قراءات نقدية

اسماء الجزائري مداد كتابتها هو الحب

wejdan abdulazizحالما نكون في ساحات حب الحياه والاستمتاع بجمال الطبيعه سيتولد لدينا رغبه بالجلوس على شاطى البحرو تأمل امواجه، او اننا نهرب حيث الغياب، وحيث الحلم، لنلتقي بالابجديات كي تأخذنا للتعبير عن خلجات انفسنا، وقلوبنا الملأى بالحب، ففي الحب خطابات نبعث بها وأخرى نمزقها وأجمل الخطابات هي التي لا نكتبها وان الرومانسيين هم اقوى انواع البشر بصدقهم ورقة مشاعرهم وليسوا اضعفهم كما يعتقد البعض بمقابل هذا نوضح التعبير عن الحب من خلال اللغة التي يقول عنها ادونيس: (اللغة اكثر من وسيلة للنقل او للتفاهم، انها وسيلة استبطان واكتشاف، ومن غاياتها الاولى ان تثير وتحرك، وتهز الاعماق وتفتح ابواب الاستبطان . انها تهامسنا لكي نصير، اكثر مما تهامسنا لكي نتلقن . انها تيار تحولات يغمرنا بايحائه وايقاعه وبعده . هذه اللغة فعل، نوات حركة، خزّان طاقات والكلمة فيها اكثر من حروفها وموسيقاها، لها وراء حروفها ومقاطعها دم خاص ودورة حياتية خاصة، فهي كيان يكمن جوهره في دمه لا في جلده، وطبيعي ان تكون اللغة هنا ايحاء لا ايضاحا) وهكذا اجد الشاعر اسماء الجزائري تحاول ان تقف بين مفترق الطرق، بين غياب الحبيب وحضوره، وبين خيار الترك والعذول وبين خيار التمسك والبقاء، لتعلن عن سريرتها النقية ووفائها للحب، ليكون الصراع على اشده، لان في رؤية الشاعرة ان الحب هو الملهم للكتابة، وهو المؤثر الاول عن التمسك بالحبيب، لكن حينما تبدأ علامات الرياء ويبدأ الحبيب بالهجران، كيف يكون حال الكلمات وكيف يكون حال الالهام الذي يؤثره الحب .. لهذا تهجدت الشاعرة اسماء الجزائري، بخلجاتها الانسانية شعرا، جاعلة من الشعر تعبير وجودي راقي عن ارهاصاتها في مشاعر الحب وانفعالها تجاه قبح الغياب، تقول :

 

وماذَا لوْ إسْتيقظت يوماً

أنا المُمتلِئة بِكَ

على قُمامَة كلِمة "وَداَع "

و دَاعَ صيْتُها بيْن أركَان حُنجرتِي

وتسارَع نبْض قلبِي

وإنْتحرت الدّموع من الأقْداح

ومُزّق الشّريان المؤدّي إليْك

وتسرّب سائِل الحبّ

بلا إنْقطَاع

ماذَا لوْ سألنِي عنْك

حبْري و ورقِي ولوْ سألتنِي

عنْك الأبْجديّات

 

اذن كل قلقها، قد حصرته في شعريتها المهددة بالخطر، نتيجة جفاء الحبيب، وكيف سيكون قلمها وحبرها اذا جفت مشاعر الحب والجمال بالغياب ... فالحب، هو الشعور بالخيال هو الشعور بالوجدان و الشعور بجمال كل ما حولنا، بالمقابل هو مقياس للتضحية ....الصدق....الكمال....الايمان. .....الشوق....الاحلام وهو ما كانت تبحث عنه شاعرتنا اسماء الجزائري ...

 

وجدان عبدالعزيز

في المثقف اليوم