أقلام ثقافية

ياسر man

rahman khodairabasمن البرامج اليومية التي تقدم الى المشاهد العراقي في الليالي الرمضانية، برنامج ياسر مان.

وهو من البرامج التي تصنف بأنها ترفيهية ومسلية ومضحكة.  لكن البرنامج المذكور أثبت للمشاهد أنه  غير تربوي وغير ترفيهي. ويميل الى الابتذال في كل شيء، ابتداءً من شخصية مقدم البرنامج الى طريقة عرضه. وانتهاءً برد أفعال الضيف العنيفة و التي تميل الى إثارة الغرائز المتدنية عند الانسان.

يعتمد البرنامج على إستفزاز الضيف تدريجيا، بالإستهانة من قدراته الفنية عن طريق استطلاعات مزيفة للرأي. ثم يأتون بإمرأة كضيف آخر. سرعان مايسعى المقدم الى إستفزازها. فتنشب معركة كلامية يتم طرد الضيفة والتي هي ممثلة ايضا. وحالما تنسحب حتى يبدأ مقدم البرنامج في كيل الاتهامات الى الضيف الرئيسي، ويتهمه بالإنحياز الى الضيفة التي إنسحبت. ثم يحاول قطع التصوير ويوجه للضيف الاهانات. مما يتسبب في خروج الضيف عن طوره، ليصبح شخصا هائجا ويبدأ بالعراك بالايدي او برمي الاجهزة على المقدم الذي يحاول إثارته اكثر بالحط من قوته وقدرته محتميا ببعض كوادر التصوير او مايسمي ب البدي گارد. وحينما يصل العراك الى ذروته. يقوم المقدم بالإعتراف بان البرنامج هو كاميرا خفية.   وان البرنامج كله مفتعل للإيقاع بالضيف.

لكن هذا البرنامج والذي يعرض على ملايين الناس هو غير أخلاقي وغير تربوي وغير ممتع!

فهو يشيع ثقافة العنف والضرب والاهانة والاستفزاز من أجل إستدرار ضحكة ساذجة من المشاهدين. كما أنه يشجع على إثارة أحط النزعات البشرية،  حيث يلجأ المقدم الى إذلال متعمد لضيفه، مما يدعو الضيف للثأر من كرامته عن طريق الضرب بعد ان يستنفد كل مساعيه في تلافي وقاحة المقدم المتعمدة .

مما يعني انه يفتح نافذة للعنف امام جمهور العوائل واطفالهم وشبابهم  من مشاهدي الشاشة الصغيرة.

ان اساليب بناء الصرح التربوي والأخلاقي للجيل. يتم عبر إشاعة روح الحوار الهاديء والجميل بين المتحاورين حتى يكونوا قدوة للنظارة من بسطاء الناس. وحتى اذا تطلب الامر الاحتيال على الضيف من أجل إستفزازه، لاينبغي ان يتم  بصورة تحط من قيمته . او تدعوه الى الخروج عن اللياقة والمألوف.

ان البرامج المضحكة يجب ان تُقدم بعد أنْ تمرّ بغربلة من قبل مختصين في علم النفس  والذين بدورهم يبحثون عن النكتة الهادفة والكومييا الخفيفة والمريحة للمشاعر والاحاسيس. ومحاولة  إختيار الموقف الضاحك الذي يساهم في البناء الروحي والسلوك الحميد للنشأ. بمحاولة الابتعاد عن السلوك المبتذل الذي يثير الغرائز المنحطة عند المشاهد.

أنّ العقدة الرئيسية المنتظرة هي إثارة جو العداء الى اقصى مدياته والذي  ينتهي عادة  بالضرب الشديد الذي لايحمد عقباه رغم يقظة بقية الرجال الذين ينتظرون فك الاشتباك الذي يسعون اليه. ولكن من يضمن أنّ الضيف لايقدم على حركة تسبب ضررا جسيما بمقدم البرنامج.  ومن يضمن ان الضيف يسامح من جعلوه اضحوكة امام الناس. بإثارة الغرائز العدوانية فيه. ثم ألم يكف العراقيين مايعيشونه من عنف وارهاب يومي حتى يجدوا عنفا آخر في أوقات راحتهم؟

واستطيع القول ان (ياسرمان) هو برنامج تافه. ولا يمت الى فن الترفيه بصلة . انه استدرار لمشاعر وغرائز بدائية غبية، تظهر على السطح،  دون مراعاة لابسط السلوك الاخلاقي الذي يجب ان تضطلع به وسائل الاعلام ولاسيما قنوات التلفزة.

الترفيه فن راق  يعتمد على المعرفة والذوق وسرعة البديهة.

الترفيه لايعني التهريج ومغازلة الغرائز المتدنية في النفس البشرية.

الترفيه مسؤولية فيجب ان نجيد قواعدها أو نتركها لمن هو أهل لها.

 

رحمن خضير عباس

 

في المثقف اليوم