قراءات نقدية

ملف: المبدع محمد خضير بين رؤيتين (4) .. عقدة قصي الخفاجي

 دون نية منه لذلك، غير انه  ذكر الامر فقط للضرورة فلو كان محمد خضير، مثل ما يدعي  قصي الخفاجي، فلماذا تكتب هذا المقال؟ هل للتشهير فهذه ادان اخرى له، لماذا تشهر بالاخرين؟، وهذا لا ينم سوى عن عقدة نفسية عصية الشفاء لامثال ”قصي”.

 

ولو افترضنا جدلا ان، محمد خضير، اعتزل الكتابة او لا ينشر ما يكتب، فماذا سيحدث؟

سيكتب قصي قصصه وهو متحرر من "ابداع" محمد خضير، في السرد العراقي، ويكتب دون المقارنة بكتابات محمد خضير في الاونة الاخيرة، أي لا تعدو هذه المحاولة كونها محاولة اسقاط ما هو اعلى لتسيد الساحة الادبية "بسخافات" قديمة جدا، وهذه ادانة اخرى على شخصيته المتطلعة الى "الشهرة" وان كانت على حساب "ادب محمد خضير" وهو بهذا المقال اثار الكثيرين للرد عليه وقد حقق بهذا مكسباً اعلامياً، لكنه ".." وهو بالنسبة له شيء ثمين ”لـ..” وقد حقق المقولة الشهيرة” الغاية تبرر الوسيلة”

 

و لا يخلو المقال من الاستعارات الكثيرة لاسماء وشخصيات ادبية معروفة، ليستشهد بأقوالهم بالاضافة الى اسماء الكتب الكثيرة التي دمجها في المقال، ليظهر كما هي العادة في القرون الماضية، اذ جرت العادة بتزيين الكتب باسماء الفلاسفة والكتاب حسب الحروف الابجدية وتضمين مؤلفاتهم واقوالهم لكي تؤثر في القارئ وتبهره، وتترك انطباعاً بأن الكاتب مثقف!.

 وهذا ما فعله قصي في هذا المقال، اذ اثار "شفقتي عليه" وهو يكثف من ذكره لتلك الاسماء والشهادات.

 واعتقد انه قد حذا حذو الناقدة فاطمة المحسن  وهي تنقد الشاعر الكبير سعدي يوسف .

 لو تاملنا قليلا المشهد " جلس قصي وخطرت على باله الناقدة فاطمة المحسن (بعيدا عن التشبيه)  فتساءل، لماذا لا انقد محمد خضير بهذه الصورة، فماذا سيحدث؟ انه لغاية الان غير مدرك لما ينتظره في الصفحات الثقافية للصحف، وفي الاوساط الثقافية، وهي ظاهرة ليست بالجديدة اذ كثيرا ما نجد "الكتاب الشباب" ينقدون بحرية او "ينسفون" اغلب الادباء العراقيين الكبار دون حتى قراءتهم او دون التعمق في تجربتهم ودون فهم ما كتبوه، وقد تصدى الكثير لمثل هذه الظاهرة "الخبيثة" في الوسط الثقافي، لكن دون امل في استئصالها.

 

و يعود قصي الخفاجي، لاتهام المبدع الكبير محمد خضير، بالسرقة، ومن أين يسرق من كتاب معروفين واغلب مثقفينا قد مروا عليهم اثناء رحلتهم الثقافية، فلو اتهم بالسرقة من كتاب غير معروفين في اوساطنا الثقافية او على الاقل لم يحققوا ذلك النجاح،

 

لفرضنا جدلا، ايضا، ان السرقة فنون وقد اختار الكاتب ان يسرق منهم  كي لا يتضح الامر سريعا، لكن بهذا يتهم محمد خضير،ايضا، بالغباء. وظناً من قصي انه بعد فوزه بعدة جوائز ادبية على الصعيد العراقي والعربي، انه وصل الى ذروة السرد متناسيا ان لولا عمالقة السرد العراقي وارتكازه عليهم في بداية مشواره لما وصل لهذه المرحلة.

 

فاطلب "بمودة من الزميل" قصي الخفاجي، ان يتأنى في "هجومه" على رمز من رموز السرد العراقي، وان يخضع اراءه لاحكام نقدية متينة، قبل ان يطلقها جزافا.

الصباح

 

 

 

 

 

 

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1197 الاربعاء 14/10/2009)

 

في المثقف اليوم