دراسات وبحوث

الخطاب المقدماتي بين النظرية والتطبيق.. مقدمة كتاب: الذخيرة لابن بسام (542 هـ) نموذجا

أصبح الدرس النقدي المعاصر يولي اهتماما متزايدا للخطاب المقدماتي تنظيرا وتجريبا، فقد "صار للمقدمة ـ بوصفها نصا موازيا (paratexte) ـ حيز هام في مجال اشتغال النقد الأدبي"[1]. ولعل من مبررات هذا الاهتمام، ما لحق هذا العنصر التأليفي من إجحاف وإهمال، إذ إن "الدراسات حول النقد القديم غالبا ما اكتفت بمتون المؤلفات النقدية القديمة وتجاوزت مقدماتها، أو جعلتها تنصهر في إطار دراسة المتن برمته في حين أن هذه المقدمات هي مفتاح هذه المؤلفات"[2].

1 – في تعريف المقدمة:

ورد في "لسان العرب"، مادة (قدم)، ما يلي: "قدم: في أسماء الله تعالى المقدَّم: هو الذي يُقدم الأشياء ويضعها في مواضعها، فمن استحق التقديم قدّمه... والقدمُ والقُدْمَة: السابقة في الأمر... ومقدِّمة العسكر وقادمتُهم وقُدامهُم: مقدِّمُوهُم"[3].

بينما يقول الفيروزآبادي: "... مقدمة الجيش، وعن ثعلب فتحُ داله: متقدِّموه، وكذا قادمتُه وقداماهُ، ومن الإبل: أول ما تُنتَج وتُلْقَح، ومن كلِّ شيء: أوّلُه، والناصيةُ، والجبهة"[4].

أما الرازي فيرى أن: "... (المقَدَّم) ضدُّ المؤخَّر، يقال: ضرب مقدَّم وجهه، و(مقدِّمَة) الجيش بكسر الدال أوَّلُه"[5].

تتفق المعاجم الثلاثة على اعتبار المقدمة هي أول كل شيء ومفتتحه، وتأتي نقيضا للمؤخّر كما هو مثبت عند الرازي، ويبدو أن موقع المقدمة أهلها لأن توصف بالوصف السالف الذكر، إذ "تقوم المقدمة على مفارقة غريبة قد لا تتسم بها غيرها من النصوص، ذلك أنها على مستوى المكان تعتبر أول مكتوب، لكنها على المستوى الزمني تكون آخر ما يكتب"[6].

كما تسعى المقدمة إلى تحقيق الوظائف الآتية[7]:

1 – السعي إلى تنبيه القارئ و توجيهه وإخباره بأصل الكتاب وظروفه ومراحل تأليفه ومقصد مؤلفه وهذا ما يمكن ان نصطلح عليه باستراتيجية البوح و الاعتراف ويمكن اعتبارها الوظيفة المركزية  .

2 – أن المقدمة من خلال هذه الاستراتيجية تسعى إلى توجيه القراءة و تنظيمها ، كما تسعى إلى تهيىء القارئ لاستقبال مشروع قيد التحقق سيكون مجاله متن الكتاب  .

3 – قد تتحول المقدمة إلى نوع من الميتالغة للنص المقدم له ، تختزله وتكثفه دون أن أن يعني ذلك أن قراءتها قد تغني عن قراءة المتن ، بل إن قراءة المتن تصير مشروطة بقراءة المقدمة  .

4 – في بعض الأحيان تسعى المقدمة إلى مصادرة الانتقادات التي قد تمس الكتاب وبذلك تتحول إلى خطاب دفاعي حجاجي  .

5 – وفي بعض الأحيان تتحول إلى شرح وتحليل مطولين للعنوان  .

 ومن مسوغات إفراد المقدمة بجزء من البحث والدراسة، ما لهذا الخطاب من أهمية بحكم ارتباطه بمتن الكتاب من جهة، إضافة إلى إسهامه في توضيح جوانب مهمة تضيء للباحث سُبُل التعامل مع المادة المبثوثة بين دفتي الكتاب. ويمكن حصر العناصر السالفة في المركبات القاعدية التالية[8]

ـ الاعتبار التصديري والافتتاحي الذي تمتلكه المقدمة، وهو اعتبار يمنحها سلطة توجيه القراءة.

ـ احتواء المقدمة (وهذا هو المأمول فيها تدقيقا) على تصور المؤلف للكتابة وغايته من التأليف، وتلك سمة مميزة تعين شكل الأطروحة التي تبرزها محتويات نص الكتاب.

ـ انطلاق المقدمة في عرضها لمنهج المؤلف في الدراسة وتحديد أدواته الإجرائية في تمظهرات اصطلاحية لها أهميتها الخاصة في القراءة والتحليل.

ـ تشكل دراسة المقدمة منحى آخر في قراءة العمل الأدبي نفسه، انطلاقا من العلائق الجدلية التي تربط المقدمة بالعمل.

ـ اعتبارا لأهمية الأسئلة التي تبرزها المقدمة، وهي أسئلة عادة ما تلامس جملة من القضايا المرتبطة بتصور الأدب والنقد على حد سواء، ولذلك فإن أسئلة المقدمة وتساؤلاتها الظاهرة منها والضمنية، هي المصدر المنهجي الكامن وراء الهدف من التأليف، ومن ثم فإن الوقوف عند طرائق صوغها أمر أساسي.

 

2 – التعريف بصاحب المقدمة:

لم تعن المصادر بترجمة ابن بسام الشنتريني، فـ"شهرته تغني عن ذكره"[9] كما يقول المقري (1041هـ)، إلا أن إحسان عباس يرى أن ابن بسام "لم يكتب هو ترجمة لنفسه في كتاب "الذخيرة" على عادة بعض مؤلفي كتب التراجم، ولهذا ظلت أخباره وتفصيلاتها غير متيسرة للدارسين"[10]. وعلى الرغم من ذلك سنورد بعض المعلومات التي بإمكانها جلاء الغامض عن حياة ابن بسام.

ورد في "معجم الأدباء" لياقوت الحموي: "أبو الحسن من أهل الأندلس، له كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ـ يعني جزيرة الأندلس ـ في سبعة أسفار"[11]. وقال عنه صاحب "الأعلام": "علي بن بسام الشنتريني الأندلسي، أبو الحسن: أديب، من الكتاب الوزراء، نسبة إلى سنترين (المسماة اليوم: santarén) في البرتغال، اشتهر بكتابه "الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة"... وهو في ثمانية مجلدات، تشتمل على 154 ترجمة مسهبة لأعيان الأدب والسياسة ممن عاصرهم أو تقدموه قليلا"[12].

انطلاقا مما سبق، فإن أبا الحسن علي بن بسام، من أهل شنترين في غرب الأندلس. وقد امتطى صهوة الأدب والتاريخ، فهو "أديب من الكتاب الوزراء"[13] عند صاحب "الأعلام"، وقد "كان ناقدا أديبا متمكنا"[14] في منظور محمد بن عبود، وهو "مؤرخ متزن"[15] عند حسن أحمد النوشي.

أما ما يتعلق بفضائله الخلقية، فإن أول ما يظهر منها ـ حسب منظور حسين خريوش ـ هو "إعراضه عما يخدش الحياء، ويشين الأخلاق، وقد تمثل ذلك في بعض ألوان من الشعر، كان قد استبعدها من كتابه كالهجاء"[16]. وقد أنسانا هذا الكلام تلك الصورة الظالمة التي رسمها آنخل بالنثيا لابن بسام، إذ قال: "ومضى (ابن بسام) يدبج التراجم ويكيل المديح لمن يجزيه عنه بالمال، وكان ذلك أمرا شائعا صنعه ابن خاقان أيضا"[17].

وقد عرف عن ابن بسام كذلك روح الدعابة، وهذا ما يتجلى بوضوح من خلال هذا النص الوارد في كتاب "الذخيرة"، من خلال حديثه عن الخلط الذي وقع لمعاصريه، بينه وبين علي بن بسام البغدادي، إذ قيل له (ابن بسام الشنتريني): "أنت عليُّ بن بسام حقا؟ قلت: نعم، قال: أو تهجو حتى الآن أباك أبا جعفر وأخاك جعفرا ؟ فقلت له: أنت أيضا عبد المجيد؟ (عبد المجيد بن عبدون) قال: أجل، قلت: وحتى الآن فيك ابن مناذر يتغزل؟ فضحك من حضر لهذا الجواب الحاضر"[18].

وقد توفي ابن بسام بقرطبة، إذ "تأخرت وفاته إلى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة  "[19].

 

3 – قضايا التأليف انطلاقا من مقدمة الكتاب:  

3 . 1 -  الديبـاجــة:

تعتبر البسملة والحمدلة والصلاة على النبي أهم العناصر المقررة في التأليف في حضارة الإسلام، بشكل عام. وتتشكل منها في العادة ديباجة الكتاب[20]. وقد أوردها ابن بسام في مقدمة كتابه "الذخيرة" بالترتيب السابق، إذ يقول: " بسم الله الرحمن الرحيم... أما بعد حمد الله ولي الحمد وأهله، والصلاة على سيدنا محمد خاتم رسله "[21].

3 . 2 ـ البعدية: يتجلى دور البعدية في الفصل "بين الديباجة وباقي المقدمة... ب: "أما بعد" أو "بعد"، وهما عبارتان معدتان للانتقال وتؤذنان به إلى الغرض المقصود، ولذلك سميت: "أما بعد" بفصل الخطاب لفصلها الكلام الثاني عن الأول".[22] وللبرهنة على ذلك، يقول ابن بسام في مقدمة "الذخيرة": " أما بعد حمد الله ولي الحمد وأهله"[23].

3 . 3 ـ موضوع الكتاب: يجمع الباحثون على أن موضوع "الذخيرة" لابن بسام، يعد مصدرا لا بديل عنه لمن أراد أن يطلع على أدب المائة الخامسة ويكون على بينة منه، إذ "يتجلى له القرن الخامس الهجري، على نحو واضح من خلال نتاج أهل الأندلس في العلم والأدب"[24]. وقد ترجم محمد رضوان الداية إعجابه بكتاب الذخيرة بقوله: "إنه أهم كتاب أندلسي في تاريخ الأدب على الإطلاق"[25].

بينما يصرح ابن بسام بموضوع كتابه قائلا: " وقد أودعت هذا الديوان... من عجائب علمهم، وغرائب نثرهم ونظمهم، ما هو أحلى من مناجاة الأحبة بين التمنع والرقبة، وأشهى من معاطاة العقار على نغمات المثالت والأزيار، لأن أهل هذه الجزيرة ـ مذ كانوا ـ رؤساء خطابة، ورؤوس شعر و كتابة"[26].

3 . 4 ـ التصريح بعنوان الكتاب:

تنامى الاهتمام بالعنوان، باعتباره عتبة من العتبات، إذ "لا يمكن الولوج إلى عالم النص، إلا بعد اجتياز هذه العتبة، إنها تمفصل حاسم في التفاعل مع النص"[27]. وقد صرح ابن بسام بعنوان كتابه قائلا: "وقد أودعت هذا الديوان الذي سميته بـ "كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة" من عجائب علمهم وغرائب نثرهم ونظمهم"[28].

فالذخيرة مأخوذة من الجذر (ذخر) ف " اذخره: اختاره، أو اتخذه. والذخيرة: ما اذخر"[29]. فالكتاب إذن، عبارة عن مختارات اذخرها الكاتب لكي يطلع عليها القراء والمهتمون .

وقد وصف ابن بسام كتابه بأوصاف أخرى ، ورد أغلبها في المقدمة، و هي:

* المجموع: مثل قوله: "وعدت أن ألمع في هذا المجموع، بلمع من ذكر البديع"[30].

* الكتاب: نحو: "وعلم الله تعالى أن هذا الكتاب لم يصدر إلا عن صدر مكلوم الأحناء"[31].

* الديوان:مثل قوله: "وهذا الديوان نية لم يفصح عنها قول ولا عمل ، وأمنية لم يكن منها حول ولا حوال"[32].

* التصنيف: مثل قوله: "وسينخرط في سلك ما أوشح به هذا التصنيف، من تلخيص التعريف بأخبار ملوك الجزيرة، وسرد قصصهم المأثورة"[33].

3 . 5 ـ تصميم الكتاب:

يشمل التصميم "بيان كيفية الكتاب من التبويب والتفصيل"[34] إذ قسم ابن بسام كتابه إلى أربعة أقسام هي:

* القسم الأول: خصه: "لأهل حضرة قرطبة وما يصاقبها من بلاد متوسطة الأندلس"[35].

* القسم الثاني: أفرده ابن بسام "لأهل الجانب الغربي من الأندلس، وذكر أهل حضرة إشبيلية وما اتصل بها من بلاد ساحل البحر المحيط الرومي"[36].

* القسم الثالث: يقول ابن بسام متحدثا عن هذا القسم: "ذكرت فيه أهل الجانب الشرقي من الأندلس، ومن نجم من كواكب العصر في أفق ذلك الثغر الأعلى إلى منتهى كلمة الإسلام هنالك"[37].

* القسم الرابع: يقول صاحب " الذخيرة": "والقسم الرابع أفردته لمن طرأ على هذه الجزيرة في المدة المؤرخة (المائة الخامسة) من أديب شاعر،و آوى إلى ظلها من كاتب ماهر، واتسع فيها مجاله، وحفظت في ملوكها أقواله، ووصلت بهم ذكر طائفة من مشهوري أهل تلك الآفاق، ممن نجم في عصرنا بأفريقية والشام والعراق"[38].

3 . 6 ـ تسمية المؤلف:

إن التصريح باسم المؤلف يعد محمدة ومكسبا للتأليف والتحقيق معا ، فقد تساءل الأستاذ عباس ارحيلة قائلا: "كيف يمكن الأخذ من كتاب يجهل مؤلفه؟"[39]. وهو تساؤل مشروع، لأن التصريح باسم المؤلف يضفي الشرعية على الكتاب، وقد سار ابن بسام في هذا الاتجاه فقال في مقدمة كتابه: "قال أبو الحسن علي بن بسام الشنتريني الأندلسي، رحمه الله"[40].

3 . 7 ـ الأعمال السابقة في الموضوع:

تبرز شخصية ابن بسام، حين لا يجد حرجا في التصريح بمن سبقه إلى التأليف في موضوع الترجمة لأهل أفقه، فقال: "إذ كان ابن فرج الجياني  قد رأى رأيي في النصفة، وذهب مذهبي من الأنفة، فأملى في محاسن أهل زمانه " كتاب الحدائق" معارضا لـ "كتاب الزهرة" للأصبهاني ، فأضربت أنا عما ألف ولم أعرض لشيء، مما صنف"[41].

وعلى الرغم من اعتراف ابن بسام بريادة ابن فرج الجياني وسبقه في قوله: "وابن فرج هذا ممن تقدمني في نشر محاسن أهل هذه الجزيرة، وإظهار خبايا فضائلهم المشهورة"[42].

إلا أنه أضرب عما ألف ابن فرج في كتابه المذكور، مما جعل أحد الباحثين يعتبر كتاب "الذخيرة" لابن بسام كالذيل على كتاب "الحدائق" لابن فرج"[43]. وهو الرأي نفسه في مقدمة التحقيق، حيث يقول إحسان عباس: "وهو (ابن بسام) لا يزمع أن يكرر ما احتواه كتاب "الحدائق" لابن فرج الجياني، وإنما يريد أن يجعل كتابه ذيلا للحدائق"[44].

3 . 8 ـ الأمانة العلمية: التوثيق والعزو:

يروم هذا المحور الحديث عن المصادر التي اعتمدها ابن بسام أثناء تأليفه كتاب "الذخيرة"، وهي مصادر متنوعة ومتعددة ؛ متنوعة من حيث توزيعها الجغرافي: (مشرقية، أندلسية...)، ومتعددة كذلك من حيث طبيعتها: (رواية، حفظ...).

أ ـ التوزيع الجغرافي للمصادر:

اعتمد ابن بسام مثل غيره من اللاحقين على أدب السابقين من المشارقة، فقد أبرز تحقيق إحسان عباس عددا منها مثل: "أخبار بغداد لابن طاهر طيفور، ومؤلفات ابن قتيبة، وأخبار أبي تمام للصولي... وفي هذه الناحية يتجلى اعتماده على ما حفظه من شعر المتنبي والمعري وأبي تمام والصنوبري وغيرهم"[45].

أما المصادر الأندلسية، فتشمل: "الحدائق لابن فرج... وكتاب الهادي إلى النسب العبادي للفضل بن علي بن حزم وحديقة الارتياح في صفة حقيقة الراح للوزير أبي عامر بن مسلمة والبديع في فصل الربيع لحبيب، والحديقة لأبي عامر بن مسلمة، وديوان المعتضد بن عباد..."[46].

ومن نماذج تصريح ابن بسام بمصادره، قوله: "قال أبو علي بن رشيق في كتاب "العمدة"..."[47]. وقوله: "ولابن رشيق عدة تواليف في النظم والنثر... ككتابه المترجم ب"العمدة" و"كتاب الأنموذج" إلى عدة رسائل رائقة وبدائع فائقة"[48].

وقد عول ابن بسام على تاريخ ابن حيان(469هـ) أثناء استحضار الأحداث والوقائع، ويتضح ذلك من خلال قوله: "وعوَّلتُ... على تاريخ أبي مروان بن حيان، فأوردت فصوله ونقلتُ جُمَلُه وتفاصيله"[49].

ب ـ طبيعة المصادر:

تتحدد طبيعة هذه المصادر في الإملاءات التي أملاها عليه بعض الأدباء أو مراسلاتهم، أو ما استعاره من عندهم من مسودات وتعاليق ورقاع، أو ما قيّده من روايات أناس يثق فيهم... وغيرها[50].

وسنعرض نماذج لهذه المصادر كما يأتي:

* الحفظ: مثل قوله: "فإذا أعوزني كلامه، وعزّني سرده ونظامه، عكفتُ على طللي البائد، وضربتُ في حد يدي البارد على حفظ قد تشعّب وحظٍّ من الدنيا قد ذهب"[51]. أو قوله: "وأنا أنشد في هذا الموضوع بعض ما تعلق من ذلك بحفظي، ووقع في شرك صدري"[52].

* الرواية: مثل قوله: "أخبرني الفقيه أبو بكر بن الفقيه الوزير أبي محمد ابن العربي عن الفقيه أبي عبد الله الحميدي قال..."[53]. أو قوله: "حدثني من أثق بخبره"[54].

* الإنشاد: نحو قوله: "أنشدني (المنيشي الإشبيلي) لنفسه من جملة قصيدة"[55].

* الرقاع: مثل قوله عن ابن دراج: "فصل له من رقعة"[56].

لا جرم أن متصفح هذا المحور سيعترض علينا، لأن أغلب النصوص المستشهد بها، هي من داخل المتن وليس من المقدمة، ولعل ما يبرر هذا الخرق المنهجي هو كون العلاقة بين المقدمة والمتن علاقة وطيدة، فموقعها يؤهلها لنسج علاقة خاصة مع المتن فقد يلخص فيها المؤلف ما بسطه في المتن أو قد يصيرها تنظيرا والمتن تطبيقا.

3 . 9 ـ المنهــج:

يلعب المنهج دورا حاسما في فك معمّى النص أو النصوص، لذا "يتولى المؤلف بيان منهجه، فيكون ذلك هو المدخل السليم لقراءة الكتاب، ووضعه في إطاره الصحيح"[57]. ويتفرع المنهج عند ابن بسام إلى مناهج متعددة هي:

 أ ـ تقسيم الكتاب:

أشرنا آنفا إلى أن ابن بسام قسم كتابه إلى أربعة أقسام، تبعا للمناطق الجغرافية، ويكون بذلك قد "اصطنع المنهج الإقليمي في كتابه "الذخيرة" مقتفيا طريقة الثعالبي في كتابه "يتيمة الدهر" الذي قسمه إلى أربعة أقسام"[58].

وقد صرح ابن بسام بمعارضته لمنهج الثعالبي في قوله: "وإنما ذكرت هؤلاء ائتساء بأبي منصور، في تأليفه المشهور، المترجم ب"يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر""[59]. إلا أن هذا الائتساء بأبي منصور الثعالبي ـ كما يقول حسين خريوش ـ لم يجعل ابن بسام صورة من صور الثعالبي، فابن بسام كان قوي الشعور بشخصيته، وأنه كان له مزاياه في التأليف، ومنهجه في الاستقلال، فهو وإن كان حاكى الثعالبي في منهجه، لم يبقه على صورته، كما وضع الثعالبي أصوله الأولى، بل استطاع أن يتجاوز أفق الثعالبي ومنهجه[60].

ولعل هذا ما عناه ابن بسام بقوله: "وقد أثبت أيضا آخر هذا القسم طرفا من كلام أهل المشرق، وإن كانوا لم يطرأوا على هذا الأفق، حذو أبي منصور الثعالبي؛ فإنه ذكر في يتيمته نفرا من أهل الأندلس فعارضته أو ناقضته، والأدب ميدان يليق به المِتاح، ويستحسن فيه الجِماح"[61].

ب ـ الفترة الزمنية:

يقول ابن بسام متحدثا عن الفترة الزمنية للمترجم لهم: "ولا تعدّيتُ أهل عصري، ممن شاهدته بعُمري، أو لحِقه بعض أهل دهري"[62]. وقد وصل ما انقطع من كلامه بقوله: "وتخللتُ ما ضمنتُه من الرسائل والأشعار، بما اتصلَتْ به أو قيلتْ فيه من الوقائع والأخبار، واعتمدتُ المائة الخامسة من الهجرة"[63]. ويقول في مقام آخر: "وقد كتبتُ لأربابِ هذا الشأن، من أهل الوقت والزمان، محاسن تبهرُ الألباب، وتسحَرُ الشعراء والكتّاب، ولم أعرض لشيء من أشعار الدولة المروانية، ولا المدائح العامرية"[64].

يتضح من خلال النصوص السالفة أن ابن بسام ألف كتابه ليجعله خاصا بأدباء عصره، فلا يذكر منهم إلا من أدركه بنفسه أو أدركه بعض معاصريه[65]. إضافة إلى أنه ضمّن كتابه: "محاسن أدباء الأندلس من بُعيد الدولة المروانية إلى عصره، فهو صلة لكتب سلفت في الدولتين المروانية والعامرية"[66].

ج ـ منهجه في التعامل مع الأخبار والأشعار:

يقول ابن بسام: "وهذا الديوان إنما هو لسان منظوم ومنثور، لا ميدانُ بيان وتفسير، أوردُ الأخبارَ والأشعارَ لا أفكُّ معمَّاهَا، في شيء من لفظها ولا معناها؛ لكن ربما ألممت ببعض القول، بين ذكر أُجريه، ووجه عذر أريه"[67].

3 . 10 ـ بواعـث التـأليف:

تتحدد بواعث تأليف كتاب "الذخيرة" في مجموعة من العناصر، منها ما هو أدبي، ومنها ما هو جغرافي، ومنها ما هو خلقي كذلك.

أ ـ الباعث الأدبي:

فالباعث الأدبي يتجلى في رغبة ابن بسام تخليد آثار أهل أفقه. يقول معبرا عن هذه الرغبة: "وما زال في أفقنا هذا الأندلسي القَصي إلى وقتنا هذا من فرسان الفنين وأئمة النوعين، قوم هم ما هم طيبَ مكاسر وصفاءَ جواهر، وعذوبة موارد ومصادر، لعبوا بأطراف الكلام المشقق، لعبَ الدُّجى بجفون المؤِرّق، وحدوا بفنون السّحر المنمَّق، حداء الأعشى ببنات المحلّق؛ فصبوا على قوالب النّجوم، غرائب المنثور والمنظوم؛ وباهَوْا غُرَر الضُّحى والأصائل، بعجائِب الأشعار والرّسائل"[68].

ب ـ الباعث الجغرافي:

أما الباعث الجغرافي فيتمثل في معاتبة أهل الأندلس، لارتمائهم في أحضان أدب الشرق، وإهمال ما لديهم من غُرر تضاهي ذلك الأدب. يقول ابن بسام: "إلا أن أهل هذا الأفق، أبوا إلا متابعة أهل الشرق، يرجعون إلى أخبارهم المعتادة، رجوع الحديث إلى قتادة، حتى لو نعق بتلك الآفاق غراب، أو طنَّ بأقصى الشام والعراق ذُباب، لجثوا على هذا صنما وتلوا ذلك كتابا محكما.. فغاظني منهم ذلك وأنفت مما هنالك، وأخذتُ نفسي بجمع ما وجدتُ من حسنات دهري، وتتبع محاسن أهل بلدي وعصري... وليت شعري من قصر العلم على بعض الزمان، وخصّ أهل المشرق بالإحسان؟"[69].

لا جرم أن هذا الكلام يقدم دليلا على تحكم النزعة الأندلسية في منظور ابن بسام للأدب.

ج ـ الباعث الخلقي:

يشكل الباعث الخلقي جانبا من جوانب قوة المعيار الخلقي في النقد عند ابن بسام، إذ يقول: "وما قصدت به (كتاب الذخيرة) ـ علم الله ـ الطعن على فاضل، ولا التعصب لقائل على قائل، لأن من طلب عيبا وجده، وكلٌّ يعمل باقتداره، وبجهد اختياره، وما أُغفل أكثرُ مما كتب وحصِّل، والأفكار مُزن لا تنضبُ ونجوم لا تغرُب"[70].

3 . 11 ـ معاناة التأليف:

إن التأليف ـ وما يتعلق به ـ لا يخلو من صعوبات جمّة، سواء قبل التأليف أو بعده، ولعل من أشكال هذه الصعوبات، صعوبات الذات والمكان والزمان وغيرها.

يقول ابن بسام متحدِّثا  عن صعوبات الذات والزمكان: "وعلم الله تعالى أن هذا الكتاب لم يصدر إلا عن صدر مكلوم الأحناء، وفكر خامِد الذكاء، بين دهر متلون تلوّن الحرباء، وقيمة كل أحد ما لَهُ، وأسوة كل بلد جُهاله"[71]. كما أشار ابن بسام إلى ما عاناه أثناء جمع تفاريق الكتاب، منبها إلى ما قد يشوب تأليفه من سهو أو زيغ، فقال: "ولعلَّ بعض من يتصفحه سيقول: إني أغفلتُ كثيرا، وذكرتُ خاملا وتركتُ مشهورا، وعلى رسله فإنما جمعته بين صعب قد ذل، وغرب قد فلّ، ونشاط قد قلّ، وشباب ودّع فاستقلّ، من تفاريق كالقرون الخالية، وتعاليق كالأطلال البالية، بخط جُهال كخطوط الرّاح، أو مدارج النّمل بين مهاب الرياح، ضبطهم تصحيف، ووضعهم تبديل وتحريف..."[72]. إلى أن يقول: "على أن عامة من ذكرته في هذا الديوان، لم أجد له أخبارا موضوعة، ولا أشعارا مجموعة، تفسح لي في طريق الاختيار منها، إنما انتقدتُ ما وجدتُ، وخالستُ في ذلك الخمول، ومارستُ هنالك البحث الطويل، والزمان المستحيل"[73].

3 . 12 ـ حضور المتلقي/ القارئ:

يهدف كل كاتب إلى إبرام نوع من التعاقد الصريح أو الضمني مع قارئه أو متلقي خطابه[74] . فالمقدمة خطاب موجه إلى القارئ، خطاب يستحضر هذا المتلقي، خطاب توجيهي تربوي... ويسعى المؤلف، من خلال المقدمة أن يدخل في حوار مع القارئ، ينصحه وينبهه ويوجهه... وقد يدعو القارئ إلى أن ينظر بعين الرضا ويتجاوز عن الخطأ والنسيان[75]. يستحضر ابن بسام المتلقي/ القارئ في قوله: "ولعلّ بعض من يتصفحه سيقول: إني أغفلتُ كثيرا، وذكرت خاملا وتركت مشهورا، وعلى رِسلِه، فإنما جمعتُه بين صعب قد ذل وغرب قد فلّ"[76]. ولعل فعل "التصفح" كاف للدلالة على عمق رؤية ابن بسام النقدية للطرف الثالث للعملية الإبداعية / التأليفية، كما نلمح حضور المتلقي في قول صاحب "الذخيرة": "وأغنيتُ عن الغائب بالشاهد، وتغلغلتُ بقارئه بين النظم والنثر، تغلغل الماء أثناء النَّور والزَّهر"[77].

3 . 13 ـ الإهداء:

يوجه ابن بسام الخطاب إلى المهدى له بقوله: "إلى أن طلع على أرضها شهابُ سَعدها وتمكينها، وهبّت لها ريحُ دنياها ودينها، ونفخ فيها روح تأميلها وتأمينها، ملك أملاكها، وجديل حكّاكها، وأسعدُ نجوم أفلاكها؛ "فلان" ثمال المظلوم، ومالُ السائل والمحروم؛ ومحيي العلم، ومربعُ ذويه وحامليه، ومستدعي التأليفات الرائقة فيه..."[78].

ومما يلاحظ بخصوص هذا الإهداء، عدم تصريح ابن بسام باسم المُهدى له، بل اكتفى بالإشارة إليه بكلمة "فلان". وقد علق محقق الكتاب على هذا المنحى بقوله: "لم يسمه هنا، ولعله سير بن أبي بكر الذي تولى إشبيلية في فترة تأليف الذخيرة، أو لعله أبهم اسمه ليتمكن من تقديم كتابه إلى غير واحد من أمراء عصره، فيثبت في كل نسخة اسما غير الذي أثبته في الأخرى"[79].

يبدو أن المحقق قد غالى كثيرا في تقدير سبب عدم التصريح باسم المُهدى له، إذ إنه لم يعرف عن ابن بسام أنه خدم أحدا من أمراء عصره، أو تطفل على موائدهم أسوة بمعظم زملائه من كُتَّاب العصر وأدبائه.

  1. 14 ـ دعاء الاختتام:

يرى الأستاذ عباس ارحيلة أن دعاء الاختتام "قد يرد في بداية الكتاب... وقد يرد في وسط المقدمة، ولكن الدعاء عادة ما يرتبط بنهاية المقدمة في التصانيف"[80].

فقد ورد دعاء الاختتام في نهاية مقدمة كتاب "الذخيرة" بهذه الصيغة: "وعلى الله أتوكل، وهو حسبي فيما أقول وأفعل لا إله سواه"[81].

  

د. محمد أبحير - باحث في أدب الغرب الإسلامي

..................

لائحة المصادر و المراجع :

  • الأعلام، خير الدين الزركلي ، ط5، دار العلم للملايين، بيروت، 1980 .
  • ابن بسام وكتابه الذخيرة، د. حسين خريوش، دار الفكر للنشر والتوزيع، عمان، 1984 .
  • تاريخ الفكر الأندلسي، آنخل بالنثيا ،ترجمه: حسين مؤنس، ط1، 1955 .
  • تاريخ النقد الأدبي في الأندلس ، د محمد رضوان الداية ، مؤسسة الرسالة ـ ط:2 ، 1981 .
  • ترتيب مختار الصحاح، الرازي، حققه: شهاب الدين أبي عمر، دار الفكر، بيروت، 1992 .
  • التصوير الفني للحياة الاجتماعية في الشعر الأندلسي، د. حسن أحمد النوشي ، ط1، دار الجيل، بيروت، 1992 .
  • الحضارة الأندلسية بين الخصوصية والتراث الإنساني، محمد بنعبود ، ضمن معرض مثلث الأندلس، مؤسسة التراث الأندلسي، غرناطة، 2003 ـ 2004 .
  • الخطاب المقدماتي، عبد الواحد بن ياسر ، ضمن علامات في النقد، الجزء: 47 / المجلد: 12، 2003 .
  • الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، ابن بسام الشنتريني ، حققه: إحسان عباس، ط1، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2000 .
  • فنون النثر الأدبي بالأندلس في ظل المرابطين، د. مصطفى الزباخ ، ط:1، الدار العالمية للكتاب، الدار البيضاء، الدار العالمية للطباعة والنشر، بيروت، 1987 .
  • القاموس المحيط، الفيروزآبادي، ضبطه وحققه: يرسف الشيخ محمد البقاعي، دار الفكر، بيروت .
  • لسان العرب، ابن منظور، دار الفكر/ دار صادر، بيروت
  • مدخل إلى عتبات النص ، دراسة في مقدمات النقد العربي القديم ، عبد الرزاق بلال ، افريقيا الشرق ، المغرب ، 2000 .
  • معجم الأدباء، ياقوت الحموي ، سلسلة الموسوعات العربية، مطبوعات المأمون .
  • مقاربة أولية لكيفية اشتغال المقدمة في الخطاب النقدي القديم،عبد الرزاق بلال ، ضمن جذور، الجزء: 2/المجلد: 1، 1999 .
  • مقدمة الكتاب في التراث الإسلامي وهاجس الإبداع ، د عباس ارحيلة: ، المطبعة والوراقة الوطنية ، مراكش ـ ط: 1،2003 .
  • من النص إلى العنوان، محمد بوعزة ، ضمن علامات في النقد ـ الجزء:35/ المجلد:1، ـ2004 .
  • نظرة تاريخية في حركة التأليف عند العرب في اللغة والأدب، د. أمجد الطرابلسي ، ط: 5، دار قرطبة للطباعة والنشر، الدار البيضاء، 1986 .
  • نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب، المقري: حققه: د. إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1968 .

  

 هوامش

[1]  الخطاب المقدماتي، عبد الواحد بن ياسر ، ضمن علامات في النقد، ج: 47 / مج: 12، 2003م، ص: 626.

[2]  مقاربة أولية لكيفية اشتغال المقدمة في الخطاب النقدي القديم،عبد الرزاق بلال ، ضمن جذور، ج: 2/مج: 1، 1999م، ص: 358.

[3]  لسان العرب ، 12 / 465 و468.

[4]  القاموس المحيط ، ص: 1034.

[5]  ترتيب مختار الصحاح ، ص: 632 و633.

[6]  مقاربة أولية لكيفية اشتغال المقدمة في الخطاب النقدي القديم ، ص: 358.

[7]  مدخل إلى عتبات النص ، دراسة في مقدمات النقد العربي القديم ، عبد الرزاق بلال ، افريقيا الشرق ، المغرب ، 2000 ، ص : 51 و 52

[8]  عتبات النص: البنية والدلالة، عبد الفتاح الحجمري ،  ط1، منشورات الرابطة، 1996م، ص: 40  و 41.

[9]  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب، المقري: حققه: د. إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1968م، 3 / 485.

[10]  الذخيرة ، مقدمة التحقيق، ص: 5.

[11]  معجم الأدباء، ياقوت الحموي ، سلسلة الموسوعات العربية، مطبوعات المأمون، 12 / 275.

[12]  الأعلام، خير الدين الزركلي ، ط5، دار العلم للملايين، بيروت، 1980م، 4 / 266.

[13] الأعلام ، 4 / 266.

[14]  الحضارة الأندلسية بين الخصوصية والتراث الإنساني ، ص : 45.

[15]  التصوير الفني للحياة الاجتماعية في الشعر الأندلسي، د. حسن أحمد النوشي ، ط1، دار الجيل، بيروت، 1992م، ص: 48.

[16]  ابن بسام وكتابه الذخيرة، د. حسين خريوش، دار الفكر للنشر والتوزيع، عمان، 1984م، ص: 11.

[17]  تاريخ الفكر الأندلسي: ص: 289.

[18]  الذخيرة، 1 / 119 و 120.

[19]  نفح الطيب، 3 / 458.

 [20] مقدمة الكتاب في التراث الإسلامي وهاجس الإبداع ، د عباس ارحيلة: ، المطبعة والوراقة الوطنية ، مراكش ـ ط : 1،2003، ص : 83.

[21]  الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ، 1/19.

[22]  مقدمة الكتاب، ص:101.

[23]  الذخيرة ، 1/19.

[24]  ابن بسام وكتابه الذخيرة ، ص:252.

[25]  تاريخ النقد الأدبي في الأندلس ، د محمد رضوان الداية ،  مؤسسة الرسالة ـ ط:2 ، 1981م ، ص:390.

[26]  الذخيرة ، 1/21.

[27]  من النص إلى العنوان، محمد بوعزة ، ضمن علامات في النقد ـ ج:35/ مج:1، ـ2004م ، ص:408.

[28] الذخيرة ، 1/21.

[29]  القاموس المحيط ،  ص:357.

[30]  الذخيرة  ، 1/24.

[31]  نفسه ، 1/ 24.

[32]  نفسه ، 1/ 25.

[33]  نفسه ،1 / 38.

[34]  مقدمة الكتاب ، ص : 109.

[35]  الذخيرة ، 1 / 27.

[36]  نفسه ، 1 / 29.

[37]  نفسه ، 1 / 31.

 [38] نفسه ، 1 /  32 و 33.

[39]  مقدمة الكتاب ، ص: 116.

[40]  الذخيرة ، 1 / 19

[41]  نفسه ، 1 / 20

[42]  نفسه ، 2 / 113.

[43]  تاريخ آداب العرب ، 3 / 299.

[44]  الذخيرة، مقدمة التحقيق ، ص: 7.

[45]  نفسه، ص: 9.

[46]  نفسه، ص: 8

[47]  الذخيرة، 6 / 642.

[48]   نفسه، 8 / 381.

[49] نفسه ، 1 / 24.

[50]  انظر مقدمة التحقيق ، ص: 7.

[51]  الذخيرة، 1 / 24.

[52]  نفسه، 2 / 603.

[53]  نفسه، 2 / 470.

[54] نفسه، 3 / 209.

[55]  نفسه، 3 / 115.

[56]  نفسه، 1 / 58.

[57]  مقدمة الكتاب، ص: 126.

[58]  : فنون النثر الأدبي بالأندلس في ظل المرابطين ، ص: 335.

[59]  الذخيرة، 1 / 34.

[60]  ابن بسام وكتابه الذخيرة، ص: 279.

[61]  الذخيرة، 7 / 9  و 10.

[62]  نفسه  ، 1 / 20.

[63]  نفسه، 1 / 23 و 24.

[64]  نفسه، 1 / 20.

[65]  انظر: نظرة تاريخية في حركة التأليف عند العرب في اللغة والأدب، د. أمجد الطرابلسي ، ط5، دار قرطبة للطباعة والنشر، الدار البيضاء، 1986م، ص: 119 و 200.

[66]  تاريخ النقد الأدبي في الأندلس، ص: 372.

[67]  الذخيرة، 1 / 23.

[68]  الذخيرة، 1 / 19.

[69]  نفسه، 1 / 19 و20.

[70] الذخيرة، 1 / 22 ، 23.

[71]  نفسه، 1 / 24.

[72]  نفسه، 1 / 22.

[73]  نفسه، 1 / 22.

[74]  مقاربة أولية لكيفية اشتغال المقدمة في الخطاب النقدي القديم، ص: 364.

[75]  انظر: مقدمة الكتاب ، ص: 155 وما بعدها.

[76]  الذخيرة، 1 / 22.

[77]  نفسه، 1 / 23.

[78]  نفسه، 1 / 25 و 26.

[79]  نفسه، 1 / 26، الهامش رقم: 2.

[80]  مقدمة الكتاب ، ص : 113.

[81]  الذخيرة ، 1 / 35.

 

 

في المثقف اليوم