أقلام ثقافية

وللأمانة اكتب

akeel alabodاتق الله وانت تكتب حرفك، واعتقد ان ما تكتبه سيكون أمانة في رقبتك الى يوم يبعثون. اتقي الله وانت تكتب فكرة ما او موضوعا، كون ما تكتب يعد مضمونا اوجوهرا يعيش في اعماقك؛ هو يشبه مولود تحمله أمه، هذا المولود في داخله بصمات أب وأم، جينات وراثية، هذه الجينات بها يعود المولود الى اصله، فأنت ايها 'الكاتب العظيم' لا يجوز لك ان تسمع لعالم معروف في كاسيت وتدور حول أفكاره لتنشر موضوعا يحمل اسمك، عليك ان تشير الى اسم العالم، او العلامة الذي استمعت له وتشير الى المصادر الخاصة بذلك، يعني primary source , و secondary source

الكتابة مهنة وصنعة مقدسة، كما يقولون، هي تشبه علاقة الزوج بزوجته، هي لا بمكن ان يدنس ارتباطها احد. لذلك هذه الايام ارى موضوعات تحمل اسماء كبيرة وهذه الأسماء الكبيرة دخلت على اسماء اكبر منها وأعظم، لكنها للأسف أوحت الى الاخرين ان موضوعاتهم مطرزة بأسمائهم فقط، أوحوا الى السذج من العامة انهم هم مؤلفو هذه الأنماط من الكتابات.

طبعا هذا الكذب والتسلق اشتمل الأبحاث العلمية، و مجالس المفاخرة، واشتمل ايضا هذا الذي بموجبه يحلق فلانا وعلانا ليسوقوا أنفسهم على انهم علماء كبار. طبعا ايضا من الضروري الاشارة الى انه مع احتراماتي للدرجة العلمية التي اسمها الدكتوراه، والتي أسجد لها كما أسجد لرب العالمين، لكنني ما عدت خاشعا راكعا ساجدا بعدما تم الترويج لأرقى شهادة في التركيب العلمي على اساس هذا النمط الساذج من المجاملات الركيكة، ليتم منح الدكتوراه الفخرية لذاك وذاك، ولكن هذا الكلام ليس المقصود به فطاحل الادب والشعر والعظماء والاوفياء اقصد هؤلاء الكبار الذين تراني انحني لقصائدهم، انما هنالك غصة اريد الاشارة من خلالها الى اننا بحاجة الى تطهير أعلامنا الذي يطبل لفلان وعلان من الناس الذين تسللوا على حساب تاريخ كبار العلماء والعظماء، ولم يذكروا البته في كتاباتهم عن المصادر الاساسية لبحوثهم. طبعا هذا الكلام يعد تنبيها لمن تسول له نفسه ان يحيا الشهرة على حساب من سبقوه دون ان يذكر أسمائهم وللأمانة اكتب.

 

عقيل العبود/ ساندياكو

في المثقف اليوم