تجديد وتنوير

رفاعة الطهطاوي .. المفكر التنويري

الأزهر وتأثر باستاذه حسن العطار، وبعد ذلك سافر ضمن البعثة العلمية المصرية التي أرسلها محمد علي للدراسة في باريس وخلالها أطلع على العلوم والاداب والفلسفات الأوروبية، وامن بأفكار الثورة الفرنسية.

 

اشتمل نشاط رفاعة الطهطاوي والثقافي والمعرفي والتنويري على الترجمة والكتابة، وتضمنت كتاباته أراء ومواقف وطروحات مختلفة من مجمل القضايا والمسائل السياسية والاجتماعية والتربوية والثقافية. نادى بالحرية الفكرية والدينية والذاتية، وبالمساواة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية وتحقيق الذات واشراك الشعب في عملية الحكم، ورأى أن تحقيق هذه الغاية يتطلب اعداد وتجهيز الشعب بكل قطاعاته وشرائحه عن طريق التثقيف والتهذيب والتوعية والتنوير. كما وطالب بتكييف الدين وفقاً للظروف الراهنة والسائدة وبعث الاشراقات والجوانب الوضاءة في التراث العربي الاسلامي، وتكثيف النضال من أجل الرقي والتطور الاجتماعي الحضاري . ودعا أيضاً الى المساواة بين الرجل والمرأة، وأكد على أهمية تعليم البنات القراءة والكتابة والحساب والعلوم بغية تحقيق وانجاز أهداف كثيرة منها تعاطي الأعمال وحسن معاشرة الأزواج ولكي لا تكون قدوة للأطفال، ويذهب الى القول:" ان حصول النساء على ملكة القراءة والكتابة وعلى التخلق بالأخلاق الحميدة والاطلاع على المعرفة المفيدة هو أجمل صفات الكمال وأشوق للرجال المقربين من الجمال لأن الأدب للمرأة يغني عن الجمال لكن الجمال لا يغني عن الأدب".

 

لم يكن الطهطاوي أديباً ومفكراً وعالماً فحسب بل كان انساناً عظيماً شغوفاً بحب وطنه، وداعية للاصلاح والتجديد والتغيير وحريصاً على خدمة الوطن والعمل على كل ما يؤول الى تقدم الشعب ورفاهيته. وقد خدم النهضة الأدبية والثقافية خدمة جلى، فألف الكتب، وترجم العلوم، وفتح افاقاً واسعة جديدة، وأسهم في تذويت القيم النبيلة والفوائد العلمية الأدبية. وبمطالعة كتبه ومؤلفاته نجد بأنه سبق الكثير في عدد من وثبات التحرر الفكري والسياسي والاجتماعي.

 

خلاصة القول، رفاعة الطهطاوي داعية تنوير وصاحب رسالة اجتماعية، أثرى ميدان الانسانيات بأعمال ودراسات متنوعة المناحي، ووضع الحياة الثقافية والعلمية والفكرية على المسار الصحيح، وأستطاع الوقوف على مواطن الداء وتقديم صورة محققة للتاريخ العربي الاسلامي قوامها الحقائق الموضوعية والروايات المستقيمة من المنطق والعقل، ومهد الطريق لبناء الفكر الأنساني التنويري والنهضوي الجديد على أسس علمية وسليمة، وتصفية الجمود والتخلف باتجاهاته وتفرعاته المختلفة.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1234 الجمعة 20/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم