تجديد وتنوير

سامي عبد العال: التنوير المُزيّف

سامي عبد العالنتيجة أنَّ التنوير ليس ذا سياقٍ في شرقنا العربي الإسلامي (وهذا يسبب إساءة الفهم المُزْمِن للظروف التاريخية)، فقد أفرزَ الواقعُ ظواهر زائفةً. ليس أقلُها وضوحاً وجود شخصيات (غير مستنيرةٍ) تتكلم وتلهج (بعبارات التنوير) طوال الوقت. والمفارقة تقول على طريقة المثل الشعبي: (القرعة تتباهي بشعر بنت أختها). فبفضل شيوع التخلف والفقر الفكري (الصلّع الثقافي)، يرفع هؤلاء السطحيون (لافتات براقة) لمواكبة المُودّة، وإحراز الحُظوة لدى أصحاب الأموال والصولجان. هم شخصيات زلقة (مُخاطيّة) ومتسلّقة وجدت في مقولات التنوير (وأفكارها الرمزية في الغرب: الحرية والنقد والتفكير العلمي والعقلانية والحداثة والتقدم ومحاربة الخرافة) نوعاً من الإكسيسوارات والأقنعة. إكسيسوارات يتم ارتداؤها في حفلات ومؤتمرات (المثقفين والكتاب) المتربحين بالكلمات الحداثية وسط محيط من (رمال الجهل) الوثير والناعم.

هؤلاء أخطر على الثقافة من (المتطرفين والإرهابيين)، على الأقل قد نستطيع معرفة مرجعية الإرهابي، وقد ندرك أين يكمُن الخلل في جهازه الفكري والأيديولوجي، أمَّا (التنويريون المزيفون)، فليس لهم كيانٌ ثقافيٌّ ولا مرجعية واضحة ولا قيم معيارية ولا قوام فكري متماسك، فضلاً عن كونّهم (كائنات سرابية) تخاتل في حضور الشمس وتتلاشي مع غيابها، وعند حلول (ظلام المجتمعات) ينطلقون إلى (العربدة الثقافية المُتلفزة) على شرف كل القيم والمعايير التي يفترضها العقل والفكر الحر. والقانون التاريخي يقول: طالما أنَّ واقعاً قد أفرز أشخاصاً في صيغ كليةٍ (أي عَمّمَ الجزئي ورسّخ الخاص)، فليست هناك من إضافاتٍ حقيقية وخصبة لبنية الثقافة وأن النتاج والحصاد سيكونان من جنس ما زَرَعَ.

لقد بدا فضاء الثقافة العربية كـ (حفلة تنكُّرية) واسعة الأرجاء ومترامية الأطراف من المحيط إلى الخليج، ومن عصر التدوين الكتابي في القرن الثاني الهجري إلى عصر التدوين الإفتراضي الديجيتال بعد القرن العشرين. وبفضل هذا الكم الهائل من (المثقفين المزيفين)، اختلطت الوجوه، وغابت الأصالة، وانحطت المعايير، وبات مدّعو التنوير صانعي (أحذية وأقنعة) بالوقت نفسه. أي غامت واختلطت معالم الرؤوس والأقدام، فهم صانعو أحذية لكونهم يدفعوا الناس لإرتياد أرض يرونها الأنسب للمآرب والمصالح، وهم صانعو أقنعة لكونهم يبدلونها بين ليلة وضحاها بحسب الرائج منها والقابل لحصد الألقاب والأوسمة والأموال.

الوضع يثيرُ أسئلةً أكثر عمقاً بشكل عام: متي يكون التنوير مزّيفاً في بعض المجتمعات؟ ولماذا لا يرى (هؤلاء التنويريون) واقعاً أكثر تدهوراً مما نتصور؟ بصورة مقلوبة: كيف يمكن لتفكيرنا الفاعل أن يمت إلى الواقع بصلة مؤثرّة؟ وما طبيعة هؤلاء التنويرين المزيفين في حياتنا المعاصرة؟ وإلى أي مدى أسهموا في (حالة الانحطاط) الجاثمة فوق أنفاس العرب والمسلمين؟!

أولاً: لم يطّلع (هؤلاء المزيفون) على أصول التنوير الغربي من مؤلفات الفلاسفة والتنويرين الكبار وتاريخ المجتمعات الغربية والنظريات العلمية الحديثة وتحولات الفكر الديني الموازي. لم يقرأوا النصوص والأفكار والنظريات المؤسسة للحداثة وتطوراتها. فقط هم يلتقطون مصطلحات حداثية ويرددونها كأنَّها (علكة) غير قابلة للذوبان. ببغاوات تنادي على بعضها البعض معتقدةً أن العالم كله كامن في أصواتها المكررة، ويلقونها بحرفيّة بإلتواء اللسان تحت أسماع المتلقين، كأنهم يتلون كلاماً مقدساً هم وحدهم الممسكون بأسراره. كما أنَّ ضعف قدراتهم الفكرية جعلهم تقليديين في ثوب حداثي مفارق!!

ثانياً: قي المقابل لم يعِ التنويريون المزيفون مشكلات الثقافة العربية الإسلامية ولا المتغيرات الطارئة عليها ولا كيف أنتجت تاريخها العميق والممتدد. لأنّ مواقفهم مبنيةٌ على اهتبال الفرص تلو الفرص نحو التربح. واللصوص دائما ينظرون إلى أية نافذة مفتوحةٍ للتسلل إلى داخل القصر لخطف ما يقع تحت أيديهم، ولا يعنيهم من قريب أو من بعيد هندسة المكان وقواعده وزواياه العميقة والشامخة وكيف تتأسس. فليست تلك القضايا هي الأهم، القضية كيف يتم هذا النهب الثقافي المنظم لرأسمال رمزي (مثل التراث والفكر والحضارة والأدب والفلسفة والتصوف) ليسوا هم إلاَّ أحد مبددي ثرائه وإبداعاته مقابل مكاسب عاجلة.

ثالثاً: انخرط هؤلاء المزيفون في تجمعات مدنية وعلمانية وصداقات عمل وصفقات مع مؤسسات دعاية وصحافة وإعلام، في خطوة يعرفونها جيداً (هم ونحن) كحلقات خاصة بديلة لجماعات الإرهاب. وكأنّهم يؤسسون نحلةً أومذهباً أو لاهوتاً جديداً في أسواق الحياة العامة. ولهذا هم حريصون دوماً على (التجمعات الذبابية) فوق (العُري الثقافي) الذي تعيشه مجتمعاتنا التعيسة.

رابعاً: تدريجياً يتحول التنويريون المزيفون إلى (شِلل وعصابات وأرتال وأرْهاط وظيفية)، وهم المجموعات أقرب إلى التكوين البرجماتي المرتبط بالتربح والمنافع وممارسة الخداع الفكري. يدافعون عن المصالح دفاعاً مستميتاً حتى الرمق الأخير. ويمكن أنْ (يفتكوا) بأي شخص يحول بينهم وبين قطف الثمار.

خامساً: التنويريون المزيفون يدمنون السلطة ويدّعون عكس ذلك. يتعاملون مع تجليات السلطة كحقائق بينما كل شيء آخر لا قيمة له. فقد يكون أحدهم متظاهراً بالإنسانية والتسامح وقبول الآخر، لكنه في واقع الأمر مشبع بفكرة التسلط والاستعلاء الخفي إلى أبعد درجةٍ. وحين يواجه موقفاً كاشفاً، ينحطُّ من عليائه الوهمي كأنه حجر ملق من السماء إلى الأرض.

سادساً: العيش المستمر في (فقاعات ثقافية) تشعرهم بالخيلاء والنرجسية. أحدهم أو آخر قد يحيط نفسه بأتباع وحواريين وأمشاج وأخلاط من الناس أشبه بالعبيد، على الرغم من كون التنوير لا يعترف بإستعباد أي شخص مهما يكن، فلا تنوير حقيقي دون إرادة تحرر ودون عقل مستقل (للمستنبر وللقابل للاستنارة).

سابعاً: مكانة هؤلاء المزيفون من السلطة مثل مكانة (الفطريات) من مواضع (العفن والتحلل)، هم عادة لُّصقاء بالأعلى، عالقين بالأهداب، منتظرين لقيمات في شكل مناصب أو توقيعات مرابحة أو تمرير فعالية براقة حول العلمانية أو المدنية أو برامج التنمية أو نقد الأصوليات لجنى المقابل المادي منها أو نهب فرص الظهور المتكرر في وسائل الإعلام.

ثامناً: هؤلاء المزيفون ليسوا أصحاب (مواقف ومشاريع أصيلة)، بل هم (ظواهر أزمة)، هم (أعراض لأمراض مزمنة)، هم أبناء (كوارث تاريخية) طافحة على سطح الحياة المشتركة. بمعنى كلما حدثت (أزمة) في دولة أو أخرى من دول العرب مثل الإرهاب وتنظيماته، يقفز أصحاب التنوير المزيف لتسّيد المشهد منددين بالارهاب والتطرف. فيصيحون من فورهم بأعلى الأصوات منافحين عن الحرية والدولة المدنية وحماية العصرنة والحداثة دون أن تكون لهم أية (صفات حميدة) من هذه المعاني. والأمر نفسه حدث مع ظواهر (الربيع العربي)، حين خرج التنويريون المزيفون من الشقوق والحفر الإجتماعية، ليغرقوا أرض السياسة وشاشات التلفاز بلعابهم السائل. ونحن نعرف أنّ (ظواهر الانحطاط) تكمل بعضها البعض، فقد يلتقط صحفي أو إعلامي متسلق أحد هؤلاء المزيفين في هذه الحفلة التنكرية أو تلك مُنّصباً إياه مفكراً كبيراً أو مثقفاً عملاقاً!!

تاسعاً: يظهر هؤلاء التنويريون المزيفون كـ (باعة جائلين) في أزقة وحواري السياسة والأنظمة والمؤسسات الحاكمة العربية. والباعة الجائلوين يحرصون على رفع الأصوات إعلاناً عن بضائعهم، كذلك (التنويريون الجائلون) يروجون لبضائعهم أمام السلطة بأعلى الأصوات الفارغة عائدين إلى تصوراتهم وخطاباتهم المرقعة باعتبارها (تحت الطلب). وقد اعتادت الأنظمة السياسية العربية في استعمالهم (كالأحذية) من مرحلة لأخرى، لكن للأسف استخدمتهم لدهس الوعي الحُر وتلويث الأفكار المستنيرة وتعطيل مسارات المجتمع المفتوح ودولة المواطنة والحقوق والعدالة.

عاشراً: هناك (درجات) لهؤلاء التنويرين المزيفين وهناك كذلك مراتب يقفون لديها، فمنهم من يفتح بالتزلف والمرابحة طريقاً واسعاً إلى الشهرة العابرة للدول والمجتمعات ومازلنا نراهم أصحاب حظوة واستشارات وأصحاب مواقع ثقافية وإعلامية مرموقة. وهناك من يشغل مساحتة الإقليمية مرتبطاً بمنابع المصالح والتمرن اليومي على التسلق الخفي. وهناك تنويري مزيف محلي (بلدي وشعبي) يحاكي في سره النماذج الناجحة في قنص المكاسب وابتلاعها وهضمها بسرعة طالباً المزيد. وهذا الأخير قد أُعطي عادة من (السماجة والجمود) ما لم يعط غيره، لكنه يتنصل مما يفعله أقرانه، رغم أنه يسير ضمن الطريق نفسه. وهذا هو السبب في أنه سيظل محلياً سائراً بوقود سري (كان نفسي كذا..) في وجود أرصدته الوافرة من الوقاحة التي تكفل له قفز المراحل قفزاً. وهناك (نصف تنويري مزيف) يمزج عقله ببعض الوقاحات والخرافات المحلية همّه الأساسي أنْ يكون (فتوة الحِتّة أو الحارة) بلغة نجيب محفوظ في رواية الحرافيش. وهناك آخر يشغل موقع (صبي التنويري المزيف) حيث يلتصق به خادماً إياه في سلسلة صاعدة من الأسفل إلى الأعلى، حيث يجثو أصحاب السلطة المباشرة فوق الرؤوس على ركبهم كالكلاب الشرسة.

 (باعة التنوير الجائلون) أصبحوا مشكلة ثقافية حقيقية فوق مشكلاتنا المتوارثة، نظراً لنصب أسواق المزايدات والتنظيرات الراكدة حول أحوال الدول والمجتمعات العربية وحول المعالجات المناسبة لظرفها التاريخي وكيف تعيش عصرها الكوني الراهن، وهم كذلك نظراً في الوقت عينه لتفريغ فضاء الثقافة من المبدعين وأصحاب الأقلام الحرة والأصيلة وملاحقة كتاب الرأي العميق واستأصال شأفتهم. إنَّ الأنظمة الديكتاتورية لا تريد تنويراً حقيقياً ولا أصحاب رأي حر ولا قيماً فكرية جديدة. ولذلك ستجد أن الأقنعة الزائفة تتواتر مع تغير الأنظمة، فقد يركب أحدهم الموجه بوصفه علمانياً متخذا من العلمانية طريقاً دعائياً بينما هو يعبر عن رغبات القطيع التي يحملها ولا يستطيع العيش دونها، ولذلك أيضاً سرعان ما يترك أطر العلمانية في وجهها الإنساني الداعي إلى إحترام الإنسان والإلتزام بالتنوع والحرية والتعددية، وسرعان ما يهمل مسئولية الإبداع والتفكير العميق والإسهام الحقيقي لا الطفيلي على أكتاف الآخرين شرقاً وغرباً.

وهذا ما جعل شعارات العلمانية الآن (هي المودة الرائجة) بعد غسق جماعات الإرهاب الديني، إذ يعلن (بائعوها الجائلون) عن (مساحيق علمانية) لتذويب بقع الدم نتيجة عمليات نحر وقتل الدواعش وتنظيم القاعدة للمسلمين وأهل الأديان الأخرى، ويعلنون عن (عقاقير علمانية) لتقوية المناعة الفكرية ضد التطرف واحتكار الحقيقة، ويعلنون عن عمليات (غسيل دماغ) مجانية لتربية مواطني الدولة على المدنية والليبرالية، ويعلنون كذلك عن (خدمات علمانية ديليفري) لإقامة ندوات ومؤتمرات في مواجهة شيوخ الدين والدعاة الجدد، ويعلنون تباعاً عن (عمليات تجميل علمانية) لتعديل المعالم والنقوش والتجاعيد البدوية الموروثة في مجتمعات دول المنطقة وسياساتها، ويعلنون مرة بعد مرة عن (صناعة علمانية) لأراء نسوية بصدد مكانة المرأة وإمكانية تحريرها وسط العادات والتقاليد الآسنة!!

كل ذلك.. ويظل (العلماني المتجول) مسكونا بإهدار الأفكار الجادة حتى داخل العلمانية ذاتها كما نشأت في الثقافة الغربية، لأنه (كما قلت) لم يعش تجاربها ولا مرجعيتها الفلسفية ولا يدرك أبعادها ولم يكن مبدعاً في تلقيها ونقدها. وفوق ذلك لا يستطيع الإتساق (ككائن مخاطي) مع معايير الرؤى التي تقدمها لأن غرائزه وأهواءه هي المقدمة على أي شيء آخر. كما أن النموذج الذي يسكونه ويعبر عنه (هذا العلماني المتجول) دون وعي هو نموذج (الشيخ – المُريد) المؤدلّج الذي ينتقده أمام المارة في الفضاء الإفتراضي وعلى الشاشات الفضية. إذن هو العلماني الذي يجسد (الشيخ- المريد) المغلق، عنيف النوايا والطوايا تجاه المجتمعات، ولا يرى غير أصابعة الغارقة ببقايا أطعمة السلطة ومهرجاناتها الغاصة بالأشربة والمسليات والرغبات الفاخرة، ليعيش الليالي سكرانا بآمال الحظوة والجنة الأرضية.

هكذا ليس إزاء الواقع العربي من تنوير بمعناه الحديث غير (الفشل الواضح) في معرفة هذا الواقع نفسه وظروف انتاجه. لقد ألقى الواقع العربي مشكلاته المعقدة فوق ما نرث ونحيا. لدرجة أنَّ الأزمة الواحدة قد تتناسل إلى أزمات حتى تخلق (قيامتها الكبرى) عقب توالدها أكثر من مرة. ولم تستطع (قراءات التراث) ولا (نقل النظريات الغربية) الدفع بفكرٍ نافذ لاختراق هذا التراكم الحاد. كلُّ شعار فكري ما لبث أنْ توهم حقيقةً هو لا يراها. فما كان منه إلاَّ أن طرح مضموناً ليس لنا تحديداً ولن يكون. نظراً لإختلاف السياق حتى وإنْ اعتمد على قرائن من التاريخ والثقافة والحياة اليومية. فأصحاب الخطاب التحديثي والنهضوي ظلوا غائبين داخل مشكلات (أفرزتها العصور الحديثة) اسماً لا جذراً، شعاراً لا فعلاً، فيما نمارس ونفكر ونعيش. راحت تحليلاتهم المستعارة تلوي عنق الحقائق حتى جاءت بتنظيرات برانية غير ذات صلة.

على المنوال نفسه، لم يكن حتى (التنويريون القريبون) أمثال سلامة موسى وشبل شميل وزكي نجيب محمود أقل انخداعاً إمام توصيفهم لقضايا المجتمعات العربية من غيرهم. فإذا كانت الحرية هي الأساس كما ضَمّن الأخيرُ في عنوان كتابه الشهير (عن الحرية أتحدث)!!، فلم تكن هناك عبر شرقنا العربي الإسلامي (ذات ولا أنا مركزية) بمعناها الحديث في أوروبا (كي تتحرر وكي تفكر فتوجد) على الطريقة الديكارتية. وحتى ليست هناك من مفاهيم لتلك الذات كي نطلب لها نقداً وعصراً جديداً وقواماً سياساً ملائماً. وبالمقابل لم تكن هناك مفاهيم حول الآخر والغير والتنوع الثقافي والإنساني قابلة للتشغيل في مجتمعاتنا. على أي أساس إذن ستكون الحرية ؟ ومَنْ سيتحرر ممَنْ؟ وما هي أطر التحرر في الزمان والمكان؟ وكيف ستكون هناك آفاق للحرية بلا مستقبل حر بالتوازي؟

لم يمس التنوير المزيف جوهر الأزمات الثقافية والسياسية، بل (استطاع التكيف والتلون معها كالحرباء) والتربح من تداعياتها بقدر ما يستطيع خدمة الأنظمة الحاكمة. مع غياب شبه تام للإبداع الحقيقي والمحاولات العميقة والدؤوبة للنهوض بالفكر. فأية مبادلة نظرية (بين نتاج الثقافة الغربية والشرقية) وتحويلها إلى شعارات جذابة هي بمثابة (هدنة) لم تُزد الواقع غير التسويف والمراوغة.

 

د. سامي عبد العال

 

في المثقف اليوم