دراسات وبحوث

سارة حسين ابوالنجا: أثر سينكا الرواقي في فلسفة القديس ألبرت الكبير

مقدمة: مذهب الرواقية الفلسفي الهلنستي أنشائه الفيلسوف اليوناني زينون السيشومي في أثينا ببدايات القرن الثالث قبل الميلاد التي تندرج الرواقية تحت فلسفة الأخلاقيات الشخصية التي تستمد من نظامها المنطقي وتأملاتها على الطبيعة وفقاً لتعاليمها، فإن الطريق إلى السعادة أو الراحة الدائمة يكون بتقبل الحاضر، وكبح النفس من الانقياد للذة أو الخوف من الألم، عبر مشورة العقل لفهم العالم وفعل ما تقتضيه الطبيعة. عرف الرواقيون لتعاليم مثل «الفضيلة هي الخير الوحيد»، وأن بقيةَ الأشياء الخارجية كالصحة، الثراء، واللذة ليست شراً أو خيراً في حد ذاتها، لكنها تحمل قيمة بصفتها «مادة يسع للفضيلة أن تستعملها» فلقد انقسم تاريخ الرواقية بذاته إلى فترتين: الفترة الأولى كان مركزها في اليونان، وجزء ضئيل في آسيا، والفترة الثانية في روما. فقد كانت ظروف الحياة في الرواقية الرومانية سبباً في أن تتخذ الرواقية شكلاً خاصاً فالرواقية الرومانية لها سماتها الخاصة فإن أعظم ثلاث رواقيين في الإمبراطورية الرومانية هم: سينيكا، وإبكتيتوس، وماركوس أوريليوس، بل ربما أعظم من المؤسسين لهذه المدرسة، وذلك لأن تعاليمهم صادفت تطور عام في الفكر ووصلت إلينا بشكل كامل، فأخذت المسيحية من الرواقية العديد من الأفكار الأساسية بحيث صبغت فلسفتها بألوان مبادئ رواقية حتى تكون ملائمة للحياة الاجتماعية وطبيعة هذه العقيدة

فكان الرواقيون الأوائل، وخاصة كريسيبيس، مغرمين بالمنطق، والفلسفة الطبيعية وكذلك بالأخلاقيات. وشدد الرواقيون المتأخرون ـ خاصة سنيكا وماركوس أُوريليوس وأبيكتيتوس ـ على الأخلاقيات.3774 سينيكا

* سيِنـيكا (4 ق.م. - 65 م)

عرف لوقيوس أنـّايوس سينيكا Lucius Annaeus Seneca أو سـينـيكا الأصغر (Seneca the Younger)؛ ويعرف عادةً بإسم "سـينـيكا"(Seneca) فكان فيلسوفاً رواقياً رومانياً ورجل دولة وكَاتب أبوه كان سنكا الأكبر، وشقيقه الأكبر كان لوقيوس يونيوس گاليو أنايانوس، وابن عمه الشاعر لوكان. وفي 41 م، نـُفي سينيكا إلى جزيرة كورسيكا في عهد الامبراطور كلاوديوس، ولكن سمح له بالعودة في 49م ليصبح مُعلماً لـ نيرون. وحين أصبح نيرون امبراطوراً في 54م، أصبح سنيكا مستشاره، ومع القائد الپريتوري سكستوس أفرانيوس بوروس، أدار حكومة فكفوءة لأول خمس سنوات من عهد نيرون.ثم تراجع تأثير سنيكا على نيرون مع مرور الوقت، وفي سنة 65 م أجبر نيرون سنيكا على قتل نفسه بتهمة التواطؤ في المؤامرة الپيسونية لاغتيال نيرون، وكان في الأغلب بريئاً منها. انتحاره المتأمل والهادئ أصبح موضوع العديد من اللوحات

اعتنق سينيكا مذهب وحدة الوجود لدى الرواقيين، فاعتبر العالم كلاً مادياً وعقلياً واحداً، وأوضح بصورة أساسية المشكلات الأخلاقية التي إذا ما عولجت على نحو سليم تمكن الإنسان من بلوغ السعادة والأمن والخير، لهذا كان سينيكا يدعو إلى الأخوة والمحبة بين الناس، فاشتهرت مقولته «كن محبوباً من الجميع حياً ومأسوفاً عليه ميتاً». وكان يحارب أيضاً الانفعالات ويدعو إلى لغة العقل المتزن، فالرجل الحكيم هو الذي يسمو على الغضب متجاوزاً تجارب الحياة القاسية. ولم يهتم سينيكا بالميتافيزيقا، وفصلها عن ميدان الأخلاق، فاتجه إلى الناحية العملية، أي الحكمة العملية للحياة، وانصرف نهائياً عن الأسس النظرية الأولى التي قامت عليها الأخلاق الرواقية، فاهتم بالحياة الشعبية، لأنه وجد فيها ما يلائم مزاجه وطبيعته الخاصة. ورأيه في الإلهيات لا يعدو الإرشاد الخلقي: «أتريد أن تكون عند الله محبوباً؟ كن صالحاً إذن، وإذا أردت التعبد له فشابهه، فليست العبادة في تقديم الأضاحي بل في الإرادة الورعة المستقيمة». وهذا الورع الرواقي الذي كان يسكن قلبه في حضرة إله بارٍ بخلائقه، الله الشاهد الداخلي على أفعالنا، قد صرفه تماماً عن دراسة طبيعته وصلته بالعالم. وحتى الأصل الإلهي للنفس البشرية، تلك الشذرة التي نزلت من السماء لتسكن في الجسم، هي عنده مادة للإرشاد الأخلاقي، لهذا لم يبحث في ماهية النفس، بل سعى إلى رسم تلك الصورة المتعددة الألوان والأشكال للرذائل أو الشرور الخلقية بغية معالجتها والقضاء عليها وتقويم السلوك الإنساني

لذلك كانت التأثيرات للرواقيين أن كل هذا تحدث من خلال التلاقي الجسدي؛ فكل صورة من صورة السببية تختزل إلى العلة الفعالة، والتي تتضمن إتصال الحركة من جسم أحدهم إلى الآخر. ما يوجد فقط هو الجسد، أدرك الرواقيون وجود أشياء غير مادية مثل المكان والزمان والفراغ، لكن على الرغم من حقيقتها، فإنها لا توجد ويقال ببقائها. كانت الرواقية مادية بشكل كامل؛ وتستكشف الإجابات على الميتافيزيقا من علم الطبيعة؛ وخصوصًا مشكلة علل الأشياء التي روجت لها نظرية المُثُل الأفلاطونية والصورة التأسيسية المشائية بوصفها حل من الحلول .

حيث كانت الرواقية فلسفة حلولية أو مرتبطة بوحدة الوجود. فيتميز الكون بأنه فعّال ومانح للحياة وعقلاني وابداعي فهو كيان يدعم نفسه بنفسه، ويحتوي بداخله على كل ما يحتاجه، وتعتمد كل الأجزاء على التبادل المشترك مع بعضها البعض، فكانت الفلسفة الرواقية لدى الرومان في مستوى أرقى من الإغريق، ولم تكن مجرد فلسفة بل غدت دينًا اعترف بإله واحد، روح إلهي، منه تصدر كل الأشياء، وإليه مصيرها.. وتؤمن الرواقية أن بكل إنسان شعاعة من الطبيعة الإلهية. ومهمة الإنسان أن يصون هذه الشعاعة، ويضرم نارها لتبقى مشتعلة منيرة.. وتؤمن أن أعظم هبه وهبها الإنسان هي العقل ومن ثم فإنه يحق للبشر أن يكونوا أبناء الله.. وقد ألهبت هذه الفكرة نفوس الرواقيين، وأمدتهم بعزاء وهدى في حياتهم اليومية.

وكانت الرواقية عقيدة الأقوياء وأصفياء النفوس، الذين مالوا بطبعهم إلى الخير، وإلى كل المعنويات الطيبة الجميلة، كما أكدت كثيرًا على ضبط النفس وترويضها وتنمية الحياة الداخلية، أو الحياة المتناسقة كما يدعوها فيلسوفهم الأول زينون.. ولعل نواحي السمو في فلسفتهم ترجع إلى أن الفكرة المحورية عندهم هي الحياة بمقتضى الطبيعة والطبيعة في اعتقادهم هي "اللوغس" أو العقل الكوني وفي رأيهم أن العقل الإنساني ليس سوى جزء من هذا العقل الكوني..

لقد جاء أولئك المفكرون بأفضل ما لديهم، لكن لم تخرج جهودهم عن نطاق التفكير النظري، ولم تقو نظرياتهم على مغالبة الحياة وعثراتها وثمة أمر هام يجب الإشارة إليه، وهو أن الفلسفة لم تكن يومًا لعامة الناس، الذين لم تقو مداركهم العقلية على تفهمها.. وهكذا فشلت نظريات أولئك الفلاسفة المفكرون عن امتلاك عامة الناس، ولم تمس إلا عقول المفكرين والمثقفين وحدهم. هكذا وجدت المسيحية تربة حقل العالم مستعدة، لتزرع فيها زرعها الجيد، فأتى بثمر كثير.

فالشعور بالإثم والبؤس كطابع مميز للصفات الإنسانية وهو الذي جعل بسنيكا يحلق في سماء المبالغة في تقدير القيمة ومن أهم المؤثرات الرواقية على المسيحية هي القول" بأن المعنوية لصفتي "الرقة والعطف وهما من الفضائل التي تتسم بها الفلسفة الرواقية كما اتخذت أبوة الله والأخوة الناس ومن معاني المحبة التي تحكم في الجنس البشري كله هي نفس المعاني تمثلت في تعاليم المسيحية كالرحمة والترفق، الخير وحسن الرواقية والأخلاق المسيحية"، فالمسيحية كذلك تدعو إلى المعاملة، وسعة الصدر، وحب الناس، ارتفعت هذه الفضائل إلى ضرورة التجرد من الغرائز وكبح جماح اللذة والرغبات، حتى تبلغ مكان الصدارة كما استنكرت الكراهية الغضب والعنف في معاملة التابعين أوأقل منزلة.

ولقد اقتبس الفلاسفة المسيحيون من الرواقية الكثير من القيم الروحية التي تنطوي عقيدة دينية كالتالي دعا إليها ماركوس أوريليوس بإطالة التأمل في الحياة الروحية فالجسد ليس إلا قيد للروح وظلماتها لذا يتعين على الروح أن تكافح عبء الجسد وكان هذا المفهوم في الحق هو طابع المجتمع الوثني الذي نشأت المسيحية .

حيث نجد النزعة الرواقية داخل الفلسفة المسيحية وحضور مختلف إشكاليات اليونان من المنطق والمعرفة والأخلاق ونظريات في السياسة داخل الفلسفة المسيحية رغم تباين آراء الفلاسفة بين مؤيد ومنقذ للفلسفة اليونانية، وهذا ما يعكس أن الإيمان المسيحي لم يتحرر من مختلف التأثيراث الهلينية للفلسفة اليونانية فكانت تأثيرات الثقافة الهلينية تدفع الإيمان في إتجاهين مختلفين، وهما إكتمال تحول المسيحية إلى فلسفة إلهامية وثانيها هو إزدهار الغنوصية (نَزعة فكرية ترمي إلى مزج الفلسفة بالدِين)، فإن فكرة سينيكا عن الحالة الطبيعية قد وجدت لنفسها وبين صدى عند رجال الديانة المسيحية، فيستدل على الإيمان في طهر الحياة البدائية من قصة الخطيئة الإنسانية وهبوط الإنسان الأول إلى الأرض لذلك فضت أحاديث المسيحيين عن الزهد وإقران الفقر بالعفة وقد اعتبر الفقر أكثر مكانة من الثروة من الناحية المعنوية وأن حياة الرهبة أفضل من الحياة الدنيوية" فكان القديس ألبرت يردد قول سنيكا: « لا من يقول بل ما يقول أعقل» ويعلن أن من العار إبداء رأي في الفلسفة دون دعمه بالدليل3775 البيرتوس ماغنوس

* القديس ألبرت الأكبر (١٢٠٦ – ١٢٨٠م)

ألبيرتوس ماغنوس باللاتينية: (Albertus Magnus) لاونغن، حوالي عام 1200 - كولونيا، 15 نوفمبر 1280)، معروف أيضا باسم القديس ألبيرت الكبير، وهو كاهن وراهب دومينيكي حقق الشهرة لمعرفته الشاملة ودعوته للتعايش السلمي بين العلم والدين. يعتبر أعظم لاهوتي وفيلسوف ألماني من العصور الوسطى. كان أول من بين دارسي القرون الوسطى الذي طبـّق فلسفة أرسطو في الفكر المسيحي. كرمته الكنيسة الكاثوليكية بصفة دكتور الكنيسة واحداً من 33 شخصاً فقط الذين نالوا هذا التكريم. من إنجازاته في الكيمياء اكتشاف عنصر الزرنيخ. كان ذلك عام 1250م.

ففي الوقت الذي ألفت فيه لجنة لتهذيب كتب أرسطو، ولم تؤد اللجنة مهمتها كان ألبرت يتطلع بتلك المهمة وحده وهو على بينة من غرضه وأهميته البالغة، فقد كان أول من عرف للأرسطوطالية مزاياها، وأول من عرضها للغربيين، وأول من ساهم في العلوم مساهمة أصيلة، ولد في بافاريا، ولما بلغ السادسة عشرة قصد إلى إيطاليا، حيث اختلف إلى جامعة بولونيا، فإلى جامعة بادوفا. وفي هذه المدينة دخل رهبنة الدومنيكيين، وعكف على العلم، وبعد خمس سنين أخذ في التعليم متنقلا بين الرهبنة وفي ١٢٤٠ أرسل إلى باريس، فحصل بها بعد خمس سنين على لقب أستاذ في اللاهوت، وشرع يعلم بجامعتها على أساس كتب أرسطو، وكانت ما تزال محرمة رسميًّا، فكان عمله جريئًا، ولكنه كان عملا ضروريًا لشدة الحاجة إليه حينذاك، فأصاب نجاحًا عظيمًا وفاز بشهرة أوروبية، ولما توفي كانت كتبه تقرأ وتشرح وتذكر صراحة في معرض الاستشهاد إلى جانب كتب أرسطو وابن سينا وابن رشد، بالرغم مما كان يقضي به العرف من عدم ذكر المعاصرين في الكتب العلمية، ولم يمض على وفاته ربع قرن حتى كان يلقب بالأكبر. تتوزع كتبه إلى طوائف ثلاث: لاهوتية وفلسفية وعلمية، أما الكتب اللاهوتية فأهمهما شرح على كتاب الأحكام شرح على كتب العهدين القديم والجديد، «مجموعة في المخلوقات» و«مجموعة لاهوتية»، شروح ديونيسيوس، وأما الكتب الفلسفية فهي شروح على أرسطو المنطق الطبيعيات ما بعد الطبيعة.

وقد عرض آراء أرسطو عرضًا أمينًا دقيقًا، وجاء عرضه عبارة عن تمثيل وتكميل على طريقة ابن سينا في كتاب الشفاء، لا شرحًا حرفيًّا على طريقة ابن رشد، وكان أوسع منها حرية بإزائه، وقد قال في مفتتح الطبيعيات: «من يعتقد أن أرسطو إله يعتقد بالضرورة أنه لم يخطئ، أما من يعتقد أنه إنسان فهو يعتقد من غير شك أنه قد يكون أخطأ مثلما نخطئ نحن»، ودل في نفس الموضوع على منهجه، قال: «غرضنا أن نرضي رهباننا بقدر استطاعتنا وهم يطلبون إلينا منذ سنوات أن نضع لهم كتابا في الطبيعة يجدون فيه دراسة وافية للعلوم الطبيعية ويعطيهم مفتاحا لفهم كتب أرسطو، أما طريقتنا فهي أننا سنتبع ترتيب كتب أرسطو وآراءه، ونقول كل ما يبدو لنا ضروريًا لتفسيرها والتدليل عليها، ولكن دون إيراد أقواله، ثم نستطرد لتوضيح الشكوك، وتفصيل ما أجمله الفيلسوف فأغمض فكره على كثيرين، وسنبين في عناوين الفصول إن كان الفصل وارداً في كتب أرسطو أو كان استطرادًا منا، ونحن إذ نتبع هذه الطريقة نصنف كتبًا بعدد كتب أرسطو وبنفس أسمائها، ونضيف أجزاء إلى الكتب التي تركها ناقصة، ونضيف كتبًا برأسها لم يدونها أو دونها ولم تصل إلينا»، هذه الطريقة تبين عن غرض أساسي هو الاستفادة من أرسطو مع رده إلى حكم العقل، وتكميله بمكتشفات العلم، فهي تدل على محاولة لوضع مذهب، لذا كان تلاميذه ومعاصروه يعتبرونه فيلسوفا أصيلا لا مجرد شارح.

فإن الفلسفة هي التى تلتزم بالتدقيق، فيضيق مجال التدليل العقلي في اللاهوت عما هو عند الأوغسطينيين، أما في سائر العلوم فالمرجع إلى العقل،، فالفيثاغوريون وحدهم اتبعوا رأي زعيمهم في كل شيء، أما الباقي فيقبلون الآراء من أي جهة جاءت بشرط أن تحمل معها أدلتها.» وإذا أردنا تلخيص آرائه في المسائل الرئيسية بدأنا بمسألة الله، فقلنا: إنه في مؤلفاته الأولى يشرح ويفسر وجود الله أكثر مما يبرهن عليه، تمشيا مع الأوغسطينية.

ففي شرحه على قول ديونيسيوس: إن الله مجهول نراه كأنه يسبق كانط إلى أن الحكم بوجود الله، أي ذات لا متناهية ابتداء من المعلومات المتناهية، خروج بمبدأ العلية إلى أبعد مما ينبغي إذ إن هذا المبدأ لا يتطلب سوى علة متناسبة مع المعلول، وليس بين الله والعالم تناسب، ولكنه بعد أن تحول إلى أرسطو، لم يعتبر وجود الله بينا بذاته كما يعتبره الأوغسطينيون، ولم ير إمكان استنباطه من فكرة الله كما يستنبطه أنسلم، وإنما قال بوجوب البرهنة عليه، وعاد إلى الإشكال المتقدم فحله على النحو التالي: إننا أولا نصل إلى علة أولى بناء على استحالة التسلسل إلى غير نهاية وبعد ذلك يلزم لدينا من كونها العلة الأولى أنها غير متناسبة مع العالم بالضرورة؛ لأنها إن كانت متناسبة معه كانت متناهية مثله، فلم تكن أولى بل افتقرت إلى علة، وعدنا إلى التسلسل وهو مستحيل مبدأ العليَّة، ويستعيض ألبرت عن وصف الله بأنه المحرك الأول، وهذه صفة تدل بموجب على الفعل فقط، بقوله إنه الموجود اللامتناهي، وهذه صفة دالة على الذات الإلهية

يوفق ألبرت المعرفة بين أوغسطين وأفلاطون وأرسطو فيقول: إن الكليات موجودة في الذات الإلهية، وتشع عنها فتوجد خالصة، وتتحقق في الأفراد، ويجردها العقل الإنساني، وهو يدعو كل معرفة تجريدًا، حتى المعرفة الحسية على اعتبار أن الحس يدرك موضوعه منفصلا أو مجردًا عن سائر كيفيات الشيء، وسنصادف هذا المعنى عند الحسيين المحدثين يحاولون أن يردوا إليه التجريد العقلي، على أن التجريد الأكمل عند ألبرت هو هذا التجريد العقلي الذي يستخلص الماهية من علائقها المادية، وهذا التجريد يستلزم عقلا فعالا، وجميع المعارف العقلية مستمدة من الإحساس، ما خلا المبادئ الأولية، كمبدأ عدم التناقض، فإنها وإن كانت حدودها مجردة من الإحساس، إلا أن معانيها غريزية في النفس أو مدركة في النور الإلهي كما يقول أوغسطين، ولكل نفس إنسانية عقلها الفعال، وعقلها المنفعل.

حيث جعل أرسطو الفضيلة أكبر شيء قيمة، ولكنه مع هذا جعل للمال والظروف والأشياء التي حولنا قيمة في الحياة، أما الرواقيون فقالوا: لا خير في الوجود إلا الفضيلة، ولا شر إلا الرذيلة، وما عداهما فشيء تافه لا قيمة له، فالفقر والمرض والألم والموت ليست شرورًا، والغنى والصحة واللذة والحياة ليست طيبات، فإذا انتحر الإنسان وأعدم حياته لم يعدم شيئًا ذا قيمة، واللذة ليست ذات قيمة، وعلى الإنسان ألا يبحث عن اللذة، فالسعادة الحقة في الفضيلة، والإنسان يجب أن يكون فاضلًا لا للذة ولكن لأنه الواجب، وليس هناك درجات للفضائل ولا للرذائل، فكل الفضائل خير ومتساوية في الخير، وكذلك الرذائل.

فإن التعامل مع الأفكار الرواقية، في سياق العقيدة الأرثوذكسية المسيحية، يتطلب الدقة. بينما تم الاتفاق، بين الجميع تقريبا، على أن الله ليس وجودا ماديا، فإن حالة النفس البشرية كانت موضوعا أكثر إثارة للجدل. وبشكل عام، تطورت الأرثوذكسية بعيداً عن الأنثروبولوجيا المادية، بالشكل الذي نجده في كتابات ترتليان، إلى المفهوم اللامادي للروح، التي يعتبرها المسيحيون المعاصرون أمراً مفروغاً منه لقد شعر مسيحيون القرون الوسطى بضرورة رفض ما أسموه القدرية الرواقية، أما مفاهيم مثل الضمير، والقانون الطبيعي، فكانت لها صلات واضحة بالفكر الرواقي. فأثرت الفكر الرواقي ـ مع منافاة مبادئها للعقائد المسيحية ـ على مفكري اللاهوت المسيحيين لما جاءت به من تفصيل القول في الفضائل والرذائل، وفي صفات الله، وفي العناية الإلهية، فلقد كان لهذه الأفكار صدى في الفكر المسيحي المتأخر خاصة حول الفضيلة والرذيلة والخطايا، والفضائل الكبرى، فالمعرفة بالنسبة للرواقين ومن بعدهم المسيحيين خير خالص والخير يمكن أن يكون أيضا جمالا وعدلا وشجاعة وحكمة أثر الرواقية على المسيحية ومن أهم المؤثرات الرواقية على المسيحية هي القول" بأن حياة الفضيلة هي حياة التأمل والتأني والانسجام مع النفس وتجنب اللذة في طريق كبح جماع الرغبات غير الطبيعية وغير الضرورية وعراقية الخطيئة فهذه المفاهيم في الجوهر والمنهج بين الأخلاق الرواقية فالمسيحية كذلك تدعو إلى ضرورة التجرد "والأخلاق المسيحية"، من الغرائز وكبح جماح اللذة والرغبات، حتى تبلغ السعادة او الفضيلة "كما تتطابق الرواقية والمسيحية من زاوية اجتماعية، ذلك أن تعاليم الرواقية تؤكد على ضرورة التعايش مع الآخر وأن الواجب الاجتماعي يعد أشرف وأهم الواجبات أو الوظائف الفردية، لأن الإنسان لا يحيا مستقلا عن الآخرين أو بمعزل عنهم فالأخلاق الفردية في الرواقية هي بطبيعة الحال اجتماعية،،إذ يكتفيان لبلوغ بالعيش وفقا للطبيعة والعقل" أي العيش وفقا للطبيعة (السعادة (يعني العيش في صداقة مع الإله أووفق لإرادة الإله عند المسيحي، كان للنزعة الإنسانية التي تميز الفلسفة الرواقية وخاصة المتأخرة تواجدا قويا في الفكر المسيحي وهذا بالسمو بالقيم الأخلاقية وخلق رابطة اجتماعية قوية توثق العلاقات بين الفئات الاجتماعية المختلفة بحيث استحوذت على المسيحية فكرة تأصيل الإثم في الطبيعة الإنسانية ولا مفر للإنسان إلا بالفضيلة لتحقيق الخلاص.

فإن الاهتمام الأكاديمي بالمذهب الرواقي، في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين، قابله الاهتمام بالجوانب العلاجية لطريقة الحياة الرواقية، من قبل غير المتخصصين في تاريخ الفلسفة.

إشكاليات الدراسة:

تتفرع عن هذا التساؤل عدة اسئلة فرعية منها:

- ما الهدف المشترك بين الرواقية والمسيحية؟

- هل لها أهمية في نظرية المعرفة بين سينيكا والقديس ألبرت ؟

- ما مدى تأثير الفكر الرواقي في المسيحية عند القديس ألبرت؟

- هل المعرفة تتأثر بالطبيعة عند كلا من الرواقية والقديسين؟

- ما علاقة الفكرة الالهية بالنفس الانساني وعلاقة الاخلاق الانسانية بالقيم الالهية؟

- هل الفكر الالهية مادية ام معنوية في الطبيعة عند سينيكا والقديس ألبرت؟

- ما أوجه الأختلاف في الفكر الفلسفي عند سينيكا والقديس ألبرت؟وما أوجه التشابهة بينهما؟

- ما العلاقة بين الوجود والمنطق والاخلاق عند سينيكا والقديس ألبرت ؟

أهداف الدراسة:

تستهدف الدراسة مجموعة من الأهداف على رأسها:

- عرض تصورات الفلسفة بين سينيكا والقديس ألبرت الكبير.

- رصد لأسس مبادئ الفكر عند الرواقية والفكر المسيحي.

- تناول علاقة الخير بالطبيعة .

- بيان فكرة الاخلاق والدين .

- شرح اثر الفلسفة عند سينيكا والقديس ألبرت في العصور المتأخرة .

- تأثير الفكرة الرواقية على الدين المسيحي.

مفهوم الدراسات السابقة:

هناك العديد من الدراسات الفلسفية التي تناولت دراسة الرواقية وشرح العصور الوسطى بالعرض والتفصيل كمعرفة يسعى إليها البشرية والتي سوف استفيد منها في اعداد رسالة الدكتوراه ولعل من أبرز هذه الدراسات:

1. لوكيوسانايوس سينيكا: في محاورات السعادة والشقاء(2019) ترجمة د|حمادة احمد علي، والتي كانت فكرة سينيكا (عن مشهد يستحق النظر إليه وهو يتفقد المخلوقات) فأصبحت موضوعاً في خطاب التشاؤم المسيحي وربما يكون تأثير سينيكا أكثر واقعية علي التأثير المسيحي فكان يفسر لنا العناصر الطبيعي(الماء والهواء والنار والتراب) بصورة مختلفة للرب.

2. أ.د. شرف الدين عبدالحميد (2015) مدارس الفلسفة اليونانية في العصر الهللينستي، والذي يفسر لنا أن الإنسان عند الفلاسفة الرواقية جزء من الكون وهو لذلك منوط بمهمة يؤديها فيه وكل فرد في هذه الدنيا أشبه بضيف في مأدبة، فيعلن الرواقيون ان هناك ثلاثة أنواع من الحياة هي: الحياة التأملية والحياة العملية، والحياة العقلانية .

3. ماركوس اوريليوس (2017)، التأملات: ترجمة عادل مصطفى، والذي عرض لنا مفهوم الفلسفة عند سينيكا: "الفلسفة تُشكِّل النفس وتُشيدها، وتنظم الحياة وتُرشد السلوك، وتبين ما يجب فعله وما يجب تركه، وتجلس على دفَّة القيادة وتهدي مسارنا ونحن نتأرجح وسط السكينة"

4. أ.د.عصمت نصار: (2008) فلسفة اللاهوت المسيحي، والتي هدفت إلي أوجه التشابة والمتبادلة بين سينكا والقديس بولس بالمفعمة بالإحترام المتبادل بينهما واتفاقهما على العديد من الفضائل الأخلاقية وعلى رأسهم التسامح مع كافة البشر وجعل المحبة دواء للبغض والعداوة.

5. يوسف كرم (2012) تاريخ الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط: يوضح ألبرت في شرحه على كتاب العلل يقول: إن الله أوجد «العقل» أو المعلول الأول بفعل خالق (يسميه صدورًا وانبثاقًا، ولكنه يريد به غير ما يريد الأفلاطونيون وأتباعهم) وأن العقل عاون الله في إيجاد سائر العقول المفارقة والنفس العالية والجواهر الجسمية، وفي شرحه على طبيعيات أرسطو يقرر أن السموات صدرت عن الله رأسًا باختيار إرادته.

6. أ.د. عبد الرحمن بدوي (1984) كتاب موسوعة الفلسفة والذي يعرض لنا ألبرت الكبير الربط بين العلة الأولى (الله) و بين النفس الإنسانية إذ هي صورة له لان النفس الإنسانية ليست مجرد صورة لجسم بل هي جوهر روحي.

7. د. زينب الخضيري (2008)أثر ابن رشد في العصور الوسطى، أول من أراد استيعاب ارسطو في علم اللاهوت المسيحي هو القديس ألبرت وتأثر به، حيث نفى البرت تفسير ابن رشد وابن سينا. كما استقرت الباحثة في دراسة الفلسفة عند توما الأكويني فترى انه مكمل لألبرت الكبير.

أهمية الدراسة:

تكمن أهمية هذه الدراسة- في علم الباحثة - في أنه هناك العديد من الدراسات والكتب والأبحاث التي تناولت تصورات الفلاسفة الرواقية حول الطبيعة والمعرفة، والأخلاق والمنطق والتي لا يسعنا المجال هنا لنذكرها على سبيل، إلا أن هذه الدراسة تعد أول دراسة متخصصة تتناول بالتحليل والمقارنة والتعليق في نظريات اللاهوتية عند سينيكا والقديس ألبرت الكبير.

***

إعداد: سارة حسين كامل ابو النجا

..........................

قائمة المصادر والمراجع

أولا: المصادر

أ. المصادر المترجمة إلي العربية:-

- لوكيوس أنايوس سينيكا: مسائل طبيعية ترجمة د| حمادة أحمد علي، دار رؤية للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى القاهرة ۲۰۲۱م.

- ديوجينس اللائرتي:- حياة مشاهير الفلاسفة)المجلد الثالث)، ترجمة امام عبد الفتاح امام، المركز القومي للترجمة، القاهرة 2014، م .

- لوكيوس أنايوس سينيكا: محاورات السعادة والشقاء ترجمة حمادة أحمد علي، دار آفاق للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى القاهرة ٢٠١٩م

- افلاطون(محاور افلاطون)، ترجمة: د . زكي نيجيب محمود، المؤسسة المصرية، القاهرة، 2001م

- اوغسطين: الاعترافات، ترجمة الخوري يوحن الحلو، دار المشرق، الطبعة الرابعة، بيروت، لبنان، 1991م

- اوغسطين:تعليم المبتدئيين اصول الدين المسيحي،ترجمة الخوري يوحنا الحلو، دار المشرق،بيروت، لبنان، 2007م

- اوغسطين: خواطر في الحياة الروحية، ترجمة الخوري يوحنا الحلو، دار المشرق، الطبعة السابعة،بيروت، لبنان، 2004م

- ------:محاور الذات، ترجمة الخوري يوحنا الحلو، دار المشرق، الطبعة السابعة،بيروت، لبنان،2005م

- ------:مدينة الله، المجلد الأول، ترجمة الخوري يوحنا الحلو، دار المشرق، الطبعة السابعة،بيروت، لبنان،2006م

- -----: مدينة الله، المجلد الثاني، ط 2، ترجمة الخوري يوحنا الحلو، دار المشرق، الطبعة السابعة،بيروت، لبنان،2007م

ب - المصادر المترجمة للإنجليزية:

- Plato: Apology، English translation in " Great Books of the western world "، university of Chicago، 1988.

- --------: Meno، Eng.trns. by: Jowett، in " Great Books of the western world "، university of Chicago، 1988 .

- --------: Phaedrus، in " Great Books of the western world "، Eng.trans.by: B. Jowett، university of Chicago، 1988.

- ---------: Phaedo، English translation in " Great Books of the western world "، university of Chicago، 1988.

- ---------: Protagoras، Eng. trans. by: W.K.C. Guthrie، Penguin Books، New York، U.S.A، 1977.

- ---------: Theaeteus، trans.by: F.M. Cornford، in " Plat،s theory of knowledge "، Routledge α Kegan Paul Ltd.، London، 1973.

- ----------: The Symposium، Trans. with by: R. E.Allen، Volume 11، Yale University Press، New Haven and London، w.d

- Augustine: confessions،trans by، A.C،outler Harry planting a publisher، texas،ND

- --------:on Christian doctrine – in four books، trans by،Emmalon Davis، Christian classics Fthereal library، Grand Rapids، ND

- ----------: on nature and Grace، Trans by Peter Holmes in the anti – pelagian works of saint Augustine،vol، 1، Edinburgh، 1872.

- ----------: on the free choice of the will،on grace and free choice and other writings Trans by Peter King، combridge university press، New York، 2010.

- ----------: the Anti-pelagian works of saint Augustine، vol،1، trans by peter holmes، Murry and Gibb، London، 1872.

ثانيا: أ-المراجع العربية

1. إتين جلسون: روح الفلسفة المسيحية في العصر الوسيط – ترجمة أ.د/ إمام عبد الفتاح إمام– نشر مكتبة مدبولي– ط3 - جامعة الكويت، القاهرة، 1996م

2. أ.د. شرف الدين عبد الحميد امين (الفلسفة اليونانية في العصر الذهبي) سقراط أفلاطون – ارسطو)جامعة سوهاج – 2012م

3. يوسف كرم (تاريخ الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط)– مكتبة الأسرة 0 القاهرة – 2017م

4. ألفرد إدوارد تايلور:- أرسطو، ترجمة: عزت قرني، دار الطليعة، بيروت، 1992م.

5. =====: سقراط، ترجمة: محمد بكير خليل، مراجعة: ذكي نجيب محمود، مكتبة نهضة مصر، القاهرة، 1962م.

6. إمام عبد الفتاح إمام:-الأخلاق..والسياسة (دراسة في فلسفة الحكم)، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2002م.

7. أميرة حلمى مطر:- الفلسفة اليونانية تاريخها ومشكلاتها،دار قباء للطباعة والنـشر والتوزيع، القاهرة، ١٩٩٨م.

8. =======:- الفلسفة عند اليونان، الجزء الأول، دار الثقافة للنشر والتوزيـع، القاهرة، ١٩٨٦.

9. إميل برهيبه: الفلسفة الهللينستية والرومانية، ترجمـة: جـورج طرابيـشي، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، د. ت.

10. =======:- تاريخ الفلسفة (الجزء الأول)، الفلسفة اليونانية، الطبعة الثانية، ترجمـة: جـورج طرابيـشي، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت،1987م.

11. أنجلو شيكوني: (أفلاطون والفضيلة)،ترجمة منير سبغيني،دار الجيل، بيروت لبنان، 1986م .

12. أولف جيجن:المشكلات الكبرى فى الفلسفة اليونانية، ترجمه: عزت قرنى .مكتبة سعيد رأفت، القاهرة، دون تاريخ.

13. برتراند راسل: تاريخ الفلسفة الغربية (الكتاب الثالث) الفلسفة الحديثة، ترجمة محمد فتحي الشنيطي،الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة،1977م .

14. بيار بويانسي: أبيقورس،تعريب بشارة صارجي،المؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت،1980م .

15. توفيق الطويل: فلسفة الأخلاق، نشأتها وتطورها، دار النهضة العربية، القاهرة، 1979.

16. ======: مذهب المنفعة العامة في فلسفة الأخلاق، الطبعة الاولى،القاهرة، 1953م.

17. جعفر آل ياسين:- فلاسفة يونانيون (العصر الأول)، مطبعـة الارشـاد، بغـداد، ١٩٧١م.

18. حسن حنفي حسین: نماذج من الفلسفة المسیحیة في العصر الو سیط (أوغسطین .أنسلم . توما الاكویني) المكتبة الأنجلو مصریة . ط2 .القاهرة 1978 م.

19. جاریث_ب_.ماثیوز: أوغسطین .تر: أیمن فؤاد زهري - المركز القومي للترجمة،ط1 القاهرة،مصر.2013م .

20. زینب محمود الخضیري: لاهوت التاریخ عند القدیس أوغسطین - دار قباء . القاهرة.1997م.

21. عبد الرحمن بدوي: فلسفة العصور الوسطى، وكالة المطبوعات، دار القلم . ط3،الكویت، بیروت، 1979م

22. جيمس فينكيان اليسوعي:- افلاطون (سيرته، آثاره، مذهبه الفلسفي)، دار الشرق، بيروت، 1991م.

23. جيهان نور الدين محمد المقدم: (الجانب الاخلاقي عند افلاطون)،العدد الثامن،دار الكتب المصرية،الجزء الثاني، 2018م .

24. علي زیغور:أوغسطینوس مع مقدمات في العقیدة المسیحیة والفلسفة الوسیطیة، دار إقرأ، ط1 . بیروت،1983م

25. علي عبود المحمداوي (وأخ)، فلسفة التاریخ (جدل البدایة والنهایة والعود الدائم) دار الروافد للنشر والتوزیع، ط1،بیروت،2012م.

26. كامل محمد محمد عویضة:.الفلسفة المسیحیة في العصور الوسطى .، دار الكتب العلمیة ط1،بیروت، لبنان،1993م.

27. حربي عباس عطيتو: المدارس الفلسفية المتاخرة (ابيقورية نموذجا)،دار المعرفة الجامعية،الاسكندرية،1999م .

28. ======: ملامح الفكر الفلسفي عند اليونان، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية، 1995م .

29. حسن حرب: الفكر اليوناني قبل افلاطون، دار الفكر اللبناني، بيروت،١٩٩٠م.

30. ديف روبنسون وجودي جروفز:- أقدم لك أفلاطون، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، المجلس الأعلى للثقافة، 2001م.

31. زكريا إبراهيم: المشكلة الخلقية، مكتبة مصر، القاهرة، 1966.

32. =====: مشكلة الحياة، مكتبة مصر، القاهرة، 1972.

33. زكي نجيب محمود واحمد امين: (قصة الفلسفة اليونانية)، مؤسسة هنداوي سي اي سي،المملكة المتحدة،2017م .

34. سعد عبد العزيز حباتر: الأخلاق العقلية عند اليونان، رؤية جديدة، جامعة عين شمس، القاهرة، 1987 .

35. شرف الدين عبد الحميد: الفلسفة اليونانية في العصر الذهبي (سقراط- افلاطون – ارسطو)،جامعة سوهاج،كلية الاداب، سوهاج، 2014م .

36. =======: الفلسفة اليونانية في العصر الهلليني (قبل سقراط)،جامعة سوهاج، كلية الاداب،2013م .

37. ======: جدلية العلاقة بين الفلسفة والدين عند فلاسفة اليونان،دار الوراق للطباعة والنشر والتوزيع بالاردن، لبنان، 2014م .

38. عبد الرحمن بدوي: أفلاطون، وكالة المطبوعات، الكويت، 1979.

39. ======: الأصول اليونانية للنظريات السياسية في الإسلام، مطبعة دار الكتب، القاهرة، 1954م.

40. ======:- ربيع الفكر اليونـانى، مكتبـه النهـضة المـصرية، ط ٣، القاهرة، ١٩٤٢م

41. ======:- خريف الفكر اليوناني، مكتبة النهضة المصرية، ط ٤، القـاهرة ١٩٧٠م.

42. عبد الغفار مكاوي:-الحكماء السبعة، الهيئة المصرية العامـة للكتـاب، القـاهرة، ١٩٩٠م

43. عبد المعبود مصطفي سالم: المدارس الفلسفة اليونانية قبل ارسطو،مطبعة الامانة، الطبعة الاولى، القاهرة 1987م.

44. عزت قرني:الفلسفة اليونانية حتى أفلاطون، طبع ذات السلاسل،الكويت،١٩٩٣م

45. عزيز لزرق ومحمد الهلالي: السعادة، دار توبقال للنشر، دار توبقال، المغرب، 2013.

46. فريدريك كوبلستون: تاريخ الفلسفة، ترجمة: إمام عبدالفتاح إمام، المجلد الأول "اليونان وروما"، المجلس الأعلى للثقافة، المشروع القومى للترجمة، ط 1، القاهرة، 2002م.

47. فواد سواف تاتاركيفتش: الفلسفة اليونانية، ترجمة: محمد عثمان مكى العجيل، كنوز للنشر والتوزيع، القاهرة، 2012م.

48. كورا ميسن: سقراط، الرجل الذي جرؤ علي السؤال، ترجمة محمود محمود، مؤسسة هنداوي سي اي سي، المملكة المتحدة،2017م .

49. ماجد فخرى: تاريخ الفلسفة اليونانية من طاليس ٥٨٥ ق . م " إلى افلـوطين ٢٧٠ م وبرقلس " ٤٨٥م "، دار العلم للملايين، بيروت، ١٩٩١م

50. مجدي كيلاني: الفلسفة اليونانية من منظور معاصر، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الاسكندرية، ٢٠٠٥م.

51. محمد الجبر: الفكر الفلسفي الأخلاقي عند اليونان،(ارسطو نموذجا)، دار دمشق، 1994م.

52. محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي: دفاتر فلسفيه (نصوص مختاره)، دار توبقال للنشر، المغرب، 2005م

53. محمد عبد الرحمن مرحبا:- مع الفلسفة اليونانية، منـشورات عويـدات، ط ٣، بيروت – باريس، ١٩٨٨م

54. ======: تاريخ الفلسفة اليونانية من بدايتها حتى المرحلة الهلينستية، مؤسسة فخر الدين للطباعة والنشر، بيروت ١٩٩٣م

55. محمد على أبو ريان: تاريخ الفكر الفلسفى من طاليس إلى أفلاطون، ج 1، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2004م.

56. محمود مراد: الحرية فى الفلسفة اليونانية، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر والتوزيع، إسكندرية، 1999م.

57. مصطفى النشار:- تاريخ الفلسفة اليونانية من منظور شرقي، الجزء الثاني (السفسطائيون، سقراط، افلاطون)، دار قباء للطباعة والنشر، القاهرة، 2000م .

58. =======: فلسفة السعادة، مكتبة الدار العربية للدراسات، بيروت، 2018 م.

59. نصار عبدالله: دراسات في فلسفة الأخلاق والسياسة والقانون،دار الوفاء،الطبعة الاولى،الاسكندرية،1999م.

60. هنرى توماس: أعلام الفلاسفة كيف نفهمهم، ترجمة مترى أمين، مراجعة زكي نجيب محمود، دار النهضة العربية، القاهرة، 1964.

61. هنرى توماس ودنانالى نوماس: المفكرون من سقراط إلي سارتر، ترجمة / عثمان نويه، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1970.

62. و. ك. س. جثرى: الفلاسفة الإغريق من طاليس إلى أرسطو، ترجمة وتقديم: رأفت حليم سيف، مراجعة: إمام عبد الفتاح إمام، دار الطليعة، الكويت، 1985م.

63. ولتر ستيس: (تاريخ الفلسفة اليونانية) ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد،دار الثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة،1984م.

64. يوسف كرم: تاريخ الفلسفة اليونانية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2018م .

ب. المراجع الانجليزية:

1. GORCE (M.M.)، The rise of thought in the Middle Ages. Albert the Great and Thomas Aquinas، 1933

2. E. Taylor: Plato the man and his work، Methuen & McGraw. Hill، Inc، New York، 1902.

3. A .H .Armstrong ; An Introduction to Ancient Philosophy، Methuen &Co .LTD، London، 1981.

4. Alessandro S. Ch. Moore، Socrates and the Socratic Dialogue، for use by the Author only، Koninklijke Brill NV، 2018.

5. Alessandro Stavru: Aristoxenus on Socrates، Universita Bocconi، 2017.

6. A.S. Bogomolov ; History of Ancient Philosophy، Greece and Rome، trans by; V. Stankerich، progress publishers، Moscow، 1985.

7. C.J..DE. Vogel; Greek philosophy (A collection of text،vol II، Aristotle، The Early peripatetic School and The Early Academy، The Netherlands Organization، Leiden،1953.

8. Ritter: The Essence of Plato's Philosophy، Trans by: A، Alles،Lincoln Mac Veagh، The Dial Press، New York. 1933.

9. D .W .Hamlyn ; the Penguin History of Western philosophy، Penguin Books،London، 1990.

10. E.Hussey: the Pre-Socratics(Classical Life and Letters) Gerald Duckworth، London، 1972. .

11. E. zeller: A history of Greek philosophy،trans by; S. F. Allyer، Longmans .Green. and Co.،London، 1881.

12. =====: Outline Of The history Of Greek philosophy، Dover publication inc،1980

13. Fiona Hobden: Xenophon "Ethical Principles and Historical Enquiry، Koninklijke Brill، 2012.

14. F.M. Cornford: Before and after Socrates، Cambridge University press، 1990.

15. =====: From Religion to philosophy (A study in the origins of Western speculation)، Harper & Row Publishers، New York and Evanston، 1957.

16. G. C. Field: The Philosophy of Plato، Oxford University Press، London،1949.

17. George Rude Busch: Socrates، publication Wiley-Blackwell، first published، 2009.

18. Gregory A. McBrayer: Xenophon and Plato on Socrates and Alcibiades، antique، 2017.

19. =======: The philosophy of Socrates، Palgrave Macmillan، 1971.

20. Jacob Howland: Kierkegaard and Socrates، University Press، New York، 2006.

21. John Burnet ; Early Greek philosophy، 4 th ed، Adam & Charles-Black، London، 1975.

22. ======:Greek philosophy part 1 ;Thales to Plato،Macmillan and Co. London، 1924.

23. =======: Plato's Euthyphro، Apology of Socrates، and Crito Oxford: The Clarendon Press، 1979.

24. John Bussanich and Nicholas D. Smith: The Bloomsbury Companion to Socrates، London، first published 2013.

25. Leo Strauss: Xenophon's Socrates، Cornell University Press Ithaca and London، 1972.

26. Leo Strauss & Joseph Crapsey: History of political philosophy، The University of Chicago press، London، 1987.

27. N. Glley: The Philosophy of Socrates، Macmillan، London، 1968.

28. Peter Warnek: Descent of Socrates، University Press، 2005.

29. Rappe- and Rachana Kamtekar، A Companion to Socrates Sara Ahabel 2-Blackwall Publishing، 2006.

30. Robert Adamson: The development of Greek philosophy، William Black wood and sons London، 1908.

31. S.F Alleyne: A History of Greek philosophy (from the earliest period) to time of Socrates، transled from the German of D.E. zeller، Longmans oreen، and co.،London،1881.

32. . Theorder Gomperz ; The Greek Thinkers، Vol 1، trans by; Laurie Magnus، John Murray، Albemarle Street، London. 1964.

33. T. Irwin: Plato's Moral Theory، The Early and Middle Dialogues، Clarendon Press، Oxford، 1985.

34. W. Jeager:-The Theology of The Early Greek philosophers، At Clarendon press، Oxford، London، 1948

35. W .K .Guthrie; A history of Greek philosophy،vol 1 (The Earlier Pre- Socratic and the Pythagoreans)، Cambridge University Press، 1962.

36. ======: Socrates، Gambridge University Press،New York 1971.

37. ======:-The Greek philosophers، Routledge، London and New York، 1991.

38. W. Windelband:-History of Ancient philosophy، trans by H.E. Cushman، Dover.

39. Luscombe، D.E.،، Medieval Thought (History of Western Philosophy: Volume 2)، Oxford: Oxford University Press،1997

40. Pasnau، Robert، and Christina van Dyke (eds.)، The Cambridge History of Medieval Philosophy، Cambridge: Cambridge University Press،2010.

41. Dronke، Peter (ed.): A History of Western Philosophy in the Twelfth Century، Cambridge: Cambridge University Press، 1988

42. Gersh، Stephen، Middle Platonism and Neoplatonism: The Latin Tradition، 2 volumes (Publications in Medieval Studies: Volume 23)، Notre Dame، Ind.: University of Notre Dame Press،1986.

43. Inglis، John (ed.):Medieval Philosophy and the Classical Tradition: In Islam، Judaism، and Christianity، London-New York: Routledge،2002.

44. Luscombe، D.E.، Medieval Thought (History of Western Philosophy: Volume 2)، Oxford: Oxford University Press، 1997.

45. Marenbon، John، (Medieval Philosophy: An Historical and Philosophical Introduction) London،Routledge،2007.

ثالثا: المعاجم والقواميس:

- ابراهيم مدكور: المعجم الفلسفي، الهيئة العامة لشئون المطـابع الاميريـة، القـاهرة، ١٩٨٣م.

- اندريه لالاند: موسوعة لالاند الفلسفية، المجلد الثالث، تعريب خليـل احمـ د خليـل، منشورات عويدات، بيروت- باريس، ٢٠٠١م

- عبد المنعم الحنفي: المعجم الشامل المصطلحات الفلسفة، مكتبة مدبولى،٢٠٠٠م

- محمود جواد مغنيه: مذاهب فلسفيه وقاموس مصطلحات، دار ومكتبـة الهـلال، دار الجواد، بيروت – لبنان، بدون تاريخ

- جورج طرابيشي: معجم الفلاسفة، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الثالثة، 2006م.

- فولتير: قاموس فولتير الفلسفي، ترجمة: يوسف نبيل، مؤسسة هنداوي،2017م.

في المثقف اليوم