أقلام ثقافية

رشيد العالم: أنجلينا جولي والتفاؤل

rasheed alalimمن منا لم يسمع بهذه الممثلة الشهيرة نجمة هوليود (أنجيلا جولي)، المولودة بـ (لوس أنجلوس) التي حازت على 3 جوائز الأوسكار (غولدن كلوب) وجائزة نقابة مُمثلي الشاشة، والتي اختيرت عدة مَرات لجائزة المرأة الأكثر تأثيرًا على المستوى العالم.

تزوجت أنجيلا بجوني (لي ميـــلر)، و(بيلي بوب تورنتون)، وقد أنجبت  ثلاث أطفال هم: (نوفيل شيلون)، و(كنوكس) و(فيفيان)، بالإضافة إلى ثلاثة أطفال بالتبني هم (مادوكس جولي بيت) من كمبوديا و(زهرا جولي) من أثيوبيا و(باكس بيت) من فيتنام

وقد أجرت أنجيلا عملية جراحية لاستئصال ثدييها بعدما علمت بأنها تحمل الجين المسمى بي (أريس إيه) الذي يكشف عن مخاطر عالية للإصابة بالسرطان، وبالإضافة إلى ذلك تشتغل أنجيلا حاليا منصب سفيرة النوايَا الحسنة في الأمم المتحدة لشـُـؤون اللاجئين.

وقالت أنجيلا بعد العَملية  " إن العملية خلفت جُرحَين صغيرين جدًا، وعدَا ذلك كل شيء لا يزال على ما يرام"  وقالت : " لا أزال أنا نفسي، وبالنسبة لأطفالي لا أزالُ أنــَا أمُّهم التي عَرفوها " كما قالت بأنها لا تشعر بأنها أقل أنثوية من ذي قبل، على العكس تمامًا إنها تشعرُ أنها أكثرَ قوة لأنها قامت بقرار مُهم في الوقت المناسب، وقال وزير الخارجية الذي رافق أنجيلا جولي في جولتهما إلى الكونغو أنها امرأة شجاعة وستكون بمثابة نموذج يحتذي به من طرف النساء حول العالم

دخلت أنجيلا قائمة (تايم 100) وهي تتضمن مائة شخص الأكثر نفوذا وتأثيرًا في العالم مَرَّتين في عامي 2006 و2008 وتعتبر الأكثرَ فوزًا بالجوائز في هُـــــوليود..

 ما يهمنــَا في هذه الأسطر ليسَ تسليط الضَّوء على نجومية هذه الفنانة اللامعة بقدرما يَهمنا جَانبها التفاؤلي والايجابي، فأنجيلا كما تقول لا يمكنها تخيل الحياة بدون تفاؤل، باعتباره قوة حيوية و طاقة إيجابية تمنح المرء القدرة النفسية والجسدية على مجابهة العوائق والأزمات التي يمر بها أي إنسان، فهي ما فتئت تعطينا دُروسًا جمَّة في التفاؤل والعزيمة التي وشمتها على أحد ساعديها باللغة العربية، وما تحديها للسرطان الذي تربص بهَا، وكان على وشك أن يسرق منها حَياتها إلا وجه من أوجه تفـَـاؤل هذه الإنسانية الطيبة الكريمة المعطاءة.. التي كانت وما تزال مَضرب المثل في الكرم والإحسَان ومُسَاعدة الأبرياء والفقراء والأيتـــام و واللاجئين و غيرهم...

توجه اهتمام الممثلة أنجيلا جولي نحو الأعمال الخيرية  والخدمات الإنسانية منذ زيارتها لكمبوديا لتصوير مشاهد من فيلمها (لاراكروفت)، حيث اطلعت على الفقر المدقع المُنتشر بين الناس وكرَّسَت جُهُودها للأعمال الإنسانية وعينت سفيرة نوايا حسنة للمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، وقامت بزيارة مُخيمات اللاجئين في أكثر من عِشرين دولة، وتصرُّ أنجيلا على دفع نفقات السفر من جيبها الخاص وهِيَ تقول إنها تخصص ثلثَ دَخلها من أفلامها السينمائية للأعمال الخيرية  الإنسانية، وكانت أول شخص يَمنحُ جَائزة مواطن العالم من رابطة المراسلين للصحفيين في الأمم المتحدة في العام 2003 تقديرًا لخدماتها الإنسانية.

فقد وَهبت أنجيلا لأحد معسكرات اللاجئين الأفغان في باكستان مليون دولار، كما أعطت مليون دولار لمنظمة أطباء بلا حدود، وكذلك مليون دولار وهبتها لمنظمة الطفل العَالمية، كما تبرعت بمليون دولار لمنكوبي دارفور في السودان، وتبرعت بمليون دولار إلى منظمة (غلوبال إيدر أليانس) وقد تبرعت جولي لأطفال كمبوديا بمبلغ 5 ملايين دولار، وتبرعت ب 100 ألف دولار لمؤسسة (دانيال بيرل).

من ما يميز أنجيلا، وبعض اللقطات التمثيلية التي شاركت بها في الأفلام الشعيرة، تلك العزيمة التي تسم عباراتها وقوة شخصيتها وجاذبيتها فهي تعكس من خلال بعض لقطات فيلمها، ضرورة أن يتحلى المرء بالعزيمة مهما كانت النتائج، وأن يتوقع الأفضل و السيئ حتى لا يفاجئ، شريطة أن لا يحول السيئ بينه وبين بلوغ ما يصبو إليه، ولا يهمنا من خلال هذه المسحة المختصرة لحياة أنجيلا  لقطاتها الأخرى المثيرة للجدل بقدرما يهمنا، شخصية أنجيلا المتفائلة والتي تحدت مرض السرطان وتغلبت عليه، وجانبها الإنساني كسفيرة للحب والسلام...

أدركت أنجيلا شيئا مهما خلال تجربتها السينمائية والفنية المليئة بالعطاء أن النجم والفنان ليس الذي يدخل قلوب الجماهير عن طريق الأفلام، بل عن طريق ما يقدمه للإنسانية.

هذه هي أنجيلا جُولي صَاحبة القلب الرهيف التي نراها في الصومال وفي جنوب إفريقيا وعيناها ملى بالدموع.

غير أن التفـــاؤل لا يفارق محياهــــا...

 

في المثقف اليوم