أقلام ثقافية

ضياء نافع: من المعجم الروسي – العربي للامثال الروسية (35)

diaa nafieالحلقة الخامسة والثلاثون من سلسلة مقالاتي حول الامثال الروسية.

ض.ن.

 

الترجمة الحرفية – الذي يتكلم كثيرا يعمل قليلا.

التعليق – معنى المثل واضح، وقد أشرنا ضمن هذه الامثال الى مثل روسي مناظر له وهو - عمل اكثر – كلمات اقل، وكلاهما في نفس المعنى، فالثرثرة تعرقل الاعمال، و(اذا تم العقل نقص الكلام) كما يقول المثل العربي الجميل.

 

الترجمة الحرفية – العيون تخاف لكن الايدي تعمل .

التعليق- يضرب في ان الانسان يخاف ويقلق قبل بداية الاعمال الصعبة او المعقدة، ولكنه ينفذها رغم تلك الاحاسيس.

 

الترجمة الحرفية – صديق مخلص افضل من مئة خادم.

التعليق – يضرب في ان الصديق المخلص هو (الصديق وقت الضيق)، وبالتالي فهو افضل من (مئة خادم) للانسان في محنته . الصورة الفنية في هذا المثل الروسي جميلة رغم ما فيها من مبالغة .

 

الترجمة الحرفية – المعدة الجائعة صماء امام كل شئ.

التعليق – يضرب في ان الانسان الجائع لا يستمع الى الكلمات بتاتا، اذ انها (لا تغني ولا تسمن من جوع)، و(الجوع كافر) .

 

الترجمة الحرفية –  التوغل في العلم – هو الصبر تجاه المعاناة.

التعليق – (دون معاناة لا يوجد علم)، هذا ما يشير اليه مثل روسي جاء ذكره ضمن هذه الامثال، واحدى هذه المعانات هي ضرورة الصبر عند التعمق في العلم .

 

الترجمة الحرفية – وعند العجوز توجد اخطاء.

التعليق – يضرب في انه لا أحد دون اخطاء وحتى كبار السن الذين يمتلكون الخبرة والتجربة في مسيرة الحياة، وهو مثل عالمي . يترجم جابر هذا المثل بعدة صيغ وكما يأتي - العصمة للنبي / لا احد بدون اخطاء/ الكمال لله / وهي ترجمات صحيحة طبعا رغم ابتعادها – بشكل او بآخر - عن الترجمة المحددة والدقيقة للمثل الروسي .

 

الترجمة الحرفية – ما تبذر تحصد .

التعليق – مثل عالمي مشهور، وهو واضح المعنى، ويترجمه جابر كما يأتي - حصد ما زرع ، وهي ترجمة سليمة تعتمد على الصيغ العديدة الموجودة لهذا المثل (من زرع حصد / كما تزرع تحصد / انت تحصد ما تزرع / كما تبذر سوف تحصد ...). يضرب في ان الانسان (يحصد) حتما نتائج ما يقوم به من أعمال في مسيرة حياته .

 

الترجمة الحرفية – عند كل حكيم ما يكفي من السذاجة .

التعليق – يضرب في ان الانسان الذكي قد يكون بعض الاحيان ساذجا وقصير النظر، ويقوم باعمال ساذجة وغير حكيمة لا تتناسب مع مكانته . يترجم جابر هذا المثل كما يأتي – لكل جواد كبوة، وهو استخدام صحيح للمثل العربي المعروف .

 

الترجمة الحرفية – الاماكن الرهيفة هي التي تتمزق.

التعليق – يضرب في ان الاماكن الضعيفة والمنخورة وغير المحصنة هي التي تنهار وتسقط قبل غيرها . يترجمه بوريسوف كما يأتي – لا يحصل الضرر الا في اماكن الضعف، وهي ترجمة سليمة.

 

الترجمة الحرفية – من النار الى اللهيب .

التعليق – يضرب للشخص الذي يحاول التخلص من مشكلة صغيرة فيقع في مشكلة أكبر . يترجم جابر هذا المثل بصيغتين عربيتين وكما يأتي – كالمستغيث بالرمضاء من النار / هرب من الدب فوقع في الجبٌ. يوجد مثل روسي مناظر أشرنا اليه ضمن هذه الامثال وهو – هرب من الدخان فسقط في النيران، وأشرنا فيه الى مثلنا العربي (بمختلف لهجاتنا) في هذا المعنى وهو – هرب من المطر فوقع تحت المزريب.

 

الترجمة الحرفية – من الشباب، لكنه مبكٌر.

التعليق – يضرب لشجب ذاك الشخص الذي يحاول الحصول على المناصب العليا مسرعا (وهو لا زال غض العود) دون تجربة وخبرة ودراية، والتي غالبا ما تنتهي بالفشل.

 

الترجمة الحرفية –  جاءت المصيبة – افتح البوابة.

التعليق – يضرب في ان (المصائب لا تأتي فرادى) كما يشير المثل العربي المعروف، ويترجم بوريسوف هذا المثل هكذا- المصائب لا تاتي منفردة، ويترجمه جابر- لاتاتي المصائب فرادى . يوجد مثل روسي آخر ذكرناه وهو - لا تاتي المصيبة لوحدها ابدا، لكن الصورة الفنية هنا تختلف، اذ انها اوسع خيالا .

 

الترجمة الحرفية – الانسان ينوي والرب يدبٌر.

التعليق – يضرب في ان الرب يساعد الانسان الذي يخطط ويعمل. يترجم جابر هذا المثل مستخدما المثل العربي المعروف وفي نفس المعنى وهو – الانسان بالتفكير والله بالتدبير.

 

الترجمة الحرفية - اعتمد على الرب، ولكن انت نفسك لا تتقاعس.

التعليق – يضرب لحث الانسان على العمل والاعتماد على النفس بعد الاتكال على الرب، اذ (يساعد الله الذين يساعدون أنفسهم) كما يقول المثل العربي .

 

الترجمة الحرفية – عندما لا توجد اسماك، فالسرطانات اسماك.

التعليق – يضرب للاقتناع بما هو موجود عند عدم الحصول على الشئ المطلوب . يوجد مثل جميل بالعربية في المعنى الواسع جدا لمفهوم القناعة، وربما يمكن الاستشهاد به هنا باعتباره يشمل المعنى العام نفسه وهو - القناعة كنز لا يفنى.

 

أ.د. ضياء نافع

...........................

من كتاب: معجم الامثال الروسية / روسي – عربي، الذي سيصدر في بغداد قريبا عن – (دار نوٌار للنشر).

 

في المثقف اليوم