قراءات نقدية

الجمالية واستغراق البوح في الومضة الشعرية

ساطع الجميليهايكو او هانيكو (في اليابانية) هو نوع من الشعر الياباني

يحاول شاعر الهايكو من خلال الفاظ بسيطة سهلة المعنى والتعبير عن مشاعر جياشة او احاسيس عميقة، وتتألف أشعار الهايكو من بيت واحد فقط بمثابة عبارة .

القصيدة القصيرة او الومضة تعبر تعبيرا غير مباشر عن افكار تخص الذات والحياة والحرية والوطن والوجود من خلال تركيز الجهد الشعري داخل قصيدة قصيرة منجزة هي

(قصيدة الومضة) ذات الدفقة الشعورية الواحدة التي تقوم على فكرة واحدة . (لقمان محمود)

الشاعر ناهض الخياط على الرغم من اصداراته الشعرية العديدة لكنه يحلم بالكثير والجديد الذي يحاول ان يشبع طموحاته الشعرية التي باتت لا تقف عند مجموعه جديدة يصدرها لاحقا تحمل جديد ابداعاته ، ويشكل الولع بالنصوص الجديدة هاجساً كبيرا لدى الشاعر الذي له القدرة على ان يحشد الصور الفنية على مدى يوصل مضمون النص في منطقة الشروع الاولى للقصيدة .

اتناول في هذه الورقة مجموعة جديدة للشاعر بعنوان (ايها البرق ..... انت انا) وهي عبارة عن مجموعه كبيرة من الومضات الشعرية او القصيدة القصيرة جداً لدى الشاعر يتعاطاها الكثير من الشعراء لسهولة الايصال والعفوية واللفظ البسيط وهو فن شعري يعود بالأصل الى جذور يابانية ثم تم تداوله بشكل واسع فأصبح عالمي الاداء لكن لكل شاعر اشاراته واستهلالاته في هذا المجال ،

فالليل اخذ حيزا من ومضات الشاعر :

هنالك في الليل الجميل

لكل نافذةٍ لغتها ........ !  ص 6

للنافذة ارتباط وجودي مع الليل على ارض الواقع كارتباط النجوم في ليل الافق والنوافذ ونجوم من خلالها نرى تناثر تسكعاته الجميلة هنا وهناك ولغة النافذة ليكن القمر الداخل من حلال او الازهار المتدلية من الشرفات .

تلك الاغصان المتدلية في الليل

ضفائره ........ ص 7

صورة تعبيريه اخرى لليل بدلالة مايحتضن من مروج وحدائق غناء.

وتحتوي المجموعة على الكثير من الومضات الحافلة بالليل وكان من الممكن للشاعر جمع بعضها في قصيدة واحدة لكنه أثر ان ينشرها بين الومضات الخاصة بالأغراض الاخرى

يأخذ الشاعر حيزاً كبيرا او حصة الاسد من ومضات الشاعر بعد الليل فمنها يقول :

جلس الشاعر طويلا بين الورود

ثم قال

لن انهض

حتى احملها في داخلي ص 8

نلاحظ حرص الشاعر على تأكيده في جملة غضناً وورداً كرسالة سلام وجمال الى المجتمعات لانه يرهن نفسه رسولاً ونبياً للجمال وحريصاً على السمو الانساني .

تاخذ الجميلة اضافة الى الليل والشاعر تأخذ حيزاً ليس بالهين من تفاصيل المجموعه الشعرية لما لها اكثر من دلالة وعلى الاكثر فالدلالة المعروفه بالمباشر بالفاتنه التي تثير الانتباه وهذا ما بين ومعروف من معنى النص السهل اللغة ذات الوقع الجمالي فهو يقول في ذلك :-

(لا تحدقوا بالجميلة هكذا

فالشمس تؤذي العيون) ص 23

يتعرض النص انف الذكر لعملية انتقالية كبيرة في المعنى قد اغدقت عليه الكثير من المهارة الشعرية التي يمتاز بها الشاعر الخياط

لقصيدة الومضة اتجاه اخر ربما فالشاعر يريد من خلال اللحظة الشعرية المختزلة للاخر يبطي ايصال مغزى او فعل قصيدته وهذا يجري من خلال تعريفة شعرية هي الاكثر اختزالا من الومضة فقد جاء من خلال قصيدتين للشاعر

في ظهيرة قائضة

والشمس في سمت رأسي

عدمت ظلي

هل انا غير موجود ! ص 31

فهو اي الشاعر يريد ان يجري تعريفا للظل فيقول :

(الظل ساعة الظهيرة يدخل حيز الجسد)

كذلك الحال في قصيدة اخرى يوصف بها الحلم !

(الكوابيس كالجبناء

لا تهاجمني

الا حين أكون اعزلا) ص 45

وكأنه يريد ان يقول ويعرف الحلم او حاله حين يكون من حضرة الحلم يريدان يقول (عندما داهمني الحلم  هربت خياراتي)

قصيدته التي خصت الشعر اعترافاً صريحا بتربعه عرش الوجود الابداعي وكأنه يفرض لغته لترتدي خفايا ومكامن الاثر الكوني بسرمدية الزمن ودهوره الممتدة بلا حدود يتربع الشعر منهجاً يستفز الابداع اسلوباً عالمياً في تجذيره الوجدان البشري فهو يقول :

أصعد القطار والسفينه والطائرة

دون جواز وتذكرة

بهذا اصدر الشعر

قراره الاخير ........

اخيرا الشاعر ناهض الخياط يضيف منجزاً أخر لإبداعاته ومنجزاته الشعرية المتواصلة ضمن المشهد العراقي والعربي يزيدها ذروة وإشارات لطرائق الابداع الشعري يرسله الى الى المتلقي بسهولة واعدة دوماً

 

ساطع الجميلي

 

 

في المثقف اليوم