تكريمات

المثقف في حوار مفتوح مع الاديبة وفاء عبد الرزاق (6)

mohamadali_mohyiadeenخاص بالمثقف:الحلقة السادسة من الحوار المفتوح مع الاديبة وفاء عبد الرزاق، لمناسبة تكريمها من قبل مؤسسة المثقف العربي، وفيها تجيب الكاتبة على اسئلة المدرس محمد يوسف، واسئلة الشاعر والكاتب محمد علي محيي الدين.

س87: محمد يوسف، مدرس عراقي مقيم في الامارات: هل استطاع الأدب العراقي أن يعكس هموم شعبه؟

ج87: المبدع جزء من مجتمعه فبالتالي يتفاعل ويتعايش ويعطي.. وما مر على العراقي كفرد أسطره إنسانيا وهذه الأسطورة يترجمها المبدعون..لكن هناك فجوات كثيرة في الترجمة وتختلف من مبدع لآخر.

المبدع لا ينقل  الوجع وويلات الحرب كوجع مباشر يلطم يتشنج في أماسيه الشعرية ومهرجاناته الثقافية،،هذا أسميه لطم في عزاء شعري، وما أكثره..

حتى نعكس همنا وهم شعبنا علينا طرح الهم بعقلانية العارف وحساسية المتألم ورؤية الواعي وشفافية المبدع لترك بصمة ألم ذات وهج مرحلي يثير شكوك كثيرة حوله وتساؤلات تؤدي إلى البحث عما يمر به الشعب وخلق أسئلة احتجاج فاعلة ورافضة ذات رسالة موجهة إلى العالم وإلى كل من ساهم في إيذاء الشعب ومارس ضده طغيانا وحربا وتهجما على إنسانيته.

هوية المرحلة الإبداعية لا بإطارها الديني المتعصب،وبصراخها الطوطمي الذي لا يغني ولا يسمن..ولا بالتذمر والنحيب والعويل.

أحمل المبدع مسؤولية تحويل عذاباته إلى فن إبداعي، فن نستطيع أن نقدمه لجيل قادم على أنه فن تحويل الظلام إلى نور والدم إلى مصابيح..

حينها سأقول أن الإبداع يخلق،،ويخلق .

لا يكفي أن نقول اخترقت الرصاصة صدورنا أو تهدمت بيوتنا هذا عرض نراه في الأخبار كل يوم.

الإبداع كي يمثل أو يعكس مرحلته يقف على تلال الرصاص، يخترق هو الصدر يتلقف الشظايا يكتبها قصيدة.

هكذا أرغب نقل هم الشعب ليعزف معنا على ناي موجع محفز.

س88: محمد يوسف: هل يمر تكون القصيدة لديكِ بمراحل أم انه يولد فجأة؟

ج88: التكوين لا يأتي جزافا والمبدع الحقيقي لا يكتب القصيدة على هواه ووقته. ينتابني حزن عميق، قلق ،، توتر ، وأبقى أسيرة لفترة يحددها التوتر،، أدرك سر حزني المفاجئ وأعرف ثمة ولادة قادمة أنتظر ساعة صرختها.

س89: محمد يوسف: لا يخفى مدى حساسية الرجل العراقي وغيرته، وأنت شخصية منفتحة، ولك علاقات واسعة بالأوساط الأدبية، هل لاحظتِ أية حساسية من زوجك الكريم أو نوع من الغيرة مثلا؟

ج89: زوجي رجل بكل معنى الرجولة ومثقف ويحب إبداعي و يسانده،ثم يحبني بقوة المثقف والزوج والحبيب .. أنه نوع نادر من الرجال.. وكلما أتصل صديقنا المبدع رياض النعماني يقول لي: أبو خالد درة. فأجيبه: بل درة نادرة..

حين يراني أمر بمخاض القصيدة يأخذ الأطفال ويخرج بهم ليترك لي حريتي فهو يعرف طبعي لا أستطيع الكتابة وقربي أحد حتى لو كانوا أطفالي.. هذا وقت كانوا أطفالا.. تخيل هذا الأيام وأنا مشغولة في ملف المثقف،، حين يجدني منهمكة يطعمني بيده كي لا أنشغل بالطعام وأستمر في كتابتي.. من حق هذا الرجل علي أن أنحني له تقديسا.

أما مسألة الغيرة فهذه غير واردة إطلاقا. زار أصدقاء لي من العراق معرض كتاب الشارقة المقام هذا العام ولي لائحة كتب أبحث عنها سجلتها كي لا تخونني الذاكرة في زحمة دور النشر..وقت شاهد التفاف الأصدقاء حولي قال لي: خذي وقتك مع أصدقائكِ وأعطني قائمة الكتب سأبحث عنها بنفسي.. وحين انتهى وقت المعرض ذهبنا كلنا هو وأنا والأصدقاء في جلسة خاصة شاركنا برأيه الثقافي لأننا في الأسرة نسيمه الموسوعة  ويمزح معه أولادي يلقبونه ب (بابا ?و?ل).

س90: محمد يوسف: لا شك أن الانترنيت أثر كثيرا على الإقبال في مطالعة النص المكتوب (الكتاب)، ما هو توقعك لمستقبل الكتاب؟ هل ستنتفي الحاجة له مع التطور الكبير على المستوى التقني؟

ج90: رغم أن الانترنيت  خدم المبدع كثيرا في اطلاعه المعرفي وانفتاحه على نتاج مبدعين كان من الصعب الوصول إليها لأسباب كثيرة. كما خلق صداقات إبداعية وغير إبداعية. لكن... يبقى الكتاب كالأب والطفل والأم يحتضن القارئ في أي مكان يكون فيه،، في الحافلة،، في غرفة نومه،، يلتصق حتى بملاءات السرير وقت يغفو القارئ...

هذا الالتصاق لا يعوضه الانترنيت أبدا.

س91: محمد يوسف: لكل مؤلف معاناته في طباعة الكتاب الأول ويحتفظ بمذكرات كثيرة عنها، هل عانيتِ في طباعة الكتاب الأول؟

ج91: لم  تكن لي معاناة في أول كتاب،، بل العكس تقدم صاحب دار الموسوي في أبوظبي ومديرها حسن حاموش مشكورين بطباعة ديواني الشعبي (مزامير الجنوب) على نفقة الدار وأرفقنا شريطا صوتيا مع عزف بمحتوى القصائد مع الكتاب.. وطبع منه وانتشر حتى أقصى بقعة في العالم.. بينما أعاني الآن وبقوة وألم مواقف أصحاب دور النشر وتصرفاتهم غير الثقافية المهينة بحق المبدع والكتاب...

ذات نشاط ثقافي في المجمع الثقافي في أبوظبي اقتربت مني امرأة متسائلة: هل أنت ِوفاء عبد الرزاق.. أجبت بنعم.. قالت أهدتني كتابك الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة في أمريكا وقالت لي هذا الكتاب يجب أن يُقرأ وتعرفي على وفاء هناك..بقي كلامها  عالقا في ذهني وهذا يبين مدى انتشار ديوان مزامير الجنوب. والآن أعاني انتشار كتبي..يبحث عنها كثيرون لا يجدونها.

بات الكتاب سلعة للربح في الزمن المادي وأصحاب الشأن يضاعفون الأسعار علينا لا أدري هل يتوقعون جيب الأديب ممتلئا؟

حين تقيم قناة تلفزيونية لقاء معنا لا تدفع أي أجر علما نحن نثري برنامجها. وبعضهم يقدم للمبدع ربع الربع من هدية يقدمونها لراقصة أو...... لا يهم هذا نصيب المبدع من الحياة ونصيب من يقدم غداء الروح... الطامة الكبرى التي لا أغفر لها زلتها معنا كمبدعين،، حين تدعونا جهة ما لمهرجان تقيمه على أرض بلدها نقوم نحن بشراء تذاكر السفر على نفقتنا وهم عليهم السكن والمأكل.. أعذرهم لأنهم بحاجة لمن يقف معهم ويسند مهرجاناتهم..

السؤال: لماذا وإلى متى؟ هل تفضلون هز الوسط؟

نحن نهز القلم ليتساقط الإبداع شهيا.

س92: محمد يوسف: لك مجموعة كبيرة من الأعمال المطبوعة، بعضها طبع على نفقتك الخاصة، وبعضها من قبل مؤسسات ثقافية، هل مواقف المؤسسات الثقافية بمستوى الطموح؟

ج92: كل كتبي طبعتها على نفقتي الخاصة ما عدا ديواني مزامير الجنوب وديوان (أمنحُني نفسي والخارطة) الذي لم أره منذ إصداره في العراق قبل خمس سنوات..حتى ديواني المترجم إلى الفرنسية،، دار لارمتان جعلتني اشتري خمسين نسخة من كتابي ولو بسعر مخفض.

أما مجموعتي الشعبية الصوتية فقد تبرع بكل المصاريف الشيخ عبد العزيز بن عثمان بن صقر رئيس مجلس إدارة مركز الخليج للأبحاث في مدينة دبي.. وهذا الرجل تعلق بقصائدي الشعبية قبل أن أراه عن طريق صديق مشترك بيننا هو الدكتور نجم عبد الكريم في لندن وعن طريق د.  نجم سمع شريطا صوتيا لي وهو نفس شريط ديواني مزامير الجنوب..

حين التقينا في دار د نجم طلب موافقتي على تسجيل أشعاري ،، فعلا أتصل بسكرتيره ليقوم في تنفيذ ما أطلب...

أسجل عرفانا إلى الدكتور نجم عبد الكريم ولا أنسى دوره في تقديمي لمبدعين يزورونه في لندن،، وكذلك لشدة إعجاب هذا الرجل بما أكتب يتكلم عن أبداعي في ظهري ويقدمه بشكل جميل لكل من يراه مهتما بالكلمة.

أقمت في لندن ومازلت ..زرت الإمارات لعمل جراحة لي في العمود الفقري.. انتهزت فرصة وجودي واتصلت بالشيخ عبد العزيز رغم تحذير الطبيب على ألا أغادر الفراش قبل مرور شهرين على الجراحة..

أخذ التسجيل وقتا وجهدا خاصة أن وضعي الصحي قلق، ولم أكترث لتحذير الأطباء.

أقدم شكري لهذا الرجل الذي يقف مع الإبداع ماديا ومعنويا من أجل حبه للإبداع ..موقف نادر.

أوجه رسالة إلى المؤسسات الرسمية وأرجوها أن تكون بمستوى طموح المبدع الشاب وتأخذ بيده كي لا ينزوي بل ينتج ولا تتعامل مع النص المقدم إلا بعين المسؤول المبدع والإبداع من أجل الإبداع.. أرض العراق معطاء كنخيلها وقرب كل نخلة تتجمع فسائل كثيرة...هنا يأتي دور الفلاح العاشق لتربته لنقل الفسائل إلى أرض خصبة لتكبر.. نحتاج كلنا دون استثناء مؤسسة رسمية تأخذ دور رعاية النخلة الأم وتزرع الفسائل على ضفاف الأنهار. بالماء والأرض والبذرة نبني صرحا ثقافيا للعراق.

وأرجو من المؤسسة الرسمية ترجمة أعمال المبدعين العراقيين إلى لغات أخرى خاصة أنها تشارك الآن في معارض الكتاب حول العالم...

س93: محمد يوسف: في حوارات سابقة قلتِ أن بينك وبين والدتك حوارات شعرية، ما نوع هذه الحوارات؟

ج93: نعم ذكرت ذلك مرارا، لأن والدتي شاعرة شعبية بالفطرة، وترتجل الشعر حسب المؤثرات.. حين تزوجت وتركت العراق كانت أغلب رسائلنا شعرا، وخاصة الدارمي.. ترسل لي عشرة أو خمسة أبيات من الدارمي وأعيد الرسالة عليها برد مثله ،، حتى أني  مع التسجيلات الصوتية سجلت كل الديوان وأسميته (نايات لها شكلي).

احتوى رسائلنا الشعرية ودارميات أنا كتبتها .. كما ضم خمسين بيتا من الأبوذية وأكثر من سبعين موَّالا.

أما والدي فكان بارعا في الأبوذية ويشارك مع أصدقائه في المطارحات الشعرية..وكان يغني الأبوذية خاصته بصوت شجي.

س94: م محمد يوسف: مَن ساندكِ  حين كنتِ في الإمارات، (أبوظبي) تحديدا؟

ج94: المبدع الكاتب جمعة اللامي صديق الأسرة،، كان يدعوني حين يحضر أي أدباء إلى (أبوظي) ويقدمني إليهم ليقربني منهم..

كما أن الشاعر والكاتب د (برهان شاوي) هو أول من كتب عن ديواني الشعبي (مزامير الجنوب) وأول من شجعني على كتابة القصيدة الفصيحة...وقد أعجب أيضا بديواني (وقوَّسَت ظهر البحر وكتب عنه معجبا ببعض أبياته) وهذا نص كلامه.

وفاء عبد الرزاق في (وقوست ظهر البحر)

(روحي فضة بس تعاين للذهب )

(هكذا تبوح لنا الشاعرة وفاء عبد الرزاق باعترافها الخجول حينما تحدق إلى مرايا روحها الشاعرة, روحها التي أخذت تقطرها لنا قطرة فقطرة لتقوس بهذا الاعتراف ظهر البحر.

إن لوفاء عبد الرزاق تجربة متميزة في المشهد الشعري العراقي, سواء فيما يخص القصيدة المكتوبة بالعامية أو الفصيحة أو حتى مغامرة كتابة نمط جديد من الكتابة هي الرواية الشعرية.

إن المتأمل لتجربة وفاء عبد الرزاق لا بد له من الاعتراف بأنها استفادت بشكل واع من أفضل التجارب الشعرية المكتوبة بالعامية العراقية حتى صارت امتدادا طيبا وطبيعيا للتجربة الشعرية المتميزة للشاعر الكبير مظفر النواب.

لقد استطاعت وفاء عبد الرزاق أن تظفر صوتها بين  أفضل الأصداء الذهبية في الشعر الشعبي العراقي، لتنشره في سنوات النفي والغربة والتشرد, مجسدة من خلاله الشجن العراقي الضارب حتى التخوم السومرية.)

برهان شاوي

وأول من قدمني في مهرجانات شعرية المرحوم الشاعر صيهود النايف ومساهمتي الأولى وقتها معه ومع الشاعر كريم معتوق على قاعة النادي السياحي .

س95: محمد يوسف: سؤال غريب شوي.. لو هناك تخصص لشاعر جراح كما الطبيب الجراح وطلب منكِ استئصال أوراما خبيثة بمن ستبدئين؟

ج95: الغرور،، مؤكد أخطر ورم خبيث يصيب المبدع هو الغرور،،ولو فعلا أنا طبيبة لطببت عينا لا تقرأ الشعر وصنعت سمَّاعة لأذن لا تسمع الموسيقى..

س96: محمد يوسف: والشاعر المدَّاح؟

ج: هذا ميت أصلا ولا يحتاج غير الكفن..

س97: و محمد يوسف: الناقد الذي يطلب أجرا؟

ج97: وهذا أقبح وجه .. هل الثقافة والإبداع بضاعة للبيع؟ أم للتنوير والتثقيف والارتقاء بالنفس إلى سماء لا تشوبها غيوم. بل إلى الأمثل والأسمى.

على فكرة...

هناك شعراء و كتاب يبيعون أشعارهم ويكتبون لغيرهم ممن لا يعنيهم غير الاسم والشهرة وفي مجالات متعددة.. وأنا لا أثق في البائع والشاري..

س98: محمد يوسف: لماذا لم نسمع كلماتكِ يتغنى فيها المطربون؟

ج98: أولا أنا لستُ شاعرة أغنية،،لي هم إبداعي إنساني يشغلني  كثيرا، أعيش فرحه وحزنه، وحين فكرت بكتابة أغنية كتبتها عن أطفال الشوارع ولحنها ابني خالد صلاح ..ولو قررت كتابة الأغاني سأكتبها في وسط الشارع مع الباعة والعمال والكادحين..من يدري ربما ستكون أغنيتي القادمة عن بائع الخبز...

....

.... كتبت قصائد شعبية عن بائع الحلوى وبائعة اللبن الخاثر أو كما نسميه في العراق (الروب) وقصيدة عن بائعة الفول شعبية وكذلك في الفصحى في ديواني (البيتُ يمشي حافيا) وهذه القصيدة عن أم (عناد) بائعة الفول في الشارع الذي علق بذاكرتي.

ثم أغلب الملحنين يطلبون مني مذهب وثلاثة كوبليهات، وبرأيي أن الملحن الذي يحدد لحنه هكذا ليس بملحن مقتدر ،، لأن المقتدر باستطاعته أن يلحن من الجريدة.

إذا طـلب ملحن تلحين قصائد من طفل الحرب أو قصائد من كتبي الأخرى الشعبية والفصيحة لن أتردد شرط أن اختار له أنا ما أريد تلحينه، يهمني جدا الموقف فيما أقدمه ،وبعدها ممكن الاشتغال على ما يريد حذفه ويراه لا يتعارض مع جمله الموسيقية.

س99: محمد يوسف: هل جربت كتابة سيرتك الذاتية؟

ج99: لماذا أكتب سيرتي الذاتية وأنا تفاصيلي في أعمالي كلها، ولو تتبع أحد كتبي سيجدني من طفولتي حتى اللحظة.

س100: محمد يوسف: هل تعتقدين أن هناك من يشبهكِ أو العكس؟

ج100: الناس يختلفون في طريقة التفكير وقبول الأشياء والتعامل معها حتى أننا نجد أفراد الأسرة الواحدة لا يتشابهون، وهذا بدوره ينعكس على التشابه بين المبدعين، وإن وجد تشابه ما،لا يعني التطابق أو التشابه التام.

س101: محمد يوسف: في إحدى صورك ترتدين العلم العراقي.. لماذا؟

ج101: شاركتُ في مهرجان بمدينة فاس أقامته دارة الشعر المغربي. وكانت إحدى الفقرات بمشاركة جميع الشعراء في قصيدة واحدة صغيرة شرط أن تكون وجدانية.. وفكرة المبدعة رئيسة الدارة فاطمة بوهراكة، (تفرقنا أمور كثيرة ويجمعنا الإبداع).. وقد أخبرت كل المشاركين بإحضار ملابس بلدهم إلا أنا نسيت أن تخبرني.. حين عرفت بهذا الأمر قررت لحظتها أن أرتدي علم بلدي،هذا في اليوم الثاني من المهرجان، وراقت الفكرة لغاليتي المبدعة فاطمة . تم ذلك بيوم واحد بمساعدة المخلصين، وحين جاء دوري واعتليت المنصة صفق الجمهور كثيرا محبة للعراق.

س102: محمد يوسف: ماذا تردين على الشعراء الذين أهدوا قصائدهم في تكريمك ِ؟

ج102: لقصائدهم أهدي هذه الكلمات:                

أرفعُ  إليكَ قلبي

أستخرجُ منه ُ العرشَ

بكَ الحرفُ المجرَّدُ

الأشهرُ  المعلومة ُ

القدَرُ المخفيُّ ُ

إذا أدركَ حفيفـَكَ الشَّجرُ

سجدَ

وتعالى إليك نحيلاً

يسكـُنـُهُ الوجدُ.

ولمن كرمني أو قدم دراسة، نقدا، مداخلة، أو محاورة وشهادة:

غابتي نفحاتُ اغتراب

أتوحـَّدُ  بك َ

أجلو غيمتي

ولها انجذبُ..

الأعمارُ كسيحةٌ

وصوتـُكَ قلبٌ

وفمٌ معشبٌ

  ضمـَّني

وأدار ريقي حولـَهٌ

مولايَ قال الشوقُ:

إني أسألـُكَ

أتلُ سورة الشَّجر.

س103: محمد علي محيي الدين، كاتب وشاعر / العراق: أين تجد وفاء نفسها في الفنون الأدبية التي مارستها وفي أيهما أبدعت أكثر؟

ج103: كل فن أكتبه له مكانة خاصة عندي كوني لا أكتب للمناسبة أوحين الطلب..لذا أخي الكريم أمثل نفسي كأم لها عدة أولاد وخيروها من هم أقربهم إليها.. قد تقول هذا رد تقليدي.. لكني أخبرك صدقا أنا كرحم الأم التي أنجبت ،،في وريد كل ابن دم لها وقطرات دمع سقت المهود، وصدر زفر ألما ..وثغر ارتجف فرحا لنجاح أحدهم.

س104: محمد علي محيي الدين: كيف ترى تقييم النقاد لنتاجها وهل ما قيل يرضي طموحها ،وأيهم أستطاع الوصول لما أرادت أن تقوله؟

ج104: لكل ناقد مزاجه وذوقه وأسلوبه يتعامل مع النص وفق ذائقته النقدية.. النقد في قصور دائما وليس معي فقط بل مع المنتَج عامة..أما بالنسبة لي لم تنل أعمالي حقها، ولولى التفاتة المثقف لما حظيت بنقد جاد، وقد نبه مرارا المبدع جاسم المطير لما أكتبه ووضع اللائمة على النقاد، وقد تفضل أخوتي مشكورين في تلبية نداء الضمير الثقافي.... نقرأ أعمالا لأدباء بقيت تحت عين النقاد لسنوات، وملأت المكتبات، ولا أضع اللوم على النقاد لأن أعمالي لم تصل إليهم إلا ما ندر منها.. العيب ليس فيهم بل في الأسباب التي تناولناها في أسئلة سابقة وهي قصور المؤسسات الثقافية الرسمية بتبني أعمالنا لتصبح في متناول الجميع.

س105: محمد علي محيي الدين: التنوع في الكتابة وتوزع الجهد بين القصة والرواية والمقالة والشعر الشعبي والفصيح هل أثر هذا على الإجادة في فن على حساب آخر؟

ج105: أمثل المبدع المتمكن من أدواته كالمزهرية..كلما وضع فيها وردة زهت وألق شكلها وكلما زينها بوريقات خضر أسرت عيون الناظرين..هكذا مزهريتي أخي الفاضل وأرجو فعلا أن تأسر ناظريها.

س106: محمد علي محيي الدين: لو خيرت بين هذه الفنون أيهم تفضلين؟

ج106: أختارهم كلهم لسبب واحد فقط،، هو أني اكتب أي لون بهم كلهم وصعب التجزئة،،وأظنك اطلعت على قصصي أو رواياتي ووجدت الشاعرة والقاصة  في السرد،، كما وجدت الراوية والقاصة في الشعر.

س107: محمد علي محيي الدين: ابتعادك عن العراق وأنت في مقتبل العمر هل أثر على لغتك الشعبية؟

ج107: أبدا لم تتأثر لهجتي الجنوبية بالذات وعلمت أولادي لهجة البصرة، ليس تعليما بمعنى التدريس بل لجمال صوت اللهجة تأثروا فيها رغم أنهم عاشوا خارجها.

من يحمل أرضه بناسها وأنهارها ونخيلها بين دفتي أضلاعه لا تخذله لغة التعبير وتبتعد عنه.

س108: محمد علي محيي الدين: ما هو رأي المتلقي العربي وتجاوبه مع الشعر الشعبي؟

ج108: أجد الإعجاب واضحا في عيونهم حين أسمعهم شعرا بصوتي.. مع هذا أرجو أن تسأل من هم أقرب إلى قصائدي لأن رأيهم هو الفيصل...

هذا بالنسبة للمتلقي العراقي،أما المتلقي العربي فقد تصعب عليه كلمة هنا أو هناك لكن من سياق الكلام تـُفهم .. تفاعل الجمهور في مصر وسوريا والمغرب بأشعاري الشعبية وفي البحرين والإمارات،والأردن وهذا دليل على أن صوت الشعر إنسانيا وإن أثقلته اللهجة بالمبهم.

س109: محمد علي محيي الدين: في رأيك من هي الشاعرة المبرزة من العراقيات في الشعر الشعبي والفصيح ولماذا؟

ج109: سمعت وقرأت عن شاعرات شعبيات وتابعت نتاجهن الشعبي لكن لا أعتبره مميزا. بل أراه تقليديا جدا وصوت بعضهن هتافي لا شاعري.. والشعر كعقد اللؤلؤ لا يتقنه إلا العارف الموهوب.. أشعارهن جميلة لكن ليست مدرسة بل تابعة مقلدة.

تقيمي جاء من منطلق التجديد المخترق زمنه..

أما في الفصيح فهن كثيرات وقد ذكرت بعض الأسماء في رد سابق.. لكن بين هذا الكم من الشاعرات أرى أجودهن نجاة عبد الله وفليحة حسن. مجددتان مجيدتان في اختيار الموضوع وبناء القصيدة.

يتخلخل البناء مع بعضهن لضعف الموهبة أو قلة الدراية، واجترار أفكار غيرهن أو غيرهم سواء على صعيد الشكل أو المضمون. وليس كل ما نقرأه في المواقع منشورا هو شعر...

س110: محمد علي محيي الدين: كرمت الأديبة وفاء عدة مرات وترجمت كتبها إلى اللغات الأجنبية، هل كانت تتوقع كل هذا الاهتمام أم تتوقع الأكثر؟

ج110: مهما كُرمت أو نلت اهتمام جهات على بقاع الأرض أجده ناقصا لأنني لم أكرم على أرضي من مؤسسات ثقافية عراقية سواء الرسمية وغير الرسمية..

وتكريم المثقف أعتز بجهود القائمين عليه.. هو المكرِم الثاني لي خارج العراق من مؤسسات غير رسمية عراقية أوله الديوان الثقافي في لندن .. أهديت  التكريم وقتها إلى البصرة.

ما زالت في قلبي غصَّة.. ومن يريد معرفة غصتي يتابع المجموعتين الكاملتين) بالقلب غصة) غصة أولى و( بالقب غصة) غصة ثانية ،،لعل الله يسترنا من الغصة الثالثة.

س111: محمد علي محيي الدين: هل تتابع الشاعرة وفاء الشعر الشعبي في العراق و ما هو رأيها فيه ومن هو الشاعر الجلي بين الشباب أو أستطاع أن يحض باهتمامك؟

ج111: نعم أتابع وباهتمام الحريص المتفحص الباحث عن التجديد في هوية الشعر الشعبي الحالي..أرجو الرجوع إلى جواب أحد الأسئلة السابقة بهذا الخصوص..

شاعران توقفت عندهما،، نائل المظفر شاعر جزل كالنهر.. لكن جبار عودة الخطاط شاعر مجدد في حقل القصيدة من كل جوانبه.... لعل النقاد يلتفتون إليه.

...............................

ملاحظة: يمكنكم توجيه الاسئلة للمحاور عن طريق اميل المثقف

[email protected]

...........................

خاص بالمثقف

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)

 

في المثقف اليوم