أقلام ثقافية

في معنى الصداقة

akeel alabodالصديق هو من يصدق القول معك، وصدق القول يرتبط بصدق النية، وصدق النية، يرتبط بطهارة المشاعر، وطهارة المشاعر، ترتبط بوظيفة العقل.

 وهذه الوظيفة تخضع الى شرطين؛ الاول انطباعي، والثاني استجابي، اما الانطباعي، فهو حقيقة الصورة المرسومة في ذهن الانسان، واما الاستجابي، فهو من الاستجابة، بمعنى طريقة التعامل مع الصورة العقلية بطريقة الاستجابة الشعورية الحسية، وهذه الاستجابة تشبه ألوان المرور التي هي:  الأحمر، والأخضر، والأصفر.

علما ان الصورة العقلية، ليست بالضرورة فيزيائية المنشأ، انما قد تكون حسية التكوين، اي ان الحس يكونها، بتشديد الواو وكسرها، وهذا التكوين فيه تغذية، وهذه التغذية من باب التفاعل، والتفاعل يرتبط بمسألتين هما: الزمن، ومقدار التأثر، بمعنى ان هنالك عملية حسابية رياضية لمقولة الصدق.

فالصدق تعريفه، تناغم هارموني موجي، يرتبط بحركة المشاعر ولغة الحس؛ وهو انتقال العلامة الصورية للمشاعر من الداخل الى الخارج.

 اما الداخل، فهو العالم الداخلي للكينونة، بما فيها المزاج، اما العالم الخارجي، فهو تمثيل هذه الصورة من قبل الوعي الخارجي.

والتمثيل هذا يشبه عملية التركيب الضوئي، بمعنى ان هنالك صناعة، وإنتاج-صناعة حسية تكوينية، وصناعة إنتاجية مشتقة من مفردات هذا التكوين.

لذلك الصداقة تشبه درجات التناغم الموسيقي لمجموعة النوتات التي منها تتألف التوترات، اقصد الأصوات الموسيقية للنغمة.

فالحس له نغمة موسيقية غير مرئية، هذه النغمة قابلة لإنتاج أنغام متعددة، لكنها في حقيقتها تحتاج لان تتحول الى معادلة رياضية ثابتة، هذه المعادلة منها يتم الاعتماد على التأليف الموسيقي.

والصداقة تشبه هارمونيا التناغم بين الحس، والوتر الموسيقي. هذا التناغم من شروطه الثبات، والديمومة، والثبات والديمومة حاجة واعية، هي من حاجات الوعي.

وهذه الحاجة الواعية ترتبط في أقصى اعماق الشعور لتنجب مولودا جديدا، هذا المولود من شروطه النمو الذي يرتبط باوكسجين الحياة.

هو يشبه شجرة تنمو أغصانها وتتفرع، وفي ذات الوقت جذورها تكبر في اعماق الارض.

اذن الصداقة خط عمودي تمتد أغصانه، وتتعاضد افقيا، وعموديا بخضرتها الوارفة، لتكون مزارا للاجيال التي تليها، فعلاقة سين من الناس مع صاد لها تأثير حسي هارموني فطري في نفوس الأبناء. 

الصداقة اذن معادلة رياضية، الوانها النغمية تعتمد على لغة واحدة، ومن شروط هذه اللغة انها لا تتجانس الا مع نظيرتها في المحبة، والاخلاص، والتضحية. والمعنى ان الصداقة لا تنعقد الا مع اصحاب النفوس التي لم يمسسها الصدأ. 

 

عقيل العبود/ ساندياكو    

 

 

في المثقف اليوم