أقلام ثقافية

كمان آينشتاين لسكوت ماينار

saleh alrazuk2في أول مجموعات سكوت ماينار Scott Minar اهتمام بالمعاناة الإنسانية. وقد ركز فيها على نمطين، الأمريكي الأسود الذي يتذكر أيام العبودية، واليهودي الأمريكي الذي هرب من هتلر.

وعلى ما يبدو إن ماينار لا بجد فرقا يذكر بين أغلال الرق ومعسكرات الإبادة التي أسس لها هتلر.

فكلا الحالتين لديه تعبير عن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان مع تفسير لحالة الرعب الوجودي بخطر الموت المبرمج، أو الموت المقصود. بمعنى وضع حد لحياة مجموعة من البشر بطرق غير طبيعية.

ولعل الموت في شعر ماينار ليس سريريا، بل هو أيضا سبات نفسي واجتماعي.

فالرزوح تحت نير العبودية في مزارع القطن في الجنوب أو معسكرات الإبادة في أوروبا هما شيء واحد.

وربما كان اختصار حياة الإنسان إلى نشاط مقيد وتحت المراقبة وفي مساحات ضيقة هو الذي انعكس على حجم القصيدة عند ماينار.

فكل قصائده تتراوح بين 100-800 كلمة. ويمكن أن تلاحظ عليها السمات التالية:

1- أنها تتابع الوعي الباطن وليس الواقع الطبيعي للأفراد.

2- تعيد تركيب المرئيات وفق قانون السريالية الثانية. فالسريالية الأولى هي تشويه لعالم القانون والمنطق بينما الثانية هي إعادة تعيين للفكرة وطريقة إدراكها من فوق واقع الظاهرات الطبيعية.

3- لا يوجد منطق يحكم نشاط الإنسان البصري ولا بقية حواسه، ويغلب اللامعقول والتخيل على كل شيء.

4- وأهم نقطة أنه يعول على البداهة والحكمة الإنسانية، أو نشاط العقل قبل دخول البشرية في مرحلة الفلسفة. بتعبير أوضح إنه يعود إلى عالم الأساطير والخرافات وليس لعلاقات ولا قانون المعرفة.

5- وهذا يدفعني لأن أرى أن سكوت ماينار شاعر يدرك ما حوله دون أن يعرفه. فهو بختزن الإيحاءات ولا يعمل على تركيبها.

6 - أما آخر نقطة وهي أساسية أنه يدخل في تجربة جديدة لتكوين وخلق العالم والكون وما فيه من حمولة بشرية وطبيعية على أساس من إدراكه للمخيلة وليس للجوهر. وأحيانا تغلب عليه روح ساخرة وناقدة هي أقرب للهجاء من التوبيخ.

ولتوضيح هذه الفكرة أذكر أن ماينار يتعامل مع ارتدادات المشاعر وما تحركه في الخيال وليس على ارتدادات الظواهر وعلاقاتها. فهو يعيد ترتيب إدراك العناصر الأولية وكأنه لا يزال في طور العماء أو العدم أو غياب الموجودات. ويعزز كل ذلك باللعب بالظواهر الصوتية وإيقاع المفردات وتوزيع حروف العلة بطريقة لها معنى.

وهذا مثال من آخر إنتاجاته

 

Einstein’s Violin

By: Scott Minar

*

What is it about the instrument

That defines its master? Einstein was a crappy

Violinist, but he played with so much passion

It didn’t matter. There are two twins

Flying through space. One is Einstein the musician,

The other Albert the physicist.

They will never catch each other

They’re inseparable as particles and waves.

*

His heart was a bomb

Growing exponentially through time

And space. He left something with me,

Soft as a theorem, quick as light.

Sometimes I play it in the dark,

Singing into myself the unifying theory

Of my own life.

 

إعداد: صالح الرزوق

 

 

في المثقف اليوم