قراءات نقدية

أمّةُ الشِّعْرِ والشِّعْرُ المُتَرْجَم!!

صادق السامرائيهل تحتاج أمة ديوانها الشعر لترجمة أشعار أجنبية؟

ما فائدة ترجمة الشعر الأجنبي إلى العربية؟

لا يمكن لمترجم أن يأتينا بذات الفنية والجمالية، التي كُتِبَتْ بها القصيدة المترجَمة بلغتها، مهما حاول، فالنص المُترجَم يفقد قيمته، وربما معناه في لغة أخرى، فالنص الشعري إبن لغته ، وبغيرها يضيع إيقاعه وتأثيره في النفس.

فلماذا تكثر الترجمات الشعرية في الصحف والمواقع العربية؟

هذه ظاهرة منتشرة، وربما لا مثيل لها في مجتمعات الدنيا الأخرى، المنهمكة بترجمات علمية ومعرفية أكثر من الشعر، لأن الحياة فيها تتحرك على وقع الإبداع المادي، والإبتكار المؤثر بصناعة الوجود الإنساني المعاصر.

فهل أن الإنغماس بترجمة أشعار الآخرين تعبير عن عجزنا الإبداعي، وعدم قدرتنا على الإتيان بإنجاز معرفي أصيل؟

هل هو تعبير عن التبعية والشعور بالدونية؟

هل أن وهمَ كل ما هو أجنبي أفضل وأجود وأحسن مما عندنا، هو الذي يدفعنا إلى أن نترجم أشعار غيرنا؟

 لا أعرف الأجوبة، ومن الأصوب لمن يترجم شعرا أن يشرح لنا لماذا يترجم هذه القصيدة دون سواها، وماذا سيقدمه للقارئ بترجمتها، ولماذا لا يبني على فكرة النص الذي أحبه ويطورها، ويأتينا بنص عربي متميز ومنافس لنصوص الآخرين؟

المقال ليس ضد الترجمة، ولكنها أسئلة تتوارد كلما قرأت نصا شعريا مترجما!!

فهل من جواب هادئ؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم