أقلام ثقافية

للمرأة يوم

amira-albaldawiتنظر بعيدا بعينين  محدقتين في الفراغ  ..خائفتين  لا .. حالمتين لا .. سعيدتين فرحتين الف لا .. وحتى اذا امتلأ الفراغ بالضجيج والناس  فهي واثقة  تحدق الى الامام .. امتدت يد جذبتها بقوة  قيدتها  بقطعة حبل ودفعتها الى الطريق  وصوت يردد ورائها انطلقي ..اسرعي .. طريقك طويل  وصعب وزادك  قليل  والمخاطر بك  تحيط .. لم تتسمر مكانها ولم تبكي ..لأنها هي  من تلد الرجال  .. وعليها  حمل  الأعباء والاثقال .. والحياة بدونها  لاتستقيم ... بيدين مغلولتين مقيدتين عاجزتين  قادت مسيرتها لابد ان تتعثر  .. لم تكن بيئتها  يوما قاسية ومعادية وكارهة كما هي الآن ..كم بادلتها قسوة بصبر وكراهية بحب  وتلازمت  دموعها وابتسامتها  واحزانها وفرحها .. أحاول ان ارسم صورة لها لأهديها  توقفت الفرشاة وضاعت الالوان  وانا  امر على احداثها وصورها واحصائياتها وفجائعها ..ولكن اليوم يومها لا اريدها باكية ولااريد ان ابعث فيها اليأس والخوف والأحباط .. اريدها اليوم  تروي قصتها بتلك العينين لا بالحديث وسأجمع من لؤلؤهما قارورة  واستميحها عذرا اذا شاركتها وجلست بجوارها ولكن من يملأ قارورتي ؟.. لسنا البواكي دموع  ولا زفرات وانين .. انما نروي حكايانا  بالضحايا  والاحداث الجسام  .. يسهل الصعب  ويخف الحمل الثقيل اذا  تكاثر المؤازرين  فما بالك كلما زادت همومك زاد الشامتين  .. لك يوم  .. ستبقين مهما ثقلت  أحمالك نخلة ترفعين الرأس وتشمرين سواعدا لطالما ذادت عن نهريك الخالدين ..انت العراق فليس غيرك يستحق الأسم والصفات .. ويومك ليس يوم  انه  كل السنين ..لك اليوم ننحني  ونقبل منك الجبين .. من الشمال الى الجنوب وشرقا وغربا تجوبين بحثا عن شجاعك، فارسك، قنديلك، فلذة كبدك، تودعينهم  ابطالا و شهداء تستقبلين .. لك اليوم أنشودتي انت موطني وانت أمي وانت الحنين .. هيا معي سنكتب التاريخ جديدا  بتلك الجراح قبل ان  يجف   مداد السنين

 

د.عامرة البلداوي

8/3/2016

 

في المثقف اليوم