ترجمات أدبية
قصائد مختارة (1-2)
للشاعر الأمريكي المعاصر سكوت ماينار
ترجمة: صالح الرزوق وسكوت ماينار
تنويه: لدى الشاعر سكوت ماينار الاستعداد لتلقي أسئلة قراء المثقف والرد عليها بأسرع وأقرب فرصة ممكنة. ويمكن اعتبار هذه المنتخبات مقدمة للتواصل الحر والمفتوح مع الشاعر.
يعمل سكوت ماينارScott Minar حاليا في جامعة أوهايو/لانكستر، ويدرّس الأدب الأمريكي المعاصر. كما أنه يشارك في تحرير مجلة (كريزي هورس) الإبداعية المحكمة التي تصدر عن الجامعة. وله عدة مجموعات شعرية منشورة من أهمها: نيران الجسم، الاستقلابات، أوهام حقيقية. ولديه مشروع قصيدة طويلة قيد الإنجاز بعنوان (قصر العقول). بالإضافة لكتب عن آلية الكتابة والإبداع. كما أنه عازف على الغيتار وكاتب للأغاني.
*ديونيسيوس
Dionysus
الرب الأخير ديونيسيوس الذي دخل الأوليمب،
التفت لتمثاله والذي لا يزال يتحرك، ويلقي العظات على الآخرين حول الخمور.
كان بمقدور شفتيه المتحجرتين أن ترشفا، قبضت يده الغرانيتية كوبا بأناقة مثل عصفور يتمسك بغصن.
قال بعضهم، لقد فقدنا الاتصال معه،
ولكن لا تزال التقارير تتوارد. في اليونان استعانت سفينة مبحرة بشاعر
ليشرح معنى البحر الداكن كالخمرة.
سادن لو ترين بلو (١) دعا لوليمة تتخللها طقوس جنونية
والقليل من التمثيل المسرحي.
والإغريق الماسينيون رسموا اسمه على حجرة وألقوها في البحر.
ورجل عجوز، ثمل قليلا، وقادته خطواته المترنحة لزقاق رو مادلين(٢)،
وتخطى قوسا من الزهور الصفر المتوجة بثمار الصنوبر.
- كثير من الأكواب امتلأت وفرغت - الكثير من الأوقات مرت بتكاسل.
- واسم الدخان تصاعد مع الريح واستقر على صخرة بروميثيوس.
.................
(١) مطعم معروف في باريس.
(٢) اسم منطقة كان فيها مقر الغستابو.
*السر مكنون في الجدار
The Secret in the Wall
هل تسمعون؟ أيها الماهرون في توزيع بطاقات اللعب،
أيها الآثمون في مناشر الخشب والأعمدة المتسترون في نفايات الجرذان
ومفاتيح الأشخاص المجهولين.
لغز العدو تجده في المرآة. هل الذي في الخلف خيال أم أنه أنت؟.
شاهد ما تريد أن ترى، ما توقعت أن يعيش بين الذئاب،
العويل الطويل للسهوب السيبيرية لا تزال ترن في أذنيك.
مع أن حياتي تتقدم خطوة زاحفة في كل مرة،
أنا أمشي في هذه المساحة بالمقلوب رأسي للأسفل وووجهي نحو الخلف
- وهذا هو الشيء الوحيد الذي له معنى عندي.
*نقوش
Transcription
أطفو على ورقة تسير نحو نهاية النهر الإسمنتي،
ثم رأيت الجدار، فقلت كلمة لأهشمه. وها قد تهشم.
طلبت العفو من آكل السمك،
ونظرت في عينيه فرأيت مجرّة من المشاعر.
يا لها من مفاجأة، الشفرة الأساسية للوجود مزروعة هناك.
في عينيّ، غالباً، تجد نوعاً آخر من المفاجآت..
هراوة من الأمل والمشكلة أنها تضرب جزءاً آخر مني.
فأنا أخي، وأحياناً أكون أختي.
وأبونا هو الريح التي تلطمنا بقدميها طوال الطريق.
وربنا حاضر في الشمس ويغمس نفسه
في حدقات بيض مثل زهرة.
*عزيزتي أناستاز
Dear Anastasia
آه يا تكاليف الخطيئة،
أيتها الحسابات الداخلية للامتناهي
- آه يا مرض شبابي- لقد توارى عامل المصعد
في فراغ التاريخ- في أعلى كمي، هناك ريح متجمدة.
ومتشرد ضاع بين النفايات والأزقة،
وقبضات دراجة هوائية منسية لها لون أزرق مشعّ مصنوع من فينيل الكلور.
الطفلة مؤمنة جداً بنفسها وها هي الآن
حفنة من هبوب الرياح،
وزخة من المطر الذي يسبق المجزرة
– كل نفس يدخل هو شرارة لشيء جديد،
ولكن لا يمكن تكراره.
*شيطان آخر
Another Devil
لا يمكن أن تقول إنك فشلت في دورك كشيطان آخر
في كل مكان أمر به الأشياء تزدهر،
الورود السود، والأعشاب ذات الرائحة الكريهة، والأولاد الصغار.
حقدي أصبح مصورا.
والبخار يخرج بسحابات من أذنيّ
في أغرب اللحظات.
من جهة أخرى،
أنا لست ناجحا في الغرام
أيضا. في الحقيقة،
أنا بائس فيه، القبلات باردة،
وأغرق بالصمت اللامتناهي،
كأنني أضع مكبّر الصوت أمام المرآة
وأحلم
بشخص يستمع لي.
وها أنا أمامكم- قبل الفورة
التي تسبق حروب الإغريق-
أدندن بكونشرتو أرانجوز
في شارع مقفر.
وكل ما أريد
فرصة إضافية
لأنقذ نفسي أو ألعنها،
وأتبع بوصلة أخلاقي
وأسافر مثل الريح.