ترجمات أدبية

بحيرة من الدم

صالح الرزوقأولشاس جانيداروف

ترجمة صالح الرزوق

مسرحية المخزن ( 5 – 5)

 

 (تحضن  زياش كارليغاش بقوة، ثم تجلس على الأرجوحة. وتحاول كارليغاش أن تنتزع نفسها منها، لكن  زياش لا تفلتها. وفي النهاية تخف قبضة  زياش وتبتعد كارليغاش عنها).

كارليغاش:

تابعت العمل وجاءت العائلة لتشاهد البنات. ومنحت المعلمة كل بنت ثوبا جميلا، ولم تحلق رؤوسنا، ولكنها حذرتنا:

زياش:

لا تذكرن أي شيء سيء عن المخزن. اذكرن أن الطعام وفير، ولا أحد يضربكن. وأنكن شاهدتن الساحة الحمراء. وكسبتن ما يكفي من النقود.

كارليغاش:

هذا ما قالته البنات. وكان ذلك بسبب الخوف. أخبرتني تانيا أن المعلمة لديها أقارب يعملون في كازاخستان في الأمن. وشاهدت أمها وانفجرت دموع أمها، لأنه لا يمكنها أن تفعل شيئا. وقالت جدة آنيا – امكثي هنا لأنه لا يمكننا أن نطعمك في البلاد. وكانت لكل شخص قصة مختلفة. وهكذا فهمت أنه ليس بوسعي أن أعلق أملي بأقاربي. إنهم ضعفاء. لا مكان إلا للقوي. فقط الأقوياء. ولم أبكي. وإلا ستنتبه المعلمة وتقتلع عيني.

زياش:

لم أكن قلقة وانتظرت الربيع. وخططت للعودة إلى البلد في الربيع، وكان من المفترض أن يكون المسجد جاهزا في عطلة الربيع خلال نوروز. وشعرت بالأمان. وكنت أعلم أن الله بجانبي. في البداية فكرت بأختي إيغول. سأمنحها المخزن. ثم أشرقت برأسي فكرة عن من يستحق المخزن – وجدت مشتريا. ، شريكا، كنا نبيع "الغبار الأبيض" معا، وهذا كل شيء. كان مؤثرا وغنيا، وجاهزا ليدفع مهرا جيدا kalym. فقد أراد إحدى بناتي، وحينما نظرت له، لاحظت أنه لن يخذلني. في كازاخستان كل أجزاء المسجد – المحراب ،و القبو، والمنبر، والقبة – كانت جاهزة. وفرحت لما سمعت ذلك. وحينما بدأ العمل بالمئذنة أدركت أننا سننتهي عهما قريب. وانتظرت الربيع على أحر من الجمر. عامنا الكازاخي الجديد سيحل سريعا.

كارليغاش:

كانت آنيا أجملنا. كنا جميعا نحلق في أيام الجمعة. لكن باستثنائها – كانت هناك حاجة ماسة لجمالها. اقتربت من آنيا وقلت. لماذا لا نهرب؟ فأخبرتني عن ابنها. كان لها ابن في كازاخستان. ونظرت إليها وأنا أصغي – إنها حاملة مجددا. فقد استخدمت أكثر من سواها. ولم تخبرني بهذه المعلومة. إنما علمت لاحقا أن هناك من يريد شراءها. رجل مؤثر وغني ومتميز ودفع مهرها. ووافقت جدتها والمعلمة وهكذا اختفت آنيا. قدمت لها المعلمة ثوبا مزخرفا. واجتمعنا في المساء. وشربنا الفودكا وغمرتنا السعادة. وبعد ذلك جاءت المعلمة وضربتنا جميعا مجددا. قلت ضربتنا.. والحقيقة إنها اكتفت بالمراقبة وأنا أجلد سفيتا وليزا تضرب تانيا.

زياش:

تلقيت أضحية من آنيا. واعتنينا به لتحضير sogym ، لحمة تساعدنا في الشتاء. وفي تلك الليلة حطم بعض الفاشيست النوافذ في المخزن مجددا. والله وحده يعلم إذا كان بسبب وفاة متشرد أو بسبب الأضحية. تكلمت مع أمانتي وطلبت منه أن ينتظر في المخزن ويعتني به. واتصلت بالشرطة. برجلي، وعرض علي بعض الشكاوى – بعض السكان المحليين تحسسوا منا ويرغبون بإزالة مخزني. فرميت تلك الأوراق وقلت "على الناس أن يشكروني لأن مخزني رخيص الأسعار. ومناسب. فما المشكلة؟". وقدمت له الشراب، وتكلم عن المتشرد مجددا. ماذايمكن أن نفعل؟ أفشيت له سر المسجد فهز رأسه وقال: هذا عمل جيد، apashka.

كارليغاش:

فكوا السلسة وبدأت أفكر أين أذهب الآن. جاءت إيرينا، واحدة من النساء، زبونة تعيش بالجوار. ولم يسأل أحد عن أي موضوع. لكنها سألت: كيف الأحوال، وكيف حال زوجك، وابنك. قدمت لها بضائع جيدة، البطاطا والعنب. وأعتقد أننا أصبحنا صديقتين. وكانت الندوب تملأ كل عنقي. وكانت عندي فكرة أين يجب أن أذهب. ولكن ليس للشرطة. وهذا مثل أحوالنا في الوطن. وربما هذا هو الحال في كل مكان. الإنسان يكون مختلفا إذا ارتدى البذة الرسمية، كأنهم مقيدون بالسلاسل. ويبدو أنني أكثر حرية منهم. ويمكن لإيرينا أن تعينني.

(تهبط كارليغاش مجددا من الأرجوحة. وتحاول  زياش أن تتمسك بالقبضة، ولكن كارليغاش تدفعها بعيدا. وتحرر يدها وتبتعد عن الأرجوحة. وتنظر بحنق لزياش).

كارليغاش (تتابع):

أول مرة لي وقعت هنا. لم يكن سيريك. ولكن غيره. لا أعرف اسمه ولا أتذكر وجهه  - فقد أغرقتني المعلمة بالكحول. وحصل ذلك في نفس الغرفة. وأريد أن أنسى كل شيء. لكن لا يمكنني. كان والدي يخبرني دائما – البنات الكازاخيات مدللات. يحصلن على الدمى في الطفولة، ويحيط بهن الاهتمام ويكن محبوبات. ثم يتم الزواج فيحصل العكس تماما. ولكن ما دام هناك وقت يستمر الدلال. وأفكر من هو فارس أحلامي، dzhigit، من سيكون؟. من سيكون بطلي ويطاردني في كل مكان، kyz kuu؟. ثم تعودت على ذلك. اعتدت على الغرفة. ولم أكن أود أن أحمل. فحكاية إيجان معروفة ولا يمكنني تكرارها.

 زياش:

هذه تكهنات. والخطأ خطأهم. لا تخبريني عن أي شيء. الرجال هكذا دائما. عموما، هم يحبون ذلك. هذه هي الحكاية. وأعلم. إنه ممتع أكثر من الفودكا. ثم لا توجد كاميرات هناك. إنهم يتصرفون بسرية تامة. ولم أجبر بنتا متزوجة على تلك الفعلة. لو لديهن رجل، يمكنهن مرافقته هو فقط. أنا أحترم القوانين. ولكن إذا كنت مكتئبة ووحيدة، يجب أن تتوقعي ضيوفا في المكان السري الصغير. وعاجلا سأنتهي من المسجد.

كارليغاش:

كانت نوبتي وتسللت مجددا دون أن يلاحظ أحد أنني ألملم أشيائي. واتجهت للشارع. وكان الربيع قد حل علينا. وكنت أعرف البيت الذي تعيش فيه إيرينا. ذهبت نحو المدخل. وجلست هناك وانتظرت. انتظرت كل النهار. وخيم المساء – وظهرت أخيرا. وكانت تتكلم بهاتفها. نظرت لي ونظرت لها. ولم تعرفني أول الأمر. فقد التقينا من قبل في المخزن فقط. تابعت للمصعد فتبعتها. وهناك أخبرتها بكل شيء. وقفنا أمام باب شقتها. وهناك شعرت بالغثيان. كنا قرب المصعد. فقالت: ما الأمر؟. ما الموضوع؟. كنت أترنح. كما يحصل عند الأرجوحات. وانتشر الألم لمعدتي. فنظرت من النافذة. كان هذا هو الطابق التاسع. ولم يسبق لي أن صعدت لهذا الارتفاع ودخلت إلى شقتها. وطلبت منها أن تسمعنا بعض الموسيقا. فالموسيقا لم تبلغ مسامعي منذ عهود بعيدة.

زياش:

أخبرتني الوالدة كيف كان أبي وجدي يعتنيان بالقطعان. كان والدي يرعاها في الصيف. Djailyau. كل عام ولشهرين. يجلسان في موضعهما وينتظران. هذا كل شيء. كنا منفصلين دائما. ولكل واحد منا موضعه. ولم تكن لدينا أحاسيس بالجماعة أو الأمة. وكنا نحن  ألد أعداء أنفسنا. نحارب من أجل المواشي وأراضي المرعى. جدي قاتل أيضا. ولم يكن يحب غيره من الكازاخيين. ويحترم عائلته فقط. ولا يثق بأحد آخر. لكن أنا كنت لا أثق بعائلتي. وأختبر ولاء أي شخص. وقلت للينا: أخبري آنيا أنك تريدين الهرب. وأخبرتها. فقالت لها آنيا: سأفكر بالموضوع. وآنذاك فكرت ببيعها. هل تعتقدون أنني مخطئة؟. أنا أبذل في سبيلهن كل شيء، أدافع عنهن، وأقدم لهن الطعام، ومكانا للنوم، ومع ذلك تفكرن بالهرب. وحينذاك أحضروا لي هذه.

كارليغاش:

اعتدت على أن أكون مخدوعة. حينما كنت في المخزن حاصرنا المنافقون. كان الزبون يأتي وتختلسين منه قليلا، أو أن ناتاشا تنشل القليل من آلة النقود. كانت تغش المعلمة. وكانت سفيتا تدعي أنها لن تشارك بالضرب. لكن ما أن أستدير بظهري حتى تنهرني. وإذا طلبت مفاتيح الحمام من ليزا لخمس دقائق أجلس هناك لنصف ساعة لأستريح. وأحيانا تزعم آنيا أنها ستتخلص من هذه السيجارة. وأنهاا كارهة لها. و أصدقها لكنها فورا تبلغ المعلمة. وتضربني المعلمة لأنني أحمل مثل تلك الأفكار. الخديعة في كل مكان. وبينما كنت أستمع للموسيقا نظرت إلى الأعلى وشاهدت شرطيا قادما نحوي في الشقة. وفهمت كل شيء. فهمته فورا.

 زياش:

أعادوها بمعية واحدة من الزبائن. امرأة بذاتها. محلية. وأخبرت كاتيا – لم أضربها أنا أولا، ولكن قلت لها – ما هي العائلة؟. دائما ستكون ضارة هنا إذا كنا نتصرف دون تآزر، وإذا استبدلنا رعاية الله بغيره. معا سنكون مثل النار، وإذا تفرقنا كل على حدة  لن تشتعل النار. هذا ما أكده لي الشيخ. وقلت لها أيضا: لماذا تفعلين ذلك معي. لماذا؟.

(تقترب  زياش من كارليغاش، وتدفعها بقوة. تسقط كارليغاش، وتستلقي دون حراك. ثم تجلس ببطء على الأرض).

كارليغاش:

لاحقا سألت إرينا: لماذا أخبرت عني؟ فقالت: لأن البيض الذي تبيعينه يكلف 30 روبلا. ولن تجدي أرخص من ذلك في أي مكان. إنه مخزن جيد ومناسب ولا يبعد كثيرا عن البيت.

وهكذا وقفت عند المنصة مجددا . ثم جاءت. وكأن شيئا لم يحصل. والتقطت خيارة ونظرت لي. كنت قد تلقيت الضرب بما فيه الكفاية. وقلت تلك الأسنان لي. ويمكنك شراء الفودكا منا ليلا. والخبز بنصف سعره. ولا يجب أن تذهبي كل هذه المسافة إلى السوبر ماركت. نحن مقنعون. ومناسبون للجميع. تقريبا لكل شخص.

 زياش:

وبدأت أفكر بالخطوة التالية. هذا كل شيء. ماذا يجب أن أفعل لبنت مثلها؟. حينما جاءت كسرت لها أسنانها الأمامية. وطحنتها وخلطتها مع الحليب. وأجبرتها على شربه وإغلاق فمها. أمسكي لسانك. وأغلقي هذه الفجوة. ولا تدعيني أشاهد أسنانك. لقد بدأت أشعر بالقرف منها. ثم أدركت أن الله يختبرني ويطلب التضحية. في قريتنا كل عام نختار كبشا أبيض ونضع علامة على جبينه ونكتب "كبش للتضحية boz kaska". كنا نجهزه ونقدمه للقدير. ثم تتحسن أحوالنا. وكاتي هذه هي أضحيتي boz kaska.

كارليغاش:

نادت علي وقالت:

 زياش:

سأبيعك.

كارليغاش:

نسيت كيف أفتح فمي. ولزمت الصمت. فقد فقدت عشر أسنان. أجمل أسناني. وقفت هناك بصمت. فقالت:

 زياش:

هذا أفضل لك – وسيكون أفضل لوالدك.

كارليغاش:

التفتت للخلف زكان في يدها مبلغ من النقود.

 زياش:

هذا لأبيك.

كارليغاش:

هكذا قالت. وانصرف الجميع عني منذئذ. تانيا وسفيتا وليزا وحتى سيريك. لم يصبوا لي الفودكا. وهذه علامة سيئة. فأنا على وشك الضياع. وهم يجهزونني. حينما باعت آنيا تصرفوا بنفس الطريقة معها. لم يقدموا لها الفودكا؟. ولم يحلقوا لها شعرها. وكان عملها أقل. أين سيبيعونني؟. قالت:

زياش:

ستعلمين لاحقا. أعطوني 100.000 في الساونا. ولكن ليس من أجل هذه. بمقدوري بيع تانيا. فهي ذات جاذبية. وسيتقبلونها. ولكن هذه لن تجدي نفعا. فهي مليئة. ورأسها الصغير مستدير. وأسنانها. إنها جنوبية معقدة. استفسرت بين الغجر. وقالوا إنهم سيفكرون بها – ولكنهم بحاجة للصغار. البالغون يتسببون بالمصاعب. أضف لذلك، إنهم سألوا: هل لها يدان؟. وفهمت الغاية من السؤال. هذا كل شيء. يمكن بيعها بسعر أعلى دون يدين. تكون الحياة هكذا أسهل. ولكن المسجد سيكون جاهزا عما قريب. وقد اشتريت بطاقة العودة للوطن.

كارليغاش:

في إحدى الأمسيات كنت أنظر للأطعمة التي انتهت صلاحيتها وجاءت ومعها حزام – حزام بثلاثة شعب جدلية. وقالت:

 زياش:

قفي.

كارليغاش:

ربطتني وذراعي الأيمن مرفوع. وقيدته بكتفي بالحزام الثلاثي. ونظرت له وقالت:

 زياش:

هكذا ستكونين من الآن فصاعدا.

كارليغاش:

وغادرت وجلست – وأنا أعتني بالأطعمة الفاسدة بيد واحدة. ماذا اعتقدت؟هذا نوع من العقوبة. وأنها قررت أن تلقنني درسا. واستمر الحال هكذا لأسبوع. ثم إثنان. وثلاثة. واعتدت على ذلك.

(تقف كارليغاش، وتضغط ذراعها الأيمن على بطنها. وتسير للأمام والخلف هكذا.  زياش تنظر لها بضبابية. كارليغاش تجلس ثانية على الأرض).

 زياش:

وبعد ثلاثة أسابيع أخبرت أمانتي أن يرافقها إلى العيادة. وهذا كل شيء. بسيط جدا. ذراع واحدة.

كارليغاش:

في ذلك اليوم فكت إساري من الحزام. وكانت ذراعي كأنها لا تخصني.

 زياش:

تحمل أضحيتك لعيد الفطر وتربط قائمتيها الأماميتين بواحدة من الخلف. ولكن إحدى القوائم تبقى بلا قيد. هذا كل شيء. وقبل ذلك تختار السكين.. ويجب أن تكون مشحوذة وكبيرة. وعلى القبضة أن تكون مناسبة كي لا تفلت من راحة يدك. ثم تصنع ثقبا بعمق غضروف الركبة – ومنها يتدفق الدم. ثم تربط الأضحية. وعليك الاحتفاظ برأسها نحو القبلة. باتجاه مكة. وهو اتجاه المسجد. ثم تطلب المغفرة للحيوان وتذبح رقبته.. عظمة الفخذ Zhanbas تذهب للضيوف المهمين.

كارليغاش:

كان صديقها الجراح مريضا وتأجلت العملية ليوم. فرافقني أمانتي بالعودة إلى المخزن. وحبسوني في خزانة. كنت أعلم ماذ يجري بالضبط. غدا سيختلف كل شيء. وفكرت بوالدي. ولم أكن أفكر بالنقود. فهي غش ونفاق. ولكنني اعتدت على ذلك. وفقدت الإيمان بنفسي. وشعرت بالغضب منها. وبدأت أفكر بالانتقام منها. لا يمكنني قتلها. ولكن يمكن أن أحرمها من حريتها. أسجنها. وأسمح لها بالحياة في السجن. وبدأت أصلي. وأطلب المساعدة من الله. أن يتصرف. حتى لو وافاني الأجل المحتوم. قد يتغير شيء ما. ثم تذكرت اسمي. فاسمي ليس كاتيا بل هو كارليغاش. وأنا سنونو.

 زياش:

اصمتي. أنت.

كارليغاش:

أنا لست كاتيا. أنا لست كاتيا.

زياش:

حافظي على هدوئك.

كارليغاش:

اسمي كارليغاش. اسمي كارليغاش.

زياش:

اخرسي. في ذلك اليوم دعوت الجميع وتلوت عليهم حكاية النبي أيوب. لقد تحمل كل شيء. فالله قتل أبناءه وأفنى ثروته. وأصابه بالأمراض. ولكنه تحمل كل شيء. واعتكف للصلاة. وألهم الله أقاربه أن يهجروه. وأرسله إلى المنفى. وفرقه عن زوجته. لكنه آمن بالله واعتكف للصلاة. ثم أعطاه الله كل شيء.ضعف ما كان لديه.

كارليغاش:

(بهدوء).

اسمي كارليغاش. أنا كارليغاش.

 زياش:

عاش أيوب لفترة طويلة حياة سعيدة. ومنحه الله القدرة ليقوم بالمعجزات. وهذا مكتوب في سورة 38: "إنا وجدناه صابرا. نِعْم العبد". نِعْم العبد. هل فهمت شيئا؟.

كارليغاش:

سمعت وأنا في الخزانة ما كانت تقرأ. وحل الليل والهدوء.

(ثم ينبعث الضجيج. وتشرع الأرجوحات بالتأرجح تلقائيا. تجلس كارليغاش على الأرض وتنظر لحركة الأرجوحات. وتدور  زياش حول الأرجوحات).

  زياش:

في تلك الليلة سقطت بالنوم. لأول مرة من ست سنوات. كنت أستمر بالعمل في الليل مثل الجيمع. ثم بدأ ذلك. اعتقدت أنني أحلم. وأنني في كابوس. هناك كثيرون. دستات منهم. وبدأت أعدو في الباحة.... وطاردوني. وآخر شيء أتذكره – هلال معلق في السماء. مثل الهلال الفضي المعلق على مسجدي. المسجد الذي لم أشاهده. هذا كل شيء.

(بدأت الأرجوحات تتأرجح بدورات واسعة. فأوسع. تقفز زياش حولها بمحاولة لإيقافها. ولكنها لا تفعل شيئا. وتقترب زياش منها. تقترب كثيرا. ولكن يرتطم وجهها بزاوية معدنية. تسقط على وجهها. وتنظر كارليغاش لمعلمتها نظرة غائمة. وتجدها مستلقية بلا حراك والدم يسيل حولها).

كارليغاش:

هذا من الله. هو من رأى وهو من تصرف. ولا تفسير آخر. وحده القادر على ذلك.

(تتوقف الأرجوحات عن الحركة. تنهض كارليغاش من الأرض. وتقترب من  زياش. وتنظر نحوها. وتتوقف الأرجوحات عن الحركة).

كارليغاش (تتابع):

شخص ما قتل روسيا – ثم هاجموا المخزن. إنهم حليقو الرؤوس. وليس نحن. وليس بوسعنا فعل شيء حيال ذلك. ولكن من يهتم؟. لا أحد يهتم. أولا حطموا النوافذ. ثم ركلوا الأبواب. ثم شرعوا بضرب الجميع. وكنت جالسة في الخزانة. كلهم شباب يافعون. ولهم أصوات عالية. وتابعوا الصراخ: روسيا للروس. روسيا للروس. ولم يجدوني. ولكن وجدوا الأخريات. تانيا وسفيتا وليزا وسيريك وأمانتي – وألحقوا بهم الأذى. ولاحقا نقلوا إلى المستشفى. هربت ناتاشا بعد أن سرقت كيسا من النقود. ووجدوها في وقت لاحق. كانت تريد أن تلتقط لنفسها صورة في الساحة الحمراء.

(تقترب كارليغاش من الأرجوحات. وتنظر لزياش المستلقية على الأرض).

كارليغاش (تتابع):

كانت مستلقية في الباحة قرب أرجوحات الأطفال وهناك دماء غزيرة. مثلما كانت تحب. وجاءت الإسعاف. والشرطة أيضا. وعزفت الموسيقا في مكان ما. ولكنها كانت قد اختفت. وهذا ما أراده الله. إنه كل شيء. ونظرت إليها وهي في الأرجوحات. وتذكرت الوالدة. فقد قابلت والدي في االأرجوحات altybakan. وخرجا بنزهة ولعبا بالأرجوحات. وكان الجميع حولهم. شباب وبنات. وانتهى بهما الحال على أرجوحة. وهذا هو القدر. وقف كل منهما على طرف. وتأرجحا للأمام والخلف. أمام وخلف. أمام وخلف.

(تمسك كارليغاش بيدها أرجوحة وتهزها ببطء للخلف والأمام).

نهاية المسرحية.

 

......................

الترجمة إلى الإنكليزية: جون فريدمان.

أولشاس جانيداروف Olzhas Zhanaidarov كاتب مسرح وسيناريو مولود في كازاخستان ويعيش في موسكو. له عشرة مسرحيات مطبوعة. والمترجم جون فريدمان John Freedman  له 80 مسرحية مترجمة من الروسية إلى الإنكليزية.

 

في نصوص اليوم