قراءات نقدية

الطبيعة في عيون الشاعر سيرغي يسنين

husan alikhedayrيعد الشاعر سيرغي يسينين من الشعراء الذين يصفون الطبيعة بمنتهى الدقة والروعة وقدرته على رسم الصورة الشعرية بتفاصيلها، وحتى حركة الطبيعة وجمالها في اشعاره نجدها لوحة شعريه تعكس حياة الشاعر بما فيها من انتظار  وجمال وحزن وصبر وووو... والشي الجميل في قصيدة (شجرة البتولا ...) الشاعر سيرغي يسينين يصف شجرة البتولا في الشتاء وصفا دقيقا وكأنه يرسم لوحة فنية عجيبة تستحق الوقوف أمامها وتمعن بجمالها ويجعل من الثلج بطل شجرة البتولا:

 

البتولا

 

شجرة البتولا البيضاء

قرب نافذتي

اكتست بالثلج ،

كالفضة.

 

ومن ثم سيرغي يسينين يصور لنا جمال شجرة البتولا رغم الشتاء القارص والثلج الذي أضفى على جمالها رونقاً جميلاً لانها اكتست برقاق الثلج

 

الثلج على أطراف البراعم.

اورقت الغصون

هداب بيضاء.

 

تقف شجرة البتولا

في سبات،

وتتألق رقاق الثلج

نوراً ذهبي.

 

حتى الفجر في هذه القصيدة جعل غصون شجرة البتولا بلون الفضة وكانما يريد الشاعر يقول لنا انبعثت الحياة من جديد

 

والفجر من حولنا

متوان،

ملأ الغصون

لوناً فضي متجدد.

 

وفي قصيدة اخرى نجد حلول الليل هو البطل الرئيسي للقصيدة اذا صح التعبير لانه قدومه يبعث السكون والسكينة في الأشياء وكذلك نور القمر يجعل الأشياء ذات لون فضي وهذه الصورة الشعرية تعكس جمال الطبيعة في عيون سيرغي يسنين

 

الليل

 

غفا النهر

واعتراه السكون،

لا حفيف لأوراق الغابات،

وما عاد يغرد العصفور،

وسكن هدير الطائر.

 

فقط الليل

والسكون يحيط بِنَا .

وهدير النهر

وكل شيء من حولنا

اكتسى بنور القمر.

 

اكتسى النهر 

لوناً فضي

والجدول والعشب،

وارتوت السهوب.

 

فقط الليل

والسكون يحيط بِنَا،

وكل شيء في الطبيعة

يغفو.

وكل شيء من حولنا

اكتسى بنور القمر.

 

هذه الأبيات الشعرية تبين لنا مدى قدرة الشاعر سيرغي يسينين على رسم صورته الشعرية الرائعة والتي أدواتها كانت الليل وشجرة البتولا والثلج وغير ذلك، وكأن هذه الأبيات اشبه بريشة فنان اتخذت من جمال الطبيعة انعكاس لما تراه روحه من جمال ومدى تاثير هذا الجمال على الروح الشاعر

 

حسين علي خضير

 

في المثقف اليوم