بقائمتك أو صورها إلينا فسأدققها وأضيف إليها  - إن وجدت فيها نقصا -

سلامي لمن يسأل عني وفي مقدمتهم ابننا الروحي عباس الجراخ والأخ محمود مرجان والله يحفظكم .

هلال ناجي)

ومن الجدير بالتنبيه هنا أن العلاقة بين هلال ناجي وعباس الجراخ قد انقلبت بعد ذلك إلى عداوة مريرة كما يتضح من الرسائل التالية حتى ألف كل واحد منهما كتاباً ضد الآخر !!

وفي الكتاب رسالة من صاحب هذه الحروف إلى الدكتور المرزوك بتأريخ 24/9/1996م، جاء فيها :

(الدكتور الفاضل صباح نوري المرزوك المحترم

تحية طيبة

وبعد.. فإنه لمن السعادة البالغة أن أكتب إليكم مثمناً جهودكم الثقافية الفاخرة التي اطلعت عليها خلال العقدين الأخيرين من الزمن في مجلاتنا العراقية كالمورد والتراث الشعبي وغيرهما، إضافة إلى دراستكم القيمة المستنسخة عن الشاعر صالح جواد الطعمة، وقد أُهديت لي من الأستاذ الأديب الشاعر سلمان هادي آل طعمة، وجميع هذه الجهود تستحق الإشادة والإعجاب، وأتمنى أن أطلع على نتاجات أخرى حديثة لكم.

الأخ الفاضل: علمت من الصديق الناقد قيس الجنابي انجازكم مؤلفاً جديداً فهرستم فيه المطبوع من مؤلفات الحليين، وسررت لذلك كثيراً ورغبت في الحصول عليه اقتناء وبأي كلفة أو إعارة إن تعذر الاقتناء للإطلاع عليه والاستفادة منه واعتماده مصدر في مشروع كتابي المتضمن" التاريخ الاجتماعي لمدينة المسيب"، وقد ضمنته تراجم وافية لأعلامها، ومنهم عدد غير قليل من المؤلفين الذين طبعت مؤلفاتهم.

الأخ الفاضل: اغتنم فرصة الكتابة إليكم مقترحاً عليكم تأليف معجم لأعلام الحلة المتأخرين، إذ لم يطرق سمعي بعد مؤلف حديث تناول ذلك بعد كتاب المرحوم يوسف كركوش "تاريخ الحلة"، وكان قد سبقه كل من المرحومين علي الخاقاني ومحمد علي اليعقوبي في شعراء البابليات، بينما في ذاكرتي المتعبة عدد كبير من أسماء العلماء والأدباء والساسة والوجوه الاجتماعية من أبناء الحلة الكرام وأسرها الجليلة تستحق الكتابة عنها والتنويه بفضلها، ولا أحسب في الحلة اليوم من هو جدارة ومقدرة للنهوض بمثل هذا المشروع الكبير من شخصكم الكريم، وربما فاتني أن أذكر إطلاعي على كتاب مستنسخ عن بعض العوائل الحلية للأستاذ محمود أبو خمرة وفيه مقدمة جميلة بقلمكم الرشيق غير ان الكتاب مع تقديري لجهود مؤلفه لم يرتق إلى المستوى المرجو منه.

ختاماً أكرر تحيتي الصادقة وانتظار ردكم أهديكم شكري وتقديري الجزيلين والسلام..

المخلص

جواد عبد الكاظم محسن

مصانع حرير السدة، المسيب)

وختم الكتاب برسالة مهمة سنة 2..8م من الأديب والمحقق هلال ناجي، وقبلها رسالة قصيرة من الدكتور حسين علي محفوظ ورد فيها :

(إلى ولدنا صباح نوري المرزوك المحترم ..

مع انشغالي الفكري وتداعيات الوضع الصحي كنت دائم التفكير بوضعك لأنك قطعت الوصل من سنتين، وقد وصلني الآن بعض أخبارك عن طريق ابننا عبد الرضا عوض وطرح أمامي مسودة كتاب (تاريخ الطب والأطباء في الحلة) وفرحت بذلك وسألني عن كتابة تقديم للكتاب وهو الآن بحوزتي، أرجو أن أسمع منك أخبارا جيدة .

ا    حياتي إلى أم عامر وكل الأولاد .

النواب / حسين علي محفوظ

23 أيلول 2..3م) .

***

جواد عبد الكاظم محسن

 

 

في المثقف اليوم