دراسات وبحوث

تنقيح سيرة الامام الكاظم: شبهة القائمية الكاظمية / غالب حسن الشابندر

اي المهدي الموعود على لسان العقيدة الشيعية بشكل عام، وبالتالي، هو حي، ولا إمام من بعده، كان ذلك من مواد احتجاجهم أصلا مع المخالفين لهم بالراي، بل من آليات عملهم الدعوي لمذهبهم، وهم بذلك يستدلون بروايات، والمفروض استعراض هذه الروايات ثم اتخاذ الموقف تجاه هذه الفكرة.

لقد استعرض الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة بعض هذه الروايات نقلا عن كتاب انتصر للواقفة، عنوانه: (نصرة الواقفة) لمصنف اسمه الموسوي، والكتاب مفقود، وللأمانة التاريخية انقل بعض هذه الروايات عن كتاب: (الواقفية للشيخ رياض محمد حبيب الناصري) لان كتاب الغيبة لم يتوفر الآن تحت يدي رغم انه موجود في مكتبتي لكني لم اعثر عليه للاسف الشديد، فمعذرة من القراء الكرام .

1: نقلا عن الغيية نقلا عن كتاب الموسوي: (قال الموسوي: أخبرني علي بن خلف الأنماطي قال: حدَّثنا عبد الله بن جناح، عن يزيد الصائغ قال: لما ولِدَ لأبي عبد الله عليه السلام أبو الحسن عليه السلام عملتُ له أوضاحا ـ أي الحلي من الفضة نقلا عن هامش الواقفية ـ واهديتها إليه، فلما أتيتُ أبا عبد الله عليه السلام بها، قال لي: يا يزيد أهديتها والله لقائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم) 11 / نقلا عن الواقفية ص 101 .

هذه الرواية صريحة بان الامام موسى الكاظم هو مهدي هذه الامة ، ولكن كيف نتعامل معها ؟

 

هل هي من افتراء الموسوي ؟

الموسوي هذا ليس له ترجمة، وحاله مجهول، وكتابه ليس بين أيدينا كي نقرا كيف ساقها وكيف استدل بها، ولكن إذا كانت الرواية صحيحة عن الامام الصادق فهناك مشكل إذن، لان الرواية صريحة بقائمية الإمام الكاظم .

هؤلاء الرواة لم نجد لهم ترجمة في كتب الرجال الشيعية والسنية .

2: يقول الشيخ الطوسي في غيبته نقلا عن الكتاب المذكور: (قال:حدّثني يحي بن زيد الطحان،عن محمّد بن مروان،عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رجل: جُعِلتُ فداك إنهم يروون إنَّ أمير المؤمنين عليه السلام قال بالكوفة على المنبر: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلاً منِّي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا، فقال: أبو جعفر عليه السلام: نعم، قال:فأنت هو ؟ فقال: لا، ذاك سمِّي فالق البحر) 12، نقلا عن الواقفية ص 102 /

الرواية طبعا عن الموسوي وليست عن الشيخ الطوسي، محمد بن مروان هذا ينبغي أن يكون من اصحاب الصادق، وهناك محمد بن مروان الذهلي وهو ثقة كما في رجال الشيخ رقم (614)، وهناك محمد بن مروان الشعيري لم يُظفَر له برواية عن الباقر أو الصادق 13 / معجم 17 ص 221، ولم نعرف شيئا عن مصدر الموسوي المباشر أي يحي بن زياد الطحان .

3: يقول الشيخ الطوسي في الغيبة: (وعن عبد الله بن سنان قال: سمعتُ أبا عبد الله عليه السلام يقول: من المحتوم أن ابني هذا قائم هذه الامة، وصاحب السيف،وأشار بيده إلى أبي الحسن عليه السلام) 14 نقلا عن الواقفية ص 102 .

4: ويقول الشيخ الطوسي في الغيبة: (وعن اسماعيل بن منصور الزبالي قال: سمعت شيخاً باذرعات وقد أتت عليه عشرون ومائة سنة قال: سمعتُ عليا عليه السلام يقول من على منبر الكوفة: كأني بابن حميدة، وقد ملأها قسطا وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا، وقام إليه رجل وقال: أهو منك أو من غيرك فقال: لا بل هو رجل مني) 15 نقلا عن الواقفية ص 102 / وابن حميدة هو الإمام الكاظم.

5: يروي الشيخ عن الكتاب المذكور: (قال: حدًّثني أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبيه،عن أبي سعيد المدائني قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إنّ الله استنقذ بني إسرائيل من فرعونها بموسى بن عمران، وإن الله يستنقذ هذه الامةمن فرعونها بسمِّيه) 16 نقلا عن عوالم العلوم نقلا عن غيبة الطوسي ص 62 .

يعلق الشيخ الطوسي على هذه الرواية بقوله: (الوجه فيه: إنّ الله قد استنقذهم بان دلَّهم على إمامته، والإبانة عن حقه بخلاف ما ذهب إ ليه الواقفة .

6: ومنه ـ اي غيبة الشيخ ـ من الكتاب المذكور قال: (روى جعفر بن سماعة، عن محمَّد بن الحسن، عن أبيه بن هارون قال: قال ابو عبد الله عليه السلام: إبني هذا ـ يعني أبا الحسن ـ هو القائم، وهو المحتوم) 17نفسه ، والرواية صريحة بان الإمام الكاظم هو القائم المنتظر .

7: ومنه ـ اي غيبة الشيخ ـ من الكتاب المذكور قال: (حدَّثني الحسين بن علي بن معمّر، عن أبيه، عن عبد الله بن سنان قال: سمعتُ ابا عبد الله عليه السلام ـ وذكر البداء لله ـ فقال: فما أخرج الله إلى الملائكة،وأخرجه الملائكة إلى الرسل، فاخرجه إلى الآدميين، فليس فيه بداء، و إنَّ من المحتوم أن ابني هذا هو القائم) 18 نفسه، وهي إشارة صريحة بقائمية الامام الكاظم عليه السلام .

قال الشيخ الطوسي تعليقا على هذه الرواية: (معناه: القائم بعده موضع الإمامة والاستحقاق لها، دون القيام بالسيف) 19نفسه .

يروي الصدوق: (الورّاق، عن الاسدي، عن الحسن بن عيسى الخرّاط،عن جعفر بن محمد النوفلي قال: أتيتُ الرضا عليه السلام وهو بقنطرة أريق، فسلَّمتُ عليه، ثم جلستُ وقلت ُ: جُعِلتُ  فداك إنّ اناسا يزعمون أن أباك حي، فقال: كذبوا لعنهم الله، لو كان حيّاً ما قُسِّم ميراثُه، ولا نُكح نساؤه، ولكنه والله ذاق الموت كما ذاقه علي بن ابي طالب ...) 18 / العيون 2 ص 216 ح 23 .

هذه الرواية بطبيعة الحال ليست واقفية، والرواية ضعيفة بـ (الحسن بن عيسى الخرّاط) فلم يصدر فيه توثيق ، والورّاق لم يوثّق كما في معجم الخوئي 12 رقم 8290،

والاسدي هو: إمّا محمد بن جعفر بن محمد بن عون، كان أحد الابواب المهدوية، وكان ثقة ولكنه يقول بالجبر، ويروي عن الضعفاء ، طبق النجاشي رقم ، عده الطوسي من السفراء الممدوحين في حقل ممن لم يروي عنهم رقم (28)، وإمّا هو: ابو بصير الثقة من أصحاب أبي جعفر الصادق، وبالتالي، ربما يصرف السند إلى محمد بن جعفر بن محمّد بن عون، وجعفر بن محمد النوفلي لم يوثّق ايضا كما في معجم الخوئي 4رقم 2309 .

الرواية ضعيفة .

8: يروي الكشي: [خلف بن حمّاد، عن أبي سعيد، عن الحسن بن محمد بن أبي طلحة، عن داود الرّقي قال: قلتُ لابي الحسن الرضا عليه السلام: جُعِلتُ فداك،إنَّه والله ما يلج في صدري من أمرك شيء إلاّ حديثا سمعته من ذريح يرويه عن ابي جعفر عليه السلام، قال لي: وما هو ؟ قلتُ سمعته يقول: سابعنا قائمنا

قال: صدقتَ وصدق ذريح، وصدق أبو جعفر، فازددت ُشكاً، ثم قال لي:(يا داود بن ابي كلدة، اما والله لولا أن موسى قال للعالم: ستجدني إن شاء الله صابرا) ما سأله عن شيء، وكذلك أبو جعفر عليه السلام لولا قال: (إ ن شاء الله) لكان كما قال: فقطعت عليه) 19 / الكشي رقم 373 ح 7 .

الرواية ليست واقفية بطبيعة الحال، في السند:الحسن بن محمد بن أبي طلحة لم يوثق كما في المعجم6رقم 3605، وفي السند: دواد الرّقي، قال السيد الخوئي: (الرجل غير ثابت الوثاقة) 20 / معجم7ص 125، فالرواية ضعيفة .

9: يروي الصدوق في إكمال الدين وإتمام النعمة: (ابن مسرور، عن ابن عامر، عن المعلّى، عن علي بن رباط قال:قلتُ لعلي بن موسى الرضا عليه السلام:إنَّ عندنا رجلا يذكر أن أباك عليه السلام حيٌ، وأنك تعلم من ذلك ما يعلم، فقال سبحان الله، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يمت ؟ بلى والله،لقد مات وقسِّمت أمواله ونُكِحت جواريه) 21 إكمال الدين ص 39

الرواية ليست واقفية، وهي ضعيفة أقلا بـ ( علي بن رباط) فلم يوثق كما في المعجم 12رقم 8121 .

10: يروي الكشي (جعفر بن احمد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسين بن عمر، قال: قلتُ له ـ اي قال لابي الحسن الثاني هو الإمام الرضا ـ إن أبي اخبرني أنه دخل على أبيك ـ اي موسى الكاظم ـ فقال له: أني أحتجُّ عليك عند الجبار أنك أمرتني بترك عبدالله ـ اي عبد الله الافطح ـ وأنك قلتَ أنا إمام، فقال: نعم، فما كان من إثم ففي عنقي، فقال ـ أي الحسن بن عمر ـ وإني احتج عليك بمثل حجة أبي على أبيك، فإنك اخبرتني بان أباك قد مضى، وإنَّك صاحب هذا الامر من بعده فقال: نعم، فقلتُ له ـ اي قال الحسن بن عمر للإمام الرضا ـ إني لم أخرج من مكّة حتى كاد يتبين لي الامر، وذلك أن فلانا أقرأني كتابك يذكر أن تركة صاحبنا ـ أي الكاظم ـ عندك ، فقال: صدقت وصدق، أما والله مافعلتُ ذلك حتى لم أجد بدا، ولقد قلتُه على مثل جدع أنفي، ولكني خفتُ الضلالة) 22 / الكشي ح 801

الرواية ليست واقفية بطبيعة الحال، والرواية حسب معطيات علم الرجال الشيعي صحيحة .

هل يمكن الاعتماد على هذه الرواية لتوثيق الحسين بن عمر بن يزيد كما يفعل بعضهم ؟ لا بطبية الحال، لانها رواية عن نفسه، نعم وثّقه الشيخ الطوسي في رجاله في اصحاب الرضا رقم (21) .

هذه الرواية مُشكلة السند لان الكشي يرويها عن جعفر بن أحمد، وجعفر بن احمد من اصحاب الامام الهادي كما جاء في رجال الشيخ رقم (4) بدلالة أنه يروي عن يونس بن عبد الرحمن كما قال الشيخ وهو نفسه في السند الذي نحن فيه يروي عن يونس بن عبد الرحمن، فهناك واسطة أو أكثر مفقودة بين الكشي وبين شيخه غير المباشر جعفر بن أحمد، وبالتالي، الرواية ضعيفة .

11 يروي الكشي: (محمد بن الحسن البراثي، عن أبي علي،عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير،عن رجل من اصحابنا قال: قلتُ للرضا عليه السلام: جُعِلتُ فداك، قوم قد وقفوا على أبيك يزعمون أنَّه لم يمت .

قال: كذبوا وهم كفّار بما أنزل الله جلَّ وعزَّ على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ...) 23 / ح رقم 867 .الرواية ليست واقفية بطبيعة الحال، ولكنها ضعيفة بـ (رجل من أصحابنا) .

12: يروي الكشي (خلف بن حمّاد،عن سهل، عن الحسين بن بشّار قال: لمّا مات موسى بن جعفر عليه السلام خرجتُ إلى عليّ بن موسى عليه السلام غير مؤمن بموت موسى عليه السلام، ولا مقرِّاً بإمامة علي عليه السلام إلاّ أن في نفسي أن اسأله واصدِّقه . فلما صرت إلى المدينة، انتهيت إليه وهو بالصؤار، فاستاذنتُ عليه ودخت فادناني والطفني، وأردتُ أن اساله عن أبيه عليه السلام فبادرني، فقال لي: يا حسين، إن أردتَ أن ينظر الله إليك من غير حجاب، وتنظر إلى الله من غير حجاب فوال آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ووال وليَّ الامر منهم .

قال: قلتُ:أنظر إلى الله عزّ وجل ؟ قال: إي والله .

قال حسين: فجزمتُ على موت أبيه وإمامته .

ثم قال لي: ما أردتُ أن آذن لك لشدَّة الأمر وضيقه، ولكني علمتُ الأمر الذي أنت عليه، ثم سكت قليلا، ثم قال: خُبّرت بامرك ؟ قال: قلتُ له: أجل ) 24 / رقم 847 .

ماذا عن هذه الرواية ؟

أولا: في سندها (سهل) وهو: سهل بن زياد الآدمي، ضعيف جدا .

ثانيا: يعلقّ الكشي على خبر بشّار بقوله: (فدلَّ هذا الحديثُ على تركه الوقف وقوله الحق) 24 / نفسه، ولا داعي لهذه التعليقة لان الحسين بن بشّار لم يكن (واقفيا، بل إنّه كان بصدد التحقيق) 25 / المعجم5 ص 203 .

ثالثا:أحدس بان الرواية سيقت لغرض إثبات أو الايحاب بان الائمة من أهل البيت يعلمون الغيب.

الرواية ضعيفة .

هذه الروايات على نمطين، الاول كونها روايات واقفية،والثاني كونها روايات قطعية، أي روايات تقطع بموت الامام الكاظم، ولكن وكما نعلم ليس كل من يشكك بموت الامام الكاظم هو واقفي بالضرورة، وليس كل يقطع بموته هو إمامي يؤمن بإمامة الرضا .

ماالذي نخلص إليه من هذا الكم من الروايات ؟

أولا: أن الواقفة كانوا يخوضون معركة جادة للدفاع عن معتقدهم، ويكفي هنا أن احدهم صنّف كتابا ليس في زمن الامام الكاظم بعنوان (نصرة الواقفة)، مصنف الكتاب اسمه (الموسوي)، ويبدو انه يتسم بشيء من القوة بحيث استدعى ذلك اهتمام الشيخ الطوسي به اهتماماً بارزا .

ثانيا: نستفيد من هذه الروايات بصر ف النظر عن ضعفها و صحتها إن فكرة المهدي المنتظر كانت سائدة بقوة في الوسط الشيعي، ولكن تفتقر الى التفاصيل، وأن عقيدة المهدي وفق المنظور الشيعي الامامي لم تتبلور بعد بشكل حاسم ونهائي، اي مشروع المهدي المنتظر بعنوا ن (محمد بن الحسن العسكري)، وبرسم أنه الإمام الثاني عشر، وإلاّ كيف تجرف عقيدة الواقفية كباراً من رجال الامام الكاظم، حيث يُفترَض انهم مثقفون على هذه الفكرة وبهذا الرسم، اين هي جهود الإمام الكاظم عليه السلام وقبله الامام الصادق وقبله الامام الباقر من إشباع القناعة العقلية والعقدية بمشروع المهدي المنتظر برسم كونه الامام الثاني عشر، يغيب، ثم يخرج ليملا الارض قسطا وعدا كما ملئت ظلما وجورا ؟

هل كان هناك تخطيط للإئمة من التثقيف على هذه الفكرة العقديةالجوهرية بالتدريج ؟ أو أن المشروع كان موجود في ادبيات الأئمة ولكن في وسط محدود لغرض أو آخر ؟

ثالثا:ينتصر الواقفة لمذهبهم بكم من الروايات، ويعلق الشيخ الطوسي على ذلك في سياق رده على الواقفة بقوله: [ ... فإن قيل: كيف تعوِّلون على هذه الاخبار،وتدَّعون العلم بموته، والواقفة تروي اخباراً كثيرة تتضمَّن أنه لم يمت، وأنه القائم المشار إليه، وهي موجودة في (كتبهم) و (كتب أصحابكم)، فكيف تجمعون بينها ؟ وكيف تدَّعون العلم بموته ؟ قلنا: لم نذكر هذه الاخبار إلاّ على جهة الاستظهار ... أمّا ما ترويه الواقفة فكلُّها أخبار آحاد، لا يعضدها حجَّة، ولا يمكن إدعاء العلم بصحَّتها، ومع هذا فالرواة لها مطعون عليهم، لا يوثق بقولهم ورواياتهم، وبعد هذا كلِّه فهي متأوِّلة) 26 الغيبة ص 29نقلا عن عوالم العلوم ص 510 .

ماذا نستفيد من رد الشيخ الطوسي هنا ؟

الف: إن للواقفة تراثا روائيِّا لنصرة معتقدهم، وما استعرضناه يبدو نماذج ليس إلاّ، اما كون رواتها مطعون بهم فهذا راي الشيخ الطوسي وليس حجة عليهم، وهم حتما رواة موثقون لديهم، ولذلك يكون ردُّ الشيخ الطوسي هنا ضعيفا .

باء:إن كون الامام الكاظم برسم القائمية لم ترد فيه روايات واقفية وحسب، بل رواة شعية أيضا بل في كتب شيعية إمامية ايضا (... وكتب أصحابكم)،فكون الامام الكاظم هو القائم لم تكن عقيدة الواقفة فقط، بل من غير الواقفة ايضا .

جيم: كون أخبارهم متأولة ليس صحيحا على اطلاقه، فإن بعض الرويات التي يرويها الواقفة وترويها الشيعة الإمامية الاثني عشرية واضحة الدلالة في هذا النقطة إلى ابعد حد، كما هو في الرواية رقم (1، 2، 3، 4، 7، 8) وتاويلها هو المشكلة، تخرجها من ظاهر المعنى إلى معنى مسبق في الذهن والمعتقد .

رابعا: من المثير حقا أن يكون نبا موت الامام الكاظم قد أعلن على الملا، وان دفنه كان علنا، وان أهل بيته يعلنون ذلك ويشهرون به، ورغم كل ذلك كان هناك من يقول أنه لم يمت، وهو قائم هذه الامة !

يبدو أن قضية الوقف على الامام الكاظم قضية معقدة، تشترك فيها عوامل متعددة، سياسية واقتصادية وعقدية، فمن الصعوبة الحكم على اصحابها بصيغة محددة، كان يكونوا كذابين، او يكونو مخربين أو يكونوا على علاقة بالسلطة .

هذا وساتعرض لكل الشخصيات المهمة من الواقفة لنتحرى الحقيقة عنهم وفيهم باذن الله تبارك وتعالى .

يتبع

 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2286 الاثنين 26 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم