أقلام ثقافية

عايدة مغربي هنداوي صوت شعري وقصصي قادم من عكا

1335 hindawiعايدة مغربي هنداوي شاعرة وقاصة مميزة بنكهة الياسمين والقهوة المهيلة، قادمة من مدينة الاسوار وقاهرة نابليون، عكا الجميلة الغافية على البحر ولا تخاف هديره . وهي مدرسة للغة العربية ومركزة تربوية في الثانوية التكنولوجية نعمت في مجد الكروم، ومرشده لمشروع التوجيه المهني للمرحلة الثانوية .

وعايده حاصلة على اللقب الاول والثاني بامتياز في اللغة العربية، وفي ادارة المؤسسات التعليمية من جامعة حيفا، وهي تكمل دراستها الاكاديمية لنيل شهادة الدكتوراة .

وهي عضو في اتحاد الكتاب الفلسطينيين في الداخل، وتشارك بفعالية في النشاطات والندوات والامسيات الشعرية في مختلف انحاء البلاد . وقد فازت بجائزة المركز الأول بمسابقة القصة الومضة في العالم العربي، واختيرت كناقدة أدبية وعضو في لجنة التحكيم في الرابطة العربية للقصة الومضة بفعل منجزاتها الشعرية والقصصية وابداعاتها في الومضة والخاطرة الأدبية .

والقصة الومضة هي لون أدبي ونسغ ابداعي حديث وجديد من فنون السرد كالقصة القصيرة والاقصوصة .

عايدة مغربي هنداوي شاعرة رومانسية وقاصة مبدعة تتناول في أعمالها الشعرية والقصصية مختلف القضايا الوطنية والسياسية والاجتماعية، المسحوبة من واقعنا وحياتنا الطافحة بالالم والوجع والقهر وعشق الحياة رغم كل شيء.

تتسم كتابة عايدة بجرأة ورومانسية مرهفة، ولغة محكمة المفردات والتراكيب، ما جعلها تحتل موقعاً متقدماً ومكانة في الأدب النسوي الراهن، وحين تلقي قصاندها كالهة كنعانية تختزل كل أزمنة وأطياف عكا الراسخة والثابتة والصامدة باهلها .

تفتحت شاعرية عايدة وموهبتها في جيل مبكر وهي على مقاعد الدراسة، وعززت هذه الموهبة واغنتها وصقلتها بقراءاتها المكثفة في ينابيع الشعر رالقص والاستفادة من تجارب المبدعين العرب والفلسطينيين، ما اتاح لهذه الزهرة بالتفتح والنمو في مناخ ثقافي وأدبي، وفي تربة صالحة للازهار المثمر .

وما كان لهذه الموهبة وحدها بكافية للابداع، بل اسهمت الأحداث السياسية والواقع الاجتماعي والسياسي في ايقاد جذوة الشعر المضطرم في اعماقها، فصاغت القصاند الرطنية التي تتغنى بالازض رالوطن المتطلع الى يوم الخلاص والحرية رالعدالة والاستقلال .

كذلك كتبت الأشعار الرومانسية التي جاءت لواعج قلبية تجسد وتعكس ما يمور في الاعماق من مشاعر واحاسيس، وتنطق بما يعتمل في النفس من انفعالات، وهكذا مع قصائدها في كل الاغراض الشعرية .

ولعل القارئ يحس بجمال شعرها في نظمه وجرسه ورنينه، وفي انتقاء الالفاظ وتجانسها وترتيبها وكيفية نسجها معاً بحيث تبرز المعنى في ابرز صورة .

تمتاز قصائد عايدة بحس مرهف وذوق متميز، واسلوب جميل ورفيع راق، واحساس عفوي صادق، وجزالة العبارة . ولا شك ان تبحرها في اللغة وقواعدها، وكونها مدرسة للعربية له اثر بالغ في هذا الاتجاه.

تنتمي عايدة مغربي هنداوي للمذهب الرومانسي الذي جعل منها شاعرة مرهفة وشفيفة تحن وتتوق لعالم افضل، وتشتاق لحياة مثلى، كما جعل منها شاعرة الدمعة المنسكبة على مآسي الحياة، التي تعبر وتتحمل، تستغرق وتتأمل وتبدع .

وقد جاءت كتاباتها زاخرة بالعاطفة الجياشة، فياضة بالوجد، متأججة بالزخم العاطفي الوجداني الانساني .

اما من ناحية النسيج الاسلوبي فقد جاء متسماً بقوة التعبير ودقة المعنى واللفظ وشدة الايحاء والخيال الواسع الرحب .

وبخصوص اعمالها القصصية فقد جاءت تصويراً حياً وصادقاً لواقعنا الاجتماعي القهري وما يصاحبه من معاناة انسانية ومرارة، وقد نجحت في عكس رؤاه الخفية، سابرة اغواره العميقة، راسمة شخوصه بقدرة فنية بارعة ومدهشة .

ولعل الميزة الاساسية لقصص عايدة التي نشرتها، هو اسلوبها القصصي السردي وعنصر التشويق، والربط العضوي بين الشخوص والاحداث وتطوراتها .

ان عكا هي الرحم التي علمت عايدة مغربي هنداوي الشعر مثلما علمتها الابداع القصيي، واهدتها ابجدية الياسمين .وكم هي تحب وتعشق مدينتها الفاضلة التي ولدت فيها وترعرعت بين ازقتها وحواريها واسوارها واسواقها وفنارها، وتفتقت شاعريتها الحقة على شواطىء بحرها الهادر، فاستنشقت هواء الشعر وسط واحته تقطف زهرة من كل لون، وغاصت وابحرت في لجاته على سواحله عقود من لآلىء ودرر الكلام، فهزت الأغصان التي اسقطت اوراقها .

فكل التقدير لهذه الموهبة الشعرية والقصصية التي لا بد ان تورق وتخضر اكثر في بساتين وحدائق الشعر لتنمو وتكبر لتصبح شجرة وارفة الظلال، مع التمنيات بدوام العطاء الذي لا ولن ينضب .

 

شاكر فريد حسن

 

في المثقف اليوم